يسيطر على صاحب النيافة هواجس خاصة تجعله يغرق في استخدم بعض مصطلحات، يظن القارئ غير المتخصص أنها صحيحة، أو على الأقل لا يرقى إليها الشك ولا يطالها النقد، في حين أن هذه المصطلحات تكشف عن الاتجاه الفكري الذي يعتنقه المطران في كلامه عن الفداء، وعلى سبيل المثال:
كتعبير “السيد المسيح”. فهذا التعبير هو تعبير المطران المتواتر، وهو لا يستخدم تعبير “الرب يسوع”، وهو التعبير الذي يضع إلوهية الرب يسوع في بؤرة الاهتمام، في حين أن تعبير “السيد المسيح” هو تعبير حيادي، يمكن لغير المؤمنين أن يقولوه دون أن يعبر ذلك عن شيء إلاَّ الاحترام
12 تعليق
انا مش فاهم ايه المشكله مافيش اى تعارض بين المحبه وبذل الذات لان بذل الذات هو قمة المحبه مثل الاب الذى يتبرع بكليه لانقاذ حياة ابنه ….مفهوم الفداء اللى اتربينا عليه ان الانسان بارادته الحره اختار الموت ..ومن محبة الله اراد ان ينقذ ادم وبنيه من هذا الحكم ….لكن الطريقه الوحيده لخلاص ادم هو موت المسيح عنا ليعطينا الحياة …..وفى لحن فاى ايتاف انف الذى يقال فى اكثر من موضع فى اسبوع الالام وفى عيد الصليب : هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة
على الصليب عن خلاص جنسنا فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء
على الجلجثة. اعرف تماما يا د.جورج تقدير حضرتك لليتورجيات ارى هذا اللحن يعبر عن مفهوم مطابق لشرح الانبا بيشوى ..بصراحه مفهوم حضرتك عن الفداء لم يصلنى ولم استوعبه بسهوله .لماذا اصرار حضرتك على اهمال قيمة العدل الالهى فى تتميم الفداء لو كان الامر يتعلق فقط بالمحبه لما كان المسيح صلب عنا ..كان من الممكن ان يصفح عن الانسان بسلطانه اللاهوتى الكامل وهذا هو نفس راى العقائد غير المسيحيه وبالتالى لا داعى للتجسد وتكون فكره الوهيه المسيح اسطوره وهو بشر ونبى جاء ليهدى الناس للحق ..الصليب هو محبه للبشر مشتملا فى نفس الوقت على تنفيذ حكم الاعدام الصادر على الانسان ..اتمن من حضرتك لو شرحت مفهومك عن الفداء بشكل مبسط جداا وفى سطور قليله يمكن للعامه امثالى استيعابها..فى انتظار رد حضرتك
عزيزي الأستاذ شادي
أولاً: حكم الإعدام … ليس حكماً صادراً عن الله ولكن كما يصرح القداس الغريغوري “أنا اختطفت لي قضية الموت” أي أن الإنسان هو الذي امات نفسه بنفسه وليس الله هو الذي اماته .. وليس حكم الله لآدم في قوله “موتاً تموت” ما هو إلا تقريراً لنتيجة حتمية عند المخالفة وليس هو تقريراً لعقاب يعده الله للذين يخالفونه وليس وعيداً بتغيير في موقفه في حالة التعدي … الله ثابت على موقفه تجاه الإنسان الذي يريد له الحياة التي رفضها الانسان بنفسه.
ثانياً: موضوع الفداء لابد أن نفهمه ليس كقضية تخليص حق وسد فراغات … أي انه ليس ان نسد فراغ الرحمة بالعفو وفراغ العدل بالقصاص … وهذا واضح في أديان أخرى كثيرة.
ولكن الأرثوذكسية تعلن ان الله أمات الموت بموته على الصليب وهذا واضح في كل ألحان الكنيسة وصلواتها ولم يكن مخططاً أن يميت الإنسان الخاطئ أو يتوعد الإنسان الخاطئ بالموت كما هو شائع والا أصبح المخلص هو تعبير عن حالة من الفوضى وتقلب الأدوار التي صنعته الخطية في المخلص نفسه … حاشا … مخلصنا ربنا يسوع المسيح جاء لكي يخلص الإنسان الذي أهلك نفسه بالخطية، وبالموت داس الموت لكي يتقابل معه ويصرعه .. أي ان الحياة صرعت الموت على الصليب وأظهرت الظفر بالقيامة وبالجلوس عن يمين الآب في شخص ربنا يسوع المسيح وينسكب هذا الظفر منه إلينا من خلال الأسرار.
ثالثاً: الفداء ليست عملية ابدال واحلال وسد فراغات تجارية وتخليص حقوق. الفداء عملية شفاء واحياء وعطاء مجاني لمن يملك الحياة الى الذي فقد الحياة.. “الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله” وواضح من الآية انه لم يعوزهم تحقيق وتنفيذ عقاب مبيت من أول آدم ليحققه الله الآب في ربنا يسوع المسيح المتجسد ويحرقه وهو على الصليب كما يقول نيافة الحبر الجليل.
رابعاً: لحن فاي ايتاف انف … المسيح ربنا بمسرة أبيه والروح القدس (أي إرادة واحدة للثالوث القدوس) أمات الموت وجدد الحياة الانسانية بتقديمها بالروح القدس الى الله الآب ككاهن في جسده لتعود مرة أخرى فيه هو حية الى الأبد وليس المقصود من اللحن الكنسي اطلاقاً لا شكلا أو موضوعاً انه ثمة انقسام بين اقانيم الثالوث كمن يسترضي اقنوم الأقنوم الآخر بذبيحة الصليب كما يتوهم البعض.
شرح الانبا بيشوي للحن الكنسي مشوه تماماً …
أرجو ان يكون ما قد ذكرته واضحاً …
اغفر لي
ا.انسى شكرا لاهتمام حضرتك بالرد على تساؤلاتى ..ملحوظه لحن فاى ايتاف انف ماذكرته هو الترجمه العربيه للحن فاشتمه ابوه الصالح هو ترجمه اللحن بالعربيه وليس شرح الانبا بيشوى للحن ..ثانيا حكم الموت هو نتيجه وليس عقاب واقتنعت تماما بشرح د.ق سامح موريس لهذا الامر لو اب قال لطفل صفير لو حطيت ايدك فى الكهربه هاتموت والطفل ماسمعش الكلام وحط ايده واتكهرب ومات اللى حصله دا نتيجه لوضع يده فى الكهربه مش عقاب من ابوه الجزئيه دى انا مقتنع براى حضرتك فيها تماما ..واسمحلى اسالك السؤال اللى كنت بساله لاستاذ مدارس الاحد وانا فى اولى ابتدائى …
هو ليه ربنا اتجسد ومات عشاننا ؟؟؟
الاستاذ : علشان يخلصنا من خطيه ادم اللى ورثتها كل البشريه
طيب ماكان ربنا يسامح الانسان بدون تجسد ولا صلب ؟
الاستاذ: ماينفعش علشان ربنا كامل وعدله الالهى مايسمحلوش بتزوير حكم الموت وتبرىء الانسان بالباطل ..كان لازم يتنقذالحكم يا اما فى كل البشريه او نائب عنها يكون صفاته انه انسان وغير محدود وبار (السيد المسيح )
ارجوك يا استاذ انسى انتظر رد مبسط من حضرتك يشرحلى هدف الفداء والتجسد وكانك ستشرحه لطفل فى اولى ابتدائى بالظبط …صدقنى السؤال الى كنت بساله وانا فى اولى ابتدائى لم اجد له رد يقنعنى حتى الان ..انتظر رد مبسط من حضرتك او من د. جورج او من اى مشارك فى هذا الموقع الرائع
رد إلى الأخ شادي ألفونس
قرأت رسالتك أو بالحري تعليقك ولا خلاف بالمرة حول الجزء الأول منها الذي يبدأ بعبارة “أنا مش فاهم” حتى كلمات اللحن: “هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب ..”.
ولكن ما أكثر المشاكل التي تحيط بالجزء الأخير.
أول هذه المشاكل أنك تظن أن كلمات اللحن – كما تقول – مطابقة لشرح الأنبا بيشوي. هذا يا أخي الكريم غير صحيح على وجه الإطلاق. وهذه هي الفروق الدقيقة بين تسليم الليتورجيا وشرح الأنبا بيشوي:
أولاً: موت الرب يسوع الطوعي أو الاختياري حسب كلمات الرب يسوع نفسه في يوحنا (10: 17 – 18):
– لهذا يحبني الآب؛
– لأني أضع نفسي (أُقدِّم ذاتي) – الصليب.
– لآخذها أيضاً – القيامة.
حرية الإختيار:
* “ليس أحد يأخذها مني”، أي لا يوجد لأحد سلطان على حياتي.
* “لي سلطان أن أضعها”، فهو لم يمُت بسبب تآمر اليهود وخيانة يهوذا وجبن بيلاطس، بل قدم ذاته بسلطان الحياة، أي سلطان من قال: “أنا هو الحياة” (يوحنا 11 : 25) وهو لم يكتفِ بأن يقول أنا هو الحياة، بل قال “أنا هو القيامة أيضاً”.
* “لي سلطان أن آخذها أيضاً”، وهو ما يجعل الكنيسة تقول: “المسيح قام”؛ لأن هذا ما يؤكده الرب هنا، وما يشرحه القديس بطرس: “الذي أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت إذ لم يكن ممكناً أن يُمسك منه” (أع 2 : 24). وعليك أن تراجع بنفسك الترجمة القبطية لهذه الكلمات، فهي مثل اليونانية تؤكد أنه لا توجد سيادة للموت على رب الحياة.
* “هذه الوصية قبلتها من أبي”، أي لم يحدث انشطار في الثالوث إلى آب غاضب، وابن يتحمل العقوبة وينفذ فيه حكم العدل، بل ثالوث واحد له محبة واحدة (يوحنا 3 : 16).
ثانياً: وعدم انشطار وتمزق الثالوث – لأن هذا مستحيل؛ لأن الإنشطار والتمزق خاص بالبشر والمخلوقات – لا تؤكد فقط وحدانية المحبة الالهية التي لا تسمح لأقنوم أن يُعذِّب ويصب غضبه على أقنوم آخر؛ لأنك لا تستطيع – مهما كانت قوة الحجة أو المنطق – أن تدعي بأن الغضب تعبير عن العدل أو عن المحبة.
والأسباب واضحة أمامك:
أما عن العدل يا أخي الكريم، فلديك مشكلة أكبر، وهي أنك أمام الله نفسه عليك أن تأتي بنصٍ واحدٍ من العهد الجديد يقول إن موت الرب يسوع على الصليب هو – كما قال الأنبا بيشوي – إعلان العدل الإلهي.
ثالثاً: شهادة الليتورجية:
“أنا متحير من هذا النبي ذي الصوت العظيم، أشعياء النبي الذي سبق فنظر سر آلام الخلاص التي لله الكلمة وقال: من هو الآتي من أدوم .. بالحقيقة إنه هو الإله الكلمة مخلصنا يسوع كالتدبير لبس الجسد القديم الذي لأبينا آدم أول الخلقة، وصار اللاهوت العلوي متحداً بالبشرية بغير استحالةٍ بشكلٍ لا يُدرَك. هي الحلة التي لا تتغير المتحدة بالاله الكلمة وصب غضبه على العبرانيين وداسهم في معصرة غضبه ورحمته وبره أعطاهم للأمم”. هذا مختلف تماماً عن الآب الذي داس الابن في معصرة غضبه، وعليك أن تراجع مقالة الأنبا بيشوي.
ولذلك لا يوجد أي أساس بالمرة لما ذكرته عن سبب التجسد، وهو العدل الالهي. ليتك تراجع المحاضرات العشرة عن تجسد الكلمة التي نُشرت على موقع الدراسات القبطية.
فقد دخل الرب إلى قدس الأقداس حياً لا مائتاً.
“ودخل إلى داخل الحجاب موضع قدس الأقداس الموضع الذي لا يدخل إليه ذو طبيعة بشرية، وصار سابقاً عنا، صائراً رئيس كهنة إلى الأبد على رتبة ملكي صادق” (صلاة القسمة – سبت الفرح) .. فلكي يتم الخلاص يجب أن يظل الرب حياً كرئيس كهنة يقدم ذبيحةً يجوز فيها الموت ولا يقوى عليها، ولذلك فحتى جسده لم يرَ فسادا،ً بل جاز الموت وشرب الكأس، ولكن – كما تقول نفس الصلاة: “يا يسوع المسيح ذو الاسم المخلِّص”، فكيف يكون مخلصاً وهو قد انهزم أمام الموت؟ ثم “الذي بكثرة رحمته نزل إلى الجحيم وأبطل عزة الموت. أنت هو ملك الدهور غير المائت الأبدي كلمة الله الذي على الكل”، فهو “الحياة” الذي نزل الى حفرة الموت لكي يبدد الموت، ولذلك نقلاً عن اشعياء النبي في نفس الصلاة: “رُفِعَ حكمه في تواضعه”؛ لأن حكم الموت جاء من بيلاطس ومن اليهود لا من الآب وهذه هي شهادة ثيئوطوكية الاثنين القطعة السابعة:
“السلام لبيت لحم مدينة الأنبياء التي ولد فيها المسيح آدم الثاني” (وعندما قال الأب متى المسكين إن بيت لحم هي مسقط رأس البشرية المفتداة .. انطلقت الألسنة بما لا يليق ذكره هنا”، فلماذا ولد المسيح؟
– لكي يرد آدم الإنسان الأول..
– ويحل قضية الموت
– إنك يا آدم أنت تراب
– وإلى التراب تعود
ولاحظ دقة وصدق التعليم:
– “لأن الموضع الذي كثرت فيه الخطية
– تفاضلت فيه نعمة المسيح”.
فأين العدل حسب المفهوم الأرضي الوافد إلينا من أحكام الشريعة؟ كيف تزداد النعمة مع كثرة الخطية، وهو ما تردده الكنيسة في القداس: “وحيث كثر الاثم فلتكثر هناك نعمتك” وهي صدى لكلمات (رو 5 : 17).
وكلمات ثيئوطوكية الاثنين القطعة 7 تجدها بعينها في الرد على الأريوسيين للقديس اثناسيوس (مقالة : 67).
لأن الفم الذي أصدر الحكم هو فم الثالوث الواحد الذي جعل حكم الموت يتم في جسد الرب من أجل ما ذكره رسول الرب: “لأن المسيح .. مات .. لأجل الفُجَّار .. الله بيَّن لنا محبته لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا” (رو 5 : 6 – 8). ولعلك وقد ذكرت لحناً واحداً، كان عليك أن تذكر لحن “أومونوجنيس” وهو لحن تسمعه عند الروم والسريان والأرمن والأقباط:
“أيها الابن الوحيد الجنس وكلمة الله الذي لا يموت والقابل كل شيء لأجل خلاصنا.
المتجسد من القديسة مريم .. بغير استحالة
المتأنس المصلوب المسيح الإله ..
بالموت داس الموت
أحد الثالوث القدوس
الممجد مع الآب والروح القدس، خلصنا”.
ثم: “قدوس الذي لا يموت الذي صلب لأجلنا،
وصبر على موت الصليب وقبله في جسده وهو أزلي غير مائت”.
لماذا صُلب؟
إن تحول ناسوت الرب من الموت إلى الحياة التي لا تموت، هو سبب وجود جسد الرب ودمه على المذبح؛ لأنه جعل هذا الجسد “واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير”. هذا الاتحاد هو غلبة الموت.
الموضوع الرئيسي يا أخي هو الموت، وليس الخطية، فقد أباد الرب الموت، وعندما أباد الموت، أباد الخطية؛ لأن الخطية التي تجلس على عرش الموت قد دمَّر عرشها، فلم تعد تقوى على أن تجيء بالموت “وكما ملكت الخطية بالموت هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الأبدية يسوع المسيح ربنا” (رو 5 : 21).
أخيراً:
أرجو بكل تواضع المسيحيين أن تقرأ العهد الجديد نفسه لكي تقدم لي نصاً واحداً عن احتمال الغضب، أو أن الصلب هو قبول حكم العدل.
لا عدل في موت البريء من أجل المذنب، ولكن عدل المحبة يسمح، بل يسعى إلى ذلك. ولو قال الأنبا بيشوي إن الفداء هو عدل المحبة الذي يشفي ويُحيي ويقيم الساقط لأنحنيت له إجلالاً، ولكنه سار في طريق الرجل الحديدي حيث القساوة والتشفي والجلد والموت والغضب، وهذه كلها مفردات غائبة تماماً من العهد الجديد، ومن الليتورجيا. وعلى ذلك عليك أن تقدم الدليل الذي يؤكد الادعاء، عليك تقديم دليل واحد من الأجبية – التسبحة السنوية – القداسات – خدمة أسرار المعمودية والميرون – وما تشاء من الكتب الطقسية لكي تؤكد ما ذكرته في القسم الثاني من التعليق.
الرب معك.
د. جورج حبيب بباوي
شكرا لك د. جورج على اهتمامك شخصيا بالرد على سؤالى رغم مشغولياتك الكثيره ولكن هذا اهو تواضع العلماء …اؤكد لحضرتك انى لم اسال من اجل تشبث براى خاطىء او احداث جدل بيزنطى ..لكن سالت لان لا اعلم الا جابه فعلا كما ذكرت فى تعليقى الثانى على ا. انسى اننى منذ اولى ابتدائى حتى الان غير متفهم ومقتنع برد استاذ مدارس الاحد فيما يتعلق بالفداء والتجسد ..اشد ما اعجبنى فى رد حضرتك هذه العبارات :
لماذا صُلب؟
ليس بسبب عقوبة الموت، بل لكي يمحو عقوبة الموت. قَبِلَها لكي يمحوها، وهو ما تؤكده صلاة الساعة السادسة في الأجبية: “مزق صك خطايانا”.
صُلِبَ لأن الناسوت قابل للموت، ولكن الناسوت متَّحدٌ بمن هو أزلي لا يموت، وبذلك يمحو الاتحادُ الموتَ من الناسوت؛ لكي يمحوه من كل إنسان لأن أقنوم الله الكلمة كما هو في لحن “اومونوجنيس”، هو أحد الثالوث وممجد مع الآب والروح القدس، وهو معلق على الصليب، “وذاق الموت بالجسد”؛ لكي يصبح جسده غير مائت.
الموضوع الرئيسي يا أخي هو الموت، وليس الخطية، فقد أباد الرب الموت، وعندما أباد الموت، أباد الخطية؛ لأن الخطية التي تجلس على عرش الموت قد دمَّر عرشها، فلم تعد تقوى على أن تجيء بالموت “وكما ملكت الخطية بالموت هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الأبدية يسوع المسيح ربنا” (رو 5 : 21).
هذا الشرح بالنسبه لى جديد تماما وبعطى صوره رائعه عن الله المحب لا عن الله المنتقم
لقد ورد فى ذهنى تساؤل طرحه احد اصدقائى اللادينيين (و اوصى الرب الاله ادم قائلا من جميع شجر الجنة تاكل اكلا و اما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تاكل منها لانك يوم تاكل منها موتا تموت(تك 16:2-17 ) لماذا وضع الله الانسان فى هذا المحك والاختبار من البدايه هناك مبدا معروف وهو الممنوع مرغوب الم تكن الوصيه ذاتها دافعا لادم لكسرها وفعل الخطيه ؟؟كان من الممكن ان يضع الله هذه الشجره فى مكان لن يصل له ادم ان كان هدف الله الحقيقى هو عدم اكل ادم من الشجره …لماذا وضع الله وصيه كان يعلم مسبقا بان ادم سيكسرها ويهلك ؟؟ لم اجد ردا مقنعا لصديقى هذا لعلى اجد عند حضرتك ردا مقنعا
رد على تساؤل شادي الفونس تعليق رقم 5
المعرفة المسبقة لله
لماذا وضع الله وصيه كان يعلم مسبقا بأن أدم سيكسرها ويهلك ؟؟
الإجابة على هذا السؤال. الله لم يضع تحديداً مُسبَقاً لإنسان. لأن إشكالية “التحديد المُسبَق” تخلق مشكلة عقائدية حول حرية الإنسان في الاختيار، وهذا له علاقة بحرية الإنسان فيما يتعلق بخلاصه. لأن التحديد المُسبَق والمعرفة المُسبَقة لله يلغيان حرية الإنسان في الاختيار، ويصبح الإنسان مُسيَّراً لا مُخيَّراً، وهذا مرفوض في المسيحية. لأنه من حقائق الإيمان المسيحي أن الله خلق الإنسان كشبهه (تك 26:1)، على صورته (تك 27:1)، أي خلقه كنظير له ذو إرادة حرة، فكان له حرية الاختيار. والاختيار هنا مرتبط بالمحبة، ولا إكراه في المحبة لأن “الله محبة” (يو 8:4)، بذلك كان للإنسان رفعة عظيمة.
ووصيته الله لآدم لم تكن “جبرية أخلاقية” لأن هذه الجبرية تُوجِّد نفس إشكالية “التحديد المُسبَق” لأنها تتعلق بطبع الإنسان المخلوق عليه من حرية الاختيار بما يقبله أو يرفضه من أجل خلاصه، ومن خير ساكن فيه، ومن تطلع دائم إلى الفردوس الذي خلقه الله فية وأسكنه إياه والذي أُخرج منه بسبب انقياده بإرادته الشخصية لغواية الشيطان بدون إجبار من الله. وهذه الجبرية تنبع من الإنسان ولا تُفرض عليه، وهي تتعلق بحريتة في التحكم في أقواله تصرفاته، كما ورد في رسالة يعقوب بقوله “وأما اللسان… به نبارك الله الآب وبه نلعن الناس الذين قد تكوَّنوا على شبه الله. من الفم الواحد تخرج بركة ولعنة. إخوتي لا يجب أن تكون هذه الأمور هكذا” (يع 8:3-10).
كما أن هناك “جبرية جسدية”. وهذه الجَبرية لا توجد إشكالية التحديد المُسبق. لأن هذه الجَبرية (الجَبرية الجسدية) لا تتعلق بالاختيار الحر للإنسان بما يقبله أو يرفضه من أجل خلاصه، بل تتعلق بما يصيبه جسدياً ولا دخل له فيه من الأمور الطبيعية التي لابد من حدوثها (مثل الموت الجسدي الطبيعي، الأمراض، الأوجاع، المجاعات، حدوث الزلازل والبراكـين، وغير ذلك من الكـوارث)، وما يختص بالأمور التي تأتي عليه بدون اختياره، (مثل الحوادث والاضطهادات والتعذيب والقتل، إن كان من البشر أو الحيوانات أو غيرها)، كما ورد في إنجيل متى “وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب. أنظروا لا ترتاعوا. لأنه لابد (في اليونانية DEI) أن تكون هذه كلها ولكن ليس المنتهى بعد. لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل… حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم” (مت 6:24و7). لذا على الإنسان أن يكون في حالة استعداد روحي دائم لخلاصه، لأنه لا يعرف متى تكون النهاية.
فقول المسيح في سفر الرؤيا “ولن أمحو اسمه من سفر الحياة” (رؤ 5:3)، لا يعني أن هناك سفر للحياة مكتوب فيه أسماء الذين سيخلصون، بمعنى أن هناك تحديد مُسبق لمن يخلص (المكتوبون) ولمن لا يخلص (غير المكتوبين). لأن هذا يلغي عدل الله، كما يلغي حرية الإنسان في الاختيار وما يترتب على ذلك من أجل خلاصه. بل هذا القول المسيح يعني، أن كل من يغلب ولا يسقط حتى نهاية حياته فسيظل اسمه مكتوباً في سفر الحياة الأبدية، ويُحصى في عداد الذين فازوا بالحياة الخالدة في الملكوت الله. أما من يُخطىء ويستمر فيما هو فيه فهو الذي سيُمحى اسمه من سفر الحياة، وهذا يتوقف على الإنسان. ذلك لأن جميع البشر أسمائهم مكتوبة في سفر الحياة، لأن الله خلق الإنسان للحياة وليس للموت كما يقول بولس الرسول “لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون” (1تيمو 3:2و4). وهذا القول لبولس الرسول يتعارض بوضوح مع القول بالتعيين المُطلق، أي التحديد المُسبق، لأنه ينتفي مع الحرية الشخصية للإنسان في اختيار طريق الخير أو طريق الشر. فإن كان هناك تحديداً مسبقاً من الله لآدم وحواء فهذا ينتفي مع محبة الله وعدله، وما خلقهما عليه من إرادة حرة واختيار حر.
و”سفر الحياة” المكتوب فيها أسماء يُشبه بسفر المُعمَّدين الموجود لدى الأسقف، لأنه بحسب طقس سر المعمودية المقدسة فإن المعتمِّد يُكتب اسمه لدى الأسقف في سفر المُعمَّدين. والقديس كيرلس الأورشليمي في كتابه “التعليم المسيحي” يصف كيفية اتمام طقس سر المعمودية، الذي يبدأ بأن يأتي الموعوظ إلى الأسقف الذي يسجل اسمه في سجل الموعوظين، هذا لمتابعة إلتزامه في تلقي التعليم المسيحي. وبعد اجتياز الموعوظ فترة التعليم يُصبح من المستعدين للاستنارة المقدسة ويسجله الأسقف في سجل المعمدين الذي لديه. وعند المعمودية الأسقف يُعطي المتقدم للمعمودية اسماً جديداً ويُعمده، وإذا حُرم من الكنيسة، لأنه أخطأ ولم يقدم توبته أو أنكر الإيمان المسيحي، يمحو الأسقف اسمه من سجل المُعمَّدين.
رد على تساؤل شادي الفونس تعليق رقم 5
“شجرة معرفة الخير والشر”
بالنسبة لآباء الكنيسة، كان آدم في حالة من الشركة مع الله، من خلال خلق الله له ووضعه في الفردوس. ولم يُعطى من الله وصية عدا وصية عدم الأكل من “شجرة معرفة الخير والشر”. وهذا المنع كان له صفة تحضير الإنسان وتثبيته في الخير حتى يأتي إلى الأكل في الوقت المناسب من “شجرة الحياة” التي لم يعد يستطيع الإنسان أن يأكل منها بعد سقوطه، لأن الرب الإله أخرجه من عدن وأغلق الفردوس في وجهه، وأصبح الإنسان قابلاً للموت لئلا يصبح الشر عادم الزوال، “وقال الرب الإله هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير والشر. والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحيوة أيضاً ويأكل ويحيا إلى الأبد” (تك 22:3). كما أن بالنسبة لآباء الكنيسة “شجرة معرفة الخير والشر” هي معاينة الله الطبيعية، بينما “شجرة الحياة” هي اللاهوت السري؛ وأنه بتجسد يسوع المسيح أعيد فتح الفردوس وأصبح الإنسان مع المسيح يستطيع أن يأكل من شجرة الحياة، وكل من يأكل منها يحيا؛ أنها صورة الحياة الأبدية، الشركة مع الله، التأله بالنعمة. كما أن “شجرة الحياة” رمزاً لـ”سر الشكر”، المُعطي الحياة الأبدية، أنه الشركة مع الله، أي المشاركة في الحياة الإلهية والتأله بالنعمة، بسبب الامتلاء بنعمة الله. كما قال يسوع “من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حيوة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير. لأن جسدي (SARX MOU) مأكل حق ودمي مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه… فمن يأكلني فهو يحيا بي… من يأكل هذا الخبز يحيا إلى الأبد” (يو 54:6 و55 و58). وهذا لمن يتناول منه عن استحقاق، أما من يتناول منه بدون استحقاق فله دينونة، كما يقول بولس الرسول “إذا أيٌ من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون إستحقاق يكون مجرماً في جسد (TOU SOMATOS) الرب ودمه… لأن الذي يأكل ويشرب بدون إستحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب” (1كور 27:11-29). وبهذا القول للروح القدس يختم المسيح رسالته الأولى.
في اللغة اليونانية يوجد كلمتان لكلمة “جسد” المذكورة في الترجمة العربية للإنجيل المقدس. الكلمة الأولى هي “SARX”، وتعني: “لحم” (للتوضيح، بالإنجليزية “Flesh” وليس “Meat”)، “جسم”، “جسد طبيعي”، “طبيعة بشرية”؛ والكلمة الثانية هي “SOMA”، وتعني: “جسد”، “جسد حي”، “جسد للمسيح”.
كلمة “التأله” معربة عن الكلمة اليونانية “THEOSIS”. وهذا المفهوم “تأله الإنسان” عند آباء الكنيسة لا يعني أبداً أن الإنسان سيصبح غير محدود وعالم بكل شيء، ولا يلغي طبيعة الإنسان المخلوقة أو يغير جوهره، لأن هذا معناه إنتهاء الشركة نفسها التي بين الإنسان والله. ولكنه يعني تحقيق غاية خلقة الإنسان بالشركة مع الله والاتحاد به ونوال نعمة الحياة الأبدية. والله سيظل على الدوام “آخَر” بالنسبة للإنسان، وسيظل الإنسان المخلوق مُتلقي من الله الخالق. وفي هذا يقول القديس أثناسيوس عن يسوع المسيح «لقد صار إنساناً، لكي ما يؤلهنا نحن». كما يقول أيضاً: «ورغم أننا بشر من الأرض، ومع ذلك نصير آلهة، ليس مثل الإله الحقيقي أو كلمته، بل كما قد سُر الله الذي وهبنا هذه النعمة»، لأن التأله بالنسبة للإنسان، تأله الإنسان، يكون بالنعمة الإلهية. ومفهوم الإستنارة، في اليونانية “FOTISMOS”، يدعمه مفهوم التأليه، في اليونانية “THEOPYSIS”. لأنه حيث أن المسيح “إله من إله ونور من نور”، فإن إنارته لنا تكون بالحقيقة فعل إلهي ومؤلًّه، كما يقول بولس الرسول “لأن الذين أًسْتُنِيرُوا (في اليونانية “FOISTHENDAS”) مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس. وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي” (عب 4:6و5).
شجرة الحياة
بالنسبة لآباء الكنيسة، كان آدم في حالة من الشركة مع الله، أي المشاركة في الحياة الإلهية، من خلال خلق الله له ووضعه في الفردوس. ولم يُعطى من الله وصية عدا وصية عدم الأكل من “شجرة معرفة الخير والشر. وهذا المنع كان له صفة تحضير الإنسان وتثبيته في الخير حتى يأتي إلى الأكل في الوقت المناسب من “شجرة الحياة” التي لم يعد يستطيع الإنسان أن يأكل منها بعد سقوطه. لأن الرب الإله أخرجه من عدن وأغلق الفردوس في وجهه بعد أن أكل من شجرة معرفة الخير والشر، التي منعه الرب من الأكل منها وحذره بقوله له “لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت” (تك 17:2و18). وأصبح الإنسان بحكم الله قابلاً للموت، ذلك لئلا يصبح الشر عادم الزوال، “وقال الرب الإله هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير والشر. والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحيوة أيضاً ويأكل ويحيا إلى الأبد” (تك 22:3). في الكنيسة الأرثوذكسية، في جناز الموتى تُتلى صلاة الحل القائلة: «أيها الرب إلهنا. يا من بحكمته التي لا توصف خلق الإنسان من تراب… ولما خالف أمره، وغير صورته ولن يحفظ وصيته… أمر بتعطف بمشيئته الإلهية… بأن هذا الاختلاط والتركيب والرباط الغامض الذي منه ينفك وينحل. فتنفصل الروح إلى حيث أخذت وجودها، وتبقى إلى يوم القيامة العامة، وينحل الجسم إلى ما تألف منه. ذلك كي لا يصير الشر عادم الزوال».
كما أن بالنسبة لآباء الكنيسة “شجرة معرفة “شجرة الحياة” هي اللاهوت السري؛ وأنه بتجسد يسوع المسيح أعيد فتح الفردوس وأصبح الإنسان مع المسيح يستطيع أن يأكل من شجرة الحياة، وكل من يأكل منها يحيا؛ أنها صورة الحياة الأبدية. كما أن “شجرة الحياة” يمكن أن تكون رمزاً لـ”سر الشكر”، المُعطي الحياة الأبدية، أنه المشاركة في الحياة الإلهية والتأله بالنعمة، بسبب الامتلاء بنعمة الله. كما قال يسوع لليهود “من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حيوة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير. لأن جسدي (SARX MOU) مأكل حق ودمي مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه… فمن يأكلني فهو يحيا بي… من يأكل هذا الخبز يحيا إلى الأبد” (يو 54:6 و55 و58). وهذا لمن يتناول منه عن استحقاق، أما من يتناول منه بدون استحقاق فله دينونة، كما يقول بولس الرسول “إذا أيٌ من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون إستحقاق يكون مجرماً في جسد (TOU SOMATOS) الرب ودمه… لأن الذي يأكل ويشرب بدون إستحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب” (1كور 27:11-29).
في اللغة اليونانية يوجد كلمتان لكلمة “جسد” المذكورة في الترجمة العربية للإنجيل المقدس. الكلمة الأولى هي “SARX”، وتعني: “لحم” (للتوضيح، بالإنجليزية “Flesh” وليس “Meat”)، “جسم”، “جسد طبيعي”، “طبيعة بشرية”؛ والكلمة الثانية هي “SOMA”، وتعني: “جسد”، “جسد حي”، “جسد للمسيح”.
كلمة “التأله” معربة عن الكلمة اليونانية “THEOSIS”. وهذا المفهوم “تأله الإنسان” عند آباء الكنيسة لا يعني أبداً أن الإنسان سيصبح غير محدود وعالم بكل شيء، ولا يلغي طبيعة الإنسان المخلوقة أو يغير جوهره، لأن هذا معناه إنتهاء الشركة نفسها التي بين الإنسان والله. ولكنه يعني تحقيق غاية خلقة الإنسان بالشركة مع الله والاتحاد به ونوال نعمة الحياة الأبدية. والله سيظل على الدوام “آخَر” بالنسبة للإنسان، وسيظل الإنسان المخلوق مُتلقي من الله الخالق. وفي هذا يقول القديس أثناسيوس عن يسوع المسيح «لقد صار إنساناً، لكي ما يؤلهنا نحن». كما يقول أيضاً: «ورغم أننا بشر من الأرض، ومع ذلك نصير آلهة، ليس مثل الإله الحقيقي أو كلمته، بل كما قد سُر الله الذي وهبنا هذه النعمة»، لأن التأله بالنسبة للإنسان، تأله الإنسان، يكون بالنعمة الإلهية. ومفهوم الإستنارة، في اليونانية “FOTISMOS”، يدعمه مفهوم التأليه، في اليونانية “THEOPYSIS”. لأنه حيث أن المسيح “إله من إله ونور من نور”، فإن إنارته لنا تكون بالحقيقة فعل إلهي ومؤلًّه، كما يقول بولس الرسول “لأن الذين أًسْتُنِيرُوا (في اليونانية “FOISTHENDAS”) مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس. وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي” (عب 4:6و5).
شكرا لنيافتكم (المطران/ نقولا) للاهتمام بالرد على تساؤلات شخصى الضعيف رغم المشغوليات وعبء المسؤليه والخدمة ….شكرا لانارة عقلى بمافهيم وشروحات غير مسبوقة بالنسبه لى …وقد قرات لنيافتكم سابقا كتاب بعنوان سر الشكر الافخاريستيا فى الكنيسة الارثوذكسية .سبق نشره فى هذا الموقع الرائع ..واقول بمنتهى الصراحة ان ان كلمات نيافتكم وشرحكم لهذا السر العظيم هى اروع ما قرات فى حياتى بخصوص الافخاريستيا …وابشر نيافتكم وال د.جورج بانه ستحدث عن قريب صحوة ابائيه فى الكنيسة القبطيه الارثوذكسيه وعودة للاصول الابائيه السليمة فى شرح العقيدة واللاهوت فقد كنت فى زيارة لاحد اديرتنا القبطيه منذ اسبوع تقريبا ..وهو دير عادى غير مسموع عنه اى نزاعات عقيديه او لاهوتيه قديمة بين رهبانه وفكر الانبا بيشوى ..وقد فوجئت بمعظم الرهبان الشباب يتحدثون عن شركة الطبيعه الالهيه والتاله ومفهوم التجسد كما شرحة اثناسيوس الرسولى فى تجسد الكلمه دون اى ذكر لمحكمه العدل والرحمه …والكتابات الابائيه القديمة ..وفوجئت بمعظمهم يقراون ل د.جورج وابونا متى وكتاب الافخاريستيا الخاص بنيافتكم فقد دلنى على قرائته احد الرهبان هناك …ولكن احدا منهم لا يجرؤ الان على التصريح والتكلم بمجاهره بهذه الامور اللاهوتيه والعقيديه السليمه المستقاه من المصادر الابائيه القديمة …..اكرر شكرى باهتمامنيافتكم بالرد اذكرنى فى صلاتك يا سيدنا
في “المعرفة المسبقة لله والاختيار”
يقول القديس يوحنا الدمشقي: «يسبق الله ويعلم كل شيء ولا يسبق فيُحدد كل شيء، فهو يسبق ويعرف ما هو في استطاعتنا ولكنه لا يسبق ويُحدده، فهو تعالى لا يشاء حدوث الشر ولا يقتسر الفضيلة، حتى أن سابق التحديد يكون تلبية أمر سبق الله وعرفه. وأنه يسبق ويُحدد الأمور التي ليست في استطاعتنا، ذلك: “كشخص مريض ولشدة مرضه قال الأطباء أنه سوف يموت، إلا أن هذا لا يعني أن المريض سوف يموت لأن الأطباء أقروا ذلك إنما هم توقعوا ذلك من حالته المريضة، لذلك موته لا يعود إلى الطبيب بل إلى مرضه، والموت هو خارج استطاعة الانسان”. والله نظراً لمعرفته السابقة يحدد للحال كل شيء بحسب صلاحه وعدله، فالله ليس هو علة الشرور، فالشر ليس هو فعل الله بل هو إلا بسماح من الله. لأن الشر ذو وجهين لهذا فإن له معنَيين: فهو حيناً يدل على الشر في الطبيعة، وهذا مضاد للفضيلة ولإرادة الله. وحيناً آخر هو شر ووجع يتنافى مع شعورنا، أي الأحزان والمصائب، وهذه تبدوا شروراً لأنها مؤلمة، والحقيقة أنها صالحة لأنها تكون بواعث إلى الارتداد عن الشر والخلاص لمن يفهمون. كما أننا نحن أيضاً نكون علة الشرور، فإن من الشرور التي نرضى بها تصدر من شرور لا نرضى بها. فإذ نحن أخطأنا فلا يكون الله غير عادل إذا ما أنزل سخطه علينا. والله يعرف من سيخلص ومن لن يخلص وذلك لمعرفته المسبقة بأعمال البشر، فاختيار الخير والشر يعود إلينا. فالأعمال الصالحة تعود إلى العون الإلهي لأن الله- نظراً لسابق معرفته- يعين بأمانه عادلة الذين يؤثرون الصلاح بضمير مستقيم. والأعمال الطالحة تعود إلى التخلي الإلهي، لأن الله- بسابق معرفته أيضاً- يتخلى عن الأشرار تخلياً عادلاً، لأنهم أصلاً هم الذين تخلوا عنه، وذلك لأن الله خلق الإنسان حراً في اختيار عمل الخير أو الشر، لذا فالإنسان ليس كالحيوان الذي ينقاد للطبيعة ولا يقودها. فالحيوان نراه لا يقاوم ميل الطبيعة بل حالماً يميل إلى شيء يقوم بعمله. أما الإنسان، فلأنه خُلِق عاقلاً، فهو يقود الطبيعة أكثر مما ينقاد لها، ولذا فإذا مال إلى شيء وأراده، فله المقدرة على أن يقاوم ميله ولا ينقاد إليه. أما السبب في خلق الله لمن يعرفهم سيخطئون ولا يتوبون، ذلك لكي لا يبدوا الشر منتصراً على الصلاح، لأن الله لصلاحه يُخرج الخليقة من العدم إلى الوجود وهو عارف مصيرها، فإذا كان الذين سَيُوْجَدُون بسبب صلاحه يمنعهم عن الوجود لأنهم سيصيرون أشراراً برضاهم، فيكون الشر غلب صلاح الله. لأن كل ما يصنعه الله إنما يصنعه صالحاً، وأن كل أحد يكون صالحاً أو شريراً برضاه الخاص. على ذلك فقول الرب “خير لذلك الرجل لو لم يولد” (مر 12:14) لا يعني إنتقاداً منه لصنعه الخاص، بل للشر الواصل لصنعه من جراء الاختيار الخاص والتهامل».
سلام ربنا يسوع المسيح وشكرا جزيلا لحضرتك يا دكتور جورج، وكنت أود أن أسأل حضرتك بخصوص فكرة انشطار الثالوث بمعنى أن هناك آب غاضب يصب غضبه على البشرية في شخص الله الكلمة المتجسد على الصليب، أنا متفق مع حضرتك في هذه الفكرة ولكن قرأت للأب متى المسكين – الرب ينيح نفسه_ كتاب القيامة والفداء في المفهوم الأرثوذكسي – الطبعة الثانية- جعلني متحير (متلخبط) وهو أعتقد أنه يشير ببعض الآيات من الكتاب المقدس إلى عكس الفكرة التي تناقشها حضرتك هنا – من وجهة نظري- ومن هذه التعبيرات:
ما جاء بصفحة 9 : “إن الموت الذي ماته المسيح هو – بحد ذاته- دفع لثمن خطايانا واسترضاء الله لرفع غضبه عنا.
ما جاء بصفحة 12: فالذبيحة التي تمت بكل رضا الابن وبكل مسرة الآب الذي سحقه بالحزن، كان ورائها تعطفات أبوية…..
وشكرا جزيلا لحضرتك، ,ارجو أن تذكرني في صلاتك.
اولا : اشكر حضرتك جدا يا دكتور لان كتابك ( موت المسيح علي الصليب ) فتح لي باب جديد للبحث و لفهم مدي عظمة الخلاص كما فسره الاباء و ليس كالصورة الحديثة المشوهه المنتشرة في التعليم المعاصر
ثانيا : لي استفسار بسيط في مفهوم العقوبة و التأديب ….
قصص كثيرة في الكتاب تظهر الله بصورة المعاقب القاسي و ليس المؤدب
( سدوم و عمورة , قصة عزة و لمس تابوت العهد , موت عاخان بن كرمي , حنانيا و سفيرة ……)
هذه القصص تظهر الله في صورة قاسية جدا فما هو رد حضرتك و ما هو تفسير الاباء لهذه الاحداث ؟؟؟