تابعت ما ينشره الذين لم يكونوا قد حصلوا بعد على الثانوية العامة، وقت أن ترهب الشهيد الأنبا أبيفانيوس، وأكتفي بأن أقول لهم إنه لا يمكن أن نبادلهم ما ينشروه من كذب وتدليس؛ لأن النزول إلى ذات المستوى هو تخلِّ عن الإنسانية التي ننتمي إليها في المسيح بشكل خاص، وينتمي إليها كل البشر الذين أنار كلمة الله حياتهم لأنه “النور الذي ينير كل إنسان”.
من يحاكم الأنبا أبيفانيوس لا يعرف أن الاتهام بالانحراف عن الأرثوذكسية بغير دليلٍ موثَّقٍ من كتابات الأسقف الشهيد، هو اتهامُ شخصٍ بلا حياء وبلا هيبة وبلا معرفة، وهو متغرِّبٌ عن معدنه المزيف، وينتمي إلى المسيحية بالاسم؛ لأن من لا يعرف كيف يحب الأعداء ويطلب لهم الغفران حسب الصلاة الربانية هو متغربٌ تماماً عن الله، وبعيد عن المسيح، يقدم الدليل على ذلك بالشماتة والادعاء على الأسقف الشهيد بما لا يمت له بصلة.
لقد خسرنا رجلاً عالماً أميناً صادقاً وراهباً أصيلاً، وخسارتنا فيه لن تعوض. وما نشر قائمة الأحقاد التي تصدرها أسقفنا الشهيد إلا فزعٌ وخوفٌ من صدق وأمانة عشرين شخصاً بالاسم والصورة حتى يكونوا هدفاً للانتقام بعد أن عجزت مؤسسة مطران دمياط عن الحوار أو المحاكمة، فلم يتبقَ لها إلا الشتم والتحريض وإلقاء الاتهامات على عواهنها.
وأكرر، أن قرار الحرمان الأول الذي صدر ضدي وقت أن كنت ما أزال أعيش في القاهرة 2002، كان خاصاً برفضهم الشركة في الطبيعة الإلهية، ولكن بعد أن تركت مصر في نفس العام، انتظر خدام الكذب وأصدروا قراراً آخر في 2007 ألغاه القضاء الإداري، وأصبح الحكم نهائياً رغم طعن الأنبا شنودة عليه. وبالتالي ليس من داع للكذب بأن القرار صدر لأنني كنت أتنقل بين الطوائف المسيحية.
حفظنا الله من السقوط في هذا الفخ الشرير الذي سقط فيه هؤلاء، فلا نسقط معهم ولا نتدنى إلى ما ابتلوا به أنفسهم من أمراض.
لعل الآب السماوي يجود عليهم، كما يجود على كل مسيحي حقيقي، بعطية المحبة السماوية، فنحيا مسيحيين حقيقيين بالحياة التي تحيا في نور المحبة الإلهية.