1
يومٌ غاب فيه نور الشمس،
الخليقة غير العاقلة تألمت،
ارتعدت الأرض،
عندما غُرِسَ فيها الصليب،
شجرة الحياة تنمو في الموت.
2
حفرة الموت التي حفرها آدم
جاء آدم الجديد لكي يسُدُّها
أغلقَ فم الهاوية
علَّق الدينونة
حَكَمَ على الدينونة بالموت
مزَّق صك اللعنة
علَّق بيلاطس عنوان المصلوب
لم يقرأ كتب الأنبياء
لم يسكن فيه روح النبوة
كتب جزءاً من الحقيقة الإلهية
يسوع الناصري ملك
عندما أضاف ملك اليهود
كشف عن جهله بمُلك يسوع
ذاك الذي سوف يملك مِن على الصليب
على كل الشعوب التي تطلب السلام
سوف يعبر الصليب حدود أورشليم
ليدخل القلوب قبل الممالك.
3
الموتُ صار أسيراً
كان قوة الهدم والفساد
جاءت به الخطية
لم يخلقه الله
بل تركه بيد الإنسان الأول
الذي طلبه
صار الموت صديقاً
تحول الأسد إلى حمل
نقله يسوع إلى تدبير الخلاص
4
قبل الصلب
كان الموت عدواً
في الصليب صالح يسوع
الموت مع الحياة
نقله من عزة الحكم
سمَّره تحت قدميه
زرعه في المعمودية
لكي يبيد بموته
الطبيعة الأولى،
الفاسدة،
ختمه بدمه المحيي،
صار رفيقاً للكأس،
صنواً للجسد المحيي
يحمله بقوة الحياة
حيث جذر الخطية
لكي بموته يبيد الموت.
5
أيها الحكيم
يا مباحث هذا الدهر
كيف تصلب وتموت
تدفن وتقوم مع يسوع؟
أليس لأن الموت
هو “أنيس”
هو سيف الصليب.
الذي يختن الروح
بختان يسوع (كولوسي 2: 11)؟
كيف يقدم الرب جسده،
ودمه؟
هل جزافاً صار
اسم مكان التقدمة
المذبح؟
لقد ذُبح مرةً واحدة
لأنه ذَبَحَ الموت إلى الأبد
لقد قدَّم ذاته مرةً واحدة
لكي يشرق نور بذلِهِ إلى الأبد
لقد صُلب مرةً واحدة
لكي يطلع نهار الملكوت
الذي لا تغيب شمسه
6
مرةً واحدة
تعني إلى الأبد
عندما قال ليكن نور،
أشرق النور
عندما قال لنخلق الإنسان،
امتلأت الأرض بالبشر
عندما قال ها أنا معكم،
وضع حداً للزمان
أجلسه وديعاً عند قدميه
فهو خالق كل الدهور
لا يحكمه الزمان
بل هو يحدد الأيام
قدَّم ذاته مرةً واحدة
مثل خلق السماء والأرض
مرةً واحدة
قدَّم ذاته مرةً واحدة
مثل اتحاد إلوهيته
بالناسوت
كله مرة واحدة
لأن النور يشرق
في الظلمة،
والظلمة لم تدركه (يوحنا 1: 5)
7
الموت الذي ماته
مرةً واحدة
القيامة مرةً واحدة
الجلوس عن يمين الآب
مرةً واحدة.
أعمال الله تبدأ،
لا تنتهي
الزمان لا يحد
عمل الله
الله يحدد عمل الزمان
8
لقد مات لأجلنا
لكي فيه نموت
ليس لأجله
بل لأجل
كمال المحبة
9
في يوم الصلبوت
اشرقت شمس المعرفة
ظهرت الحياةُ بالعطاء
صار الصليب ختم الحق
بدون العطاء
بدون البذل
لا حق.
حقُ الصليب
تجديد الماضي
هزيمة الموت
إعلان الحياة،
فهو عرش القيامة
تجلس القيامة عليه
لتوزع الحياة
على المائتين
10
يوم الصلبوت
فَصَلَ العهدين
أعلن العهد الجديد
الذي أُسِّس في العُلِّية
وأُعلِن جهاراً.
على الجلجثة
11
يوم الصلبوت
أفرز المحبة
تعلق يوحنا
بسيد المحبة
هرب بطرس
مع غيره
أفرز المحبة
فصلها عن الخوف
12
يوم الصلبوت
يوم إكرام الأُم
في معاناة الموت
لم ينسَ يسوع
تلك التي حملته
وحفظت سر تجسده
ولم تخف
أرضعته اللبن
جلس على ركبتيها
غسلت جسده الصغير
ولما استوى على عرش الصليب
سلَّمها إلى يوحنا حبيبه
13
يوم الصلبوت
هو يوم تتويج الملك
ليس بشوك الأرض
التي لُعنت،
بل بتاج البذل
الذي نراه بالروح القدس
14
يوم الصلبوت
هو يوم استعلان
مسحة الأردن
لقد اصطبغ بالدم
وصبغة الروح
بالدم
ختم العهد الجديد
مُسح ليكون المسيح
ولما مُسح بالروح
وحَّد في ذاته
الروحَ والصليب
بالصليب يمسك بالموت
يأسره
بالروح يعطي الحياة.
15
يوم الصلبوت
هو يوم عرس
الكنيسة
خُطِبَتْ بالدم
لزواج أبدي.
اتحاد اللاهوت
بالناسوت
هزم الإنفصال
الدمُ
أباد الموت
فتح طريق الانتصار
أمام موكب المحبة
طوبى للظافرين
بالصليب
لأنه طريق الحياة
في وسط الموت