إدانة الأخر هي اعتداء على حريَّته وامتهان لحقِّه في اختيار فعله دون قيد. إن كان الله يحترم حريتنا، ولا يفرض علينا إرادته رغم أخطائنا، فيلزم أن نحافظ على حرية الآخر. في الإدانة إخضاِع الآخر لقياساتي التي تحتمل الخطأ، ورؤيتي التي تقيد حركته، وتُخضِع الإنسان لعبودية الآخر. إن مراقبة خطأ الآخر طبقا لقياساتي الشخصية، أمر لا يضر الآخر وحده بل يضرني ويضر المجتمع كله. إنه يجعل من الآخر مجرد موضوع يخضع لخبرتي المحدودة. خطية الإدانة تعتبر من أسوأ الخطايا لأنها تجعل الإنسان يعمل حسابه لأقوال الناس دون اعتبار للحق الإلهي والضمير فيفقد الإنسان حريته ويلجأ للنفاق. دافع الإدانة إما الكبرياء أو الغيرة أو الحسد حيث لا يريد الإنسان أن يكون هناك من هو أفضل منه. وهي تُعوَّق الآخر عن إصلاح نفسه بسبب نظرة الناس له وتلك هي العثرة في أسوأ صورها.
الموعظة على الجبل ما بين الإدانة والنقد
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- تعليق على ما حدث في إمبابة ليلة السبت 7 - 5 - 2011
في هذا التعليق يؤكد الدكتور جورج حبيب بباوي على أن مشاكل الأقباط لن تجد لها…
- موت المسيح على الصليب
كتِبت هذه الدراسة لكل من يفضلون الشهادة الحسنة على الصمت، وإلى كل ُأسقف وقس وعلماني…
- حول الصلاة على المنتقلين
أكتب هذه السطور بحزنٍ ووجع أولاً على ما يحيط بالحادثة الأخيرة من حزن. وثانياً على…