للا تقف الأريوسية عند مساواة الابن للآب في الجوهر، ولكن هناك أمور أخرى تنطلق منها هذه الهرطقة وتعتبر من الأسس التي قامت عليها. من هذه الأمور احتقار الطبيعة الإنسانية، فالأريوسية هي بنت الاتجاهات المانوية التي ترى في الجسد الإنساني عنصر شر، ومن هنا ترى الأريوسية أن التجسد الإلهي لا يليق بالله. هذا الأمر يخالف تماماً البشارة السارة التي تعلنها المسيحية، فكما يقول القديس أغسطينوس: “عندما كتب الإنجيلي أن الكلمة صار جسداً، فَصَلَ بين المسيحية والوثنية، وبين المسيحية والأفلاطونية المحدثة، وبين المسيحية وكل التعليم اليوناني الهليني القديم”.
في هذه المحاضرة يستعرض معنا الدكتور جورج حبيب بباوي مزيد من الأفكار التي تتفرع عن الأريوسية ولا تزال تحيا في كتب وذاكرة البعض.