لعل أفدح الأخطاء التي سادت في هذا الشأن هو اعتبار أن المحبة صفة من صفات الله. هذا اعتبارٌ فلسفيٌ محض؛ لأن الرسول يوحنا عندما كتب: “الله محبة”، لم يكن يقصد “صفة” في الله اسمها المحبة، بل على وجه التحديد “حياة الله”، وهو ما تقدِّمه الرسالة ككل: “كل مَن يحب فقد وُلِدَ من الله” (1يو 4: 7)، ولا يمكن أن نولَد نحن من صفة من صفات الله، بل من الله نفسه، من محبته التي بمقتضاها دعانا لأن نكون “أبناء له”. إن شركة المحبة هي شركة الثلاثة في كل الحياة الإلهية وفي تدبير الخلاص، وأن “كل ما هو للآب هو للابن”. وصلاة يسوع في يوحنا ص 17 هي أعظم ما سمعته الإنسانية عن الله وعن حياته ومجده ومحبته المستعلَنة في يسوع، بل وعن الحياة الأبدية.
2 تعليقان
العزيز الدكتور جورج بباوى،
قرأءت بحثك جيدا (الأقنوم، استعلانٌ إلهيٌّ رغم الشكل اللغوي البشري) .. و أعجبنى فيه نقاط كثيرة
و لكنى ارى ترددك فى أعلان حقيقة واضحة بين سطور كلماتك
ان الآب و الأبن و الروح القدس هم (هو) واحد.
فأستخدامك لكلمة ثالوث / اقنوم / اقانيم… هى فى الواقع كلمات بشرية موضوعة لم يذكرها الوحى الكتابى من اول التكوين إلى الرؤيا!! فهل لنا ان نضيف على فكر الله و نقول كلمات و تفسيرات لم يذكرها عن نفسه؟! – حاشا –
ما ذكرته حضرتك فى معرض بحثك، هو فى الواقع دليل على وحدانية الله فعلا و رقما و ليس عن ثالوثيته!
فما قمت بشرحه انه ثالوث هو فى الواقع الصريح وحدانية واحدة لا تنفصل.
فالابن المولود زمنيا (يسوع المسيح) هو فى ذات و حقيقة الامر هو الآب نفسه متجسد و ليس اخر معه او منه.
الله روح ( يوحنا 4 : 24) و الروح القدس بطبيعة الحال هو روح
و الروح القدس هو روح الابن (روح الرب يسوع)(غل4: 6) .. فهل لدينا ثلاثة ارواح؟؟ مختلفة!!
بالطبع لا..
الروح ليس لديه جسد و دم ليسفك عن خطايا او يكون كفارة!!
و لكن الله الآب خلصنا بتجسده بنفسه (كل ملء لاهوته) فى الرب يسوع المسيح (الآب المتجسد) و اعطانا روحه (الروح القدس) ليرشدنا و يعلمنا ..
قبول الخلاص (المعمودية بالماء و الروح) لا يعنى اننا خَلُصنا!! و لكن تعنى اننا عند النقطة صفر بعد ان كنا تحت الصفر بلا رجاء بعدم خلاصنا.
الملء بالروح القدس هو وسيلة الخلاص الفعلى؛ لنكون بملء قامة المسيح فنكون مستحقين ان نعود ابناء و ورثة لالله و نكون فى محضره مقدسين بقدسيته.
عمل الله الخلاصى (المُحب) بتجسده فى صورة ابن (المحبوب) و بكمال الرسالة بالروح القدس (المحبة) ، هى رسالة كاملة من مرسِل واحد هو الله الآب و مستقبل واحد هو البشر؛ كان نموذجنا الكامل فى شخص المحبوب (الهدف) و بوسيلة واحدة (المحبة) لتكون الرسالة الواضحة “الله فى الإنسان بروحه هو السبيل الوحيد للخلاص”
الله صالحنا لنفسه بتجسده فى بشريتنا كبشر مثلنا و مشاركتنا بروحه؛ هو عقد بين طرفين لهذا الصلح.
غسلنا من خطيانا بدمه و اعطانا بحسب غنى مجده قوة روحه.
هذا العقد كتبه الله الآب بنفسه و بدمه و بروحه، ميثاق محبة مدفوع الثمن مقدما ينتظر منا ان نقبله و نعيد ملء انفسنا لنصير نحن جميعا المسيح و هو يكون بكرنا.
—
العزيز الدكتور جورج بباوى
إن سمحت لى بالتقييم.. فهمك سليم و لكن مخلوط بافكارغير كتابية.
فانت تدافع عن فكر (فكر الثالوث) بالرغم من تعارض الكتاب المقدس كله لهذا الفكر.
و الغريب انك تستخدم نفس الآيات التى تثبت انه لا وجود للثالوث – لا إيمانيا و لا كتابيا.
و لكن فقط تدافع عما قاله السابقون (باحترام افكارهم و اجتهادهم) و لكن يظل هو فكر شخصى و اجتهاد فكرى قد يصيب و قد يخطئ.
الأخ/ رفيق سامي. سلام واحترام ،،،
مرحباً بك وبكل الأخوة والأخوات في موقع الدراسات القبطية.
1- قرأت تعليق محبتك عدة مرات لكي أفهم ماذا تريد. المقال عن الأقنوم وتاريخ الكلمة كما ورد في العهدين القديم والجديد، ولذلك دهشت لأنك تذكر أن كلمة الأقنوم “غير كتابية”. نحن لسنا يهوداً أو مسلمين نأخذ التعليم من الأسفار، ولكن لدينا استعلاناً شخصياً تشهد له الأسفار، وهو تجسد الابن له المجد. يؤسفني أنك تقول إن الآب تجسَّد، وهذا ضد شهادة الأسفار المقدسة؛ لأنه مكتوب: “هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ..” (يو 3 : 16)، فقد أرسل الآب الابن وشهد بذلك في معمودية الابن عند الأردن، وأيضاً على جبل التجلي.
وفي يوحنا (ص 17) نجد أطول صلاة للرب يسوع، فهل كان يكلم نفسه؟ وهل كان يكلم نفسه في البستان؟ وهل عندما قال: “يا أبتاه في يديك أستودع روحي” كان يستودع روحه لنفسه؟ هذه كلها استعلانات عن الأقانيم.
2- هناك فرق لغوي ولاهوتي بين التوحيد والوحدانية .. التوحيد هو تعليم المسيحية، والوحدانية هي تعليم الإسلام؛ لأن الوحدانية هي الله واحد، ورغم أن هذه العبارة وردت في العهدين: “الله واحد”، إلا أن الكلمة العبرانية “أدوناي آخاد” تعني الله وحدة Union وذلك تؤكده استعمال صيغة الجمع السالم في العبرانية “ألوهيم”، وألوهيم يهوه هو وحدة لأنه مستعلن في الكلمة وفي الروح.
3- هل يوجد ثلاثة أرواح؟ هل هذا سؤالٌ ساخر، أم سؤال شخص بريء؟ وهذا السؤال جعلني أتذكر حواراً مع شهود يهوه، وأرجو ألا تكون أنت واحداً منهم. روح الآب وروح الابن هو الروح القدس، وعبارة رسول المسيح في (غلاطية 4 : 4-6): “أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً أبا أيها الآب”، وهي عطية الآب للأبناء: “بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه”؛ لأن وحدة جوهر الثالوث تجعل الروح القدس هو روحٌ واحدٌ مثل الآب والابن، كلاهما روح “الله روح” والذين يسجدون له فبالروح والحق” في حديث الرب مع السامرية. وروح الآب هو الذي أقام يسوع من الأموات (رو 8 : 11). والروح هو الذي ينطق فينا: “يسوعُ ربٌّ” (1كو 13 : 1-3)، ولذلك رغم عدم وجود كلمة “ثالوث” في الأسفار، إلا أن الثالوث تعليم ثابت بوجود الآب والابن والروح القدس في وصية الرب لنا بأن نعتمد باسم الآب والابن والروح القدس، وفي البركة الرسولية: “نعمة ربنا يسوع ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس”، وتجدها في خاتمة 2 كورنثوس.
الثالوث هو أساس الخلاص:
وحدانية الله لم تكن هي سبب كتابة المقال، ولكن كينونة الأقانيم، والتعيين في الذات الإلهية كان هو السبب الأول والأخير. ولم يكن لدي ترددٌ كما ذكرت، فليس لأيِّ إنسانٍ حق البحث عن نية وضمير أي كاتب؛ لأن هذا هو حق الله وحده الذي يعرف ما في القلوب والضمائر.
قديماً ظهر سابيليوس الذي أنكر الثالوث وقال إن الله ظهر إلهاً في العهد القديم كآب، وهو ذاته ظهر باسم الابن في العهد الجديد، ثم بعد ذلك باسم الروح القدس. وتجد رداً مطولاً عليه عند ترتليان (القرن الثالث). كما لديك الآن كتاب “الإيمان بالثالوث”، إصدار بناريون، وهو بحث تاريخي لإستاذ اللاهوت في جامعة أدنبرة – بريطانيا توماس تورانس. ولدينا كتابان للقديس كيرلس الاسكندري: “الكنوز” و”حوار عن الثالوث”، إصدار مركز دراسات الآباء بالقاهرة، كما أرجو أن تدرس المقالات الثلاثة للقديس أثناسيوس: “الرد على الأريوسيين”، وما ظهر من أبحاث ودراسات مثل دراسة الأستاذ توماس تورانس جيد جداً، ولكن يبقى السؤال الحاسم:
ماذا أخسر إذا أنكرت الثالوث؟
1- سوف أخسر البنوة وسأظل عبداً؛ لأن البنوة “مُعيَّنة” في الابن.
2- سوف أخسر الاتحاد بالله؛ لأن توحيد الله هو دعوة للاتحاد به بواسطة الابن والروح القدس، أي تدبير الخلاص.
3- سوف أخسر الخلود؛ لأن الخلود هو عطية الآب في الابن بالروح القدس، وهو الإسم الآخر لنفس العطية، أي عطية الحياة الأبدية.
أرجو ألا تكون أنت عضواً في جماعة شهود يهوه؛ لأن الايمان هو مصير نختاره بحرية.
د. جورج حبيب بباوي