إن الأدب الرؤيوي ليس له أمل في العيش على الأرض، فقط بمجيء الرب وتبدد الظلام هناك حياة، فالرجاء الوحيد إذ ا هو الله وفي السماء وليس على الأرض. فرجاء الأدب الرؤيوي هو سماوي فقط، لذا يجب أن تفرَّق النبوة عن الرؤيا، فإذا قيل أن الرؤيا هي نبوة فهذه هرطقة. وسفر الرؤيا هو سفر رؤيوي، يذكر فيه يوحنا رؤياه بصور ورموز مثله مثل الأنبياء الحقيقيين الذين لديهم خبرة نبوية، الذين كانوا يرون الرؤى ثم يكتبونها بعد ذلك بتأكيد مميز من خلال محيطهم. غير أن يوحنا عنده رؤية نبوية خاصة، فهو بعد معاينته للرؤى يأخذ صو را معروفة من العهد القديم ويعيد صياغتها، بمعنى أدق يعيد ولادتها بصيغة وروح مسيحية؛ لأن المسيح قد أتى، فهو ليس بناقل من العهد القديم. كما أنه يأخذ صو را من المحيط الذي حوله ويستعملها ليتفهمها القارىء.
فيوحنا في سفر الرؤيا يُعطي صو را كثيرة من العهد القديم ومن المحيط الذي حوله ومن خلالها يتكلم لاهوتيًّا، ولكن صور التعبير عنه مختلفة. ولاهوت هذا السفر يُبنى مع باقي كتب العهد الجديد، لأنه كتاب من كتب العهد الجديد ولا يمكن فهمه دون مجموعة الكتب الباقية لأنها كلها تُشكل لاهوت الكنيسة.