إن فَقَدَتْ المحبةُ الثباتَ، فقد تخلَّت عن الإيمان، وإن فَقَدَ الإيمانُ المحبةَ، فَقَدَ قوة ورجاء المواعيد. أرني إنساناً يحيا بالإيمان وحده بدون محبة، وأنا أُريك كيف ينمو الإيمان بالمحبة؟ لقد وصل الإيمان إلى أغوار أسرار الله دون أن يفحص عن كيف ولماذا، بسبب المحبة التي تزرع الفرح في القلب، وتعطي النفس ثقةً في تذوق أسرار الله، وترجو طلوع الثمر ونوال مواعيد الله.
أمَّا الشكوك النابعة من انقسام القلب وعدم قدرة الفكر على التصديق، فهي آتيةٌ من الحياة القديمة التي تثق في شموخ الفكر، وكأن الإنسانَ -بالفكرِ- قادرٌ على أن يصل إلى الله.
الذي لا يصدِّق نعمة الله، فهو متشامخٌ. أما الذي يَشُكُّ، فهو عديم الخبرة في كلام البر، لم يتدرَّب على التمييز بين الحياة والموت. والنفس التي تقتني التمييز بين الحياة والموت، لا تتأخر عن الإيمان بالمسيح، ولا ترفض النعمة؛ لأن الادراك الذي فيها يحثُّها من آنٍ لآخر على أن تؤمن، فتطلب الخلاص من الموت بثبات.