لم تكن مفاجأة لي ما حدث في المنيا من هجوم وايذاء وهدم، تم بيد اخوة لنا ضد اخوة آخرين. فعلى مدار ما يزيد على 40 عاماً كانت بذور الكراهية تُزرَع بشكلٍ منظَّمٍ، ولا تزال هذه البذور تُزرع بعد أن منحت لها شبكة المعلومات والفضائيات حقلاً أكبر لكي تنمو وتمارس أخطر ما يصيب العقل، وهو الكراهية واعتبار الآخر عدواً لأنه يختلف معنا.
شكلت بذور الكراهية هذه سلسلةً طويلةً بدأت باعتبار زواج الكاثوليك والإنجيليين زنى. وكنت قد كتبت مقالين في مجلة الهدى عن قدسية الزواج كشريعة إلهية وضعها الله نفسه، وبناءً على ذلك عُقدت لي محاكمة في استراحة الأنبا شنودة الثالث، لم تنتهِ إلى قرار، فقد كانت حقائق التاريخ أسطع من الاتهام الذي لا دليل عليه سوى “فتوى” الإكليروس.