الغفران لمن أساء إلينا هو عمل الله. هو التألُّه الذي يُمارَس بوعي. وهو يعود إلى الصلاة الربانية: “اغفر لنا .. كما نغفر نحن أيضاً”. قوة الإرادة الإنسانية تصارع لأن الإرادة الإنسانية، بوعيٍ من القلب، تغرس الظن بأن الإساءة إلينا تهدد وجودنا، وأن كرامتنا هي فيما يقوله الغير عنا، ولذلك العجز عن الغفران يكشف عن عدم الإيمان بمكانة الإنسان عند الله الآب كابنٍ، وعن عدم إدراك أن الحياة مستقلة ذاتية لا نأخذها من البشر. هنا نرى التألُّه، وهو الوجود حسب النعمة.
والعجز عن الغفران يقول عنه اسحق السرياني هو فقدان عمل الروح القدس في القلب، وهو أمرٌ خطير جداً؛ لأن الذي يفقد قوة وعمل المعزِّي مثل قشةٍ في مهب الريح. كلما تذكَّرنا علينا أن نغفر كما قال الرب 7 × 70 أي بلا حدود.
الغفران ولو بالفم فقط هو بداية لا تكفي؛ لأن تنقية القلب من الداخل تعني أن نُسلِّم الحكم للآب، حتى في حالات الغضب، لكي لا نفقد عمل الروح فينا.
صلاة
أيها الرب يسوع، لقد وضعت الغفران في صلاتك الربانية؛ لأنك تريد منا أن نكون مثلك. هبني هذه النعمة حتى أدخل حياة الدهر الآتي، وأنا هنا في الجسد.