في هذه الأيام التي يهتم فيها الجميع بأمر اختيار خليفة القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية رأينا أن نقدم هذا البحث العلمي الكنسي لكل جمهور المؤمنين. ضارعين إلى راعي الكنيسة واسقفها الرب يسوع المسيح ( وطالبين من الجميع أن يرفعوا قلوبهم معنا بالصلاة). لكي يلهم الجميع المشورة الصالحة والتدبير الحسن من أجل حفظ الأمانة كما هي وتسليمها للأجيال المتعاقبه كما هي أيضا. بل مزدانة بجمال طاعتنا لميراث القديسين ورسم الآباء الرسل الأطهار المكرمين – له المجد والبركة والعزة في كنيسته إلى أبد الأبدين آمين.
التراث الكنسي القبطي في اختيار الجالس على كرسي القديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- منظومة العصر الوسيط في المسيحية المصرية
عندما دخلت هذه الحياة الجديدة نفق لاهوت العصر الوسيط الذي يبحث في تطهيرات الجسد، وما…
- الملكوت في تعليم الرب وتعليم القديس بولس الرسول
تعليم الرب عن الملكوت في العهد الجديد، هو تعليمٌ يختلف عن كل توقعات اليهود اختلافاً…
- الروح القدس في رسائل القديس أثناسيوس إلى سرابيون
يتعرض الدكتور جورج في هذه المحاضرة لموضوع تغييب الروح القدس المتعمد عن واقع الكنيسة القبطية…
تعليق واحد
من ذاكرة التاريخ
مذكرات المتنيح الأنبا غريغوريوس فى فترة إختيار البطريرك عام 1971م
الإثنين 22مارس 1971م
فى هذا الصباح نشر الأهرام أن النية متجهة الى أختيار واحد فقط من بين المرشحين للبطريركية وكان واضحًا أن الأسماء ستصفى إلى أن يستقر الأمر
أخيرًا أن يصير الأنبا صموئيل هو البابا ، وقد تردد فى كل الأوساط أن النية مبيتة على ذلك بكل وضوح وأن المسألة فى حكم المنتهية ، وخيم على الأقباط حزن شديد وألم ممض ،وقال البعض لو حدث هذا لغيرت مذهبى ،واعتنقت المذهب السريانى ،ويقول غيرهم سأعتنق المذهب البروتستانتى،وغيره البلموثى ،ويقول البعض أن هذه مهذلة…
اتصل بى البعض تليفونيًا ورجونى أن اتدخل لأوقف هذه المهزلة فأعتذرت بمرضى
الثلاثاء 23 مارس 1971م
قضيت بقية اليوم مستريحًا عند المساء شعرت ببعض الإعياء فى ذراعى الشمال ،استرحت كاملًا فى السرير .جاء لزيارتى الأنبا أندراوس أسقف دمياط ومعه القمص ميخائيل بشارة كاهن المحلة الكبرى ،وقص علىّ بالإيجاز بعض ما حدث بالمجمع المقدس من مصاراعات ،ومن بين ما رواه أنه كان هناك اتجاه قوى ضد اللائحه الحالية لإنتخاب البطريرك ، وقد ألف المجمع لجنة من سبعة من اعضائه بينهم الانبا صموئيل و الانبا شنوده والانبا أغابيوس والانبا ديسقوروس ……وقال أنهم استقروا أخيرًا على أستحسان اللائحه ، فتعجبت كثيرًا !!!
وروى لى أيضَا أنه فى جلسة الإجتماع الموسع الأخير ، الذى ضم أعضاء المجمع المقدس وهيئة الأوقاف ،وأعضاء اللجنة المالية ، وقف الأنبا أندراوس ومعه أعداد مجلة مدارس الأحد ومقالات الأستاذ نظير جيد سابقَا(نيافة الأنبا شنودة) وقرأما جاء فيها وقرأ أيضَا مقالات ” الكرسى الشاغر ” وما إليها ،فقوطع تارة وأستحسن قوله تارة أخرى ،ووقف الأنبا شنوده متألمًا وقال أنه لم يتنكر لمقالاته التى كتبها ولازال متمسكًا بما ذكره
وأخيرًا أستقر الرأى على العمل باللائحه الحالية ،وطلب منى الانبا أندراوس أن أوقع على ورقة بترشيح القمص متى المسكين فوقعت عليها بإرتياح .
قضيت ليلتى الباقية فى راحة وصلوات وبعض القراءات .
الخميس 25 مارس 1971م
قضيت يومًا عاديًا ولم أخرج من البيت ، ولازمت السرير.
قابلت بعض الزوار ، زارنى الأنبا مينا مطران جرجا ، والقس انسطاسى ، وابلغنى المطران أن التزكيات التى عملت كاملة هى للأنبا صموئيل والأنبا شنوده و القمص متى المسكين…………………..
كنت أشعر بشئ من الحاجة الى الصمت الطويل ، فظللت أعمل فى صمت وأنا أصلى صامتًا و أتأمل إرادة الله ومشيئته ،وصلاتى هى مزمور 38(بيروتية) فى ابتهال الى الله .
السبت 27 مارس1971م
مقابلة القمص شنوده فهيم كاهن كنيسة الأمير تادرس بالمنيا ، جاء برسالة من الأنبا ساويروس أسقف المنيا مؤكدًا أنه لن يرشح أحد إلا شخصَا واحدًا وهو الأنبا غريغوريوس ، وقد رفض ان يوقع على تزكيتين لمرشحين آخرين ، وقال أن تزكيتى أعطيها لواحد هو الأنبا اغريغوريوس ، ولما قيل له أننى لم أتم 15 سنة رهبنة قال لمحدثة “يا مجنون إذا كنت رشحته وهو الشماس الدكتور وهيب عطاالله فكيف لا أرشحه الآن .
وتكلم القمص شنودة عن التيارات الشعبية وعدم إستراحة جميع الناس لترشيح الانبا … لتزمته وتعنته وأسلوبه فى خلق المشاكل ، وكذلك إلى …..لعناده وأن هناك أستراحة كبيرة للأنبا غريغوريوس وتمنيات الجميع بالإجماع أن يكون هو المرشح الذى يجمع عليه الكل ، وزاد فى قوله لماذا لا ترشح نفسك ؟ فأجاب لم ولن أرشح نفسى .
مقابلة الأستاذ …….المحامى الذى تكلم عن الخطة المبيتة لتنصيب الأنبا صموئيل بطريركًا ، بدون ترشيحات ، وكيف ساد الأقباط فى جميع الأوساط حزن شديد وهم ثقيل ، وأرسل كثير من الأقباط برقيات الى رئيس الجمهورية ، وكان مقال الدكتور كمال رمزى استينو الذى نشر فى الأهرام رد أعتبار لمشاعر الشعب الذى أحس أن الأنبا صموئيل سيفرض عليهم فرضًا ، وجميع الأقباط يشعرون أن الأنبا صموئيل رجل سياسة لا رجل دين ، هذا إلى أن تجاه هذه المشاعر فشل إتجاه المجمع المقدس إلى تصفية المرشحين إلى واحد وهو الأنبا صموئيل ،رغم ما أذيع فى جميع الأوساط أن المسألة فى حكم المنتهية وأن الرسامة ستتم الاحد التالى الموافق 28 مارس، وكان هذا استجابة لصلوات الشعب الحزين الذى عكف بعض هيئاته على الصلاة و الدموع والبكاء، ومنهم دير راهبات أبى سيفين الذى عكف راهباته يوم الإثنين 22مارس على الصلاة و الصوم طوال اليوم.
ودار حديث عن الشئون القبطية والإتجاهات والتيارات ، أما الإتجاه نحو القمص متى المسكين ،فهناك تخوف كبير من رسامته ،نظرًا لآن عددًا كبيرًا من القيادات التى ترشحه لها اتجاهات شيوعية يسارية فضلًا عما يتصف به من العناد و التصلب وعدم التفاهم و الإستعداد للتشتيت ، أما الأنبا شنودة فهو له من يؤيده ممن يسمعون محاضرته فى يوم الجمعة من كل أسبوع ، لكن أكثرهم من صغار الشباب والشابات الذين ليس لهم ثقلهم .
وقال ان جميع الاطراف لا تجد طعنًا على ترشيح الانبا غريغوريوس ، فلو أنك رشحت نفسك لكان هذا خلاص للكنيسة فى أزمتها ، قلت : لم ولن أرشح نفسى ، إننى يوم دعيت للأسقفية قلت للبابا يحتاج للأسقفية من ليس له إختصاص ، وأنا عندى عمل يكفينى عشره فقط كل أيام حياتى .
الإثنين 29 مارس 1971م
زيارة المقاول نجيب عزيز المداح ، من أعيان أخميم ، وتحدث معه فى أمر ترشحه للبطريركية فقال له ، أن لدى أعمال واختصاصات كثيرة أرجو الرب أن يعيننى عليها ،وأننى لا ولن أرشح نفسى ، وهذا مبدأى الذى سرت عليه حتى الآن إننى رسمت أسقفًا بالقوة و العنف ، فكيف يمكننى أن أرشح نفسى لمركز كبير وخطير هو اعلى من قدرتى وأعظم من أستطاعتى ، وتحدث معى فى موضوع اللائحه الحالية فقلت له : بأننى معترض على اللائحه وأنها تخالف القانون الكنسى.
الثلاثاء 30 مارس 1971م
………..حضر نيافة الانبا إبرآم مطران الفيوم والقمص اسحق الأنطونى و القمص يوحنا اسكندر . كان الحديث ودى وممتع ، وعبر نيافة الانبا إبرآم عن إستيائه من مجريات الاحداث فى موضوع ترشيح البطريرك ، وكان متشائمًا
نحو السابعة والنصف مساءً زارنى للسؤال عن صحتى نيافة الانبا أنطونيوس مطران سوهاج و المنشاة وقائم مقام البطريرك ، ونيافة الانبا أثناسيوس أسقف بنى سويف ، وكانت جلسة مغلقة ومع ذلك لم يتحدثا معى فى شئ من مشكلة إختيار البطريرك ، حتى إنى فى عرض حديث عابر أذكر أننى قلت لهما أراكم متعجلين وتسيرون بسرعة هائلة ، فإذا بالأنبا أثناسيوس يقول دعونا نتكلم فى موضوع آخر .
المرجع :
موسوعة الأنبا غريغوريوس (39)
السيرة الذاتية الجزء الثانى ص148:143