من وقتٍ لآخر تطل علينا وجوهٌ عبر الفضائيات لا تعرف الآباء ولا التاريخ. وفي كل مناسبة تظهر قوائم اتهامات تنتهي بالتكفير على طريقة جماعات التكفير.
الأنبا شنودة الثالث مثل القمص متى المسكين كلاهما يؤمن بأن المسيح مات من أجل خلاص الإنسانية. هذه عقيدة وإيمانٌ ثابت.
الآب أشعل النار في ابنه يسوع وحوَّله إلى رماد لكي يشفي صدره.
هذا شرح الأنبا شنودة. وهو أفظع شرح يمكن أن يصدر من أي إنسان. الابن دفع ثمن خطايانا واحتمل غضب الآب، ومات من أجل محبته للبشر.
ويقدم الأب متى المسكين أكثر من شرح، ولكن الإيمان واحد.
الأنبا موسى أسقف الشباب اعتنق فكر الأب أوجين دي بليسي، وهو أن الإنسان أخطأ خطية غير محدودة، وجاء الرب لكي يقدم فدية غير محدودة.
هذه آراء لا يمكن أن تؤخذ على أنها هرطقة أو انحراف. هي وجهة نظر، وأصحابها جميعاً يؤمنون بموت الرب يسوع. لكن عندما ينحرف الشرح إلى درجة هدم وحدانية جوهر الثالوث، فالشرح يكون خطأً رغم سلامة إيمان مَن شرح. كذلك مَن يشرح الثالوث بأنه وجود وعقل وحياة، هو من أتباع سابليوس بلا شك، ولكنه لا يعرف ذلك، فقد أخطأ في الشرح، ولكنه لم ينكر الإيمان ولا أنكر الثالوث.
الهرطقة هي إنكارٌ للإيمان، وليست خطأً في شرح الإيمان. الأريوسية لم تكن خطأً في شرح الإيمان، بل إنكاراً لألوهية الرب والمخلص.
عندما يكتب الأنبا شنودة الثالث بأننا نتناول الناسوت فقط، فهذا تعليم نسطور، الذي حُكم عليه في مجمع أفسس 431. هذه هرطقة وليست خطأً في الشرح. ويصبح الأنبا شنودة الثالث نسطورياً. إذا قيل له إنه يعلم تعليم نسطور ولم يتراجع، فيكون قد أدرك الخطأ ولم يتراجع عنه. وكان يجب أن يُحاكَم، ولكن سكرتير مجمع الأساقفة الأنبا بيشوي صمتَ، وصمته دليلٌ على رضاه عن تعليم سيده.
تعليق واحد
سلام المسيح مع حضرتك دكتور جورج.
انني بالفعل راهب قبطي أرثوذكسي, ولكنني حينما أقرأ كلمات حضرتك أشعر يقيناً أن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية تكتفي فقط بلقبها الأرثوذكسي وتتخلي عن صفتها الأرثوذكسيّة الحقة التي ورثتها عن الآباء, حضرتك معلم فاضل وخادم حقيقي لرب المجد.