متى تسترجع مصر تاريخها العريق الحافل بكل أدوات التقدم؟ فهي أقدم دولة في المنطقة سادها الوحدة بين الدلتا والجنوب منذ عهد مينا أول موحِّد لبلدٍ أسهم بمقدار وافر في الحضارة القديمة، ثم توالت عليه النكبات من فتوحات تريد قهر شعبها واستغلال موقعها ومواردها .. هذه عبارة استاذنا الراحل لطفي السيد يوم تولى الرئيس جمال عبد الناصر رئاسة الجمهورية: “أنت أول مصري يحكم مصر”، ولو شاء الدقة لقال منذ القرن السابع الميلادي.
وفي داخل الوادي تحيا كنيسة مصر، وهي أقدم مؤسسة وطنية حاول الأجنبي المساس بها وفشل. حتى عندما داست جيوش الامبراطورية البريطانية على أرض مصر، كانت الكنيسة ومعها الأزهر – كلاهما معاً – البقعة الواحدة التي لم تخضع للإحتلال.
رحل الأنبا شنودة الثالث بعد معاناة ورحلة طويلة مع المرض، رحل إلى سلام أبدي نرجوه له ولكل الذين هم وديعة عند الخالق الكلي الرحمة وترك وراءه تركة ثقيلة جداً.
أولاً:
لم ينجح باباوات مصر منذ البابا كيرلس الرابع حتى البابا شنودة الثالث في وضع نظام داخلي يحكم مؤسسة الكنيسة، وهي فترة طويلة امتدت زهاء قرن وأكثر من زمان كانت فيه مصر تغلي بحركات ثورية وصلت إلى شكلها الدامي في ثورة 1919 وذلك بعد أن جاءت الحرب العالمية الأولى بدعوات الحرية والديموقراطية والحكم الذاتي ونهاية الامبراطورية العثمانية ونشأة “عصبة الأمم”. فقد تقدم مجتمع البشر في محاولات دائبة لوضع آليات التقدم في مجالات القانون والدساتير وحصر القيم الإنسانية العالمية التي تفتح باب التقدم .. ومع ذلك ظلت كنيسة مصر بلا قانون داخلي، وهي هنا تعكس أحدى نقائص الحضارة المصرية القديمة، وهي أن “الفرعون” هو القانون أو الشخص هو المؤسسة وهو كل شيء .. هذه أيضاً إحدى سمات عصر الرئيس جمال عبد الناصر؛ لأن القوانين والتغيير الدستوري جاء لمصلحة الحاكم، وهو وإن كان رجلاً وطنياً مخلصاً لم يعتدي على المال العام ولم يكسب من ديون مصر ولا تاجر بقوت الشعب، وقدَّم مشروعات وطنية لا زال بعضها على قيد الحياة، إلاَّ أن حلول الشخص محل القانون يعمل بشكل دائم على هدم كل المؤسسات ويفتح باب الاستثناء وهو ما يهدد النظام ويحفر قبر الاستقرار.
كانت أول لائحة لانتخاب البطريرك قد وضعها الملك فؤاد الأول لكي يُبعد القمص يوحنا سلامة الذي كانت له علاقة مشبوهة مع سفارة بريطانيا ليأتي بالأنبا يؤانس، وقبل ذلك ضاعت آليات اختيار أسقف الإسكندرية في ضباب عدم التدوين التاريخي الدقيق والاكتفاء بذكر وقائع بلا وثائق، فلا تزال الفترة التاريخية منذ مجيء مار مرقس مصر حتى القرن العاشر، وهي حقبة تمتد إلى ما يقرب من 1000 سنة خالية من مدونات معاصرة، أي وثائق تاريخية كتبها شهود شاركوا في الأحداث؛ إذ لم يصل إلينا إلاَّ تاريخ يوحنا النقيوسي، ثم تاريخ ابن المقفع. وما نراه في ما كتب بعد ذلك إن هو إلاَّ سرد قصص بلا سند تاريخي على طريقة الأستاذة الفاضلة ايريس المصري ومن قبلها القس منسى يوحنا، لهما معاً كل الاحترام على ما بذلاه من مجهود.
وظل عدم وجود أستاذ تاريخ كنسي في الكلية الإكليريكية يطاردنا طوال حقبة امتدت من عصر البابا كيرلس الخامس حتى انتقال الأنبا شنودة الثالث، فلا نجد لدينا إلاَّ التراث الشعبي المسموع، وهو أخطر ما يهدد أي ثقافة مهما كانت؛ لأن التراث الشعبي يدور حول بطولات وإنجازات الأشخاص، ويهمل تماماً ما تركه هؤلاء الأبطال خلفهم من مشاكل وهموم، أهمها انعدام النظرة المستقبلية؛ لأن الحديث عن الأبطال هو حديث الماضي المجيد الباهر الذي لا يحرك الحياة الراكدة والتي لا تبحث عن التقدم.
ثانياً:
من عيوب حقبة امتدت إلى أكثر من 100 سنة، إنعدام التمييز بين الإدارة الكنسية والقداسة. أنا أعرف قداسة البابا كيرلس السادس الراهب المتوحد رجل الصلاة وهو قديس كان يمكن أن يصل إلى ذات مكانة اسحق السرياني لو ظل في الوحدة .. نعم هو قديس، ولكنه لم يترك خلفه مؤسسة كنسية، ونحن نقصد بالمؤسسة على وجه التحديد أن يكون هناك:
1- قانون ينظم حياة الكنيسة – أول مكونات هذا القانون هو أهلية القس والأسقف وما يجب أن يتوفر فيهما من شروط ومواهب، بل ودراسة أكاديمية جادة في معهد أرثوذكسي تؤهله للتعرف على تراث الكنيسة – الكتاب المقدس – التاريخ الكنسي – القانون الكنسي – اللاهوت … الخ.
2- نظام مالي يحترم إنسانية القساوسة الذين يخدمون كنائس (فقيرة)، فقد كنت أسمع عن كنائس الدرجة الأولى – مارمرقس شبرا – العذراء مسرة .. الخ بينما هناك كنائس ليس لها درجة مثل الملاك القبلي مصر القديمة، وهي تجاور مسكن وإقامة القمص مينا المتوحد، ولا تبعد عنه إلاَّ خمس دقائق مشياً. كنت أنزعج لأن تصنيف الكنائس ما بين غني وفقير في كنيسة واحدة هي سمة ظلم اجتماعي يخالف كل تعليم مسيحي.
3- المؤسسات التعليمية، وكان رائد النهضة الذي لا يريد أحد أن يذكر اسمه هو البابا يوساب الثاني مؤسس معهد الدراسات القبطية، وهو مؤسسه بكل ما في هذه الكلمة من معاني .. رحل بعد سحابة سوداء من شك في قدرته على إدارة الكنيسة … لكن ذلك المعهد تراجع في عصر البابا شنودة الثالث، وإن ظل قسم الألحان والموسيقى حياً وكذلك قسم الفن القبطي، لكن – وتأمل – غاب قسم القانون الكنسي – قسم التاريخ الكنسي – أُغلقت مكتبة المعهد أبوابها قرابة 20 سنة.
أنا لا أشكك في حياة القادة، فتلك ليست مشكلتي؛ لأن الحكم على حياة وتصرفات أي شخص هو خاص بالله وحده، ولكن الإدارة الكنسية ليست مسألة شخصية، وإلاَّ لماذا حرصت الدسقولية وقوانين الرسل وقوانين المجامع المكانية والمسكونية على وضع نظام كنسي تحت اسم “قانون”؛ لكي يحمي الحياة الكنسية من عبث أي فرد أو قيادة ويضمن لها الاستقرار، بل والبقاء. والحديث عن التربية الكنسية والكلية الاكليريكية ومناهج التدريس يحتاج الى كتيب فقد نال الكل الإهمال والتراجع الواضح.
ثالثاً:
إذا كانت أحد عيوب الثقافة المعاصرة، وأنا أقصد الثقافة الكنيسة، هي انعدام التمييز بين القداسة والإدارة الكنسية، فإن أخطر ما يُضاف إلى هذا العيب هو العيب الأكبر وهو بالتحديد:
1- عدم التمييز بين الإدارة الكنسية والإيمان، أي العقيدة؛ لأن القانون الكنسي هو إدارة لا علاقة لها بالايمان المسيحي سوى استحسان واختيار ما هو أفضل لحياة الجماعة. فشروط اختيار الأسقف لا علاقة لها بعقيدة الثالوث أو إلوهية الروح القدس، سوى أنه نال أحد مواهب القيادة وهي موهبة لا علاقة عضوية لها بالإيمان نفسه. ولذلك، ما بين لائحة 1942 إلى لائحة 1957 لم يكن تطوراً ولا تراجعاً عن الإيمان، بل كان جهلاً تاماً بالتاريخ الكنسي الذي لم يحدد 15 سنة للرهبنة، وهو شرط وضعه المتنيح الأنبا يوأنس مطران الجيزة لاستبعاد القمص متى المسكين وباقي الجامعيين مثل القمص مكاري السرياني .. فالصراع كما هو معروف كان يدور حول اختيار بطريرك متعلم يفهم العصر … ولكن القيادة في ذلك الحين كانت في يد الحرس القديم بقيادة الأنبا يوأنس مطران الجيزة الذي مات في ظروف غامضة أثناء محاولة عزل البابا كيرلس السادس.
2- انعدام وثائق ومدونات قانونية تؤكد القيادات الكنسية أنها وثائق حقيقية غير مزورة .. آخر هذه المدونات هو المجموع الصفوي لإبن العسال، وهو من إبداعات القرن الثالث عشر، وبعد ذلك نام تدوين القانون الكنسي؛ لأن القانون هو ترياق الأزمة والمرض القديم، أي الشخص الذي يحل محل المؤسسة، والقانون هو الذي يحمي النظام نفسه.
ولذلك ينقض التراث المسموع على المجموع الصفوي، ويُتهم القانون رقم 15 من قوانين المجمع المسكوني 325 بأنه قانون مزور، وطبعاً أصحاب هذا الانقضاض هم الأساقفة الذين لهم مصلحة في كسر القانون؛ لأن هذا القانون يمنع بشكل قاطع نقل أسقف من إيبارشية إلى أخرى، وهذا نصه: “أنه بسبب ما ينشأ من الخلاف والتشويش البالغين قد استحسنا منع العادة التي شاعت في بعض الأماكن المخالفة للقانون الرسولي (15 من قوانين الرسل) فلا يُسمح بعد الآن لأسقف أو قس أو شماس أن ينتقل من مدينة إلى أخرى، وإذا حاول أحد الإكليريكيين، بعد صدور أمر المجمع القيام بعمل من هذا النوع وأصر على المخالفة، فكل ما يقوم به يعد لغواً باطلاً، أمَّا هو (أي الأسقف) فيجب أن يعود إلى الكنيسة التي اُختير لخدمتها أسقفاً كان أو قساً” (الشرع الكنسي – الأب يوحنا كساب – ص 82 – منشورات النور 1988). والقانون 15 هو نفسه ورد في مجامع مكانية أخرى سابقة ولاحقة على مجمع نيقية مثل مجمع سرديقية.
عند مفترق الطرق:
تقف مصر الآن عند مفترق الطرق بين طريق الدولة المدنية والحريات الإنسانية العامة التي جاءت مع ما يُسمى بالربيع العربي وإرهاصات ثورة تونس، ثم ثورة مصر 25 يناير، والدولة الدينية التي تجيء مع أحلام الماضي الذي لم يعرف منذ فجر الإسلام حتى العصر الحديث دولة دينية اسلامية، ومرجعنا هو الأستاذ على عبد الرازق في كتابه: “الإسلام وأصول الحكم”.
فيما بين كابول وقندهار، والقاهرة والإسكندرية ليست مسافة جغرافية فقط، بل حضارة ذات سمات معينة أتاحت لمصر أن لا تكون مثل افغانستان أو غيرها، بل دولة ذات مكانة في التاريخ والحضارة.
والكنيسة القبطية هي بنت مصر، لا يمكن فصلها عن الأم … ليس غريباً أن يدور الحوار حول أسبقية الدستور على اختيار رئيس الجمهورية، فتلك هي طبيعة الأمور، ولذلك يدور عندنا ذات الحوار، وإن كان على مستوى أقل، أي الحوار الخاص بتعديل لائحة 1957 التي ليس فيها أي ذكر للقرعة الهيكلية. والإدعاء بأن هذه اللائحة هي التي جاءت بالأنبا كيرلس السادس والأنبا شنودة الثالث هو قول لا يليق أن يردده أحد مهما كان؛ لأن هذا الإدعاء يعود بنا إلى المربع الخطر جداً، وهو القيادة بلا قانون أصيل، والقيادة بلا تصور للمستقبل، لاحتياجات الجيل الآتي؛ لأن حقبة البابا كيرلس السادس لم تعد معنا، والجيل الذي عاصره ينقرض بحكم قانون الحياة نفسها: الميلاد والموت. ثم أن الجيل الذي جاء في أحضان عصر الأنبا شنودة هو جيل الثورة، وهو جيلٌ لن يرضَ بأن يكون على رأس القيادة شخصٌ أُطلق عليه الرجل الحديدي، وهو اسم لا علاقة له بالمسيحية بالمرة، بل هو اسم وليد المنظمات الإرهابية، لا مؤسسة الكنيسة. أو سُمِّيَ بالرجل الثاني، فهذه التسمية أيضاً هي عيبٌ كبير في منظومة كنسية لا تعرف إلاَّ المساواة بين أعضاء الجسد الواحد، أي الكنيسة جسد المسيح التي لا يوجد فيها أول وثانِ.
إن ما أفرزه عصر الأنبا شنودة الثالث من قيادات في السكرتارية هو استمرار لنفس آليات الأنبا شنودة، ولكن مع اختفاء الكاريزما الشنودية المعهودة. أحد آليات عصر الأنبا شنودة هو بقاء سكرتير المجمع المقدس 25 عاماً، وهو أمر ضد لائحة المجمع يدل على أننا لا نقدر خطر الاستثناء؛ لأنه يهدم النظام، وعندما لا نجد النظام، بل نجد الأشخاص، فإننا نقع في ورطة الوجود في دائرة صراع لا يحكمها نظام أو قانون، بل تخضع آليات الصراع عندئذٍ إلى سلطة كهنوتية مزيَّفة لا تملك حق التصرف في حرية الأشخاص أو في وجودهم على أرض وطنٍ له دستور وقانون؛ لأن هؤلاء الأشخاص لا يعيشون في دائرتين: الولاء للوطن والولاء للكنيسة، ولأن أهم من هذا وذاك، حرص المسيح نفسه على كرامة ومكانة كل الخطاة الذين تعامَل معهم من السامرية الزانية، إلى بطرس الجاحد، ومروراً بشاول مضطهد الكنيسة، وليس انتهاءً بمرقس الذي هرب عرياناً ليلة القبض على المسيح في الستان .. هؤلاء لم ينلهم الاحتقار، بل غمرهم احسان المحبة.
هل تتوفر الرجولة والصدق في قيادات قبطية تضع لائحة جديدة تراعي فيها الوضع المعاصر، واحتياجات المستقبل وعودة المؤسسات التعليمية ونزاهة وشرف القضاء الكنسي.
هذا حديث المستقبل وله عودة
15 تعليق
الربط بين حالة مصر – الام – و حالة الكنيسة القبطية – البنت …. ربط عبقري و رصد حقيقي لواقع مرير نعاني منه …. الطريق مسدود … قبلا كنت اعتقد ان النفق المظلم مجرد نفق طويل ينتهي بضوء يبدوا خافتا جدا … اما الان فلا اري ذلك النفق اصلا … فهناك جدران شاهقة تحول بيننا و بين ما يجب ان يكون .
نعم نحن في مفترق الطرق … لكن لا يبدو ان هناك من يريد ان يسمع و من يسمع لا يستطيع ان يعمل و من يعمل هو كمن يحرث في الماء …
ليس لنا رجاء الا في يسوع ان ينخس قلوبهم المتحجرة و يعطيهم استنارة عقليه و قلبيه . امين
كلام رائع اتمنى ان يتحقق على ارض الواقع فعلا الفترة القادمة لاتحتمل القيادة من اشخاص بل بالقانون
يا ريت يكون على هيئة ملف
pdf
تحياتي
(بل كان جهلاً تاماً بالتاريخ الكنسي الذي لم يحدد 15 سنة للرهبنة، وهو شرط وضعه المتنيح الأنبا يوأنس مطران الجيزة لاستبعاد القمص متى المسكين وباقي الجامعيين مثل القمص مكاري السرياني .. فالصراع كما هو معروف كان يدور حول اختيار بطريرك متعلم يفهم العصر … ولكن القيادة في ذلك الحين كانت في يد الحرس القديم بقيادة الأنبا يوأنس مطران الجيزة الذي مات في ظروف غامضة أثناء محاولة عزل البابا كيرلس السادس.)
و اكيد طبعا استبعاد ابونا انطونيوس السرياني
يبقا القصة صحيحة !!!!
و اية محاولة عزل البابا كيرلس دي ؟
من الواضح انكم تمتلكون الكثير من اسرار وتاريخ الكنيسة فى النصف الاخير من القرن العشرين وحتى الان باعتباركم شاهدا على هذا العصر من قريب ولعلى لااخطىء اذا قلت انكم قد تكونون تمتلكون بعض وثائق هذه الفترة ايضا فلماذا يا استاذنا لاتسارع باصدار هذا العمل التاريخى الموثق العلمى خدمة للكنيسة وشبابها وهديا لاجيال لم تعاصر هذه الاحداث ونبراسا حتى لانكرر الاخطاء
حبيبنا الغالى جورج حبيب
نتألم فى اسبوع الالام لما آلت اليه احوال ام الشهداء الجميلة
الناس فيها قطيع لا راع له حتى اثناء حياة(راعى الرعاة) وحتى على الرغم من
اعداد الكهنة الذين يطلق عليهم رعاة وهم الذين فى حاجة الى راعاه
نحن محاطين بجبال من السلبيات القاتلة
نحن مخنوقين من افكار رجعية هدامة مترصدة لأى فكر حر مستنير
من حقنا جميعا ان يكون هناك من يمثلنا و يقدم شروطا اساسية يجب ان تتوفر فى البابا الجديد يجب ان تختفى كثير من الوجوه التى شوهت جمال عروس المسيح التى افتداها بدمه
أستاذنا الرائع الذي أتتبع مقالاته من سنوات.
أتصور أن بطريرك الأقباط هو الوحيد في العالم الذي يتمتع بسلطة غير محدودة ولا يسأله أحد تصرفاته .. لكن الإنقلاب على قراراته قد بدأ بالفعل قبل 40 يوم من وفاته وتمثل ذلك في قراره التعسفي بمنع الأقباط من زيارة القدس – لو تصورنا أن خلافا نشأ بين الحكوم المصرية وحكومة المملكة العربية السعودية – هل يتصور أحد أن يصدر قرار بمنع المسلمين من الحج؟؟؟ – هذا مثل واضح لمدى الديكتاتورية في إتخاذ القرارات – لا مانع لدينا لو قال البطريرك أنا شخصيا لن أتوجه إلى القدس إلا مع شيخ الأزهر – إنما لا يمكنني أن أمنع الأقباط من زيارة القدس – التأشيرة الإسرائيلية عملية شكلية تماما – والوضع الرسمي هو أن هناك علاقات طبيعية أو شبه طبيعية مع إسرائيل في ظل إتفاقية كامب ديفيد – تحياتي لكم
معا معا تجمع يضم ممثلين من كل أطياف الشعب القبطى بجميع هيئاته مطارنة وأساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وشمامسة وشماسات، شيوخ وشباب، رجال ونساء يجمعهم حبهم لكنيستهم القبطية الأرثوذكسية أمهم الحنون التى شربوا من تعاليمها المقدسة، وتربوا على تقاليدها العريقة، وهم يدركون أهمية هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها الكنيسة بعد نياحة أبينا مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، ويصلون من أجل أن يقيم لهم الله راعيا صالحا يقود الكنيسة فى فترة حرجة من تاريخ بلادنا الحبيبة مصر.
وهم يدركون أهمية وحساسية هذا المنصب السامى والرفيع لبابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى كل وقت وبالأخص فى هذه المرحلة ليس من الناحية الروحية والدينية فحسب ولكن من النواحى السياسية والاجتماعية وما يتعلق بمستقبل بلادنا مصر فى الظروف العصيبة التى تجتازها.
وإيمانا منا بضرورة وضع لائحة جديدة لإنتخاب الأب البطريرك لتتفق مع تعاليم الكنيسة الراسخة، وتتواكب مع روح العصرالذى نعيش فيه، ولما كان الوقت غير مناسب لوضع مثل هذه اللائحة لأسباب كثيرة أهمية تحاشى شبهة تعديل الشروط لتناسب مجموعة بذاتها أو تستبعد مجموعة بذاتها، فمن الأنسب تعديل اللائحة الحالية لتواكب العصر الحالى بتعديل جمعية الإنتخاب ومراجعة شروط الترشيح بصفة عامة.
ويعد هذا البيان التمهيدى دعوة للإشتراك فى الهيئة التأسيسية لتجمع “معا” وحضور الأجتماع الأول لوضع البيان التاسيسى للتجمع خلال اسبوع الأول من شهر مايو 2012، وندعو الأباء الموقرين أعضاء المجمع المقدس والأباء الكهنة وكل طوائف الشعب القبطى فى مصر وخارجها إلى الإنضمام إلى هذه الهيئة التأسيسية بإرسال بياناتهم التى تتضمن الأسم والخدمة أو النشاط الحالى ورقم التليفون وعنوان البريد الإلكترونى إلى عنوان البريد الإلكترونى: copticrock(at)yahoo.com أو على صفحة فيسبوك http://www.facebook.com/copticrock فى ميعاد غايته يوم الخميس 26 أبريل 2012 ليتسنى لنا تحديد موعد الأجتماع التأسيسى ومكانه مع وافر الشكر والتقدير.
هذا الكلام تكلمت به شخصيا مرارا ً و تكرارا ً … و لكن مين يسمع …. تفتكر مين يحب يكون فيه قانون ….هل الفراعنة قادة الشعب بالحديد و النار الذين لا هم لهم سوى انفسهم و شعب جاهل يسهل التحكم به ….انت تقول هذا لأنك لا تعيش على ارض الواقع بل تعيش بالغرب …كنت أود يوما أن أعمل بحثا بعنوان “إلوهية الكاهن” في الكتاب المقدس و التراث المسيحي ….نحن نعيش في عصر فيه الأسقف إله و الكاهن إله … وكل من يتعاطي الدين صار إله ….. و عجبي
الاخ العزيز دكتور جورج انا من المتفقين مع معظم افكارك ولكن التحدث في هذه الامور وبالذات من حضرتك سوف ياتي بنتيجه عكسيه وحضرتك تعلم السبب وتلميحك لاشخاص بعينهم مثل ما يلقب بالرجل الحديدي وهو ما افسد اشياء كثيره بتعصبه ..هذا سيؤدي بالمتعصبين الي العناد والاتيان باشخاص لهم نفس الفكر السابق الذي عانينا منه كثيرا وهذا نفس ماحدث في موضوع التعديلات الدستوريه ومن قال نعم دخل الجنه ومن قال لا فقد دخل النار …..يا دكتور نحن كشعب قبطي معظمه يمشي وراء القاده والكارثه لو كان القاده عميان ……فنصيحه من ابن اصغر عدم الكلام في هذا الموضوع منك بالذات وندعو للصلاه والصوم وحضرتك تحدد الوقت والصمت افضل شيء ولنترك الله يتكلم وان اردت احد يتكلم فليكن احد غيرك لانهم سيستغلون مقالاتك لتدعيم كراسيهم……….واخيرا هلك شعبي لعدم المعرفه والرب يبارك حياتك
سلام المسيح معكم ..
لو سمحت يا دكتور جورج كنت محتاج نص لائحه 1957 , لأني بدور عليها مش لاقيها … ممكن حضرتك تدلني اشتريها منين لو هي مطبوعه في كتاب ( انا من القاهره ) او يكون في لينك علي الانترنت …
لاننا محتاجين اننا نتكلم عنها , بس محتاجين النصوص لانها غير متاحه
شكراً لتعب محبتك
Engr. Op. Shenoda Shaker
سلامًا ومحبة
لائحة 1957م تجدها على صفحة صوت صارخ في البطريركية في الفيس بوك
ذهبت الى دير الأنبا بيشوى منذ حوالي 6 سنوات و معى مجموعة من الاصدقاء. و عرفنا أن البابا شنودة كان موجود فى الدير وقتها. فذهبنا الى المقر وطرقنا الباب و سألنا ان كان بامكاننا رؤية سيدنا و أخذ بركته. سألوا سيدنا فوافق .فدخلنا و جلسنا معه ما يقرب من 15 دقيقة.
سألناه فى هذه الجلسة أسئلة كثيرة عن كيفية خدمة أصدقاءنا فى الجامعة. أتذكر انه قال “ليتكم تتعلموا من حرارة جورج بباوى فى الخدمة” ذكر أشياء كثيرة منها أنك أثناء ملئ أوراق (أظن تقديمك للاكليريكية) كان يوجد سؤال عن مجال خدمتك فجاوبت “فى وقت مناسب و غير مناسب”.
أنا حقا لا أعرف أسباب خلافكم و لكن شعرت من واجبى أن أحكى لحضرتك هذه القصة.
اخي العزيز
banagia
لا يوجد صفحه غلي الفيس بوك بأسم
( صفحة صوت صارخ في البطريركية )
من فضلك لو ليها link ممكن تكتبه ليا
شكراً
أعتقد أن الإصلاح العلمى واللاهوتى والعقيدى للكنيسة المفروض أن يبدأ من إختيار :
1 ـ خادم مدارس الأحد يجب إعداده إعداداً لاهوتياً وعقيدياً وليس مجرد شخص لطيف وظريف والأهم مطيع ولا يعارض ولا يناقش .
2 ـ الكاهن ، وهنا الطامة الكبرى إذ أصبحت القاعدة أن يختار الكاهن من غير المتعلمين لاهوتياً ، يكفى أن يكون خريج جامعة لا يعرف أى علم كنسى وليس لديه نية أو قدرة أن يعرف ، الكنيسة الانجيلية رغم أنه ليس لديهم كهنوت إلا أنهم لا يعينون قسيساً إلا إذا كان خريجاً لكلية اللاهوت
3 ـ إختيار الأسقف وهنا القاعدة الانجيلية ” يكون صالحاً للتعليم ” بينما الذى يمارس حالياً هو خلاف ذلك
وكل الشعب والأسقف أو الكاهن يظن أنه ما دام الشخص لابساً للعمامة فهو قد صار عالماً بكل الأمور الكنسية ، وأتحدى أن تسأل أحد الأكليروس أى سؤال ويقول لا أعرف أنما كلهم أبو العريف ويفتح فمه ويقول أى كلام وأى شىء .
ويكفى مشاهدة أى برنامج فى إحدى القنوات الدينية القبطية لترى كمية الأخطاء الرهيبة حتى أن بعض الناس يسميها قنوات الهلوسة الدينية .
ليتنا نبدأ بإختيار بطريرك إنسان لاهوتى حقيقى ( وليس بالصيت والسمعة فقط ) ويُقَدِر قيمة العلم الكنسى ويتفق المجمع على فصر الرسامات على الاكليريكيين .