قيمة كتاب “تجسد الابن الوحيد” بلا حدود. فكل عبارات هذه المقالة، خصوصا المتعلقة باتحاد اللاهوت بالناسوت، حتى عبارة القداس القبطي “وجعله واحداً مع لاهوته ..”، هي من قلب لاهوت الإسكندرية، وقلب لاهوت كيرلس على وجه الخصوص. وقد أشرنا في الحواشي على قدر الإمكان إلى المصطلحات والتعبيرات الفنية الدقيقة التي أخذتها كتب الكنيسة القبطية عن كيرلس، أو التي وضعها كيرلس وخلفاؤه. ونشر هذه المقالة هو بمثابة اكتشاف للخلفية التاريخية واللاهوتية لإيمان كنيستنا. ولسوف يأتي الوقت الذي يتأكد فيه للجميع أن القديس ديوسقوروس لم يخرج عن تعاليم أسلافه، بل تمسك بها في وجه العاصفة على الرغم مما أُشيع عنه من افتراءات.
نرجو أن تكون هذه الترجمة بداية نشر كل مؤلفات القديس كيرلس السكندري وغيره من الآباء.. ونرجو أن يغفر لنا كيرلس تكاسلنا عن دراسته ونشر تعاليمه المقدسة التي أنقذت الأرثوذكسية، وأنارت طريق الكنيسة عبر العصور.