ذكريات الماضي – خطايا الآخرين …
ما أعظم الفرق بين أن تذكر، وأن تغفر. الذاكرة لا تموت، وهي إن ماتت؛ هُدِمَ جانبٌ أساسيٌّ في كياننا، لذلك علينا أن تتذكر لكي نغفر كل يوم.
قال والدموع في عينيه:
“ما يفعله الناس ضدك هو لمصلحتك. أخرجوني من الدير، وقبلتُ الطرد، ولكن مَن الذي يمكنه أن يطرد القلب المُتَّحد بمحبة الرب والمخلِّص؟
ثم أضاف:
“أعمال الناس ضدك هي مثل سكين حاد يكشف لك عن أعماق نفسك، عن الغضب، وعن أمورٍ كثيرة يجب أن تراها.
وشدَّد قائلاً:
“الذي صُلِبَ مع الرب يقبل الإهانة والتجديف والتحقير؛ لأنه صادر من الشيطان، ومِن الذين يقولون اِنزل عن الصليب، يعني قاوم الشر بالشر”.
ووضع يده على كتفي، وقال:
“لا تنسَ. الشر له نهاية مهما طالت سطوته”.
وعندما سألتُ عن تذكُّر الإساءة، قال لي في حزم:
“تذكَّر لكي تغفر. إذا تذكَّرتَ شيئاً، اغفر فوراً، واطلب الرحمة للكل؛ لئلا تصير أنت بعيداً عن رحمة الرب والمخلِّص”.
“نحن لا نستطيع أن نمنع الذكريات، ولكن نستطيع أن نسكب عليها ماء الغفران. ماء يسوع لكي تموت نار الغضب المشتعلة فينا”.
وجاء الدواء المر الشديد، المرارة، عندما طلب مني أن أصلي صلاة يسوع:
“يا ربي يسوع المسيح من أجل صلاة (هنا اُذكر أسماء الذين يضايقونك) ارحمني أنا الخاطئ. إن طلب صلوات هؤلاء المضايقين، يضع الكل تحت رحمة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح”.
“العقل زي المخزن، مليان دهب وزبالة وخشب وصراصير، ولكن صلاة يسوع كما استلمتها من شيوخ البراموس، مع الإبصاليات كفيلة بأن تطهِّر العقل. مَن يصلي ويطلب الرحمة للكل تنسكب رحمة ربنا وإلهنا ومخلصنا في قلبه”.
والآن، وبعد مرور سنوات هذا عددها، أضعُ أسماءَ كثيرين، أسماء الذين سعوا إلى قتلي روحياً، بل وجسدياً.
– مِن حفرة الذكريات المرة يا رب انقذني.
– مِن طريق الشر والأشرار يا رب نجني؛ لئلا أهلك معهم.
– من طلب الانتقام ورد الإساءة يا رب خلصني؛ لئلا تجعلني إساءة الناس إليَّ غريباً عن رحمتك.
– لنتذكر ونغفر. ونتذكر ونغفر حتى تنكسر قوة الذكريات.
الرب يرحمنا حسب رحمته.
تعليق واحد
آمين. أمين أمين