عندما سألت الكاهن الكبير المتنيح القمص أنطونيوس أمين عن سبب اختفاء موضوعٌ هو قلب ومحور التعليم المسيحي، وهو اتحادنا بالمسيح، ابتسم وقال لي: “يعني أنت عاوز تكون في المسيح إلى الأبد؟ ده كثير على السلطات الكنسية، وده كمان يجيب مشاكل لينا إحنا الكهنة في معاملة الشعب. يعني، لا بُد من الرفق والحنو والتواضع والمحبة؛ لأن كل واحد هو عضو في جسد الرب وده كثير علينا”.
واضحٌ إذن أنه لا توجد أسبابٌ أخرى للإنقضاض على الليتورجية نفسها سوى إنكار محبة الله للخطاة. فقد حلَّت الخطية محل كل شيء، وصارت هي سبب تجسد ابن الله، لا صلاح الله. وصارت الخطية هي أساس التعليم عن الفداء والكفارة، لا تدبير الله السابق على خلق العالم (أفسس 1: 1 – 3) الذي سبق فيه صلاح الله سقوط الإنسان. وهكذا جاء الهجوم على الآباء أنفسهم، وحَشَدَ الكذبُ كل ما لديه من حيَلٍ: صحافةً تجيد الكذب وتخدع القراء بالألفاظ، وخرج من تحت العمائم الأسقفية اتهامات كاذبة بالهرطقات أو بالبروتستانتية أو بترويج فكر غربي، وصار اثناسيوس الرسولي نفسه محاصَراً في كنيسته لا يقوى على الخروج إلَّا في أوساطٍ معينة، بل قال أحد أساقفتنا عندما اقتبس طالب من القسم المسائي نصاً من القديس كيرلس الكبير: “لو كان كبير مكانش قال الكلام ده”، وكان الكلام عن اتحادنا بالمسيح المتجسد.