كلمة الدكتور جورج حبيب بباوي للشعب القبطي تعليقا على حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية.
النفوس التي ترشم على ذاتها علامة الصليب أثناء الصلاة، يجب أن تعرف أنها مدعوة لأن تُصلب مع المسيح؛ لأن الصليب الذي نُصِبَ على جبل الجلجثة لم يكن صليباً واحداً فريداً، بل كان صليباً مغروساً في قلب كل مسيحي، وصليباً يدعو كل مسيحي لأن يتشبَّه بالمسيح. في هذه الكلمة يشرح لنا الدكتور جورج كيف نعيش في الأزمات، وكيف نتصرف في جيل قد اشتدت فيه العداوة والبغضة، كما يجيب عن أسئلة خاصة بالمعنى المقصود من بعض عبارات الكتاب المقدس، مثل :”الذين يضايقونكم يجازيهم الله ضيقاً”، و”لي النقمة أنا أجازي يقول الرب”، كما يشرح موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من الاعتراف بالشهداء والقديسين في الكنيسة.
14 تعليق
الدكتور ذكر موضوع هام جدا وهو “الصلابة القبطية” التي نكتسبها بتذكر شهدائنا دائما وأن يكون لهم مكان في كنيستنا لتنتقوى بهم وبدمائهم ونتمسك بالإيمان فهم امثلة حية تشهد على إيمانهم.
أضم صوتي مع صوت الدكتور بباوي بضرورة تمجيد الشهداء بل أزيد عليه أنه ينبغي عمل في كل كنيسة مصرية من الآن وإلى أن يأتي المسيح .. نعمل مكان مخصص لأبناء كل كنيسة من الشهداء توضع فيها صورهم وتوزع نبذات لسيرتهم.
اسهروا.اثبتوا في الايمان.كونوا رجالا.تقووا.
الاستاذ الفاضل الدكتور جورج
اشكرا جدا على نشرات التوعية هذة لانها مفيدة لى جدا .لى سؤال ارجو ان اتعلم منك بشأنة
على قدر معرفتى ان الشهيد هو من يسأل عن ايمانة فيشهد وان تطلب الامر حياتة او ترك الايمان يقدم حياتة فالشهيد شاهد.بهذة الرؤيا ارى ان هؤلاء (اخوتنا فى كنيسة القدسين)تألموا لاجل المسيح تألموا لكونهم مسيحيين وليسوا شهداء ولو تحتملنى قليلا ارى من ذهب بعد ذالك للكنيسة وهو يعلم انة قد لا يعود فهاذا هو الشهيد.رجاء محبة ان تتفضل وترد على سؤالى ولو بايميل ( انا لى دور صغير فى التعليم بالكنيسة فالامر ليس لشخصى فقط) رجاء رجاء الرد
المسيحى هو الانسان الذى يشهد للمسيح فى حياتة اليومية واقرار الايمان الذى يقرة القبطى يوميا فى صلواتة الليتورجية تحت مسمى قانون الايمان هو بمثابة الشهادة المنطوقة والتى لها صدى فى حياة المسيحى اليومية فى تعاملاتة وسلوكة ورؤيتة فى الحياة والالم ورؤيتة لأحداث العالم التى تحدث حولة وقمة هذة الشهادة هى الاستشهاد بسفك الدم لكونة مسيحى وطبعا الصورة القديمة للأستشهاد فى العالم الوثنى كان فيها إقرار إيمان من جانب المسيحى لأنة كان هناك خيار بين الامبراطور كاله والمسيح كاله وهذا الخيار هو امام المؤمن اليوم فى كل لحظات حياتة مع اختلاف الشكل القديم فالمؤمن علية فى حياتة اليومية ان يجدد اختيارة بين المسيح ورئيس هذا العالم الذى يضع امامة كل يوم اختيارات بأشكال مختلفة . الخلاصة نحن بكوننا مسيحيين شهداء شهادة الحياة ومِنا مَنْ يختارة الرب ليذوق قمة الشهادة اقصد شهادة الدم. اطمئن يا أستاذ ماجد شهداء كنيسة القديسين هم شهداء لأنهم استشهدوا لأنهم مسيحيون حتى لو دخلوا الكنيسة وهم لا يعرفون ميعاد استشهادهم لأنه كما قلت المسيحى هو الذى يشهد للمسيح فى كل لحظة ومستعد لأن يستشهد شهادة الدم .
أولاً أشكرك على هذا السؤال، فقد فتحت لنا باباً كان يجب أن نتكلم فيه منذ زمن، وذلك بسبب تراخينا في دراسة التاريخ الكنسي. فالتاريخ الكنسي لم يأخذ حقه في الدراسة في اجتماعات الشبان، أو في مدارس التربية الكنسية، ولا حتى في الوعظ. وإن كان التاريخ الكنسي يعرض، وإنما بطريقة مبسطة في السنكسار، وأنا أشعر أن سؤالك يعد انعكاساً لما ورد في السنكسار. ونحن هنا لا نعترض على السنكسار باعتباره درساً مبسطاً مختصراً يلقى أثناء الخدمة الإلهية (القداس). لكن هناك وقائع كثيرة في التاريخ تؤكد أن البعض سئل عن إيمانه فاعترف ولم ينكر، واستشهد بناءً على ذلك. لكن ليست هذه هي الصورة الوحيدة التي احتفظ بها تاريخ الاستشهاد في المسيحية، فهناك رؤية تاريخية أخرى. ففي زمن دقلديانوس كان هناك من يقتلون لمجرد أنهم ينتمون لأسرةٍ مسيحية، هؤلاء كانوا يقتلون دون أن يُطلب منهم المجاوبة على سؤال الإيمان. فمن يذهب إلى الكنيسة بغرض تفجير عبوة ناسفة، يذهب إلى هناك بقصد قتل المسيحيين، وقد ذهب وهو مصمم على قتل هؤلاء بسبب إيمانهم.
في زمن القديس أثناسيوس، دخل الأريوسيون كنيسة القديس ثاؤنا، وكان البابا أثناسيوس يصلي عشية، وعندما علم بوجودهم وبنيتهم، أمر الشمامة بترتيل المزمور 136 “لأن إلى الأبد رحمته”، وخرج هو من الباب الخلفي، فهجموا على الكنيسة وقتلوا بعضاً ممن كانوا موجودين فيها لأنهم يؤمنون بإلوهية السيد المسيح، دون أن يُسئلوا عن إيمانهم، فحسبوا ضمن شهداء الكنيسة.
أما عندما تقول إنهم يسحبون شهداء لو كانوا قد ذهبوا إلى الكنيسة وهم يعلمون أنهم لن يعودوا، فأنت هنا كمن يجلس على كرسي الدينونة؛ لأنك تفتش في الضمائر والقلوب، ومن أدراك أساساً أن شخصاً منهم كان يعرف أن لن يعود من الكنيسة. يا أحباء المسيح من يرشم ذاته بعلامة الصليب ولو لمرة واحدة، فقد فصل نفسه وحياته عن العالم كله “قد صلب العالم لي وأنا للعالم”([1])، أما إن كنا متخلفين في فهم العقيدة والطقوس فهذا موضوع آخر.
لا يجب أن ننسى أن المعمودية هي تأهيل للشهادة، فنحن نصلي أوشية القرابين في طقس المعمودية على المعمدين:”شعبك وعبيدك الذين قدموا أبنائهم على مذبحك المقدس الناطق السمائي”([2]) -التي هي المعمودية- “أقبلهم بخدمة الملائكة ورؤساء الملائكة”([3]). وبالتالي عندما نعتمد، فنحن نقر بأننا قرابين وذبائح، أي شهداء.
إضافةً إلى ما سبق، ألفت النظر إلى صلاة التجنيز التي تتم بعد قداس أحد الشعانين. هذه الصلاة تعني أننا متنا. وقد قال لي مرةً القمص مينا المتوحد: “يا أبني هم الرهبان هم بس اللي لابسين أسود؟! ما العلمانيين أيضا يتصلى عليهم صلاة الجناز ما هما رهبان بس رهبان عايشين في العالم. ولما قلت له أن العلمانيين متزوجين، رد ” ومتى كان الزواج ضد الرهبنة؟” – ضاحكاً”
وأود أن ألفت نظرك إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي: أنك عندما تقول “إنه ذهب إلى الكنيسة وهو يعلم أنه قد لا يعود”، فهذا يعني أنك وضعت المعرفة فوق الإيمان. وعندما تضع المعرفة فوق الإيمان نكون قد انتقلنا من المسيحية إلى الغنوسية، أي الخلاص بالمعرفة، في حين أن الخلاص هو بالإيمان. ولذلك فمن دعي لكي يكون مسيحيا وعاش الحياة المسيحية، يكون شهيداً عندما يقترب منه شخص إرهابي لقتلة لمجرد أنه مسيحي. لأن الذي يذهب ليفجر العبوة في الكنيسة لا يعرف من هو هذا الذي قتله.
فالنقطة الجوهرية أنه قتل لأنه مسيحي، مثل شهداء الفكرية الذي دخل عليهم الإرهابيون الكنيسة وفتحوا المدفع الرشاش. ومثل أثنين أو ثلاثة في دير المحرق.
يا سيدي العزيز منذ متى نضع المعرفة فوق الإيمان؟!، وهذه نقطة الخلاف الأساسية بيني وبين بعض الإكليروس دون ذكر الأسماء. نحن نحكم إيمانياً. ولذلك عندما أقول إن الأخ محب زكي – وأنا رأيت الجنازة الخاصة به على الإنترنت ورأيت طيف القديسة مريم أثناء الجنازة – مات شهيداً، فهل كان لاعترافي هذا دخلٌ بدخوله السماء باعترافي أنا!؟ أبدأ. بل أنا أبجله وأحترمه بسبب موته من أجل المسيح. لقد مات من أجل المسيح. مات من أجل المسيح، والمسيح هو من له الحكم النهائي.
من الثابت تاريخياً أن من يُسأل عن إيمانه، فلا يُنكر، فيُقتل فهو شهيد. تلك حقيقة لا خلاف عليها، ولكن الذين قتلوا أيضاً بسبب إيمانهم هم شهداء أيضاً، ولا يصح أن نقول عنهم إنهم فقط تألموا. ماذا يعني القول بأنهم تألموا؟ ليس لدينا في الكنيسة إلاَّ مؤمن أو شهيد أو معترف أو قديس. أما قولك هذا، فيعني أنك تريد أن تُدخل تصنيفاً جديداً في الكنيسة. إن الذين قتلوا في مذبحة نجع حمادي ومذبحة الإسكندرية ومذابح الكشح وكفر دميان وغيرها هم شهداء وليسوا مجرد متألمين.
يا سيدي سوف أذكر لك مثلاً منذ أحداث الزاوية الحمراء بالقاهرة: أبونا غبريال عبد المتجلي. بشهادة الشهود من المسلمين لا من المسيحيين. قالوا له: قل الشهادتين، فقال لهم عيب يا أولادي أنا قسيس كيف أقول الشهادتين! فلم يعترف بإيمانهم. قال لهم “أنا قسيس كيف أقول الشهادتين، عيب عليكوا تقولوا الكلام ده!” فكسروا دماغة بالبُلط، وعندما استلمنا جثمانه من المشرحة لم يكن هناك جمجمة نستلمها، أليس هذا شهيد؟!
لماذا نكثر من وضع مقاييس جديدة، بينما التسليم الكنسي واضح؟ أنا أبجلهم أحترمهم وأعطيهم لقب شهيد عن جدارة، وأرجو أني أيضا أكون مستحق أني ألحق بهم، والمجد يعطى من الله وليس بحكم الكنيسة. نحن ننسى أن الحكم الأخير لله وليس للكنيسة.
نحن نطلب الراحة والنياح للكل. يا سيدي العزيز في المجمع ماذا تقول؟، “لأنه هذا هو أمر أبنك الوحيد أن نشترك في تذكار قديسيك([4])”. ونذكر القديسين ونضع الشهداء والمعترفين بينهم وكل المبشرين، فما هو اللقب الذي نلقب به هؤلاء؟
لماذا لا تريد تلقيبهم بأنهم شهداء؟ لماذا؟ هل بسب المعرفة؟! من قال إن المعرفة هي التي تقيم من هؤلاء شهداء!؟ متى يقاس أي شيء في المسيحية بالمعرفة؟ في المسيحية تجد أن الإيمان يسبق المعرفة. ولا معرفة بدون الإيمان.
أنا أسف أن أقول أخيرا بكل حزن وألم: إن كنا دخلنا عصر الفتاوى في الكنيسة، فإن عصر الفتاوى عصر خطير جدا على الكنيسة؛ لأن هذا يعني أننا أصبحنا غنوسيين. الإيمان يسبق المعرفة والمعرفة تأتي من الإيمان. والإيمان هو أساس المحبة والمحبة تدعم الإيمان. والرب يسوع المسيح يعزي كل من فقد إنسانا ويتعطف علينا ويرحمنا، لأنه محب البشر وصانع الخيرات الرحوم، الذي سترنا وأعاننا وأتى بنا إلى هذه الساعة له المجد الدائم إلى الأبد آمين.
دكتور جورج حبيب بباوي
[1] غل (6 :14)
[2] طقس تقديس مياه المعمودية
[3] المرجع السابق
[4] صلوات القداس الإلهي (مجمع القديسين)
لتنزيل الملف
who_is_martyr.mp3
الاستاذ الفاضل الدكتور جورج
اشكرك جدا على الرد انا يوميا كنت اتابع منتظر الرد اشكرك. انا لم افتى يشىء او اطالب بالمعرفة كغنوسى او اجلس على كرسى الدينونة (لية الكلام الصعب دة) وكمان طلعت متخلف كل دة من سؤال ! انا فقط قلت لك اريد ان اسأل لاتعلم اعتقد انى لم اخطىء لماذا تشعرنى بأنى مخطىء لمجرد طلبت منك المعرفة !!واكرر شكرى لوقت الثمين لانسان يطلب ان يعرف لكنك صعبت على جدا التفكير ان اسأل ثانيا.لية!!
الأخ العزيز ماجد
أسمح لي أرد نيابا عن د. جورج مؤقتا
الدكتور جورج في مستهل حديثة قال أنك شخص “جيد جيدا ونظرته جيده” ويشكرك على لأنك فتحت موضوع هام جدا وقال “كتر خيرك”
وده ورد في التسجيل.
لكن الدكتور ينتقل من الخاص -الرد عليك- إلى العام -الرد على جموع من ينكرون شهادة هؤلاء- ومنهم بعض الإكليروس. وهو يرد عليهم لأنه قال “هي دي نقطة الخلاف بيني وبين بعض الإكليروس”.
“والتخلف في فهم العقيدة” ليس في معناه الطبي ولكنه حالة التراجع الفكري.
فأرجوا أن تستمر في السؤال لأن هذا الكلام لا يخصك أنت مباشرة بل أنت فتحت لنا بابا للرد على منكري الشهادة في مذبحة القديسيين.
رجاء واصل أسئلتك وتقبل تحيات أسرة الموقع.
أحبائي
أود أن أعتذر مقدما عما سوف أكتبه هنا و هو رأيي الشخصي الذي قد يكون خاطئ.
في الأيام الأخيرة تقابلت مع العديد من المسيحيين وسمعت أرائهم المتعلقة بتفجير الأسكندرية و كانت منقسمين الي قسمين:
القسم الأول و هو خاص بمن هو داخل الكنيسة و منتظم في حضور القداسات و الأجتماعات و السؤال هو ” أين كان الله و أين حمايته لمن جاؤا مسبحين الله و محتفلين برأس السنة داخل الكنيسة بينما لم يحدث هذا لمن يحتفلون برأس السنة في الملاهي الليله و أماكن أخري لا تمجد المسيح
هؤلاء مملؤن مرارة مما حدث و من الله متخوفين و متسألين أين هو الخطئ
القسم الثاني و هو خاص بمجموعتين متضادتين و لكنهم اشتركوا في نفس السؤال. و المجموعة الأولي هي هم بعيدين عن الكنيسة و الحياة الروحية بصفة عامة و المجموعة الثانية مثل الأستاذ ماجد عزيز المهتمين بالدراسات اللاهوتية و العقائدية و السؤال هو ما هو المصير الأبدي لهؤلاء الذين ماتوا – هل هم شهداء مثل من ماتوا في سبيل تمسكهم بايمانهم الأقدس – أم هم ضحايا حداث أراهابي مثل حادث الأقصر الأرهابي الذي مات في الكثير من السياح عما 1997 و يكون مصريهم الأبدي مرتبط بحياتهم الروحية مع الرب قبل موتهم
البعيدين عن الكنيسة و الحياة الروحية يتسألون هذا السؤال من منطلق تخيلهم لنفسهم مكان هؤلاء الذين راحوا ضحايا هذا التفجير و السماء مفتوحه لهم لانهم ماتوا لآنهم مسيحيين علي الرغم من حياته الخالية من التوبة و الرغبة في أن يملك المسيح علي حياتهم
و الاهوتيين و محبي دراسة الاهوت و العقيدة ( منهم أنا ) يدرسون الموضوع و يحللوه تحليل منطقي يجعلنا في حيره أكبر . فمثلا الدكتور جورج يقول لا بد أن نعتبر هؤلاء الضحايا شهداء لكونهم ماتوا بسبب وجودهم داخل الكنيسة تاركين الحكم النهائي للرب الديان و لكنه تناسي أنه عندما يدعونا الكتاب المقدس و الكنيسة الي النظر الي هؤلاء و التمثل بايمانهم و هو أمر يساعدنا في نمونا الروحي مثل تأملانا في سير الشهداء و القديسيين و دراسة أقوالهم و حياتهم الروحية . فما هو ايمان هؤلاء الذين راحوا ضحايا هذا الحدث الأليم الذي نتمثل به . إذن فالمقياس الحقيقي هنا ليس موت أحد داخل الكنيسة بسبب كونه مسيحيي بل ايمان هؤلاء الذين ماتوا هو المقياس
و لست أتكلم هنا عن ايمان الشياطين ( يع 2 : 19 ) بل أتكلم عن الأيمان الذي يجعلنا في علاقة حقيقية بالثالوث ممتلئين من الروح القدس و نراه و هو يقود الحياه و يطهرنا طهر الأبن الوحيد
و الله هو الوحيد الذي يعلم بايمان هولاء الذين ماتوا في هذا التفجير الشنيع و لكننا لا يمكننا أن نعتبر أحد شهيدا و نتمثل بايمان مجهول غير معروف . هذا يجعلنا ننضم للقسم الأول متسألين ما هو الخاطئ و أين هي حماية الرب لأولاده و لكني أقولها ليس بمرارة و لكن رغبة في معرفة الرسالة التي يريد الله إرسالها لنا خاصة و هؤلاء ماتوا و الكنيسة تنشد لحن أيها الرب اله القوات قائلين ليكن سلامك يارب حصنا لشعبك قدوس فدوس …. و حدث الأنفجار الذي هز الكنيسة و هي تسبح تسبحة الثلاثة تقديسات الأمر الذي جعلني في ذهول من توقيت الأنفجار أثناء هذه التسبحة
” و كان حاضرا في ذلك الوقت يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمائهم بذبائحهم. فقال يسوع ” أتظنون أن هؤلاء الجليليين كانوا خطاه أكثر من الجليليين لآنهم كابدوا مثل هذا ؟ كلا أقول لكم بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون . أو أؤلئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام و قتلهم كانوا مذنبين أكثر من جميع الناس الساكنين في أورشليم ؟ كلا أقول لكم بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ( لو 13 : 1 – 5 )
أعتقد أنه من النص السابق هو من أعنف الردود التي قالها يسوع في وقت كانوا الناس محتاجين الي ردود تمتلئ من الشفقة علي الذات فالجليليين كانوا يقدمون ذبائح الي الله و قتلوا مثل هؤلاء الذين كانوا يقدمون ذبائح لله معترفة باسمه مسبحين تسبحة الثلاثة تقديسات و قتلوا أيضا
أيها الأخوة هل ينطبق علي الكنيسة اليوم ما قال صموئيل لشاول : ” هل مسرة الرب بالمحرقات و الذبائح كما باستماع صوت الرب ؟ هوذا الأستماع أفضل من الذبيحة و الأصغاء أفضل من شحم الكباش لآن التمرد كخطية العرافة و العناد كالوثن و الترافيم . لآنك رفضت كلام الرب رفظك الرب من الملك ( 1 صم 15 : 22 – 23 )
هل هذه رسالة لمن تظهروا في الكاتدرائية و أمام كنيسة العمرانية ؟ هل هناك رساله للقيادة الكنسية خاصة و أن هذا الحدث ليس بجديد ( نجع حمادي 2009 )
هل نحن بصدد دخول حقبة جديدة تنطبق فيها النبوة الخاصة بمصر في أش 19 : 2 – 3
لا أريد أن أطيل أكثر من هذا . و لكن أتمني أن يشاركني الحوار أحد و يرد علي الأسئلة فلابد من وجود دروس في هذا الحدث
الأخ العزيز ماجد عزيز…
اسمح لي يا أخي الفاضل والمحب للمسيح أن أضم صوتي الى صوت أسرة الموقع في التوضيح المشار اليه سابقاً … واثقاً من سعة صدرك وشغفكم في المعرفة الروحية التي هي أكبر دليل على محبتكم لربنا يسوع المسيح.
وأؤكد لكم بأن الدكتور جورج لم يكن يقصدكم شخصياً على الإطلاق لعدة أسباب وأهمها أنه على ما أظن ليس على معرفة شخصية بكم… ولو كانت هناك علاقة شخصية وطيدة بينكما لصح ظنك بأنه يوجه كلامه اليك..
ثانياً يا سيدي الفاضل والكريم … سؤالكم هذا بالفعل يتردد على ألسنة الكثير من شعبنا القبطي … ويتردد أيضاً على ألسنة كثير من الإكليروس … فلست انت المتهم بالغنوسية بل هذا الفكر هو المتهم بالغنوسية … لأنه جعل المعرفة أسبق على الإيمان.. والايمان المسيحي ليس لفظاً يُنطق وكلمات تكتب فحسب ولكنه حياة تعاش … فما أكثر المسيحيين بالإسم فقط.
وأنت يا سيدي الفاضل لك كل الشكر وعظيم الامتنان لأنك أعلنت بسؤالك هذا ما كان يجول في خواطر الكثير من المسحيين … فهذا ليس عيب عليك إطلاقاً … بل لك كل الشكر عليه.
أنا هنا لست في موقف الدفاع عن الدكتور جورج (حيث لا عيب في ذلك) ولكني أريدك يا سيدي أن لا تتوقف عن أسئلتك واستفساراتك التي ستفيد بالتأكيد زوار الموقع وأولهم أنا… أرى أنك باحث جيد عن المعرفة الأرثوذكسية الحقيقة … أرجوك يا فخر المسيح أن لا تتعثر من أي شيء أو من أي إنسان طالما اخترت طريق البحث…
أشكرك على سعة صدرك.
ارجوك تقبل تحياتي وانحنائي امامك.
اخى الحبيب سامح
الرسالة ربنا زعلان مننا.نحتاج توبة للكل اكليروس و شعب ورسالة المسيح لنا اليوم هى سفر ملاخى.وما حدث مع اسرائيل فى القديم خير اجابة .ربنا مش راضى على سلوكنا ككنيسة
ارجوا من الأخ سامح يونان ان يتسع صدرة لكلامى المتواضع ، لقد كتبت تعليقاً ملخصة ان أى مسيحى اعتمد وآمن هو شاهِد للمسيح وكلمة شهادة فى الكتاب المقدس فى اليونانية :مارتيربا أما كلمة خطية فهى كل مرة لا اشهد فيها للمسيح لذلك تأتى فى اليونانية بنفس جذر كلمة مارتيريا ولكن منفية بحرف الألفا مثلما فى الأنجليزية اداةun ، لذلك كلمة خطية فى اليونانية هى :آمارتيا . بناء على ذلك فالمسيحى يحيا شاهدا للمسيح وفى لحظات السقوط كأنة توقف ان يشهد للمسيح لكن سرعان ما يتوب ويندم ويشهد للمسيح . هذا من جهة اللغة اما تعليميا المسيحى هو حامل لصليب الشهادة للمسيح طالما هو يتبع المسيح وليست الحاجة الى اللجوء لشواهد من الكتاب المقدس لنثبت هذة الأساسيات التعليمية والموجودة فى الكنيسة . اذن المسيحى هو الذى يتحرك فى حياتة بين شهادة الحياة وشهادة الدم ، يا عزيزى كلنا شهداء البعض شهيد بالحياة والآخر شهيد بالأثنين الحياة والدم وإن عشنا فللرب نعيش وان متنا فللرب نعيش غن متنا او ان عشنا فللرب نحن . اما للجليليون الذين قتلوا بيد بيلاطس وهم يقدمون ذبائح للرب وقول المسيح لليهود بأنهم ليسوا أفضل من هؤلاء ودعاهم للتوبة فتفسير هذا القول يجب ان يكون فى اطار فهم اليهود للتعرض للحوادث مثل القتل او سقوط برج اوشجرة على مجموعة من الناس او على فرد بأنها تحدث نتيجة عقاب من الله على هؤلاء الناس لأنهم أرتكبوا خطايا معينة ، فالحياة الارضية التى يعيشها اليهودى تكون حياة طيبة ومريحة وبلا حوادث معينة حين يحفظ وصايا الله ولا يرتكب اى جُرم اما المصائب تأتى علية فى حالة ابتعادة عن الله وارتكابة للآثام. بالتالى المثالين اللذين ذكرتهما هما خارج السياق الذى نحن علية . ما وجه الشبة بين وقوع برج على ناس فى العهد القديم نتيجة ان هذا البرج آيل للسقوط وبالطبع هذا البرج ربما مصنوع من طوب او شيىء مثل هذا ولا نستطيع ان نقول انة مثل برج القاهرة او برج ايفيل المائل وإلا فإن الله هو الذى أسقط البرج عليهم ، اقول ما وجه الشبه بينه وبين مؤمنين بالمسيح أعضاء فى الجسد الواحد جسد المسيح وقت خروجهم من الكنيسة يُقتلوا لأنهم مسيحيين وليس لأجل سبب آخر وهنا اتسائل هل البرج سقط على أناس زمن المسيح لأنهم يهود يؤمنون باللة . قلت لك لا مقارنة وحتى فى حالة الجليليين هل قتلهم بلاطس لتدينهم الشديد فى الحقيقة لابد ان نرى الظروف التاريخية لهذا الحدث ، ومهما كانت الأسباب لقد انتهز المسيح الفرصة فى الحادثتين لكى يدعوهم للتوبة وهذة الرسالة ايضا موجودة فى جريمة قتل شهداء كنيسة القديسين .كلنا راجعنا حياتنا الروحية وقمنا بفحص نفوسنا لنعالج حالة التراخى التى انتابتنا فى الآونة الأخيرة ولكن هذا الأمر لا ينفى انا مَنْ قُتل لأنه مسيحى هو شهيد فلا تفسدوا فرحة الشهداء كما قال نيافة الأنبا موسى.
عزيزي هاني البهنساوي
بداية أشكرك علي ردك و لكن لي تعقيب:
عندما كتبت تعليقي السابق كنت أصلي ألا أكتبه بروح ادانه و احكم علي قداسة هؤلاء الضحايا أو شهادتهم من عدمها و لكني كتبت برغبة في معرفة الحقيقة الكامنة وراء هذا الحدث لماذا ؟
حتي لا أضع نفسي و حضراتكم في اطار هذه الأية : ” ويل للقائلين للشر خيرا و للخير شرا الجاعلين الظلام نورا ة النور ظلاما جاعلين المر حلو و الحلو مرا ( أش 5 : 20 )
و في نفس الوقت لآ أنكر أن الرب هو الذي يستطيع فقط أن ” يخرج من الأكل أكل و من الجافي حلوة ” ( قض 14 : 9 )
أو ” يحول لأجلك الرب الهك اللعنة الي بركة لأن الرب الهك قد أحبك ” ( تث 23 : 5 )
لذلك كتبتة من منطلق ما هو الأيمان الذي لدي هؤلاء الذين ماتوا ضحايا هذا التفجير حتي نتمثل به فهذا هو الميراث الحقيقي الذي لنا منهم . مثله مثل الميراث الذي نرتوي منه من شهداء بالدم مثل مارمينا , الشهيدة دميانة , مارجرجس المزاحم , سيدهم بشاي نهاية بأبونا غبريال عبد المتجلي الذي رفض النطق بالشهادتين .و مثل شهداء الحياة مثل أنطونيوس , أثناسيوس , باخوميوس , البابا كيرلس السادس . فالأيمان هو فقط المقياس الحقيقي الذي نمتلكه ليس لنقيم الأشخاص كقضاة شر و لكن لنقيم الأحداث
لذلك أنا أحاول أن أري هل يوجد خير أو بركة من رواء الأحداث هل موت هؤلاء أضاف للكنيسة شئ له قيمة حقيقية . أم أننا سوف نعظمهم لمرتبه الشهداء و نرنم لهم و نؤلف لهم مدائح جاعلين المر حلوا .
عزيزي أنا لا أكتب من منطلق التحليل المنطقي و الدراسي الذي يتعمق في دراسة أصول الكلمة في اللغة اليونانية و معانيها فقط و لكن أكتب من منظور من يراقب الأحداث في الكنيسة و يترقب تدخل الرب و افتقاده لها اكليروس و شعب
هل قرأت ما حدث أمس عندما صعد شخص لقطار في محطة سمالوط و اختار عائلة مسيحية و ضربهم بالرصاص و حتي الأن دوافع القاتل غير واضحة . و ماذا حدث بعد ذلك . أشتبك مجموع من المتظاهرين الأقباط مع الأمن . أي أنه ضربه أخري موجهه للأقباط
أنت تقول لي ما علاقة ما حدث في الأسكندرية بهؤلاء الذين سقط عليهم برج سلوام أو قتلهم بيلاطس خلاطا دمهم بدماء ذبائحهم. أقول لك أن العلاقة سوف تجدها في رد الرب يسوع ” و لكن إن لم تاتوبوا فجميعكم كذلك ( أي بنفس الأسلوب و الطريقة ) تموتون” العلاقة يا أستاذي هو الأسلوب و الطريقة ألا تري أن ما حدث في نجع حمادي تكرر بنفس الطريقة في الأسكندرية مع اختلاف الأسلحة المستخدمة طبعا ( مدفع رشاش أو قنبلة ) ألا تري تكرار لحالة القتل مع ما حدث أمس في قطار سمالوط لآقباط فقط
أخاف أن ينطبق علينا ما قاله الرب عن أورشليم ” و فيما هو يقترب نظر الي المدينة و بكي عليها قائلا أنك لو علمت أنت أيضا في يومك هذا ما هو لسلامك و لكن الان قد أخفي عن عينيك . فانه ستأتي أيام و يحيط بك أعدائك بمترسة و يحدقون بك و يحاصرونك من كل جهه و يهدمونك و بنيك فيك و لا يتركون فيك حجر علي حجر لانك لم تعرفي زمن افتقادك ( لو 19 : 41 -44 )
أخاف أن ينطبق علينا “أن رؤساء صوعن أغبياء و حكماء مشيري فرعون مشورتهم بهيمية . كيف تقولون لفرعون أن ابن حكماء ابن ملوك قدماء ( الشهداء و القديسيين) فأين هم حكماؤك فليخبروك ماذا قضي به رب الجنود علي مصر ( أش 19 : 11 – 12 )
أقول لك أن ما نحتاجه ككنيسة ليس سوف توبة الأفراد فقط و لكن توبة الجماعة كلها مثل توبة شعب نينوي حتي لا يهلك الرب المدينة. توبة بها رد المسلوب الذي سلبناه من كثيرين في ال 30 سنة الأخيرة رد الكرامة لأشخاص ظلموا مثل أبونا متي المسكين و الدكتور جورج و غيرهم . توبه عن البغضة و الكراهية و التعصب ضد الطوائف الأخري . توبة الرجوع الي التعليم الأبائي الذي يبني مسيحيين لهم علاقة شخصية حقيقية بالثالوث و ليس جموع من الفريسيين الذين يهتمون بالحرف تاركين المحبة و الرحمة
و إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون
الأخ العزيز سامح يونان
ارجوا ان تسامحنى لا اجد فيما تقولة سؤال محدد لكن من كلامك الأخير استطعت ان احدد انك تريد ان تجعل من جريمة الأسكندرية وسمالوط فرصة لنا لكى نتوب وهذة الرسالة لايعترض عليها احد لان اغلبية المصريين تأثروا واخوتنا غير المسييحين راجعوا انفسهم واقروا بألاعتذار لنا علنيا فى وسائل الاعلام المختلفة فكم بالحرى نحن المسييحين لكن هذا الامر لا يصادر فرحتنا بشهدائنا حتى ضحايا سمالوط إذا ثبت ان قتلوا لأجل هويتهم الدينية ولا داعى ياسيدى تكرار كلامنا مرة اخرى ورسالتك عن موضوع التوبة قد وصلت .
الأخ العزيز ماجد عزيز تحياتى
اندهش كثيرا من رسالتك وأتمنى ان اكون مخطئا لأننى اجد نفس مصطلحات العهد القديم فى رسالتك الأخيرة عدم رضى الله علينا وعلى الكنيسة جسد المسيح وحيث الكنيسة هناك الروح القدس والله ينظر إلينا من خلال ابنة المحبوب وما فائدة الأفخارستيا فى الكنيسة واشتراكنا فى جسد المسيح وثباتنا فية بأكل جسدة وشرب دمة نحن المقدسيين فية. مشكلتنا اننا نتعامل مع الله بأسلوب اليهود فى العهد القديم وكأن لا فرق بين موسى النبى ويسوع المسيح ، ولا فرق بين الناموس والنعمة والغريب اننا نحن الذين صرنا كما قال الرسول بطرس جنس مختار وامة مقدسة وشعب اقتناء نفكر بنفس المفهوم القديم وكأن المسيح لم يأت بعد . هل يعاقبنا اللة بهذة الطريقة التى حدثت فى الأسكندرية لأننا ككنيسة قد ضللنا ونحتاج الى التوبة !!!!!!! أى إلة إذن نؤمن بة أليس هو أبوا ربنا يسوع المسيح نحن نؤمن بهذا الإلة الآب الذى اعلنة لنا يسوع المسيح . لا داعى لأن أقول أساسيات إيماننا لكن ما اريد التركيز علية اننا نمارس ايماننا واعترافنا بالمسيح وممارساتنا للأسرار بنفس المفاهيم العتيقة القديمة قبل التجسد ومش مصدقين عطايا النعمة والروح القدس فى المحبوب يسوع المسيح.
الإختلاف في الرأي حق لكل مسيحي بشرط ألاَّ يؤدِّي الاختلاف في الرأي إلى تكوين عداوة وبغضة. الدفاع عن اعتقاد هو أيضاً جانب أساسي في إيماننا، لكن دون اتهامات بلا دليل، وشجبٍ آتٍ من العداوة.
شكر وإعتذار:
أشكر كل الإخوة والأخوات الذين يكتبون لا سيما الذين يقدِّمون وجهة نظر غير تلك التي عرضتها. وأعتذر لكل إنسان شعر بأن كلامي "ثقيل" أو يحمل "تجريح". نحن يا أحباء نسيجٌ واحد، ولذلك السؤال يأتي من خلال هذا النسيج الواحد، وهو الجماعة الواحدة، وعندما أكتب أو أتحدث يميل الكلام إلى الجماعة التي لم تعد تسمع صوت الكنيسة الأرثوذكسية النقي الواضح في الصلوات الليتورجية.
"مؤمنيك أحسبهم مع شهدائك" (القداس الغريغوري):
هل بعد هذا يمكن أن نقدم دراسة تحليلية عن توصيف أسماء الذين ماتوا، ليس في فراش المرض ولا بسبب الشيخوخة، بل قُتلوا لأنهم مسيحيون؟ من الذي يملك أن يصنف إيمان هؤلاء؟ ومن هو الذي يعرف أسرار القلوب؟ لقد صرخ اللص على الصليب – ولاحظ أننا نقول اللص اليمين – لأن اليمين هو رمزٌ لمَن هو ضمن الخراف بعكس الشمال. فهذا اللص صرخ دون إيمان بالثالوث، دون معمودية، دون توبة، دون اعتراف سوى: أذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك. وهي عبارة تقبل أكثر من تفسير، ربما كان يقصد المسيح الملك الآتي في يوم الدينونة، وربما كان يقصد شيئاً آخر عرفه الرب يسوع. ولكن هذا اللص رفض أن ينضم إلى اللص الآخر لكي يلعن ويشتم .. الوليمة معدة لكثيرين، لكن أن نمتنع عن أن نعطي لقب الشهيد لشخصٍ أو عدة أشخاص قتلوا بسبب الإيمان؛ لمجرد أن المطران العلامة سكرتير المجمع ومعه آخرين، يرفضون ذلك بحجة أنهم لا يعرفون ما إذا كان هؤلاء قد ماتوا في الإيمان والتوبة؟ فهذا ضد توجُّه الكنيسة وليتورجيتها يكشف عن عدم فهم ووعي. لقد سمعت ما قالوه، ومزَّق ما سمعت قلبي.
أمَّا ما هو أشد وأنكي، فهو ما جاء به الأنبا شنودة عندما تحدث عن "كنيسة الأنقياء"، وهو قد لا يعلم – بسبب غياب دراسة التاريخ الكنسي – أن الأنقياء هم جماعة رفضوا توبة من يخطئ بعد المعمودية وعرفوا باسم Cathari وتولى زعيم هذه الجماعة القس في روما نوفاتيان، وضع قواعد لهذه النقاوة. هؤلاء حُرموا في مجمع نيقية 325 ومجمع القسطنطينية 381 (راجع قانون 7 من القوانين العشرين لمجمع نيقية وهم النواطيون أو النوفاتيون، وهؤلاء كانوا يُمسحون بالميرون إذا عادوا إلى الكنيسة – مجموعة الشرع الكنسي – الأب حنانيا الياس كساب – منشورات النور 1998 ص 198).
في ظل هذا الجو غير الصحي، اعتذر لأي إنسان يظن أنني أوجِّه حديثي له هو شخصياً، واعتذار المحبة واجب؛ لأن المحبة تعلِّمنا أن نطلب الصفح والغفران في كل مرة نصلي فيها الصلاة الربانية.
ومع اعتذاري أريد أن أضع بعض النقاط على الحروف:
أولاً: نطق الشهادتين في الإسلام يؤهل لميراث الجنة. ولكني أعرف أن المسيحية الحقيقية لا تُعلِّم بأن الاعتراف بالايمان يؤهل الإنسان لأي شيء، بل إن ما نناله نحن هو من الله مُعلن محبته المطلقة في يسوع المسيح ابنه.
في القرن الرابع كتب مرقس المتوحد "ضد الذين يظنون أنهم يرثون ملكوت السموات بالأعمال الصالحة"، ولا زال التعليم بأن العمل الصالح ضروري للخلاص حياً ولم يمت. أنا أعرف مسبقاً أن هذه العبارة سوف تفتح باب الحوار القديم: الايمان + الأعمال = الحياة الأبدية، أو التبرير بالايمان بدون أعمال = الحياة الأبدية. كلتا المقولتين لا تعبِّر عن التعليم المسيحي. العمل الصالح هو دفاع النفس عن العطية وعدم العودة إلى الوراء إلى الحياة القديمة، ليس له جزاء أي مكافأة. وحتى في مَثَل الوزنات، الكلام ليس عن جزاء، بل عن النمو الروحي؛ لأن الذي سلَّم الوزنة كما هي رُفض. والنمو الروحي له مقياس واحد في المسيحية الحقيقية: هو محبة الله المعلنة في يسوع المسيح والتي تعطى بالروح القدس (رو 5: 5).
الحياة الأبدية هي "هبة الله في يسوع المسيح" (رو 6: 23)، وهي ليست بالأعمال، ولا هي جزاء الايمان ولا مكافأة، بل "هبة"، والهبة ليست مكافأة.
ثانياً: الشهادة هي الاسم القديم للاعتراف بالايمان دون حصرها في ترديد قانون الايمان. وهي الحياة المسيحية (راجع شهد – شهيد – شاهد في فهرس الكتاب المقدس). نحن شهود، وحسب الليتورجيا نحن شهداء؛ لأن الأصل اللغوي عربياً وقبطياً ويونانياً هو واحد: الفعل العربي شهد – يشهد. وعربياً حدث لدينا اضطراب في الكلمات مثل: قدوس – قديس، بالرغم من أنهما واحد في القبطية واليونانية والعبرانية. نحن جميعاً شهداء حسب صوت الكنيسة في القداس: "احسبهم مع شهدائك"، أي نوال "اكليل البر"، أي الثبات في البراءة التي أعطيت في المسيح. نحن نسير مع الرب كل يوم حاملين الصليب. ويكفي أن تكون مسيحياً وتُقتل من أجل ايمانك دون أن يسألك أحد.
أعتذر للأخ ماجد. اعتذار محبة؛ لأنني كنت أتحدث عن تيار خلقه بعض الإكليروس، وهو تيار مضاد لكل ما نقوله في الكنيسة. لقد عشت سنوات ارتعب من غضب الله حتى آخذ تحليل الأب الكاهن. ولكن القمص مينا المتوحد، ثم القمص ميخائيل إبراهيم، ثم الأب متى المسكين، هؤلاء علَّموا بأن الغفران له عدة معان: التجديد – الاستنارة – الولادة الثانية – الشفاء – الشركة في جسد المسيح الكنيسة، ثم رفع حكم الموت. ولعل دراسة كاملة لشرح أسفار العهد الجديد للأب متى المسكين هو ما يجب أن نفعله.
يا إخوة إن ما يقال على المستوى الشعبي هو ضد المسيح تماماً.
لقد كتب الأنبا شنودة الثالث أن على الأب الكاهن أن يتأكد من توبة المعترف. ولمَّا سألته أنا بنفسي: كيف يتأكد الأب الكاهن من هذا؟ لم أسمع رداً. ولكن يظل السؤال: هل صلاة التحليل وحدها تغفر الخطايا؟ كان هذا التعليم سائداً، واعتقد أنه ما زال سارياً، ولما قاومته؛ لأننا نطلب غفران الخطايا في كل الصلوات، وفي الصلاة الربانية، مُنعت من التدريس، بل مَنع الأنبا شنودة إصدار شهادة التخرج لطلبة القسم المسائي لكل من درس معي، بل ومنع البعض من الخدمة.
مأساة د. هاني مينا:
لقد حُرم د. هاني مينا من التناول، وهو في غرفة الإنعاش بعد عملية معقدة في القلب. وكانت جريمة د. هاني مينا هي أنه "الصديق الحميم للدكتور جورج حبيب بباوي" هذه هي عبارة الأنبا شنودة نفسه .. وقرار الحرمان مرَّ عليه قرابة 15 سنة.
وأنا في غرفة الإنعاش بين الحياة والموت، رفض الراهب بولس الذي كان يخدم مع الأنبا ميصائيل زيارتي .. لقد تعلَّم في مدرسة الأنبا شنودة أنه لا محبة للأعداء، مع أنني لست عدواً لأحد.
المواسم القادمة الصعبة:
أرجو أن يتنبه الكل لما سوف تحمله الرياح في قابل الأيام:
1- صراع بين جيل العلمانيين الذي أدرك تفاهة فكر القيادات الكنسية، وهو صراع سوف يحسم مسألة السلطان الكهنوتي المزيَّف الذي يريد أن يفرض التعليم بالسلطان، وليس بالتسليم الكنسي ويحارب الآباء.
2- تقلص الدور السياسي للإكليروس عندما يختفي الأنبا شنودة من ساحة الحياة السياسية.
3- البحث عن تعليم الآباء وفيضان المعرفة الآبائية سوف يجرف أمامه جهل الإكليروس.
4- سوف تضع الدولة التقنين الدستوري للكنيسة بعد أن عجزت القيادات الكنسية عن تقديم هذا التقنين.
5- من وسط غبار العصر الذي نعيشه، سوف يومض بريق كتابات الأب متى المسكين، وسوف تصبح أكبر كتب دراسية في تاريخ الكنيسة.
د. جورج حبيب بباوي