-1-
من حقل الحق جمعتُ الحنطةَ
طحنتها في مطحنة الآباء
بخمير النُسَّاكِ
جعلتها قربانةً
خُبِزت بنار أُم الشهداء
***
اسمُك ختمٌ لا يزول
خَتَمَ القربانةَ بخمسةِ جروحٍ
تحيط بالاتحاد كحارسٍ لا ينام
وحتى تُوَزَّعُ على الأحباء
تبقى في سر تدبيرك
على مذبح العطاء
تعطي من رشومات يديك
اشعاعَ محبتك
***
قربانةُ يسوع
عطاءٌ خاص
يعرف المحبُّون قدَّاسه
يسوع يقدِّسها
من كيانه المصلوب دائماً
من جراح محبته يوزِّعها
يأخذها الأحباء بفرحٍ
يشتُمُها الجهلاء بقسوة إبليس
يدق ناقوس أُم الشهداء
يدخل موكب الملك
حاملاً معه قرابين العطاء
يبدأ القداس بالاختيار
بالطرد وبالشتم لكي يُفرز الحمل
يفرح خورس الحاقدين
يسجد بنفاق إبليس
لما صلى يسوع تحليل الخدام
لم يسمع أسماء قربان العصور
لم يفهم أن شركة يسوع
قربانٌ واحد
كل قربانةٍ هي قربانة يسوع
-2-
يا مَن جئت وجعلت
الحنطةَ قرباناً
مزجت الدقيق بماء الحق
في فرن أُم الشهداء
ركنٌ خفيٌّ
للمطاريد وشهود الحق
جمعَ إبليس خورس الحاقدين
هلم نحرق القربانةَ بنار الحقد
يسوعُ، بيده الإلهية
يختار من حريق الحقد
تقدمةَ حقٍ ومحبة
لا قداس للحقد
لا نشيد ولا لحن
تسمع أصوات صغار الشياطين
وصمت القربان ردُّ الحق
لا حوار مع الكذب
وفي الصمت ترى الجروح الخمسة
حول الاسباديقون
تحدد مكانة الجريح
يكمل تقدمة يسوع
دائرة الخلقة الجديدة
قدوس. قدوس. قدوس
السماء والأرض
مملوءتان من مجدك
لأنك من تراب الأرض
أخذت تقدمةً أبديةً
باسمك الجريح
أعطيت عربون القيامة
دكتور
جورج حبيب بباوي
21 نوفمبر 2015
ذكرى 77 عاماً من عمرٍ مضى
تعليق واحد
عيد ميلاد سعيد أستاذنا الفاضل، أدامكم الله ومتعكم بوافر الصحة، ودائما في ملء النعمة شاهدًا أمينًا للمسيح، مُعلّمًا حكيمًا، ومجددًا لثوب أم الشهداء. في يوم تذكار ميلادك نقر بأفضالك علينا يا من تتحفنا بكنوز قلبك الزاخر بحب المسيح، وتمتعنا بلآليء كلماتك التي يتكلم الروح بها من خلالك. نصلي أن يحفظك المسيح ويعوضك عن كل أتعابك، ويبارك أسرتك وخدمتك أيها الخادم الأمين والمُعلّم الكنسي الجليل.