خميرة الخوف خطرٌ على الحياة، لأن الخوف من الموت – ذلك الداء القديم الخفي – يُحرك كل المخاوف الأخرى التي أخذناها من الناس، أو من سيرة السابقين، أو من الوالدين، أو الأقارب، أو الأصدقـاء، بل إن – حتى – الأعداء يُعلموننا الخوفَ بالتهديد، وبالمثابرة على مطاردتنا وملاحقتنا لكي نُصبح أسرىً لهم، ونفقد ثقتنا الغـالية والكريمة في المسيح الذي صَلَبَ خوف الإنسان الأول وأعطـاه وهو في الجحيم معرفة الانتصار بالصليب، وبَشَّرَهُ مع حواء بالخلاص من العبودية للشيطان.
ولأن الرب نزل إلى الجحيم بواسطة الصليب، فقد قهر العدو الأول أي الشيطان، وكما يقول الرسول “سبى سبياً” ( أفسس 4 : 8 ) لما أبطل عز الموت بموته وأطلق سراح المقيدين وأزال كل عوائق الموت والدينونة بموته علـى الصليـب. لقد دِينَ الإبن الوحيد لكي ينزع الدينونة، ومـات لكي لا نُستعبَد للموت، وصُلِبَ لكي يَصْلُب الحكم، كما مزق صك خطايانـا ومحـا الديون التي كانت علينا؛ إذ رد لنا “صورة الله” جديدةً لامعةً ومشرقةً ببهاء الروح القدس، فكيف نخاف ولنا هذا الرجاء؟!!