جسدك يا يسوع هو جسدي
إهداء إلى نيافة الأنبا بيشوي
– إن لم يكن جسدُك يا يسوع هو جسدي،
إذن، فقد انفصل الجسدُ عن اتحادنا؟
– لقد تجسَّدتَ من أجل فداء الجسد والروح،
فكيف يُفتدى جسدي بدون الاتحاد؟
كيف يقوم جسدي إن لم تكن له ذات قيامتك؟
قيامتُك مؤسِّسةٌ لقيامتنا.
– إن لم يكن جسدًك هو جسدي، فلماذا تعطي جسدك لنا؟
وإن أنا أخذتُ جسدَكَ فقط، ألا انحصرت محبتك في هبة الجسد وحدها؟
لو وهبتَ لنا جسدَكَ يا يسوع بدون أُلوهيتك، لصارت محبتُك يا كاملٌ ناقصةً.
نعم، نَقُصَ منها الوجود الأبدي لأقنومك،
وغاب عنها معرفتُك بالآب،
ولم تعد بعدُ يسوعَ الذي مُسح بالروح القدس، فصار المسيح.
ولم تصلنا أبداً مسحتُك الإلهية، بل فقط ما أخذته من البتول.
– ما أخذته من البتول، نشأ بالروح القدس، بميلادٍ فائقٍ، ليس من هذه الخليقة؛
لذلك، ولأنك مِن هذه الخليقة، فقد نقلت هذه الخليقة إلى الحياة التي لا تموت، فالمجد لك يا محب البشر.
– عدمُ موتك يا يسوع هو الذي جعلك تقبل الموتَ على الصليب، لكي “تهدم الموت الذي دخل بحسد إبليس”.
عدمُ موتك يا يسوع هو أُلوهيتك التي حَفِظَت جسدك من الفساد، فأعلنت قيامتنا فيك.
– آه يا سيدي وربي …
لقد انفتحت عليك أفواه المرتدِّين إلى النسطورية، ففَصَلوا أُلوهيتك عن إنسانيتنا، دون أن يدروا أن ذلك يعني انفصالاً أبدياً.
لكن جسدك يا يسوع هو جسدي؛ لأن الجسد قائمٌ في قلب تدبير الخلاص، وسيقوم بذات مجد جسدك (فيلبي 3 : 21).
– السِّرُ سهلٌ لمن يحب. فالمحبةُ توحِّد ولا تقسِّم. تجمِّع ولا تُقسِّم.
وأنت أردتَ أن أكون مثلك، وأن أتحوَّل إلى ذات صورتك (2كو 3 : 18)،
ولذلك، أُولد من جديد مثل ولادتك، من الماء والروح،
وأُصلب معك؛ لكي لا تصبح الحياةُ القديمة هي أصل وأساس شركتنا، وهكذا تموت معها كل النظريات والقيم Values لكي نبدأ معاً حياةً جديدةً، أنت أصلُها.
– أذوق قيامتَك عندما أُصلي، إذ أعودُ بالصلاةِ إليك يا نبع الحياة.
فالصلاةُ هي عودةُ الوعي لِمَا أخذناه، وليست مجرد دعاء.
هي قبول ما هو حادثٌ، وهو سرُّ حضورك فينا الذي لا مثيل له.
– اِفتح يا رب عينيّ مَن لا يرى محبتك. مَن تحصَّن في القماش واللقب.
هذه صرختي إليك؛ لأنك أنت وحدك الذي ترد الضالين وتنير قلوب الجاهلين.
فأنت الذي تدخل قلب كل إنسان، لعله يسمع؛ فيرمي عنه سكين الكراهية التي تجعله ينزف حياته.
د. جورج حبيب بباوي