والخلاصة التي انتهينا إليها نتيجة خبرة الـ 40 سنة الماضية، هي أن الاختلاف عند الأنبا شنودة الثالث ومعه الأنبا بيشوي هو حرب وعداء، وليس حوار من أجل الوصول إلى ما هو مشترك وواضح، ولا هو حتى بحثٌ عن خلاف.
الأنبا شنودة درس في مهمشة وأخذ ما استطاع أن يأخذه عن د. وهيب عطا الله والقمص متى المسكين، ثم انفصل عنهما، وحارب كليهما بلا هوادة بعد أن صار بطريركاً، وتحول الاختلاف عنده إلى عداء علني نُشِرَ في مقالات في مجلة الكرازة، ثم تحولت المقالات إلى كتاب بدع حديثة. وقد احتوى هذا الكتاب على فصل بعنوان “بدعة تأليه الإنسان”. وتعبير “تأليه” هو ادعاء على الذين يكتبون عن هذا الموضوع أنهم يؤلهون الإنسان، ورغم الردود التي نُشرت، إلا أنه لم يتراجع أو يعترف بالخطأ، ذلك أن التراجع والاعتراف بالحق، هو من شيمة الرجال فقط، وليس ما يسعى إليه طالبو الزعامة والسيطرة على عقول الناس وضمائرهم، وهو ما يخلق فيهم التعنت ورفض الحق ونشر الكراهية والعداء وجمع الأتباع واشاعة الفرقة والتقسيم ….