عندما سألت بعض الأخوة عن ما إذا كانوا يعلمون أن “السلام لجميعكم” التي تُقال في القداسات وفي كل الصلوات، ليس مجرد تحيةٍ، بل -حسب شرح القديس كيرلس الكبير في إنجيل يوحنا- هو عطية الروح القدس، وأنه طلب الروح القدس ليكون معنا وفينا عند ابتداء الأواشي، فقال كل الحاضرين إن “ايريني باسي” هي زي صباح الخير أو مساء الخير، أو إزيكم يا جماعة، أنا بسلِّم عليكم، وكانت إجابتهم نكتة سخيفة.
فقد غاب البعد السمائي، حتى عن الفهم الأرثوذكسي لسر الشكر، وتحول إلى سائل في دم المرأة … إلى آخر ما يعف اللسان والقلم عن كتابته؛ لأن “خبز الله النازل من فوق الواهب الحياة للعالم، ومن يأكلني يحيا بي، وأنا أكون فيه (حسب نص إنجيل يوحنا ص 6 القبطي واليوناني أيضاً)، أصبح بعيداً عن الخطاب المعاصر الذي أصبح يفتش عن كلمة لكي يشتم ويتهور في الهجوم على الأرثوذكسية نفسها.