لقد غلب الربُ الموتَ في الآخرين مثل لعازر، و ابن الأرملة قبل يوم الجمعة الكبير. ثم غلب الربُ الموتَ علانيةً في كيانه (أي كيان المسيح) وهو معلق على الصليب في يوم الجمعة لكي ينقل إلينا الغلبة والإنتصار. لقد سبقت غلبةُ الرب على الموت يوم الجمعة لتستمر بعد يوم الجمعة وفوق الزمن. فالموت الذي ُغلِبَ في آخرين كان ولابد أن يُغلَب إلى الأبد في المسيح، وهو ما تعلنه القيامة المجيدة. وهكذا كل ما حدث سابقاً على يوم الجمعة صار مُعلَناً للإنسانية كلها على الجلجثة ومن القبر بالموت والقيامة، ولكي يمتد في الحاضر والمستقبل في أسرار الكنيسة المقدسة بعمل الروح القدس. لقد مات الرب على الصليب لكي يبيد الموت، هذا ما يعلنه العهد الجديد حسب الإيمان الأرثوذكسي ويُعبِّر عنه بكلمات مثل الفداء والكفارة والخلاص. و هي في المفهوم الشرقي الأرثوذكسي ليست مصطلحات نظرية بحسب القانون الوضعي الذي من صنع الإنسان وتمَّ تطبيقها على المسيح في الماضي، ليسهل فهمها للناس ولتبرر للحاكمين سلطانهم. بل هي حياة ممتدة في الحاضر والمستقبل.
التمايز في شرح العقيدة المسيحية (4)
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- التمايز في شرح العقيدة المسيحية (2)
أما اللاهوت الشرقي فلا يَعرف على الإطلاق مفاهيم العصر الوسيط الخاصة بهذه الكلمات (…
- التمايز في شرح العقيدة المسيحية (١)
إن شرح العقيدة الأرثوذكسية، هو شرح متعدد لحقيقة واحدة وتعليم واحد، صاغه قانون الإيمان وإجتهد…
- التجسد، العقيدة والمضمون
يقول القديس كيرلس في رسالته الثانية إلى نسطور مؤكدًا حقيقة التجسد: "نحن لا نعلِّم بأن…