رقد في الرب أخٌ حبيبٌ لنا هو مدبِّر بيت الشمامسة القبطي بالجيزة. مشروعٌ تبناه العظيم القمص صليب سوريال، ورعاية الأستاذ رمسيس وضعته في مكان لائق مشرِّف. تخرَّج من البيت العديد من الرجال الأكفاء في مجالات مختلفة: القانون – الطب – الزراعة – المحاسبة … إلخ وكان ولا زال أغلب هؤلاء خدام أوفياء.
عُرِفَ عن أستاذنا الراحل الشهامة والرجولة والشهادة للحق، فهو من جيل الرجال الذين عاشوا في مناخ الحرية الذي أفرزته الحركة الوطنية، وكان حوله رجالٌ عِظام بكل ما في كلمة الرجولة من معنى: يسى حنا – شوقي توفيق، وغيرهما … ورحل الأرشي إلى عالم الخلود تاركاً فراغاً كبيراً بعد أن سار في طريق معاناة الألم.
كان شديد المراس، رقيقاً، وكان حازماً بصيراً. رفض الكهنوت حتى لا يقيد نفسه، فصار من أعلام من نطلق عليهم ذلك الاسم الغريب “العلمانيين”، وهو وصفٌ غير دقيق، يشير بشكلٍ واضح إلى غنوصية التفكير، وهو انقسام جسد المسيح الواحد إلى أكليروس – رهبان – علمانيين، بينما الجسد الواحد غير قابل للانقسام. والوجود والانغماس في المجتمع لا يعطي لأيٍّ منا لقباً أو وصفاً ينزع عنه عضويته في الكنيسة.
حاجتنا إلى الرجال تزداد كل يوم.
حاجتنا إلى رجل يقول كلمة الحق مثل رمسيس نجيب، وسليمان نسيم، ووليم سليمان، وميلاد حنا، ويسى حنا، وشوقي توفيق، وصليب سوريال. والجيل الذي شرب من ثقافة مصر الوطنية هم رواد الحياة الثقافية الذين أناروا طريق الفكر ضد محاولات يائسة لضرب الفكر، مثل توفيق الحكيم، وطه حسن، ولويس عوض، وأنور عبد الملك، وذكي نجيب محمود، وعبد الرحمن بدوي، ونجيب محفوظ، وعدد آخر يضيق المجال عن ذكرهم.
أقم لنا يا رب رجالاً لا يهابون، وشرفاء لا يخونون، ومكرسيين مثل رمسيس نجيب يعملون في صمت. قدوة عاملة ومثالاً للشرف والنبل والأمانة ….
لقد قطع الموتُ شجرةً من بستان الكنيسة، ورجاؤنا في الرب أن تنمو شجرة أخرى مثل رمسيس نجيب.
دكتور
جورج حبيب بباوي
28/2/2014