الكنيسة لها حياة واحدة، هي حياة يسوع المسيح نفسه التي وُهِبَت من الآب في يسوع الإله المتجسد بالروح القدس، “الفاعل” والواهب كل العطايا. وحسب تشبيه الرسول، فإن أعضاء الجسد الواحد في الجسد الإنساني لا يمكن أن تعارض بعضها، فلا تُعارض الأذن اليدين أو العينين. وحتى قول الرب يسوع: “لا تجعل شمالك تعرف ما تفعل يمينك لكي تكون صدقتك في الخفاء” (متى 6: 3 – 4) لا يعني أن هناك تعارضاً بين اليدين؛ لأن هذا القول هو قولٌ يعرفه كل مَن درس أسلوب التخاطب الآرامي القديم، حيث يكون العطاء دائماً باليد اليمنى، خصوصاً في التوزيع بالذات: الأموال – الطعام … الخ. فاليد التي توزِّع تعرف سبب التوزيع، وهو احتياج الآخر، ولكن اليد التي لا توزِّع، وهي اليد الشمال، فقد كانت عند عامة الناس – لا سيما الفريسيين – تقوم بغسل الأعضاء الخاصة، وهي تعتبر – حسب المشنا – يدٌ غير طاهرة، وهي بذلك تعبِّر عن سيادة الناموس علينا. طبعاً، القولُ غامضٌ لمن لم يدرس الخلفية الآرامية السائدة في فلسطين في زمان تجسد الرب يسوع.
الفرق بين الاختلاف في الرأي والرؤيا عقائدياً وسياسياً
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- الفرق بين المسيح والمؤمنين
يجب أن نميِّز بين حلول اللاهوت فينا كنعمة، واتحاد اللاهوت بالناسوت في التجسد. فحلول النعمة…
- تأملات في الصوم
صوم النفس، أو صوم العقل، أو صوم القلب هو صوم الحياة العقلية والنفسية، صوم الفكر…
- الشركة في الطبيعة الإلهية
عندما كتب الإنجيلي يوحنا "الكلمة صار جسداً وسكن فينا" (يو 1: 14)، فقد وضع أول…