اللوغوس هو الحياة والحياة هي نور الناس: لقد حاول بعض المفسرين أن يقرأوا نص يوحنا على أساس أن الجزء الذي يقول: “كل شيء به خلق – فيه كانت الحياة” متصل، لكن من الواضح أن الخليقة ليست هي الحياة، بل اللوغوس هو الحياة. وحديث يوحنا عن النور هو حديثٌ مزدوج. النور هو نعمة مشاركة اللوغوس في الحكمة والتعقل، لكن هناك معنى آخر للنور مستتر في الكلمات يجب أن ندركه بمساعدة كلمات الإنجيل نفسه. إن النور هو الحياة الجديدة المشرقة “النور يضيء في الظلمة”، هو الخلاص الآتي والخلق الجديد الذي سيشرق في ظلمة الخطية وظلمة الإنسانية، لكن هذا النور لا يمكن إدراكه من ِقِبَل الأشرار، أي لا يمكن فهمه ومعرفته، وهذا ما تعنيه الكلمات: “الظلمة لم تدركه (تعرفه)”. المسيح هو نور العالم، يجعل العميان يبصرون” (يوحنا 9: 39)، والذين يبصرون يصابون بالعمى، والمعنى هنا واضحٌ، فالذين يفتشون عن الخلاص يجدونه، أمَّا الذين يظنون أنهم قد وجدوه خارج المسيح، فهم على خطأ، ويظلون في الظلام، هم المبصرون الذين فقدوا البصر وصاروا عميان.
تنزيل الملف
The_Word_Who_Manifested_the_Father.pdf