يجب أن نميِّز بين حلول اللاهوت فينا كنعمة، واتحاد اللاهوت بالناسوت في التجسد.
فحلول النعمة هو حلول نوعي، أي أنه حلولٌ يعطي عطايا محددة للإنسانية، مثل عدم الموت أو التبني، ولكن اتحاد اللاهوت بالناسوت في التجسُّد هو اتحاد أقنوم الابن الكلمة بكل ملء اللاهوت بناسوته المأخوذ من العذراء مريم، وهو وضعٌ خاصٌ بالابن المتجسد. أمَّا حلول النعمة فهو على قدر حاجة وعلى قدر استيعاب الطبيعة الإنسانية. أمَّا حلول ملء اللاهوت في التجسد، فهو حلول مطلق وتام واتحاد حقيقي لا تنطبق علينا خواصه بالمرة.
وقد ناقش القديس كيرلس السكندري هذه النقطة مع الهرطقة النسطورية، وصار من الواضح أن تعبيرات نسطور عن حلول اللاهوت في المسيح، وشركة اللاهوت في ناسوت المسيح هي عبارات لا تخص المسيح يسوع ربنا، وإنما خاصة بنا نحن البشر. وفي ضوء المقالات الخمس ضد نسطور يمكن أن نميِّز بين المسيح والمؤمنين به على هذا النحو:
- عندما تجسَّد الأقنوم الكلمة والابن، فقد تنازل واتحد بالناسوت. هذا يعني أن مركز شخصية الأقنوم المتجسِّد هو لاهوت الكلمة الابن المتَّحد بالناسوت. أمَّا في حالتنا نحن، فإنَّ مركز شخصية كل مسيحي هو العقل الإنساني المميِّز للنفس الإنسانية.
- إذا كان اللاهوت هو مركز شخصية الابن المتجسِّد، ونحن مركز شخصيتنا هو العقل والإرادة الإنسانية، صار من الواضح أن كل تصرفات وأفعال الكلمة المتجسِّد هي تصرفاتٍ إلهية إنسانية نابعة من اللاهوت المتَّحد بالناسوت. أمَّا في حالتنا نحن، فكل تصرُّفٍ وعمل هو نابع من العقل والإرادة الإنسانية التي قد تنال نعمة في بعض الأحيان بسبب حلول اللاهوت فينا. وهنا تسند النعمةُ الإلهيةٌ الإرادةَ الإنسانيةَ، ولا يصبح أي عمل إنساني عملاً إلهياً.
وهنا يبرز الفرق بين الاتحاد الأقنومي وحلول النعمة: فالحالة الأولى هي حالة فعل أو تصرُّف إلهي يتم إنسانياً. بينما الحالة الثانية هي حالة فعل أو تصرُّف إنساني قد يُعان بالنعمة الإلهية، ويكون ذلك حسب قدرة الإنسان واستعداده الروحي.
وكمثالٍ على ذلك، فقد استطاع الابن الكلمة أن يخلق من الطين عينين للمولود الأعمى، وتم هذا كعملٍ إلهيٍ صادرٍ من اللوغوس، وبوسيلة إنسانية. هذه بالطبع قدرة ذاتية نابعة من الاتحاد الأقنومي.
أمَّا في حالتنا نحن، فلا يمكن أن تتم معجزة مثل هذه بالإرادة الإنسانية، رغم وجود النعمة؛ لأن النعمةَ تمنح القدرةَ على المعجزات لعددٍ معيَّنٍ مختارٍ من الله. وفي حالتنا، تتم المعجزات بالصلاة، ويظل عمل المعجزة قاصراً على النعمة التي فينا، ويظل أيضاً متمايزاً عن الإرادة الإنسانية لا ينتمي إليها، ولا ينبع منها، ولا يقع تحت سيطرتها، وإنما العكس.
- هكذا يظل الفرقُ بيننا هو فرقٌ بين الابن الخالق والبشر خليقته، وهو فرقٌ لا يزول بسبب حلول النعمة فينا. وهكذا كل أفعالنا، فهي بشرية بشكلٍ تامٍ، أمَّا كل أفعال الابن المتجسد فهي إلهية – إنسانية صادرة من الأقنوم الكلمة، وتتم بالناسوت حسب احتياجات خلاص الإنسان.
وهكذا على نحو سري لا يمكن تحديده فلسفياً، نحن نتشبَّه بناسوت المسيح في المجد، كقول الرسول بولس إن جسد قيامتنا سيكون على “صورة جسد مجده” (في 3: 21). وطبعاً “جسد مجده” هو الجسد الذي فيه ملء المجد. أمَّا أجسادنا، فهي تمتلئ منه، ويبقى هو متفوقاً كرأسٍ وينبوعٍ. أمَّا نحن فلسنا إلاَّ قنوات صغيرة صادرة أو نابعة منه بسبب الاتحاد. ويظل جسد الابن الكلمة هو “الجسد المحيي” الواهب الحياة، وهذه صفة خاصة به بسبب الاتحاد. أمَّا أجسادنا، فتظل كما هي تحتاج إلى نعمة القيامة، ولا تهب الحياة لأحد، بل تنال هي الحياة من المسيح. هنا يبرز الفرق الضخم بين الاتحاد والنعمة. ففي حالة المسيح، صار جسده مصدر حياةٍ بسبب الاتحاد بين أقنومه وجسده. أمَّا في حالتنا، فقد ظل الجسدُ فينا محتاجاً إلى الحياة، يأخذها من النعمة دون أن تُصبح صفة ذاتية فيه، ولا يملك أن يعطيها.
- نحن نتشبَّه بالابن الكلمة المتجسِّد كآدم الثاني، وما يخصنا هو ما وزَّعه علينا الرب في التدبير، أي نعمة التبني ونعمة عدم الموت. ولكننا لا ندخل شركاء في علاقة الابن بالآب، أي علاقة وحدة الجوهر الخاصة بالثالوث. نحن نتشبَّه بهذه الوحدة على قدر ما تعطينا النعمة، ولكن الفرق الأساسي بين الصورة، أي وحدة المؤمنين، والأصل، أي وحدة جوهر الثالوث، هو فرقٌ بين ما هو طبيعيٌ، أي وحدة الجوهر، وما هو ممنوحٌ، أي وحدة المؤمنين التي تخلقها النعمة. ولا تملك القدرات الطبيعية الإنسانية أن تقيم وحدة من أي نوع؛ لأن الوحدة هي صفة اللاهوت وحده، أمَّا المخلوقات، فهي تتَّحد بالقانون الطبيعي، وبقدرات الإرادة، وفاعلية الفكر. أمَّا وحدة جوهر الثالوث، فهي عكس ذلك تماماً؛ لأنها أزلية لم تحدث باتفاق الأقانيم، ولم تنبع بل كانت منذ الأزل، ولا تنمو، ولا تُعان من النعمة، بل تظل في وحدتها غير المتغيرة. وهكذا إذا قيل عن المسيح إنه “البكر بين إخوة كثيرين” (رومية 8: 19)، فإننا لا نفهم من هذا أننا نصبح مثله في كل شيء؛ لأن هذا يفوق احتمال الطبيعة الإنسانية، ولم تسمح به النعمة إلاَّ في إطار محدد واضح، وهو تجديد الطبيعة الإنسانية.
وهكذا يتم تجديد الطبيعة الإنسانية على النحو الذي تجدَّدت به في المسيح رأس الخلاص، فهو الباكورة والرأس، ومع ذلك يلمع نور وبهاء التجديد في المسيح كما يلمع المنبع أو المصدر، ولا يتألق أحدٌ مثله؛ لأنه يحفظ لنفسه جمال البكورية الذي لا يتغيَّر.
17 تعليق
‘ Most of the writings of Mr (or Dr) George Bebawy are ‘waffle’ and glossy empty philosophy that does not build the christian faith generally or in individuals. His writings only satisfy his own proud mind. As for Christians and the Church they have 1- the Holy Bible and 2- The grace of God to guide them in the journey of faith in this worl
WE DONT NEED YOUR PHILOSOPHY MR BEBABY, and in plain English GET LOST(alone), we pray not in eternity if you repent .
Dear Manproxy,
First, I don’t know why you are so angry???
If you have any comment over this empty philosophy please say it and let us know for what reason you called it empty philosophy???
What do you think; insulting father Matta El Meskeen by anba beshoy in the his Faith Conference and St Athanasius and St. Kirols after that by anba Shenouda will build the Christian faith in your opinion???
Second, if you consider your self a Coptic orthodox person so you forget some main orthodox resource like the early church fathers writings, liturgy, church prayers …etc; and if you don’t agree with me so, I am sorry to inform you that you don’t belong to our Coptic orthodox church …
Third, thanks to Dr. George Bebawy because he was almost the first professors specialised in early church fathers in our Coptic church who translated to Arabic some great father writings and presented to us their great works that you called it empty philosophy!!!
I feel sorry for you because you don’t need these writings.
يقول القديس أثناسيوس في الفصل السابع عشر من تجسد الكلمة
ـ لأنه لم يكن محصورًا في الجسد ـ كما قد يتوهم البعض ـ أو أنه بسبب وجوده في الجسد كان كل مكان آخر خاليًا منه، أو أنه بينما كان يحرّك الجسد كان العالم محرومًا من أفعال قدراته وعنايته. غير أن الأمر العجيب والمدهش جدًا هو أنه مع كونه هو الكلمة الذي لا يحويه شئ فإنه هو نفسه يحوي كل الأشياء . وبينما هو موجود في كل الخليقة فإنه بحسب جوهره هو متميز عن كل الخليقة. فهو حاضر في كل الأشياء بقدرته فقط (وليس بجوهره)، ضابطًا كل الأشياء ومظهرًا سيادته على كل شئ، وعنايته بكل شئ، وواهبًا الحياة لكل شئ. ومع أنه يحوي كل الأشياء ولا يحتويه شئ، إلاّ أنه كائن كلية في أبيه وحده .
أنا متفق تمامًا مع الأخ ساجي
وقد كتبت هذا الاقتباس في تعليق على مقال آخر
دعونا نعود للأصول الحقيقية والكاملة- أكرر الكاملة- لننهي هذا الجدل الذي طال
الاح ساجي و الاخ تادرس
ممكن افهم ايه علاقه الاقتباس ده بالموضوع
العلاقة أن الآباء اتفقوا منذ إثناسيوس على التمييز بين جوهر الله وقدراته فنحن نسترك مع الله في قدراته وليس في جوهره وهو ما تنادي به الأرثوذكسية ويرفضه كل من الدكتور جورج والراهب باسيليوس المقاري حيث استعملا تعبير الكنيسة طبيعة متحدة باللاهوت وأن الله اقترب من الانسان بقدر اقتراب اللاهوت من الناسوت في شخص المسيح
الحل كما اقترحته في تعليق آخر : هو أن يجيب دكتور جورج صراحة اتحادنا بالله : اتحاد اقنومي أم على مستوى النعمة والطاقات؟؟؟
وهذه الإجابة- على ما أعتقد- تستلزم إجراءات أخرى توضيحية لإزالة اللبس على بعض العبارات الغامضة الواردة في كتابات كل منهما بالإضافة إلى كتابات جزيل الأحترام المتنيح القمص متى المسكين
لكي تعود للكتابات اللاهوتية دقتها ونميز بين المعاني الروحية والتأملية وبين التوصيف العقيدي ( دون فصل بين هذه الأبعاد وبالطبع دون الوقوع في سفسطة لغوي أو مناقشات جدلية)
إن علاقة الإبن بالآب علاقة طبيعية ، لأنه مولود من الآب قبل كل الدهور ، وهو كخروج النور من النور ، أما نحن فقد صار لنا التبني كهبة ونعمة مجانية ، بسبب ما فعله الكلمة بتجسده العجيب ، فصرنا فيه وبه أبناء لله الآب ، فضلاً ومجاناً بسبب اتحاده بنا .
وتجسد الكلمة يُحسب لنا ميراثاً أبدياً ، منه نأخذ كل ما يُعطينا الإبن ، ولذا نؤله لأن الإبن قد أخذ ما لنا وأعطانا ماله . بسبب أنه قد اتحد بعجينة البشرية جاعلاً منها جسده الخاص .
أي يصير لنا الحياة الأبدية بعد أن كان علينا حُكم الموت .
ليس جاعلاً منها جسده الخاص بل اتخذ منها جسده الخاص
أولاً سلام من الله أبينا والرب يسوع مخلصنا وفادينا والروح القدس مقدسنا ومحيينا.
ثانياً المقالة المعروضة عاليه أكثر من رائعة وواضحة غاية الوضوح … فقد نُشرت من قبل في كتاب معاني رشم الصليب وفي كتاب “القديس أثناسيوس في مواجهة التراث الديني الغير أرثوذكسي” …
ثالثاً تحية خاصة لكل الأحباء الذين يقولون رأيهم بصراحة وبالنقاش الحر البناء كل واحد باسمه سواء كُتاب المقالات أو المُعلقين على الموضوعات.
عزيزي الأخ تادرس
قرأت كل أسئلتك واستفساراتك عن الإتحاد الأقنومي والاتحاد بالنعمة وكل آراءك التي وردت في هذا الموقع الذي أصبحنا أنا وأنت نعشقه جداً.
لدي لك سؤالان واضحان وصريحان وبدون لف ولا دوران زي ما أنت بتحب ان الكلام يبقى واضح وبدون مواربة أو توريه حتى ننهي هذا الجدال الذي طال كما أوردت في كلامك عاليه.
السؤال الأول كالآتي:
عندما نعتمد في المعمودية المقدسة وندهن بزيت الميرون ونتناول من الجسد المقدس والدم الكريم في الإفخارستيا … ماذا نأخذ تحديداً وماذا ننال من الله تحديداً أيضاً؟ أي بإختصار ما هو الذي نناله في الأسرار التي ينالها كل مؤمن؟
السؤال الثاني:
عندما يقول الكاهن في القداس: محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة وعطية الروح القدس تكون مع جميعكم …. ما هي محبة الله الآب وما هي نعمة الابن الوحيد وما هي شركة الروح القدس التي ننالها … كما يقول الكاهن القبطي في القداس القبطي؟
أرجو أن تكون الإجابة منك واضحة وصريحة وفي عبارات قاطعة وليس فيها التباس وأرجو أن تكون إجابتك من كتب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (الكتب الطقسية) وذلك حتى نعرف تماماً ما نناله.
أرجو أن لا تكون إجابتك فضفاضة … أو تحمل معنيان … لا تستعير أقوال من كنائس خلقدونية أم غيرها … ما أريد أن أعرفه تحديداً هو ايمان كنيستنا القبطية الأرثوذكسية …
كل الشكر والاحترام لشخصك ولإجابتك مقدماً … ولحضرات المعلقين لكم مني كل الإحترام،،،
الأخوة الأحباء مديري المدونة … ارجو النشر.
ايها الحبيب تادرس
احب ان اوضح لكم ان التعبير طبيعة لا يعني فقط الجوهر الالهي بل يمكن ان يعني ايضاًَ الفعل الالهي
او الطاقة او النعمة وايضاً التعبير (الوهية او لاهوت ) يمكن ان يعني ايضاًَ الفعل الالهي او الطاقة او النعمة وليس فقط الجوهر الالهي
وواضح من كتابات الاباء
1-العقيدية مثلما واضح الدكتور جورج حبيب بباوي
” “لكن الكلمة جاء وسكن بيننا لكي يفدي الجنس البشري صار الكلمة الجسد لكي يقدس البشر ويؤلههم .. وما كان يخصه لأنه الكلمة قد أخذه عندما تأنس وصار انساناً وقام من الموت وذلك لكي يصير البشر على الأرض شركاء الطبيعة الالهية وينالون بذلك السلطان على الأرواح الشريرة أما في السموات فانهم يملكون الى الأبد لأنهم قد تحرروا من الفساد” ((راجع الفقرة 38) من المقالات ضد الأريوسيين المقالة الثالثة للقديس أثناسيوس
2- من كتابات الاباء النسكية مثل القديس انطونيوس ” هولاء يحل فيهم اللاهوت ويغـذي نفوسهم بالفرح “الرسالة 13 القديس انطونيوس
3- من كتابات الاباء الليتورجية كما واضح الاخ اصنعوا هذا لذكري:
“عند استحالة الخبز والخمر إلي جسد ودمك تتحول نفوسنا إلي مشاركة مجدك، وتتحد نفوسنا بإلوهيتك”
و ذلك يوضح ان التعبير طبيعة وايضاً التعبير (الوهية او لاهوت ) اشمل ويحتوي معني الجوهر والطاقة
و ذلك لان الفعل الالهي او الطاقة او النعمة هي من الله وليست شئ خارج عنه او مخلوق وهذا ما اكد عليه كل الاباء الذين كتبوا في الموضوع فنحن نتحد بخالق وليس بقوة خارج الله
عزيزى ماهر فايز
god bless you
أوافقك !!!!
نحتاح بشدm هذا المزيج من الكشف الروحى اللاهوتى – فى علاقه مع حياتنا – على محور انسحاق المسيح الذى هو الاصل بحسب محبته – وانسحاقنا الذى هو الفرع بحسب الباطل – او البُطل – الذى هو خطيتنا
و هذا الانسحاق الاخير لو لم يتاسس على انسحاق المسيح لصار زيفا مراً يؤدى لليأس والهلاك والكبرياء
كل هذه المكونات تخلط جيدا وتوضع على نار التجارب متحدة بجسد الرب فى العبادة المنسحقة لتنشىء ملحمة افخارستيا و خمر تسبيح من القلب !!!
الله يفتقدنا و لكننا نبقيه على الباب كشحاذ
و نذهب لندافع عن لاهوته – مع محبتى وعرفانى لجهود اللاهوتيين
– نحتاج ان نرجع ونأخذ المسيح و حضوره معنا
– يوميا –
لا نظريا فى المتع العقلية اللاهوتية
– نحتاجه كجسد مصلوب و قائم فى حياتنا و ليس كما اكل ابائنا الخبز !!! المن فى البرية و ماتوا –
نحتاج ال logos ان يكون rhema فى حياتنا قبل ان ندافع عن اللاهوتيات
نرجع ونتحد بالمسيح المصلوب بالانسحاق والميطانية الروحية والنفسية لنتحد معه فى النزول الى الجحيم فنقوم فنصعد معه الى يمين القوة وشركة الثالوث
لا يستطيع احد ان يصعد الى السماء الا الذى نزل من السماء ….
شركة الثالوث تبداء بالنزول …
والانسحاق فى العبادة –
والمسيح كبكر لنا –
هو قائد جوقة – حزمة الترديد فى قدس الاقداس – امام وجهه الاب
بعد ان يجمع كل شىء الى نفسه — يخضع هو ايضاً –
و خضوعه ليس من نفسه بل ما رآه عند الاب فاباه يفعل !!!
– تعلم الطاعة مما تالم به …
و لتكن لا ارادتى بل ارادتك!!!-
فى هاتين الجملتين أرى الثالوث فى قمة قوته
وفيهما يستعلن شركة المحبة – الطبيعة – الالهية فعلاً وشخصاُ و حدثاُ زمنيا مؤلما محقق وموقع فى ضعف الجسد!!
ياب ارحم
لنتحد معا مع المسيح بكرنا فى الصلاة والانسحاق لأجل ضعفنا والكنيسة ولاجل اقامة عبادة تمجده!!!
سيدي يسوع المسيح
أشكرك لأجل كل ما هو حق وجليل وعادل وطاهر ومُسرٌّ يعلن لنا ليرفع أفكارنا إليك وحدك لنخبر بفضائلك يا من دعوتنا من الظلمة إلي نورك العجيب ، يا من ترسل نورك وحقك ليهدياننا ويصعدانا إلي مسكنك فنأتي أما مذبحك نقدم ونتقدم . سيدي إجعل من كل حق ترسله إلينا مادة للعبادة والصلاة والتقرب إليك ولإخوتنا أعضاء جسدك المقدس فكل حق لا ينشيء فينا مثل هذه سيضاف بلا شك لرغبتنا القديمة في التأله بدونك وسنكتسي به علي عري ذواتنا الذي لم يستر باتضاعك فأنت وحدك صاحب المبادرة في احتواء المحدود والنسبي والترابي في طبيعتنا داخل طبيعتك التي لا تحوى ولا تحد ولا تفحص فهذه هي طلبتنا الوحيدة أن نتفرس في هيكلك لا لننظر جمالنا بل جمالك أنت ولا غنانا بل فقرك الذي أغنيتنا به فأنت لم تغنينا بغناك بل بفقرك ولم تسحق إبليس بقوتك بل بضعفك ولم تعلن لنا غني لاهوتك إلا من خلال تجسدك وتأنسك والتصاقك بطبيعتنا التي باركتها فيك لنحتمل إعلانك لنا ونستطيع _ كل حسب الكشف _ أن يقترب مسبحا وساجدا وخادما لك إلي الأبد .
الأخوة الأحباء:
يذكر ق. أثناسيوس تعبير: الفعل (أو الطاقة) الذي في الجوهر‘ (ε̉νούσιος ε̉νέργεια)، حيث إن جوهر الله هو جوهر فعَّال (ديناميكي)، لأن ’جوهر‘ الله و ’فعله أو طاقته‘ متلازمان وكائن كل منهما في الآخر بغير انفصال، فجوهره هو هو فعله الكائن في جوهره، وفعله هو هو جوهره الكائن في فعله.
والحديث عن أن الله يتعامل معنا بأفعاله (أو طاقته) وليس بجوهره، ينبغي ألاّ يعني وجود ثنائية في الله وكأن الله مثل دائرتين لهما مركز واحد: واحدة داخلية تمثل الجوهر وحولها الأخرى مثل الهالة تمثل أفعال الله (أو طاقته)، ولكن لأن الله لا توجد به هذه الثنائية: فيمكننا أن نمثل جوهر الله وفعله (أو طاقته) كأنهما دائرتين متساويتين تماماً ولهما مركز واحد (أي كائنتين في بعضهما البعض تماماً) فيكون جوهر الله هو هو فعله الكائن في جوهره وفعله هو هو جوهره الكائن في فعله. ولكن مع ذلك علاقة الله معنا هي علاقة مشاركة من الخارج Κατα Μετοχην Επακτον أي علاقة خارجية، لأنه توجد هناك علاقة شركة في الجوهر وهي التي بين الآب والابن والروح القدس فقط، وهناك شركة خارجية مثل حلول الروح القدس علينا
تعلبق على موضوع الفرق بين المسيح والمؤمنين…..من الأدق لاهوتيا ان يكون عنوان الأطروحة: الفرق بين يسوع والمؤمنين . وذلك لسبب بديهى وبسيط هو أنه لاوجود للمؤمنين الحقيقيين بالمسيح خارج كيان المسيح ولكن يبقى الفرق دائما بين رأس الكيان الرب يسوع التاريخى من ناحية وجميع الأعضاء المنتمية لتلك الرأس من ناحية أخرى وعليه فاذا أردنا أن نطبق هذه الملحوظة الدقيقة لأصبح عنوان الأطروحة:الفرق بين الأعضاء والكيان.بينما كان ينبغى أن يكون الطرح الصحيح: الفرق بين الرأس والأعضاء.دمتم فى المسيح.
لا يعجبنى ما يفعله الدكتور جورج ولا ما يكتبه ..
فهو يفرق ولا يجمع مع المسيح ..
وقد جعل المسيحية حجر عثرة أمام غير المؤمنين ..
واسألونى أنا ..
الأخ سمارت
إذا قرآت سيرة الدكتور جورج حبيب ستجد أنه من أكثر الشخصيات القبطية التي تسعي إلى توحيد الكنائس بل أنه كان عضو في لجان كثير هدفها الحوار الكنسي والتقارب بين الطوائف، وهذا ما كان يفعله الأب متى المسكين.
وبسماعك السي دي الخاص بمؤتمر تثبيت العقيدة الذي عقد في الفيوم، يكفر الأنبا بيشوي كل ما هو غير أرثوذكسي ويتهجم عليهم ليس دفاعا عن الأرثوذكسية بل أنه تعدى مسألة الدفاع إلى الهجوم وتخطى إلى أبعد من ذلك حينما وضع نفسه مكان الديان ليقول بالحرف الواحد “أهه همة دول الي عاوز أبونا متى يدخلهم السما”
عزيزي بالنظر إلى القطع والحرومات نجد أنهم هم الذين يفرقون ولا يجمعون، وهم أعضاء المجمع غير المقدس الذين يغربلون أبناء الله وكأن لهم مفاتيح الهاوية والحياة وأن حرمانهم لأي شخص هو حرمان من دخول الملكوت.
نعم لهم سلطان الحل والربط ولكن بأسم المسيح وليس بأسم المجمع المقدس، ولخدمة الكرازة وليس لخدمة الحفاظ على الكرسي البابوي، ولمجد المسيح في الكنيسة وليس لمجدهم الشخصي أمام وسائل الإعلام.
عزيزي سمارت
يقول السيد المسيح “و اقول لكم ان كثيرين سياتون من المشارق و المغارب و يتكئون مع ابراهيم و اسحق و يعقوب في ملكوت السماوات” (مت 8 : 11)
وما هي المشارق والمغارب إلا أنها شعوب عديدة وألسنة كثيرة معظمها غير أرثوذكسي وكثير منها بعيد عن الملكوت الدمياطي.
أما قولك أن المسيحية بسبب الدكتور هي حجر عثر أمام غير المؤمنين.
أحب أوضح لك عزيز أن المسيحية بدون الدكتور جورج هي حجر عثرة بدليل قول الرسول بولس
“كما هو مكتوب ها انا اضع في صهيون حجر صدمة و صخرة عثرة و كل من يؤمن به لا يخزى” (رو 9 : 33)
وأيضا:
“و لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة و لليونانيين جهالة” (1كو 1 : 23)
نعم
المسيحية صعبة القبول بالعقل ولكن وأنت أدرى أكيد أن من يأتي إلى الحظيرة يكون مؤمنا أكثر مني ومنك ويكون عالما بكل الأمور اللاهوتية التي يعجز العقل المجرد من الروح على تفسيرها ومع ذلك قبلوها ليكون فيهم القول “كل من يؤمن به لا يخزى”
أذن الدكتور جورج يضع التعليم السليم المسلم من الآباء القديسين ولا يهم أن كانت عثرة أم غير عثرة لأنها في النهاية يجب أن تكون صحيحة ومن يقبلها لا يخزى
أم التعليم السائد في الكنيسة هو تعليم إسلامي
– الخلاص لاجهاد الشخصي وليس بدم المسيح
– الإنسان مجرد عبد
– الإنغماس في الطقوس بدو ن الإلتفاف إلى النعمة
فإن كانت كذلك لماذا يأتي الناس إلى المسيح وهي نفس التعاليم؟
لماذا يترك الإنسان المنطق ويذهب إلى اللا منطق ؟؟
الأخ الحبيب/ smart
اننى بالفعل أسألك مالذى لايعجبك في ما يفعله الدكتور/جورج؟ .ثم مالذى لايعجبك فى كتاباته؟
ثم ماهى المعايير النقدية العلمية التى بنيت عليها هذا الرأى؟،وهل لك بالفعل مرجعية لاهوتية موضوعية من الممكن أن نتناقش ونتحاور حولها،أم ان الامر لايتعدى مجرد الاندفاع بروح القطيع
فى مسار الثقافة السائدة؟
أخطيت حاللنى وفى انتظار التحاور معك ومع جميع الاخوة الأحباء زوار الموقع.
دمتم فى المسيح.