نشر موقع الاقباط متحدون يوم الثلاثاء 17 من يوليو 2012 ما هو بين البيان و المقال لحضرة صاحب النيافة انبا بيشوى مطران دمياط و كفر الشيخ و البرارى, وسكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسية, بعنوان “شرح مختصر عن (و لعل تصحيحه “ل”) قوانين الكنيسة بشأن ترشيح اسقف الايبارشية للبطريركية”, تعرض فيه صاحب النيافة لقضية هامة تشغل الرأى العام القبطى المهتم باختيار خلف لاحد انجح و اعظم باباوات الاسكندرية المعاصرين, مثلث الرحمات انبا شنوده الثالث للجلوس على الكرسى المرقسى.
بدأ صاحب النيافة ما كتب بما لايؤيد حجته بقوة, و بدى هذا فيما تبع من كتابته, والمنطق المقدم من نيافة المطران يقول بأن ترشيح اساقفة الايبارشيات للبطريركية يكون “لاسباب صوابية” و “بشروط معينة” مما يضفى صفة الاستثنائية بشدة على مثل هذاالاجراء. و لى عودة للنظر فى ضرورة هذا الاستثناء و حاجة الكنيسة اليوم اليه اسفل هذه السطور.
يتفضل صاحب النيافة بعد ذلك بعرض اسماء بابوات الاسكندرية المعاصرين المتنيحين الذين ارتقوا الكرسى المرقسى بعد نوالهم درجة الاسقفية و هم البابوات يؤانس التاسع عشر, و مكاريوس الثالث, و يوساب الثانى و شنوده الثالث ملمحا بل و متوعدا بان من يعترض على حبريتهم انما يقطع سلسلة الخلافة الرسولية فى كنيستنا هم و من رسموا من الاساقفة. هنا, يجدر بى ,وبكل ثقة وتواضع, ان انفى عن اى قبطى تهمة مجرد التفكير فى انقطاع الخلافة الرسولية عن كنيستنا لتولى هؤلاء الباباوات منصب رئاستها المهيب. لقد تقبلتهم جموع الشعب القبطى قاطبة بلا خلجة شفه, حتى من كان من افرادالشعب من اضطرب و ابدى اعتراض او شك فى صحة سلوك واحد من هؤلاء البطاركة او آخر. بل اننى اعتقد انه ربما رتبت العناية و الارادة الالهية اختيار هؤلاء البطاركة من بين صفوف الاساقفة كان فى وقت وهنت فيه حياة الرهبنة فى مصر و كانت غالبية الرهبان الذين كانوا يعمرون اديرتنا من الاميين او من كادوا يوصفون بهذه الصفة, ذلك بالطبع لا ينفى عن بعضهم عمق الروحانية و عملهم العظيم فى الابقاء على العدد القليل من اديرة مصر عامرا مفتوحا حتى تغمر نعمة الله الكنيسة و يتسارع الى الرهبنة رجال و نساء يقودون نهضة الكنيسة و ازدهارها فى العصر الحديث و التى كان باعثها الاول الارتقاء بمستوى الرجال و النساء الباحثين عن حياة العبادة و الخدمة و التبتل.
وهم حافظون دائما على الايمان المسيحى القويم المسلم الينا من الآباء. بقول آخر, لعل هذا هوالمقصود و الفائدة الحقيقية من استثناء القاعدة 14 لقانون الرسل الذى تحدث عنه نيافة انبا بيشوى عند ذكر “الاسباب الصوابية” و الشروط المعينة”.
الان انتقل الى الحديث عن ترشح انبا بيشوى للبطريركية. و ابدأ بالاعلان ان ليس هناك بينى و بين المطران الجليل اى خلاف شخصى بل اننى على يقين ان نيافته لا يدرى بوجودى بين ملايين ابناء الكنيسة. و لا يرجع الامر كذلك الى “خوفى على الكنيسة” فلها حاميها و راعيها الاعظم و لن تقوى عليها ابواب الجحيم. انما ما يدفعنى الى الحديث هو جزعى لما قد يحدث للاقباط فى هذا الزمن العاصف و قد عرف عنهم التشرذم و الانقسام بلا اسباب, فان ازداد هذا الانشطار المتعهد عنهم بقدوم راع هو موضع جدل من قبل ان يتسلم القطيع فلا شك ان هذا سيسهل على الضباع و الذئاب افتراسهم خاصة اذ اشتدت الفرقة و الفوضى بين صفوفهم. و لا يخفى على احد من العارفين بشؤن الكنيسة ان انبا بيشوى يتمتع بنفوذ قوى فى ردهات الكنيسة و له “مريديه” كما ان هناك ايضا من لا يطمئنون الى رئاسته و لا يرغبونها بين الاكليروس و عامة الشعب. فماذا سيكون حال الاقباط اذا تولى امورهم شخص هو محل الجدل و الخلاف من قبل اعتلائه المنصب؟ هو احنا ناقصين؟
ثم هل هناك حقا اسباب معقولة جعلت من انبا بيشوى “شخصية جدلية”؟ يجيب العبد لله على هذا السؤال بالايجاب للاسباب الاتية:
اولا: كان من اوائل المقدمين انفسهم لخلافة انبا شنوده ربما قبل ايداعه لمقره الاخير ان لم يكن اولهم. بدت عليه ملامح التهافت على المنصب منذ اللحظات الاولى.
ثانيا: قد اضر الرجل بالكثيرين من رجال الاكليروس و كان ذلك احيانا لاسباب واهية او بلا سبب يتناسب مع قسوة العقاب. و قد تأكدت من هذه الحقيقة من شهود عيان حتى لا اتجنى على الرجل. وربما كان “تأييد” البعض منهم لترشحه مجرد اتقاء لغضبه و ما قد يعاننون من متاعب اذا اعتلى السدة المرقسية اذا ما ابدوا الاعتراض عليه. و فى حديثى الخاص مع الكثيرين من الكهنه, و منهم من له تاريخ و باع طويل فى الرعاية و الخدمة, لم يعارضنى احد منهم فى ان انبا بيشوى ليس افضل من يصلح للمنصب الذى يبتغيه.
ثالثا: مارس اساليب “الدعاية الانتخابية” لمجابهة المعارضين و الى حد كبيرمحاولة اخفاء بعض الحقائق غير المرغوبه عن ذاته. و ليس الاعلان- مقال المشار اليه اعلاه سوى احد الجهود فى هذا الاتجاه.
رابعا: ما زالت شائعة زواج السيدة شقيقته برجل مسلم تلقى ظلالا قاتمة على صلاحيته للمنصب البطريركى. و قد يقول البعض ان اخطائها لا يجب ان تحتسب عليه. و لعل فى ذلك بعض الحقيقة. و لكن ما يأخذه عليه العبد لله ليس ديانة نسيبه بقدر ما اعتقد انه دفاع ملفق يسعى به الرجل الى منصب بابا الاسكندرية بكافة الطرق. فعندما حاول التصدى لتلك “الاشاعة” التى اعترضت سبيله, لجأ الى ما يبدو انه خداع: فنشر “الاعلام الشرعى” الصادر بعد وفاة السيدة الفاضلة والدته و به اسم شقيقته اشارة الى انها وريثة الوالدة (لا يرث مسلم ارث مسيحى اومسيحى ارث مسلم) و بالتالى فمن المحتم ان تكون مازالت هذه الشقيقة مسيحية. و لكن مسيحيتها ليست هى موضع التسائل بل زواجها بغير مسيحى هو المحك. من المعروف ان فى استطاعة المسلم الزواج بمسيحية دون الزامها باعتناق الاسلام. ما كان يجب ان يعلن عنه انبا بيشوى, ان اراد, هو اثبات ديانة كريمة شقيقته هذه وثمرة زواجها, ولكنه الى الان يبدو انه قد تجنب التعرض لهذا الامر. فان كانت مسيحية فمن المحتم ان يكون والدها مسيحى. اما ان كانت مسلمة فان ذلك يرجع الى اتباعها ديانه والدها (الافضل دينا وهو الاسلام طبعا)! فهل اراد انبا بيشوى ان “يكروت” الاقباط عن طريق “الاعلام الشرعى” ام انه وهو الذى اشتهر بالدقة و التدقيق فى كل شيىء فات عليه الموضوع ده؟
خامسا: اما اكثر الامور دعوة للاضطراب فهى جهود انبا بيشوى المتعددة لتبريرذاته واحقيتة فى السعى الى المنصب البطريركى و هو ما يتدنى بالمقام العالى للمنصب الى حدود الدعايات و المهاترات الانتخابية الفجة. اصلح الرجال الى الكرسى من اقتيد اليه و ليس من سعى اليه. و كفى قولى هذا.
فى اعتقادى ان المؤهل الكبير الذى يلوح به انبا بيشوى هو قدرته المفترضة على التعليم. وقد اشارالي ذلك فى مقاله عند الحديث عن”الاسباب الصوابية” لاختيار اساقفة الايبارشيات للبطريركية. ولكن كيف يتعلم الشعب من معلم لا يحبه و تساوره فيه المخاوف و الشكوك؟ خاصة من كان قد اساء باقوال و افعال الى قطاعات باكملها من الاقباط كبعض رجال الاكليروس و النساء عندما طالبهم بالتمثل “بحشمة” نساء المسلمين! دعنا لا ننسى كذلك ان من ابأس الحبريات فى تاريخ الكنيسة المصرية الحديث كانت لانبا يوساب الثانى الذى بهدلنا و بهدلناه بالرغم من علمه اللاهوتى الغزير و دراسته فى اثينا باليونان و لا شك ان الكنيسة تنفست الصعداء عند نهاية عهده.
أعتقد ان بين رهبان مصر الان من يتمتع بالروحانية والمحبة و العلم و الحكمة و الكياسة و حسن معاملة الغير و من الواجب علينا ان نقدم ثلاثة منهم للقرعة الهيكلية ليختار الرب واحدا منهم ليتولى شئون بيعته.
لم اكن انوى كتابة هذه السطور حتى تبين لى اصرار انبا بيشوى على ممارسة الدعاية الانتخابية من خلال اعادة نشر بيانه المذكوراعلاه لاكثر من مرة و ربما فى اكثر من موقع.
و اخيرا اعبر عن شديد احترامى للغالبية الصالحة من رجال اكليروسنا و طالما قلت لاولادى و اصدقائى انهم هدية الرب لشعبه و انه من الواجب علينا نحن الرعية الحفاظ عليهم بكافة الوسائل و معاونتهم فى مسئولياتهم الجسيمة بقدر استطاعة كل واحد منا. و ارجو الا اكون قد اخطأت فى الحق. و ان كنت فليسامحنى الله على خطأ غير مقصود.
و فى تاريخى المتواضع فى مجال العمل لاجل استعادة حقوق الاقباط فى وطنهم, ما تعديت على رجال كنيستنا بقول بالرغم من تصدى بعضهم فى بعض الاحيان لجهود الاقباط فى المهجر من اجل ذويهم.
نقلا عن موقع الأقباط متحدون 2012-07-18
2 تعليقان
الشعب المسيحي ملهوش دعوة بالامور الشخصية احنا مالنا اخته اسلمت ولا لا هذا لا يعنينا في شى الاهم سلوكة هو ولو هاندقق علي كده طب ما سليمان الحكيم امة كانت زانىة المسيح نفسة جدتة ثامار زانية وجدتة راعوث كانت موآبية كما ان الرسول بولس يعلمنا ان لا نصغي لهذه الامور”ولا يصغوا الي خرافات وانساب لا حد لها تسبب مباحثات دون بنيان الله الذي في الايمان”1تي4:1″ كمان الاسقف بعد رهبنته بيموت عن العالم يعنى بيبقي شخص جديد باسم جديد بيبقي اب للكل مش لحد معين وحتى ان كان ده حقيقي مثلا هو يعنى ها يعمل اىه كان يروح يقعد جنبها ويسيب الاسقفية والخدمة،ثم بدل ما تتكلم عن شائعة اختة اتكلم عن جدة القديس الشهيد سيدهم بشاي اتكلم عن عمة دكتور كلية الهندسة وخدمتة العروفة فى زمانة ويشهد بذلك طيب الذكر البابا شنودة،ثم فم الذهب اللي انت عامل نفسك قاري له كتابين ولا حاجة بيقول عن الاسقف”ان علم تعاليما ضالةـرغم انه ملاك_فلا تطيعه،ولكن ان علم بالحق فاحذرلاتفحص حياتة بل افحص كلماته“
أخى مينا :أعجبنى جدآ نقاوة عينيك ودفاعك عن الأنبا بيشوى لكن للأسف من الواضح أن علاقتك به سطحية فلا تعرفه عن قرب لكن هناك بعض الأمور الأساسية لابد من معرفتها:
1- إن لم يتحول علمى بالكتاب المقدس إلى سلوك فتعليمى باطل فمثلا هل تعلم أن نيافته يعقم يديه بعد سلامه على الفقراء من إخوة الرب الذيين دعاهم الرب يسوع إخوته وذلك إذا قبل أصلآ السلام عليهم لئلا يكون لديهم أمراض معدية تصيبه ولأن له صفوة هم المقربين منه وهم من علية القوم.
2- إذا كان جد نيافته هو الشهيد العظيم سيدهم بشاى فهذا لايزيده شيئآ لأنه إذا أخذ كرامته من حسبه أو نسبه فقد شابهنا الكاثوليك فى بدعة زوائد الفضائل التى يورثها القديسين لذويهم فكل واحد بحسب عمله وليس بعمل جدوده فمثلآ إذا كان والدك تاجر مخدرات”بعد الشر” فهل يجب إعدامك أوسجنك لمجرد إنك إبنه أو إذا كانت والدتك عالمة فى أى مجال فهل تكرم أنت لكرامة علمها لمجرد أنها والدتك ؟ إذا كانت قوانين الأرض القابلة للصواب والخطأ لآتخطئ فى ذلك هل يخطئ الله؟ وعلى فكرة عمه كان محامى فى دمياط وليس أستاذ فى كلية الهندسة ،لكن لايليق ببطريرك الكنيسة القبطية أن يكون خال لعبير سيد جامع المسلمة وخاصة أن والدتها تزوجت فى ذات الوقت وهى زوجة لرجل مسيحى ولديها إبن وإبنة فإذا كان الرب دعا التلاميذ لخدمة أورشليم أولآ أى أهل بيته فهذا الموقف لايستدعى ترك إيبارشية ولاأسقفية لكن يسعى وراء خروف ضال ومن أسرة كهنوتية تسئ للكهنوت .
3- مدح قداسة البابا له كان له أسبابه طبعآ لكل واحد مزاياه وعيوبه لاننكر أن الأنبا بيشوى كان شديد الإنتماء لقداسة البابا حتى ولو بالظاهر لأنه دائم السؤال للمقربين إليه من الرجل الأول فى الكنيسة أنا ولا البابا ؟وذلك لإحساسه بغزير علمه ومكانته العلمية التى تفوق قداسة البابا لأنه كان معيد فى كلية الهندسة ومن أسرة ثريةو لأن الأستاذ الفونس المحامى عمه بدمياط كان من الذين ساندوا الأنبا شنوده أسقف التعليم ماديآ ومعنويآ ولأن البابا كان أصيل يحفظ الجميل فأكرمه فى إبن أخوه”الأنبا بيشوى”.
4- من قال لك أن كل من ترهب مات عن العالم ؟الذى مات عن العالم لايجرى وراء المناصب فكما علمنا الآباء :”من يسعى وراء الكرامة تهرب منه ومن هرب منها جرت وراءه”، إذا نظرت إلى الموائد التى تمتد أمام الأنبا بيشوى وأنواع المأكولات التى يأكلها تعرف أن اللى مات وإتدفن بجد هم اللى فى القبور .
هذه النقاط البسيطة كالقشور عن نيافة الأنبا بيشوى قد تؤكد لك أنه لايصلح أن يكون بطريرك والأهم من رأيى ورأيك أن ننسكب أمام الله ليرسل لنا راعى صالح حسب قلبه ومشيئته وليصمت العاقل لأن الزمان شرير.