استرداد التراث القبطي وإفراز الأصيل فيه بدأ في العصر الحديث على يد الأرشيدياكون حبيب جرجس. وسارت حركة استرداد التراث هذه بدفع جديد بزخم الأب متى المسكين، ثم تراجعت قليلاً تحت هجمات قادها بكل أسف بعض الأكليروس، وإن تابع دفع هذه الحركة مجموعة من الأخوة العلمانيين كان على رأسهم د. نصحي عبد الشهيد، الذي حمل على عاتقه عبء هذه المتابعة بصبرٍ ومثابرة تفوق الحد أعانه عليها إيمانه برسالته. وكان أن نُشرت لأول مرة معظم كتابات القديس أثناسيوس، وبعضاً من مؤلفات القديس كيرلس عمود الدين، وتوالت البعثات إلى اليونان وإلى المانيا وانجلترا وفرنسا وإيطاليا ليعود أغلب الدارسين الذين تخصَّصوا في الدراسات اللاهوتية ليجدوا أنفسهم يعاملون بجفاء، بل تم وضعهم تحت حزام الفقر القاسي، حتى ييأسوا من مهمتهم الملقاة على عواتقهم وهي مراجعة التراث الشعبي الذي نقل الكثير من الثقافة والتوجهات الإسلامية، وكُتب المبشِّرين الغربيين.