وعندما يحلُّ ويسكن فينا الثالوث، فهذا لا ينقل إلينا جوهر الله، وإنما ينقلنا نحن كبشرٍ إلى الحياة الإلهية؛ لأن وجود جوهر اللاهوت فينا، لا يحولنا، فهو لا يسكن فينا لكي يحولنا إليه، بل يسكن فينا لكي نحيا به بشراً متألِّهين بالنعمة. هو ليس متألهاً؛ لأنه إلهٌ. وحتى تألُّه ناسوت الرب، وهو ما نصير نحن إليه، لا يجعلنا آلهةً مثل الابن الوحيد، أو مثل الروح القدس، بل ينقل أصلنا من العدمِ الذي جئنا منه إلى الحياة التي لا عدمَ فيها، بل الخلود؛ لأنها حياةٌ إلهيةٌ وَصَلَت إلينا بسبب اتحاد اللاهوت بالناسوت في ربنا يسوع المسيح، ومع ذلك، تظل إنسانيةً؛ لأن العدم لم يعد ملتصقاً بها، بل الحياة الإلهية هي ينبوع كل نعمة، وهي تسكبُ النِّعَمَ المتنوعةَ من أجل بقاء الإنسان في شركة دائمة أبدية حيَّة مجيدة. هذه هي الملامح الأولى للحياة الجديدة التي أخذناها من ربنا يسوع المسيح، وهي تُوهَب لنا في السرائر الكنسية.
اتحادنُا بالمسيح؛ لأن المسيحَ يسوع واحدٌ من اثنينِ
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- بتولية يسوع
-1- قيامتك وهبتني بتولية الروح فلم أعُد أحيا لذاتي ولا تدنَّس كياني بالبغضة *** دخلت…
- تعليم الرب يسوع
هناك حقيقتان في غاية الأهمية، هما: أن تعليم الرب هو التعليم الذي أسس العهد الجديد،…
- التلمذة للرب يسوع المسيح
التبعية أو التلمذة للرب يسوع المسيح يبدأ بإنكار النفس وحمل الصليب قبل الإيمان، وأتباع الطريق…