كان سوء استعمال المفردات هو أحد عناصر تجربة آدم وحواء في الجنة (تك 3: 1 – 7)، ولازال سوء استعمال المفردات هو الطابع المميِّز لكل الهرطقات ابتداءً من أول مدرسة للهراطقة جميعاً، وهي المدرسة الأريوسية التي تبنَّت أساساً لغوياً أقامت عليه فهمها للعقيدة. بدا هذا الأساس اللغوي في أن كلمة “ابن” تختلف عن كلمة “أب”، وبالتالي يجيء “الأب” أولاً، ومن ثمَّ يجيء “الابن” بعد ذلك.
وهكذا جاءت كلمة “الثاليا” أي “المأدبة”، اسماً جميلاً لمأدبةِ سمومٍ حَوَتْ عباراتٍ مسجوعةٍ سهلة الحفظ تخلع الإيمان من جذوره بقوة وطغيان الكلمة:
“كان هناك زمانٌ لم يكن الابن فيه مولوداً”.
وهكذا، وطبقاً لآريوس، فإن عبارة “مولود من الآب” لا تناسب جوهر اللاهوت؛ لأن الولادة تقسيم.
كما أن عبارة “اللاهوت لم يلد ولم يُولد” التي طبقها أريوس على الآب والابن، صارت فيما بعد إحدى عبارات نسطور التي أخذها عن أريوس، حيث طبقها على التجسد نفسه.
ظاهرة سوء استعمال المفردات، واللغة بشكل عام وأثرها على التسليم الرسولي للإيمان
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- موت المسيح على الصليب
كتِبت هذه الدراسة لكل من يفضلون الشهادة الحسنة على الصمت، وإلى كل ُأسقف وقس وعلماني…
- النعمة والاستحقاق حسب التسليم الكنسي
وصلتني رسالة من صديق ذكر فيها ما يلي: "وقال أبونا إنه غير مستحق أن يلمس…
- ميمر الأنبا بولس البوشي على رشم الصليب
تأمرنا الكنيسة أنْ نرشم الصليب قبل السجود. ليست هذه عادة، ولكن لمعنى جميل ودقيق، فنحن…