المسيحيةُ تاريخانيةٌ. أساسُها شخصٌ وُلِد مثلنا، وعاش معنا، وصُلِب، وقام.
تلك أحداثٌ مُطابقةٌ لواقعٍ تاريخيٍّ، سُطِّرت في “كتاب العهد الجديد”. وأيٌّ من هذه الأحداث لم يكن مجردَ روايةٍ، أو خبراً أو خطاباً، أو تعبيراً عن فكرة أو مجموعة أفكار، بل وقائعُ حياةِ شخصٍ، جاء لكي يُعلن لنا حقيقة “الحياة الإلهية” في “حياته الإنسانية”.
حُبِل به ووُلِد، لا حسبما نعرف عن كل إنسان، بل حسبما جاء هو لكي يُخبرنا به، ألا وهو “ولادة الإنسان” مرةً ثانيةً “من الله نفسه”، فصار ميلاده “المثال” الذي يجعل خبر ميلاده حقيقةً تُعاش، وهي عودة الإنسان إلى الله كآب لكل البشر، وهو ما صار يُشار إليه بالتبني في أسفار العهد الجديد، لا سيما في إنجيل القديس يوحنا، وبعض رسائل القديس بولس.