الكاف الكبرى -3

لم أجد مثلك في تاريخنا

لكن في تاريخ الله وجدتك

تُشرِق بما لا نعرف عن الله

بالأبوة الأبدية

وشركةٍ فيها ببنوتك

***

رَسَمَتْ الأناجيلُ الأربعةُ

أيقوناتٍ لك

ملامحها منِّي

وملامحَ منكَ

أنت توحِّد أيقوناتك

***

في لغط البشر ذابت ملامحُكَ

صارت أقوالاً تملأ كتبًا، فاحتجبتَ

صار الاحتجابُ شفتيك

***

ترسل أنفاسَك لنحيا

بدونها نحن أجسادٌ فقط

بأنفاسك متُّ إليك

لكي نتنفس الحياة

فأحيا لك

***

سأكتبُ صفحاتٍ عن رشم الصليب

وهبتني رمزك

لئلا يجفُّ نبعي

صار رشم الصليب نبعك

***

لولا هبةُ محبتك

لَصار علم الخريستولوجي رمالًا خشنة

لَقتلت المجلداتُ قلبي

لكن قلبي كان في صدرك

***

مَن في صدرك لا يموت

لأن قيامتك أبادت الموت

أسمعُ الكافَ، فأرى ظلك

الكافُ عشقٌ من عشقك

***

جعلني حبُك مثلك

أتألم وأتوجع لفقراء الأرض

جرحى الشر هائمون

يا ليتهم يذوقون دوائك

***

الصبرُ نقطةٌ من دواء الصليب

القيامةُ كأسُك

الصليب أعطانا القيامةَ

القيامةُ أدامت الصليب

***

كل شيءٍ عندنا ينتهي

ليبدأ ما هو جديد

حقًّا

إن لم تمت حبةُ الحنطة

فهي تبقى وحدها

نموتُ لكي نقدَّم لك

***

أتمنى أن أنحني

وأقبِّل قدمي كل إنسان

تمنعني الملامةُ

وكلُّ قدمٍ صار في فكري

وقدمي في فكرك

***

كان توما واقفًا

فرأى جراحَ يديك

وجنبك

لو كان سَجَد

لرأى جراحَ قدميك

***

مَن بصليبك يلهجُ

بقيامتك يتوهَّجُ

بصعودك يسمو إلى سمائك

أراك في قلبي فأرى قلبي

***

ليس عسيرًا رؤية قلبك

رَسَمتَه في العظة على الجبل

مَن له قلبٌ يراك في العظة

ومَن له عقلٌ بلا قلبٍ

فقدك

دكتور

جورج حبيب بباوي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة