توقَّفتُ مرةً عند عبارة الرب هذه في حديث مع الأب فليمون المقاري، فقال لي: “هات الكلام الإلهي من أوله؛ لأن الرب قال: “كما أرسلني الآب، وأنا حيٌّ بالآب، فمن يأكلني يحيا بي”؛ لأن الإنسان الأول خُلِقَ من العدم، وكان يأكل من كل ثمار أشجار الجنة لكي يحيا، يعني ليس له حياة في ذاته؛ لأن الله وحده له حياة في ذاته. ولكن لمَّا صار الابنُ له المجد، شجرةَ الحياة التي كلُّ مَن يأكل منها يحيا إلى الأبد، قال: “مَن يأكلني”؛ لأن الأكل هو احتياج يؤكد أن الإنسان بلا حياة أبدية في ذاته. تجسَّد لكي يجعل نفسه طعاماً”. وتوقف الأب فليمون عن الكلام. لكن يظل الإخلاء يُملي علينا أن نتوقف أمام ذلك الانحناء الفائق نحو الخليقة.
إخلاء الذات، عطاء محبة أبدية
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- توبة محبة لأحد السواح
-1- أتوب وأتوب أنت المرغوب في حُبّك أدوب يا يسوع يا خلاصي *** ما ليش…
- نداء محبة إلى قداسة البابا تواضروس الثاني
أكتب هذا لكي ألفت النظر إلى ما هو أساسي في الموضوع، ألا وهو أن مَن…
- الله محبة
الكلامُ في ذات الله غير واردٍ في المسيحية الشرقيّة، إذ يقول عنه كل تراثها إنه…