اتحفنا نيافة الأنبا روفائيل سكرتير المجمع المقدس بمحاضرة في مهرجان الكرازة المرقسية الرابع عشر 2017 بعنوان “البدلية العقابية في فكر القديس أثناسيوس”، شَرَحَ فيها سر الفداء من خلال مَثَل أن ولداً دخل بعَجَلةٍ في محل فانكسر الزجاج، وأُصيب الولد، فأصبح لدينا مشكلتان: تعويض صاحب المحل، ومعالجة هذا الولد. وذكر فيها أن اللاهوت السكندري جمع بين الجانب القضائي (إن الله جاء لكي يسدد الديون) السائد في الغرب اللاتيني، واللاهوت الشرقي الذي يمثله الآباء الجريك (اليونانيون)، والذي ركَّز على الشفاء، وأن القديس أثناسيوس الرسولي قال بالاثنين: يوفي الدين ويشفي الطبيعة البشرية، وأن أثناسيوس قال إن هناك ديناً سيُدفع …. إلخ
وأول ما يثيره هذا الكلام هو الأساس الذي بناءً عليه عزل نيافته، اللاهوت السكندري عن اللاهوت الشرقي؛ لأنه إذا كان اللاهوت السكندري هو أحد منابع اللاهوت الشرقي، فكيف يمكن التمييز بينهما على أنهما مختلفان؟
تعليق واحد
شئ مؤلم ومحزن للغاية..
الغريب اننا النهاردة وبعد ما بقى فيه ترجمة عربية لبعض كتابات أثناسيوس وكيرلس الكبير، أصبح واضح جدًا الخط اللاهوتي بتاعهم والفرق الصارخ بينه وبين الغرب. وأصبح واضح مدى الصفاء والنقاء بتاع التفسير الشرقي..
شئ عجيب اننا نحاول بالعافية نحشر تفسير غربي، النقد حطمه وننسبه لاثناسيوس..
فعلاً شئ مولم ومحزن..
وتحية واجبة للدكتور جورج حبيب بباوي، وكتاب: القديس اثناسيوس في مواجهة التراث الديني غير الأرثوذكسي. تحية وإمتنان وتقدير عميق للحق والجرأة الموجودة في الكتاب، ومنتهى الألم والحزن لما آلت وتؤول إليه الامور.