إذا كان حفظ الوصية هو أول طريق الإفراز، فكيف نتعلم الإفراز في كل ما يخص الحياة المسيحية؟
لدينا أربعة أركان للإفراز:
1- إفراز الخير من الشر بالوصية.
2- إفراز حركات القلب ونيَّاته بعمل الروح القدس.
3- إفراز الأرثوذكسية من الهرطقات.
4- إفراز الملائكة، وتمييز الملائكة من الشياطين.
كيف نتقن هذه الأركان الأربعة؟
المحور والأساس في ذلك هو حياة وتعليم الرب يسوع المسيح نفسه، وما شُرح في الرسائل وأسفار العهد الجديد.
هذا هيِّنٌ بالنسبة للوصايا، كما ذكرنا في الحلقة السابقة. ولكن ماذا عن إفراز حركات القلب التي لا تعرف قوتها إلا بعد أن تحدث مشكلة؟
والجواب هو أن التشبُّه بالمسيح هو المرآة التي نرى فيها كل الأمور التي تدور حولنا رؤيةً حقيقيةً فاحصة. الرؤية السطحية. كان يسوع لا يريد مجد ذاته، والسعي لمجد الذات، تراه في السعي لكسب انتباه الناس وجمع الأتباع، ولما ذُكر الصليب وانتهره بطرس، قال الرب لبطرس: “اذهب عني يا شيطان”؛ لأن الشيطان يريد من الرب أن يحفظ حياته من أجل مجده ولكي يمدحه الناس، ولكي ينال بطرس شيئاً من هذا المجد.
تكشف لنا حياة يسوع وتعليمه ما يجول في القلب من أفكار ونيات داخلية غير معلنة، ولكن هذا لا يكفي؛ لأن يسوع جعل الصَّلب شرطاً للتلمذة، وحملُ الصليب إذا رُفض، يكون الإنجيل برمته قد رُفض، لأن هذا يعني رفضُ البذل ورفضُ التضحية.
– مَن لا يضحِّي حتى بحياته، ويضنُّ بها على الرب والمخلص، لا ينمو، بل يتعطل نموه.
صلاة
اغرس صليبك في قلبي ليصبح صليبي.
وحِّد كيانك بكياني لكي أتعلم منك الإفراز والحكمة.
فأنت وحدك الحق المتجسد، ومُعلِّم الحق، وواهب روح الحق.