يسأل أحد القراء الأعزاء عن عبارة: “ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح”، الواردة في لحن “افرحي يا مريم”
وقد وردت هذه الكلمة في صلوات القسمة عدة مرات مثل: “لكي بقلب طاهر … نجسر بدالة بغير خوف أن ندعوك …”، أو “لنستحق أن نجسر بدالة أن نصرخ نحوك أيها الآب القدوس الذي في السموات.
4 تعليقات
انا اسف يا دكتور جورج انا لم اقتنع باجابة حضرتك فى هذا الموضوع مع العلم بانى بتابع دائما كتاباتك التى تفيدنى فعلا لكن سامحنى فى هذة المرة انا غير مقتنع لانى اعتقد بأنه يوجد بعض المسطلحات لا يمكن ان ندعو بها شخص غير المسيح ( مثل عبارة ليس لنا داله ) و على فكرة هذا الموضوع فعلاً شاغلنى جداً لأنه يوجد فى ليتورجيات كنيستنا الارثوذكسيه كثير مثل هذة العبارات موجهه للعذراء مريم بدل المسيح ( مثل ورديتى ادم الى الفردوس المذكورة فى التسبحه و ايضاً عبارة انتى هو الطريق الحقيقى مع ان السيد المسيح قال انا هو الطريق ) و فعلا حتى الان انا لم اجد رد يريحنى فى هذا الموضوع و ذلك بسبب انى ارثوذكسي بحب فعلاً اسير على خطوات ابائى فانا استسمحك لو تستطيع ان تأخذ من وقتك الثمين لانارتنا و توعيتنا فى هذا الموضوع لاننى اؤمن انك باحث شاطر جداً فى تراث ابائنا العظام
اضم صوتي اليك يا اخ ماجد وننتظر اجابه شافيه من الدكتور….
سلام ونعمة
…………………
استاذ ماجد اسئلتك فعلا جميلة ودعني اخذ شرف محاولة الاجابة
أولا بالنسبة لل( العذراء هي الطريق)
يمكن فهم هذه العبارة من تفسير آباء الكنيسة الذي يقول ان العذراء هي سلم يعقوب الجالس اعلاه الله وملائكة تصعد وتنزل عليه….فهي هنا فعلا الطريق المؤدي للمسيح لأنه جاء منها،ويمكن فهم عبارة رديتي آدم من نفس المنظور
اما بخصوص الدالة فالاسبسمس بيقول(ليس لنا دالة بغير شفاعتك)
وهي علي ما شرح لي احد الاصدقاء تعني ان ليس هناك صلاة او شفاعة نطلبها إلا وتكون العذراء معضدة ومساندة بشفاعتها لنا
ارجو اني اجبت بعض من تساؤلاتك
وحدة الدالة
اعتقد بأن أجابة الدكتور كانت واضحة وتؤكد على ما أراده الله للبشر من خلال تجسد ابنه حتى يتمجد فى الجميع بلا فوارق فاصلة ليكملوا إلى واحد, وهو يسوع المسيح ابنه الوحيد.
فهو الطريق والحق والحياة, فهو الهدف والوسيلة فى آن واحد. حتى تصير شركة الجسد الواحد حقيقة حياتية معاشة.لتصرخ انت بأنك صرتَ أبناً ووارثاً لله الآب.
وحينما يهم الأنسان ليدخل الى شركة الهدف والوسيلة ينتفى تفاضله بحسب نقصانه وخطاياه, لأنه يدخل لشركة المحبة الأبديه التى فيها يهبنا السيد كل شئ لأنه سيد صالح وخير, أما العدم فماذا يعطى إذا أعطى السيد؟
لأننا نحن عمله مخلوقين فى المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكى نسلك فيها.
أذن ما أعطتنا السيدة العذراء دالة من لدنها الخاص بل من بين يديه اعطت وتعطى, ليتأكد لنا وحدة الجسد الواحد العامل بالمحبة.
لأن الله الآب لا يعرف أحداً له دالة عنده سوى يسوع المسيح الأبن وحيد الجنس. لذلك لا خلاص لنا بتحقيق تفاضل وتمايز النقصان.
وانما يكون لنا الخلاص بقبول ذات الصورة عينها كعطية وهبة ذاتية فى داخل كياننا لتظهر وكأنها منا نحن مع انها ليست منا فى شئ, لننمو ونرتقى يوماً فيوماً لذات الصورة المعلنة فى المسيح يسوع الأنسان الكامل الوحيد لدىّ الله الآب.
فأجاب يسوع وقال …… أتستطيعان أن تشربا الكأس التى سوف اشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التى اصطبغ بها أنا. قالا له نستطيع.
أذن وهب للأنسان ان يشترك فى ذات كأس الرب, لتعبر عنا إن اراد الرب, من اجل تكميل نقائص شدائد المسيح فى اجسادنا, لكى نمتلئ الى كل ملء الله.
أما الجلوس عن يمينه ويساره فلا يعطيه إلا للذين أعد لهم من أبينا السماوى. أى لهم ذات صورة الأبن لأنه كيف لا يهبنا معه كل شئ.
كل ما هو لى فهو لك, وما هو لك فهو لى, وأنا ممجد فيهم ….. هكذا خاطبَ المسيح الله الأب ليؤكد لنا وحدة المؤمنيين مع المسيح ومع الأب. ويسترسل فيؤكد على هذه الوحدة هكذا …. احفظهم فى أسمك الذين اعطيتنى ليكونوا واحداً كما نحن. ….. ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب فىّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ….. وأنا قد أعطيتهم المجد الذى اعطيتنى ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد. ….
لنتأكد أنه قد وهب لنا أن نكون واحداً مع الله الأب بالمسيح يسوع فى ذات المجد الروح القدس. ياللعظمة التى وهبت للأنسان بالمسيح.
أذاً فلننتبه بأن فكرة وجود دالة خاصة للسيدة العذراء تعنى السقوط من الخلاص, لذلك أراد القديس كيرلس الكبير التأكيد على أن هذه الدالة هى دالة جراءة خلاص ربنا يسوع من أجلنا, وان السيدة العذراء لها ذات الدالة والجراءة, فلا يمكن بأن نقبل بدالة خاصة بالمسيح لا يمكن أن تنتقل الينا لتصير ملكاً وكياناً خاصاً لنا, لتعمل فى تلابيب كياننا وأعماقنا لتخلصنا, وإلا فكيف نخلص …..
فأننا ونحن بعد خطاة جاء المسيح ليعطى لنا هبة هذه الدالة لدىّ الله الآب, لتظهر وكأنها ملكاً خاصاً لنا لنهبها نحن ايضا بدورنا لشركاء الجسد الواحد. ليكون المسيح هو العامل الوحيد والمعطى الوحيد لتحقيق شركتنا فيه. لأن ذات الدماء تسير فى كل اعضاء الجسد الواحد. لاننا من لحمه وعظامه.
لنتأكد بأنه من المستحيل أن يكون البشر الخطاة هم مصدر لتلك الجراءة والثقة لدىّ الله الآب, بل صارت لنا كنعمة من تجسد الأبن الوحيد, وهكذا صارت السيدة العذراء متقدمة أمامنا لبلوغ ذات الهدف والوسيلة معاً, لأنها أول من عاين حقيقة التجسد, فمثلما صارا لها, يصير لنا نحن أيضاً لبلوغ كمال شركة الجسد الواحد.
دمتم عاملين بثقة دالة وجراءة يسوع المسيح لأجل خلاص الآخرين.