سلطان المحبة هو سلطان البذل وليس محبة السلطان
قلقٌ جداً على ما يحدث في أم الشهداء، وأتوقع المزيد من الانفجارات؛ لأن انعدام الحوار، وعدم وجود من يسمع، وإن سمع لا يأخذ قراراً، يشير إلى ثلاث حقائق، هي النار المشتعلة تحت الرماد:
الحقيقة الأولى: هي زيادة سلطان الإكليروس، وانعدام التواصل مع الشعب. وتمسك الإكليروس بهذا السلطان المطلق، سوف يدمر الكهنوت كنعمة. يقال إن الأعداد التي تخرج في صمت نتيجة -هذه الآفة- من الكنيسة الأرثوذكسية، في زيادة لا في نقصان.
الحقيقة الثانية: انعدام التعليم اللاهوتي الجيد، فمستوى ما يقال في كنائس كبرى، يخلو من الإفراز، ويعتمد على ما قلناه في السطور السابقة، أي سلطان المعلم، وهو في أغلب الأحوال من الإكليروس، ويفتقر إلى تقديم المسيح مخلصاً شخصياً.
الحقيقة الثالثة: وهي الأهم؛ لأننا لم نحلل نتائج ثورتي 25 يناير و30 يونيه، وهي أكبر انتفاضة شعبية تشبه إن لم تَفُقْ ثورة 1919. فقد دب الحراك في الأقباط، وانتقل من الدائرة السياسية إلى الدائرة الدينية: الأحوال الشخصية كمثال، وغيرها من موضوعات مما يحدث في بعض الكنائس.
الأب سمعان هو مؤسس خدمة المقطم، وإبعاده -مهما كانت الحجج- هو عثرة لا داع لها. وكما قلنا أكثر من مرة، التعليم يجب أن يسبق أي قرار، وألا يكون التعليم من أجل شخص معيَّن، أو فكرة، بل من أجل الاحتفاظ بالتسليم الكنسي، وهو الحياة المسيحية التي تقوم على الشركة في حياة الرب.
لكي نتجب الانفجار الآتي، وهو آتٍ حتماً، طلبت من البابا تواضروس أن يفتح صفحة لآراء القراء في مجلة الكرازة، ليس فقط للأسئلة، بل لحوار حول كل ما يمكن أن يشغل حياة الشعب. فترك الأمور للزمان لا يحل أية مشكلة، بل إن تراكم الأيام يعقِّد المشكلة، ويصبح الزمان نفسه جزء من مشكلة مزمنة كان يجب حلها منذ عقود مضت. وعلى سبيل المثال المشكلة المتسببة في الجدال القائم الآن، وهي مشكلة تنقية المدائح والتراتيل على أساس لاهوتي سليم، ولكن التراخي في حل المشاكل هو -كما نرى- أحد عوامل الانفجار.
ما هو سلطان المحبة؟
عرض الرسول لسلطان المحبة بأبلغ ما يمكن أن يعبِّر عنه اللسان في (1 كور 13: 1 – 3)، وهو :
* القوة الخلاقة التي تتأنى وترفق، فيعود الرفق بالسلام على من يترفق وعلى الذين حوله.
* المحبة التي تطلب كل خير للآخر، ولذلك فهي لا تحسد؛ لأن الآخر هو إنسان يحتاج إلى معرفة الصلاح والرحمة.
* المحبة التي تعطي بفرحٍ، ولا تطلب حتى المستحَق، وهي لذلك لا تتفاخر ولا تصنف أحداً في مرتبة أعظم أو أقل؛ لأنها لا تسعي وراء مظهر فارغ، فهي لا تتفاخر، وفي ذات الوقت لا تنتفخ؛ لأن العظمة ضد العطاء، وضد صلاح المحبة.
* المحبة لا تنشر السوء، ولا تجد في شرور الناس حديثاً يحلو لها.
* المحبة تعطي، فلا تحتفظ لنفسها بشيء؛ لأنها نابعة من الذي جاد بحياته، الرب إله المحبة، والآب الذي سكب روحه المنبثق منه فينا (يو 15: 26).
* المحبة التي لا تحتد؛ لأن الحوار وطلب منفعة الآخر لا يأتي إلَّا بالحكمة. قدرة المحبة في حكمتها، وهي لذلك “لا تظن السوء”، ليس لأن الناس لهم نوايا حسنة ومقدسة، ولكنها لا تنظر إلى هذه النوايا لأن الشر عابر مهما طال زمانه.
* المحبة التي تفرح حقاً بالخير، وبكل ما هو مقدس ونافع، فلا تفرح بسقوط الآخرين. “لا تفرح بالأثم”، ولا تجد تعزيةً في عذابات الشر.
* المحبة التي تفرح بالحق؛ لأن الله هو الحق المتجسد، وهو الذي رسم كل ملامح أيقونة المحبة. ليس للحق بديلٌ عند المحبة، ولذلك في سبيل الحق “تحتمل كل شيء”؛ لأن معلم الحق حمل الصليب وسار إلى الجلجثة.
* المحبة التي تصدق المواعيد، وهي لا تجد في الشك بستاناً للفواكه، بل بالرغم من أرض الشوك، تراها من بعيد.
* المحبة التي ترجو كل مواعيد الله وتراها حقيقة واقعة، حتى وإن كان العربون فقط هو الذي أمامها.
* المحبة التي تصبر على شيء؛ لأن الرب صبر على الآم الموت من أجل الغاية الأعظم، ومن أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب واستهان بالخزي (عب 12: 2)؛ لأن صبر المحبة يرى المجد الآتي.
* المحبة التي لا تسقط أبداً؛ لأن الرب صُلِبَ وقام حياً.
* المحبة التي تسمع النبوات وتراها خاصة بالزمان الحاضر، ولكنها تسعى إلى ما هو أبدي، ولذلك “النبوات ستبطل”؛ لأنه لا نبوات في الدهر الآتي.
* المحبة التي لها لسان واحد أو لغة واحدة أبدية؛ لأن “الألسنة ستنتهي”، و”العلم سيبطل”؛ لأن مجد معرفة الله سوف يشرق بكل جمال الإلوهة.
أليست هذه صورة يسوع نفسه؟
الكامل والبعض
يقول الرسول: “متى جاء الكامل، فحينئذٍ يبطل ما هو بعض” (1 كور 13: 10). الرب سوف يأتي في مجده؛ لأن إنارة مجد المسيح سوف تشرق بلا عائق (2 كور 4: 4 – 6)، لكن النور الأبدي المشرق سوف يتجلى بالبهاء الأبدي في قلوبنا لمعرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح؛ لأننا سوف نرى، وسوف تغيِّرنا هذه الرؤيا إلى ذات صورة مجد الآب والابن والروح القدس (2 كور 13: 28)؛ لأننا عندئذٍ سنرى بوجه مكشوف، وبلا برقع.
لكن الكامل هو ذلك الذي يجب أن نسعى إليه، وهو المحبة المتجسدة؛ لأن المحبة هي “رباط الكمال”. أما البعض، فهو التقسيم، والتقسيم هو تفتيت الوحدة، وهدم جسد الرب الواحد إلى أعضاء متفرقة.
الطفل هو من يطلب البعض، فعندما تقدم لطفلٍ قطعتين من الذهب والحلوى، فسوف يأخذ قطعة الحلوى؛ لأنه يطلب ما هو مؤقت، في حين أن قطعة الذهب تمكنه من أن يشتري آلافاً من قطع الحلوى؛ لذلك يقول الرسول: “لما كنت طفلاً كطفلٍ كنت أتكلم وكطفلٍ كنت أفطن، وكطفلٍ كنت أفتكر” (1 كور 13: 11).
الكلام – الفهم – الإدراك على مستوى الطفل يخلو من رؤية المستقبل.
محبة السلطة هي شغل الأطفال الشاغل؛ لأنهم يسعون إلى وراء ما يلهون به. بل كانت الشريعة هي الهاجس الذي دفع شاول إلى “اضطهاد كنيسة الله بإفراط” في ذات تطرف عابدي الحرف، ومحبي سلطة التشريع والقوانين؛ ولذلك قدَّم لائحة الطفولة في فيلبي (3: 3 – 14)، دستور الأصوليين:
* من جهة الختان، علامة العهد، مختون في اليوم الثامن، أنتمي بيولوجياً إلى إبراهيم، ولذلك أنا من سبط بنيامين.
* من جهة الشريعة حسب المذهب الأضيق، أنا فريسي.
* أؤكد لكم أنني طاهر من محبة الغير، أي أولئك المرتدين الذين تركوا اليهودية وصاروا من أتباع يسوع “من جهة الغيرة مضطهد الكنيسة”.
* أنا بلا لوم؛ لأن الشريعة تقول لي إنني طاهر نقي.
لكن جاء زمان التجديد:
* الربحُ صار خسارةً. فقد خرج الرسول من إطار الشريعة المُحكَم؛ لأنه وجد الحرية في المسيح. كيف صار الماضي كله نفاية؟!!
لعل الترتيب الطقسي الذي أُهمل في زمن الأنبا شنودة، وهو لبس الإسكيم قبل رسامة الأسقف، كان رسالة ذات مغزى لأن يتمسك الأسقف بأعظم لقب في تراثنا الليتورجي “لُبَّاس الصليب”، وأن يكون لابساً الصليب، أي متمنطقاً بالقوة التي لا تعرف إلَّا البذل. لعل التهور في السلوك الذي رأيناه عند بعض الأساقفة الذين رُسِموا في سن الشباب دون الالتزام بالمصلوب، إذ صدر قرار حرمان في إحدى العظات لثلاثة من شباب كنيسة خمارويه، وتحول واحدٌ من هؤلاء إلى معاندٍ ساقه الغضب على ما حدث إلى تدمير كل شيء، ولم يحاول الأسقف الاعتذار، هذه ليست إلَّا محبة السلطة، ولكن إلى أي درجة تنتهي بنا هذه المحبة؟
ماذا نعرف عن فضائل الشيطان؟
* هو قوي بلا رحمة
* هو حكيم بلا محبة
* المحبة عنده هي محبة التدمير إهلاك الغير.
هذه هي صورة مخلوق ساقط تحت وطأة الإفراط في كل شيء، وفي محبة السلطة التي تجعله “المُهلك”.
لذلك، منذ حياة الأنبا أنطونيوس الكبير، وحتى عصرنا الحالي، تقول لنا كل مصادرنا الكنسية إن الصليب علامة رعب، وأن رشم الصليب مخيف للشيطان؛ لأن الصليب هو:
* القوة التي تعطي الدم المسفوك.
* الحكمة التي تبني وتقيم الساقط
* الجمال الذي يرد ما فُقِدَ لكي ينال الإنسان مجداً إلهياً.
* الرحمة التي تغسل الأدناس
هذه بعض ملامح يسوع المسيح، وهي عندما تغيب من خدمتنا نفقد كل شيء.
محبة السلطان
هي عمل شيطاني يفتقر إلى المعرفة الحقيقية، تلك التي تناقش الجوهر، ولا تتمسك بالمظهر. هي ليست الطاعة وحدها، بل الطاعة لمرجعية تجمع الإكليروس والشعب معاً، وهي بكل يقين مرجعية المحبة والقبول بالبحث والتنازل عن العصمة المطلقة؛ فالذين لم يدرسوا تراثنا القبطي، هم في أغلب الأحوال يفتقرون ليس إلى المعرفة وحدها، بل أيضاً إلى الخبرة، وهؤلاء الذين نالوا الأسقفيةَ مبكراً دون اختبار حقيقي لحياة النسك التي بنت الكنيسة على أساس البذل، هم ضحايا عصرٍ امتد طوال 40 عاماً اختفى فيها الشيوخ الذين عرفنا فيهم الرصانة والهدوء والحكمة، وجاء جيلٌ أمسك بالقيادة في ترفُّعٍ، بل وتشدُّد وكبرياء وصلف وعناد، وكأن أمراض المجتمع باتت ترتع داخلنا، وصار الميكروفون والصراخ وحشد الألقاب وتقليد لغة الصحافة الهابطة هو طابع يميز الخطاب الكنسي.
بالطبع لمع في نور إلهي آخرون من الآباء الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات الذين أشرق فيهم نور الحياة المسيحية الحقة.
أما الأولون، فلم يتراجع واحد منهم ليقول إنه أخطأ، وقد ظهر خطئوهم على مستويين:
* التعليم.
* السلوك بلا محبة.
هكذا يظهر الشيطان في صورٍ متعددة لكي يخيف الضعفاء والذين هم بلا إيمان، ويظهر في تصرفات السلطان الفاقد المحبة.
كيف أفسد الشعب القيادة؟
أولاً: بالخضوع الأعمي، بحجة “وأنا مالي أنا أسعى لخلاص نفسي”. فلم نسمع اعتراضاً واحداً على معاملة الأب متى المسكين طوال 35 عاماً، ولا حتى احتجاجاً واحداً على قرارات الشلح والقطع. وجاءت ثورة الشعب المصري لتوقظ شجاعة الأقباط، وهو ما يجب أن تضعه القيادة الكنسية في اعتبارها.
ثانياً: إن من يخرج على السلوك بقداسة، ولو كان قد نال أعلى درجات الكهنوت ليس له حماية خاصة من الروح القدس، بل هو مثل غيره من الخطاة. فلم نتعلم بعد ماذا فعلت صلوات التحليل في القداسات عندما تضع الأسقف والقس وكل الإكليروس والشعب تحت رحمة الله الآب، تلك الصلوات التي تعلمنا أن نطلب الغفران، فحتى الكاهن مهما كانت رتبته يقول: “حاللنا وحالل كل شعبك”، فهو مثل كل إنسان يحتاج إلى الرحمة الإلهية، وبالتالي ردُّ الكاهن الذي يخطئ في التعليم أو السلوك هو واجب الشهادة الحسنة التي يقبلها الله.
أتعشم من نيافة الأنبا أبانوب أن يجتمع مع الأخوة الذين طُردوا وأن يسمع لهم ويتناقش معهم في محتويات هذه التراتيل، هل هي أرثوذكسية تعيد الوعي إلى الشركة، أم هي غير ذلك.
إن من يتراجع عن قرارٍ هو شجاع وقوي، ومن يتمسك بقرار لا أساس لاهوتي له هو غارق في محبة السلطان، وأتمنى أن يكون الأب الأسقف غير ذلك.
لكن مسئولية الأخوة، ليس التمسك “بما أُنزِل إليهم”، بل الحوار الهادئ البناء لأنه لا عصمة مطلقة لأي صلاة أو أنشودة؛ لأن الواحد الوحيد الذي بلا خطية، والقدوس الكامل هو المسيح، ونحن نقول ذلك علناً بعد مرد القدسات للقديسين: واحدٌ هو الآب القدوس. واحدٌ هو الابن القدوس. واحدٌ هو الروح القدس.
ليرسل الرب شعاع محبته ورحمته إل قلوبنا حتى لا نكون ذئاباً تفترس، بل حملاناً في قطيع الرب.
إلى الأخ باهر وديع
نحن لا نصل إلى السماء على حساب دم فادينا؛ لأن دم فادينا يسري فينا بالإفخارستيا، والسماء هي على الأرض في خدمة الليتورجية. ولا يجب علينا أن نقول: “نحن مكسوين ببر المسيح”؛ لأن رسول المسيح يقول: “نحن بر الله فيه”، أي في المسيح (2 كور 5: 21). هذه مفردات بروتستانتية بحتة لا ذنب لك فيها لأنك لم تجد من يعلم أرثوذكسية صحيحة. أُشير عليك بقراءة كتاب الأب متى المسكين “الخلقة الجديدة”.
لا أتفق معك على إصدار أي حكم عام على شخصٍ ما مهما كان بأنه “لا يتمتع بشركة قوية مع إلهنا الطيب”؛ لأن هذا الحكم خاصٌ بالرب وحده، فلا يجب أن نجلس على كرسي الدينونة مطلقاً.
إلى الأخ مراد حبيب
شاهدت المقاطع التي وُضِعت على اليوتيوب، وكان يجب أن يسبق القرار حوارٌ حول جوهر التراتيل وليس على الموسيقى ولا على طريقة الترديد، ولكني لست شاهد عيان على ما حدث. عدت إلى هذا الموضوع القديم، وأشرت إلى تراتيل بعينها، ذكرتها في المقالات الثلاث التي نُشرت على الموقع كمثال لإتقان الإفراز.
ليكن معلوماً، العبادة (الخدمة) التي لا تؤكد الشركة من خلال الصلوات أو التراتيل هي غريبة تماماً عن المسيح نفسه.
دكتور
جورج حبيب بباوي
12 تعليق
ربنا ينفعنا بصلواتك وتعليمك واذكرني
مشروع الشرق المسيحى الجديد (1)
——————————————–
الصراع السلطوى الادارى بين جميع الطوائف والعقائد المختلفة, المسيحية والغير مسيحية, امرا مسلم به فى كل الاحقاب التاريخية فى كافة ارجاء المسكونة, لذلك لا يجب ان نتجاهل هذة الحقيقة الراسخة من تاريخ الحياة الانسانية الطويل, باحقية الانسان فى ان يدافع عن ما يعتقده, لانه لا يمكن ان يحيا بسلام وبصحة, دون ان يؤكد كل صباح على ما يعتقده, وما يراه صحيحاً. هذة هى الحقيقة الراسخة, التى تتسبب فى اشعال صراع قائم دائم بين جميع الافراد والطوائف, باستمرارية الحياة ذاتها.
فهل وصل الخداع والمكر والدهاء من قيادات الانجيلين الاصلاحيين, حتى صوروا لنا – بخداع – بان المحبة الاخوية تستلزم ان نتنازل عن جزء مما نعتقد به؟ والذى يظهر لهم بانه غير ضرورى وغير هام, بل ويحاولون إيهامنا بذلك دائماً, فبجهل منا نشترك معهم, فنتنازل تباعاً عن ما كنا نراه صحيحاً, بل وعن ما اختبرناه طويلاً بكل صدق وتمحيص, فى سبيل وحدة وهمية واهمة, لا يمكن ادراجها إلا فى معتقد رابع المستحيلات, لانها وهم لا وجود لها فى تاريخنا الذى يزيد عن عشرين قرناً من الزمان, وحتى لو اسلمنا بفرضية وجودها المزعوم الخادع, فهى لا تقوم على مقومات حقيقية تحفظ للاخر تواجده فى الوحدة دون ان يسحق!
ومن شدة الدهاء والمكر يجعلونك تسحق ذاتك بذاتك, بدعوة كاذبة, فحواها بذل الذات, او الجزء الغير هام منها, من اجل الشركة فى الجسد الواحد, لحساب زائف وهمى من الوحدة, لا وجود له. لتدمير كل صلاح ارثوذكسى, فشلوا هم فى تحقيق مثيله, عبر قرون طويلة فى بلدان العالم الكثيرة التى انتشروا بها بكثافة. فكانت النتيجة مبهرة لدرجة الخذيان, …. تعطل الكرازة من اجل حياة مقدسة فى المسيح. ونكتفى بهذا القول المختصر جداً, لشدة مرارة بقية الكأس!
وبالحق ليست هذة وحدة, بل هو سحق لكنيستنا الرائدة, وبلا امل فى عودتها مرة اخرى والى الابد, إن استمرينا فى دفن رؤوسنا فى الرمال, فهل لنا ان نستفيق ونستيقظ ونتيقظ؟!
ولأجل خطورة الموضوع وجديته سنحاول بان نحدده فى صورة نقاط محددة, حتى لا يخلط الحابل بالنابل:
يتبع
مشروع الشرق المسيحى الجديد (2)
————————————————
اولاً:
—-
إن دعوة القادة الانجيلين للكنيسة الارثوذكسية, باستلام مفاتيح قيادة الشعب المسيحى كله, وتأكيدهم الواضح على مقدرتها على فعل ذلك, من خلال إيمانهم بتاريخها الناجح, فى الحفاظ على أولادها, فى كامل التقديس والإيمان, فى احلك العصور الاضطهادية, ظلاماً وظلماً وقسوة وقتلاً. فلقد استطاعت كنيستنا المنقادة من روح الرب, بان تعبر باولادها عبر هذا اللامعقول كله, وعلى مدار طويل جداً من الزمان. من هنا تاتى ريادة كنيستنا المفتداة, ليس من فراغ, ولا من محبة فى السلطة والريادة, فهذا ليس مجرد تكريم لفظى لأم الشهداء وحسب, بل هو واقع تاريخى حىّ معاش, لا يمكن لعاقل ان يتجاوزه.
ان هذة الدعوة الانجيلية, والتى قد استوقفتنى متأملاً طويلاً جداً, لان فى مظهرها محبة طاغية, لتتكشف رويداً رويداً الاصول الغير سليمة لهذة الدعوة المفاجئة, لهذا استطيع بكل جراءة ان اصفها, بانها ليست بالدعوة البريئة مطلقاً كما يدعون, بل هى دعوة خادعة غير حقيقية, تحمل كماً غير مسبوق من المكر والدهاء, بل ومن التدمير والسحق الغير رحيم, الذى لم تتعرض له كنيستنا من قبل.
إنها دعوة فجة لإبتلاع كنيستنا, من قبل الاصلاحيون المعترضون منذ نشأتهم, لنتدارك سوياً من التاريخ, بأنه لا يمكن بل من المستحيل إقامة كنيسة على الأعتراض, والدليل موجود بالتاريخ لكل مكذب لهذة الحقيقة الراسخة, فالجماعة البروستانتية المعترضة, لم تقوى ان تصمد متماسكة ولا حتى لعشر سنوات, لتبدأ فى التفكك التلقائى اللحظى منذ ميلادها, ليتوالى ظهور الكثير من الاصلاحين فى ذات الوقت, المعترضين دائماً على شئ ما, المختلفين هم انفسهم فيما بينهم, بحسب تعدد وتنوع اراءهم الشخصية, ومقدار محدودية الرؤية , ليبدأ كل واحد منهم بتكوين جماعته الخاصة المعترضة, وقد تم ذلك عبر التاريخ بصورة مستمرة لم تتوقف مطلقاً, ففساد الانسانية لا ينضب ولا يجف. وهكذا ظهرت تلك الجماعات للنور, بتفريخ هائل, فبمجرد خروج الفرخ … يعترض!!
وهذا تسبب وبكل حزن فى استمرار, انشاء جماعات معترضة دائماً, والعجيب ايضا انها تكاثرت جداً, باعداد لا يمكن حصرها, فاعدادها يفوق الخيال. لنتأكد بأنه لا يمكن بل من المستحيل إقامة كنيسة على الاعتراض, وهذا بالضبط ما يؤكده لنا يوحنا الرسول عن معترضين عصره قائلاً: ( منا خرجوا لكنهم لم يكونوا منا لانهم لو كانوا منا لبقوا معنا لكن ليظهروا انهم ليسوا جميعهم منا.) 1يو 19:2
نعم لا يمكن ان نقيم كنيسة على الاعتراض, لنفرق ملياً بين الاعتراض والنقد البناء. فالابن يستطيع نقد تصرفات ابيه بحرية وهذا لا يخرجه من البيت, أما إن خرج عن طوع ابيه ليعترض ويشهر بامه, فليحرم إذن من بركة الميراث. وللأسف واقولها بمرارة شديدة, هذا بالضبط ما حدث, فالتاريخ يذكر ذلك بكل وضوح, مارتن لوثر بدأ ناقداً كاثوليكياً لفساد كنسى حقيقى, لا يستطيع إنكاره منصف, وانتهى به الأمر معترضاً بروستانتياً خارجاً عن طوع ابيه مشهراً بأمه الكاثوليكية, خوفاً من القتل, ليدشن لنا الأعتراض الهدام سبيلاً للنجاة برقابنا سليمة, رافضا الاستشهاد من اجل الحق.
فليعلم كل ناقد لظلم وفساد, انه هناك من ثمن باهظ يجب أن يدفع لاعلان الحق. لذلك الكنيسة الحقيقية تنمو بنقد ابنائها الرجال, الذين يستشهدون من اجل استمرار اعلان الحق فيها, اما المارقين المعترضين الناجين برقابهم سليمة, فلا نصيب لهم من ميراث الحق.
أما تلك الجماعة المعترضة قد تفككت من تلقاء ذاتها وفور ميلادها, إلى كيانات أصغر, معترضة ايضاً, لذلك لا يمكن ابداً تسميتها باسم (الكنيسة), لان مؤسسها جبن, فاعترض فنجا برقبته, رافضاً الاستشهاد!!
وهذا ما لا يمكن لى قبوله يوماً ما, ان اكون عضوا فى جماعة تقنن الاعتراض كمنهج للحياة المسيحية, من اجل النجاة من الاستشهاد. فهل هناك من كنيسة حقيقية تقر باسلوب الاعتراض – وليس النقد البناء – كمنهج لحياتها؟
فهل لأحد من المعترضين الاجلاء بان يحدثنا عن الشهداء فى البروستانتية؟!
الى كل الاحباء الذين لم يروا تلك الدعوة المفاجئة من القادة الانجيلين
http://www.youtube.com/watch?v=xpBUYZsSc50
مشروع الشرق المسيحى الجديد (3)
—————————————————-
ثانياً:
——
لقد آثرنا أن نبدأ بالحقائق التاريخية, التى حدثت منذ القرن السادس عشر, والتى لم نذكر منها ما يسئ, بل الذى يعيننا فقط على ان نفهم مع من نتكلم؟! على ان نعود ونعلق على هذا التوجيهه والنصح الغير لائق, الذى وجهه الى كنيستنا بدون احتياج, من قادة لم يعرفوا الطريق لأستخلاص الدرس من كتب التاريخ, حتى يعقلون, فيدركون, ليتبصرون على اى اساس يبنون!!
سنعود بلا شك ونعلق على هذة الرسالة, ولكن بعد ان يكتمل تعريفنا النفسى التاريخى, لمن نسى او تناسى من اين أتى؟ وجاء إلينا بلا ذاكرة متغافلاً او متعمداً.
لندرك من خلال هذا التحليل المبسط, السبب الحقيقى وراء عدم وجود رؤية منصفة لدى الاصلاحيون لاى مسألة ذات جذور لا يرونها, فهم لا يرون من الشجرة سوى قامتها العالية, والفرع الصغير الذى كسر من شدة الرياح العاتية!! اما ثبات الشجرة العميقة بالرغم من كسر احد فروعها الغضة, فلا يعنيهم فى شئ, فهم لا يرون من الشجرة سوى الفرع المكسور, كحال كل المعترضين!!
لذلك علينا ان ننتبهه لما يحدث حولنا, ولنتأكد من الذكاء الماكر الذى لقيادات الاصلاحيين الانجليين, الذين قد استوعبوا جيداً الدرس السياسى التأمرى الحادث فى الشرق الاوسط حالياً, استيعاباً سياسياً واقعياً كاملاً, ليؤكدوا لنا بتصرفاتهم إمكانية تطبيق ذات المشروع المفتت, لانشاء شرق اوسط كنسى جديد, مبتدأين بتفتيت كنيستنا الارثوذكسية المصرية الام, لان تفتيتها يسهل ابتلاعها وابتلاع الآخرين فى اثرها.
إذن كيف يمكن تفتيت كنيسة قوية متماسكة ككنيستنا؟
فلنلحظ اذن :
كيف يبدأون بتعليمنا مصطلحات لغوية تخلو من كل مضمون ومعنى وهدف حقيقى, انها مصطلحات فارغة, بالضبط كالهدايا الفارغة التى نقدمها لاصدقاءنا مازحين, وحينما يجدونها بدون محتوى, ننفجر نحن ضاحكين, هذا هو بالضبط المقدم لنا من خلال هذة الدعوة المارقة, الفارغة من كل معنى حقيقى.
انهم يبيعون سراب حلم اليقظة لمن لا يريد ان يستيقظ ويتيقظ!!
فهم يتحدثون عن الوحدة المسيحية, وهى وهم وسراب
ولا وجود تاريخى لها على الإطلاق
اكثر من الفين من السنوات عمر عقيدة كنيستنا
لم نرى فيها طائفتين او كنيستين قد اتحدوا
بل على العكس من ذلك هو الحق
الكنائس تتمزق دائماً, وتتعدد وتتشتت باستمرار
حتى وصل عددها الى ارقام فلكية فى ايامنا المنكوبة هذة
وايضا نستطيع ان نلقى نظرة على المجامع المسكونية والمحلية
جميعها عقدت لتمزيق اوصال كنيستنا الكبيرة
ولم تاتى مطلقاً بتلك الوحدة الوهمية الواهمة
فهل ما لم يستطع أباءنا تحقيقه على مدار ما يزيد عن عشرين قرناً من الزمان
سوف يحققه لنا الانجيليون الاصلاحيون؟!
ولو كانوا قادرين حقاَ لوحدوا انفسهم بالاولى
لان الدعوة البروستانتية منذ نشأتها, قد تفككت وتمزقت
حتى الآن الى ألوف كثيرة من الطوائف والشيع والأتجاهات والجماعات المختلفة
انها جماعة إصلاحية وُجِدت لكى تتمزق وتتشتت بحسب افكار الناس الاصلاحية المختلفة
لاجل الاستقطاب الذاتى الناشئ
من تقنين احقية البشر فى الاعتراض والاصلاح
ولم يبقى متماسكاً سوى كنائس الشرق الارثوذكسية, والكنيسة الكاثوليكية
فأثاروا حروباً, ادارو رحاها حتى الآن مع اى كنيسة متماسكة
اما عن كنيستنا الشرقية فتنفرد بقدرة تماسكية هائلة
لدرجة تثير الحسد والحقد والمؤامرات لتفكيكها
وهم لا يملكون فى ذات الوقت الصدام معها,
لاجل بعدها وعزوفها التام عن التداخل مع صراعات التيارات السياسية
اذن لم يتبقى لهم سوى المداهنة والغش والخداع حتى يتم تفكيكها
اذن نخلص من التاريخ ان اى حديث عن الوحدة المسيحية
هو حديث تآمرى لا يهدف منه الوحدة بل التفكيك والتمزيق
لانه مصطلح فارغ تماماً من اى قدرة واقعية لتحقيقه
انه حلم اليقظة الجميل للنائمين
فهل لنا ان نتيقظ لئلا اشتركنا دون ان ندرى
فى تفريغ الكنيسة الارثوذكسية من قدرة صمودها
فهذا الحديث الوهمى هو حديث الحسد والخداع والغش والمكر والرياء
ولا يهدف ولا يأتى إلا من رغبة عارمة فى تحطيم كنيستنا العصية .
We need to look at the matter with the eyes of faith, we may have read the history of theology but we need to read about God’s workings in our generation as well. A whole Protestant congregation were converted to Orthodox Christianity when they honestly read the history. Read about themA
http://en.wikipedia.org/wiki/Evangelical_Orthodox_Church
عزيزى جورج
اود بدايةً ان ارحب بك
1- أنك تحاول ان تقول: نحن بحاجة إلى أن ننظر الى المسألة بعين الإيمان. وانا أرى اننا فى اثناء قرأة التاريخ لا نحتاج للإيمان, وإلا اصطبغت دروس وعبر التاريخ بما نؤمن به نحن, فإيماننا يمحو دروس التاريخ, لذا يجب علينا كدارسين للتاريخ ان نكون محايدين, بدون اى استقطاب فكرى مسبق, وغير محملين برؤية ذاتية او طائفية محدودة, وإلا انتفت واختفت دروس التاريخ, ولم يبقى امامنا سوى ما نؤمن به فقط., وهذا هو احد اسباب العمى الكارثى الذى اصاب دارسى التاريخ من القيادات الاصلاحية اصحاب المنافع, المحملين بمصالح فئوية او شخصية.
2- كما انك اشرت الى عمل الله حيث ان الكثيرين من الطائفة البروستانتية يتحولون الى الأرثوذكسية, ففرحت حقاً!!
إلا انه لم يدم فرحى طويلاً, حيث تبين لى انهم لا يعودون الى الام المستقيمة, الباقية حنونة على الجميع, بل يُنشئون كنيسة جديدة اخرى بهوية ارثوذكسية انجيلية, يستطيعون من خلالها استعادة جزء من التراث القديم, العاصى على اعتراضاتهم, وتطعيمه بافكارهم الشخصية, وانا لا ارى فى هذا عودة للحق على الاطلاق!!
انها كنيسة تستطيع تسميتها بكنيسة وسطية, فهل يليق انشاء كنيسة على اساس اعتراضى انتقائى, حتى ولو بصورة جزئية, اليس هذا هو تكراراً واستنساخ لأفكار مارتن لوثر الأعتراضية, ولكن بمكر وخباثة عصرنا المنكوب, أليس هذا هو خداع العصر لتكرار ذات التجربة الاصلاحية الفاشلة فى القرن السادس عشر, التى لم تؤدى الى أى اصلاح على الاطلاق, بل ادت الى اكبر كارثة فى حياتنا الكنسية, والتى لم تنجح فيما عداها, حيث استطاعت بنجاح تفتيت الكنيسة الى عشرات الآلاف من الاتجاهات المعترضة دائماً, حتى فيما بينها ايضاً.
اذن علينا الانتباه الى حقيقة يعلنها سر التجسد, كنيسة المسيح كنيسة واحدة, منذ بدايتها وحتى إنتهاء الدهور, لا يمكن الاعتراض عليها والخروج عن طوعها, والتشهير برجعيتها, فهذا المنطق الاعتراضى الوسطى مرفوض, لانه هو الضد المضاد للمسيح, لان كنيسة المسيح لا تعرف المحايدة, ولا ان تمسك العصا من المنتصف.
وان حدثتنى عن فساد الرؤساء, فاقول باختصار, انها كنيسة المسيح وليست كنيسة الرؤساء, وفسادهم لا يستلزم ابداً تفتيت الكنيسة, لان هذا هو فساد كل عصر, وكل الشعوب, وكل الأنسانية جمعاء, وحتى انتهاء الزمان, وعلاج الفساد هو الصلاة وليس الاعتراض!
الكنيسة هى للملك السمائى الواحد, اله الماضى والحاضر والمستقبل, إله كل زمان.فالمسيح لم يعرف الحياد ولا الوسطية وإلا ما صلب قط!!
3- إن انشاء كنائس وسطية ارثوذكسية إنجيلية, بهذة الخباثة الماكرة, ليست الا مرحلة من مراحل التفتيت الكامل, هكذا تتفتت الكنائس الكبيرة العصية على اسنان الناهشين, فالحيوان المفترس لا يستطيع إلتهام الفريسة القوية المدافعة عن نفسها دفعة واحدة, فيهاجمها على دفعات كثيرة حتى يتمكن منها.
لذلك فاننى ارى فى هذا, دليل اثبات جديد, يثبت تكامل بنود التآمر على الكنائس الشرقية لتفتيتها, وها هى تبدأ فى الغرب, وسوف تنتقل تلك العدوى للشرق سريعاً. كنيسة ارثوذكسية انجيلية جديدة, كنيسة وسطية تجمع بين عراقة الشرقين الارثوذكس, ومودرن الغرب البروتستانت. كنيسة موجهة لتفريغ الكنيسة الارثوذكسية من طاقة صمودها, لذلك دعيت الكنيسة الارثوذكسية الانجيلية, وليس الكنيسة الانجيلية الارثوذكسية!
فها هى كنيسة وهمية جديدة موجهة لخداع الارثوذكس المتعبين المنهكيين تحت ثقل قسوة الرئاسة وفسادها, ومتطلبات الحياة التى لا تنتهى. فمن اصول الخداع الماكر, ان تصل بفريستك الخجولة, التى لا ترغب فى مبارحة بيتها, الى منتصف الطريق اولاً, حتى تخجل من العودة, ولا يتبقى امامها سوى الاستمرار, حتى ترتشف كأس الخديعة عن آخره!
ومن اصول الخداع ايضاً ان يُبقِى المصلح, بصرف النظر عن رأيه الشخصى, على ما ظل نقياً وهاماً فى عيون الأخرين, مطعماً اياه فى منظومته السامة, خلط السم بالعسل, ليتجرعه الاخرين برضا تام وبسرور, ليستمر المصلح المدعى فى جمع المال, لينفق على هذة المؤامرة, التى ستستمر لعشرات السنين القادمة, فيطلق عليها اسم (كنيسة) خداعاً, لأجل تضليل السذج والبسطاء المرتبطون باسم الكنيسة شكلاً, وإلا ما استطاع ان يستمر فى جمع المال, أما الحق الذى ينهى عن تفتيت جسد المسيح, فيتم دفنه على أنغام التراتيل بنغمات موسيقى السماء. هللويا
صديقى يجب ان نرى جيداً ما نحن مقبلون اليه.
شكراً لك
مشروع الشرق المسيحى الجديد (4)
———————————————–
ثالثاً: غسيل التاريخ
————————-
ليس فقط الأموال التى تحتاج للغسيل, فتاريخ الدماء والمؤامرات والكذب والغش, يحتاج هو الاخر للغسيل, حتى يصبح اكثر بياضاً ولمعاناً, حتى يستطيع خداع من ليس لديه كتاب التاريخ القديم, فهى محاولة جادة من الفاسدين لإفقاد التاريخ ذاكرته, فهل ينجحون؟
وان اردت الحق فعملية غسيل التاريخ هى عملية قذرة تبدأ دائماً بعملية غسيل المخ!!! والسؤال الآن, هل يمكن لأحد ان يزرع الباطل, وما ليس له وجود اصلاً, فى عقولنا وإدراكنا؟
نعم يمكن ذلك من خلال تقنيات نفسية هادئة غير عنيفة بالمرة, تستطيع ان تقنع من خلالها الافراد و الجماعات على حد سواء, بالباطل والكذب, وبما ليس هو حق. مثال ذلك, ما حدث فى الحرب الكورية حيث لاحظ الصحفي ألامريكي “إدوارد هنتر” بان اكثر من ثلث الاسرى الامريكين العائدين مقتنعون تمام الأقتناع بافكار شيوعية, مضادة تماماً لما نشأوا عليه فى وطنهم الأم, بل والتى دافعوا هم انفسهم عنها سابقاً.
وفى عام 1957 بدأ “جيمس ريكرى” اول تجارب له عن ما اسماه “الرسائل الضمنية” وهى تتلخص فى عرض مجموعة رسائل معينة, من خلال فيلم قصير, بسرعة شديدة لدرجة ان العقل البشرى لا يستطيع ان يدرك مضمون الرسائل التى يتضمنها الفيلم, ومع ذلك, وفى نهاية الامر, وبسبب عرض الفيلم باستمرار, وصل الى انه وبالرغم من عدم ادراك الوعى لهذة الرسائل, وعدم امكانيته ادراك مضمونها, إلا ان اللاوعى قد بدا اكثر قدرة على تحليلها, واستخلاص مضمونها, والايمان بمحتواها من توجيهات واوامر , وقد تم ذلك من غير اى مقاومة تذكر, وبكل هدوء, وبكل راحة وتعاون من اللاوعى, بالرغم من عدم ادراك الوعى لها!!
وهذا جعل العلماء النفسيين ان يؤكدوا, بان تعرض الانسان لافكار باطلة وتوجيهات خاطئة, حتى ولو لم يدركها الوعى, ومع استمرارية عرضها, يصبح اللاوعى اكثر إيماناً بها, بالرغم من عدم معقوليتها, وتعارضها مع الواقع, فيؤمن بها, وبدون ابداء لاى مقاومة لها. على هذة الحقيقة المذهلة, تعتمد الاعلانات التجارية, لنشترى نحن ما لا يفهمه عقلنا ووعينا, وما لسنا فى احتياج له!!
اما العالم “سكوت لينر” فقد برهن على ان الانسان يخلط بين شيوع “جملة ما” وصحتها!! وأكد بان عرض جمل ذات معانى خاطئة بشكل مستمر, تستطيع ان تقنع الانسان بصدقها, بصرف النظر عن مدى صحتها, ومدى قبول الوعى لها. وقد اضاف بان لو شخص واحد ردد جملة واحدة عشر مرات, فان عقله الباطن سوف يعتبر بان عشر اشخاص هم الذين رددوا هذة الجملة. وهذا يجعل الوعى اكثر قابلية لقبول الفكرة الخاطئة, بدون اى مقاومة تذكر.
أذاً عملية غسيل المخ هى ببساطة عمليَّة تطويع المخ وإعادة تشكيل التفكير، بحيث يتم هذا التغيير بطريقة التفجير، وهى محاولة توجيه الفِكر الإنساني أو العمل الإنساني ضد رغبة الفرد أو ضد إرادته، ويؤكد “وليم سارجنت” وهو أحد أطباء علم النفس المشهورين, بان عملية غسيل المخ تتم بنجاح عظيم, عندما يُستثار الجهاز العصبي استثارةً شاملة, فى مرحلة اسماها مرحلة التناقض الشديد, وهى التى تتحول فيها ردود الأفعال والأنماط السلوكية من الموجب إلى السالب أو بالعكس.
لذا يجب ان يستثار الشخص حتى يصل الى درجة شاذة من الإنفعال, الغضب او الخوف او النشوة او الرقص او الصراخ…الخ, ليصل الشخص الى حالة اقرب من الهستيريا, وفى تلك الحالة يكون الإنسان أكثر استعداداً لتلقِّي الإيحاءات التي قد لا يتقبَّلها في الظروف العاديَّة، أو قد يَحدث “انهيار امتناعي كامل” يقضي على كلِّ المعتقدات السابقة, هذه المرحلة من الاستثارة تشكل عاملاً هاماً في غرْس معتقدات وأنماط سلوك جديدة، وهذة الحقيقة شائع استخدامها فى العلاجات النفسية, من زيادة الإثارة إلى حدِّ الإنهاك الانفعالي والانهيار, ثم إلى الاستسلام الهادئ الصامت, ويتم ذلك إما بوسائل سيكولوجيَّة “نفسيَّة”، أو باستخدام العقاقير، أو بالعلاج بالصدمات الكهربائيَّة، أو بتخفيض كمية السكر في دم المريض بحقنه بالأنسولين، وسوف نلاحظ أستخدام هذه الظاهرة نفسها في كثير من العلاجات الحديثة في الطب النفسي.
وهذا يفسر لنا تفسيراً واضحاً لماذا يستخدم الجنس مثلاً فى تجنيد الأشخاص للقيام بأعمال غير معقولة بل وغير انسانية بالمرة!!
ولكن الدعوة البروستانتية تستخدم الرقص والصراخ والموسيقى الصاخبة, لتجنيد افراد جدد من اجل تدعيم الأعتراض, لتصل بهؤلاء الافراد الى مرحلة متقدمة من الاستثارة, ليتخلون بسهولة عن ما يعتقدون, ويقبلون بإيجابية كبيرة لتوجهات وتوجيهات جديدة, كانوا هم انفسهم من الرافضين لها سابقاً, لنتأكد بان الأمر لا يتعدى سوى طرق نفسية مجربة قبلاً لغسيل امخاخ البشر. حقاً نفسانيون لا روح لهم.
وعن طريق هذا كله سوف يجعلك ان تصدق وتؤمن, بالذى كنت تعتقد انه من المستحيل يوماً ان تصدقه!!, ولا عزاء للفاهمين بالحق!!, وأمثلتنا الشعبية تحتفظ لنا بذات المعنى “الزن على الودان امر من السحر”!!
فهل لك ان تصدق باننا قد تعرضنا كمصريين, لأكبر عملية غسيل مخ ممنهجة ومستمرة, بغرض غسيل التاريخ, لإفقادنا رؤية تاريخية صادقة, من جماعات تدعى بانها اصلاحية, منذ القرن التاسع عشر, منذ دخول الإرساليات البروستانتية لمصر حتى الآن, لتدعى الصدق وهى لم تكن يوماً صادقة, وتدعى البرأة وهى يداها ملطخة بدماء الأبرياء. وتدعى بان لديها مبادئ ثابتة, وهى تنتهج المبدأ الميكافلى “الغاية تبرر الوسيلة”. تدعى بخدمة باذلة من اجل المسيح, وهى ليست سوى حركة ثورية, استعانت بالسلطان السياسى لتنجح, فانزلقت فى وحل وقذارة السياسة, فقتلت وكذبت وأهلكت الكثيرين, لتؤكد على وجودها الذاتى وحسب, متسترة وراء دعوة الكرازة والبشارة.
والسؤال الملح الباحث دائماً عن إجابة, والذى فشلت القيادات الإصلاحية الاجابة عليه:
لماذا الدعوة البروتستانتية هى الوحيدة التى تعترض وتهاجم الأخرين دائماً؟
لماذا هى الوحيدة التى تحاول دائماً أختراق الأخرين؟
لماذا هى الوحيدة المهددة فى وجودها من ثبات الأخرين؟
إجابة كل هذة الأسئلة هى ببساطة وبأختصار:
ان الدعوة البروستانتية ليست بكنيسة حقيقية, بل هى مجرد ثورة لدعوة اعتراضية اصلاحية كما اطلق عليها, تعيش على فتات تحطيم الكنائس الأخرى, لا تستطيع الأحتفاظ بمريديها طويلاً, اين هذا النجاح الباهر الذى حققته منذ بدايتها فى الغرب, لا شئ الآن, مبانى كنائس كاتدرائيات ضخمة جداً, تسد شوارع العواصم الأوربية, مغلقة تماماً طوال الأسبوع, تفتح ابوابها فقط يوم الأحد ولمدة ساعتين فقط لتستقبل مصلين, لا يزيد عددهم عن مائة شخص, أغلبهم من كبار السن والمرضى, والذين يهيئون انفسهم للأنطلاق سريعاً, الدعوة البروستانتية فقدت وتفقد طاقتها البشرية باستمرار, لذا فهى باحثة باستمرار عن مدد بشرى من الشباب من الكنائس الأخرى, وإلا ماتت وانتهت تماماً, ان توقفت هى عن الهدم والخراب!!
فهل لك ان تصدق بانك تستطيع ان تشترى كنيسة؟ نعم انهم يبيعون الكنائس المهجورة من البشر فى بلدان كانت مهد ميلاد الدعوة الثورية البروستانتية؟
هل لنا ان نحاول ان نسترجع كيف دخلت تلك الدعوة لمصر؟ وكيف أستقبلها المصريون وقتها؟
دخلت لتعترض منذ اللحظة الأولى, وكان هناك احتراس شديد جداً منها, يصل للطرد والابعاد, اذن هى كل ما يهمها هو الأعتراض والهدم, لتجد المدد لحياتها. وان الهدوء النسبى الذى حققته الدعوة البروستانتية الآن, من احتراس الأرثوذكس منها, ومن أعتراضاتها على كل ما هو قديم لمحو تاريخ وذاكرة الانسان الارثوذكسى, لهو يشكل منحنى خطير جداً, يجب ان يستوقفنا طويلاً, لانه يبرهن عن نجاحهم النسبى فى غسيل تاريخهم, وغسيل امخاخ المصريين!!
الاستاذ سوستانيس:
سلام و محبة الرب يسوع:
اوافقك فى الكثير مما قلته من الناحية النظرية على الاقل و لكن السؤال الحقيقى الذى اعتقد اننا يجب ان نساله لانفسنا هو: كيف يمكن لانسان تربى و نال الاسرار فى الكنيسة الارثوذكسية ان يعرج بين الفرقتين طوال حياته
يعتمد و يتزوج فى الكنيسة الارثوذكسية و قد يشارك احيانا فى سر الافخارستيا و لكنه ايضا يحضر اجتماعات قصر الدوبارة و يسمع الكلمات الفارغة التى تخرج من فم سامح موريس و ماهر صموئيل و يوسف رياض
التفسير فى راى المتواضع هو
1-كما قال الدكتور جورج فى كتاب القداس الالهى: ان التعليم و الشرح هما المدخل الحقيقى لتذوق كلمة الله فقداس الكلمة (الموعوظين) يسبق قداس التقديس او قداس المؤمنين و الرب يسوع يعلم بالكلمة قبل ان يستعلن لتلاميذه كونه ابن الله المخلص…..
2-الحرية بمفهومها الخاطئ و جنوح الانسان الى تحقيق و ايجاد ذاته بمنهج خاطئ يعتمد على اقصاء الاخر و اقصاء مفهوم الجماعة و عدم وضوح مفهوم الجسد الواحد (الذى لا يوجد حقيقة الا فى الافخارستيا) الذى يظهر فى اتجاهين (حسب مفهوهم) الصلاة الجماعية التى تنتهى الى (هل مس يسوع قلبك الان؟؟؟) و الثانى هو العمل الاجتماعى
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin-top:0cm;
mso-para-margin-right:0cm;
mso-para-margin-bottom:8.0pt;
mso-para-margin-left:0cm;
line-height:107%;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;}
الأستاذ ايهاب جورج
بعضاً من اسباب انتشار عدوى الاعتراض فى كنيستنا, التى تَظهر بوضوح فى شخصيات تستطيع ان تعرج بين الفرقتين, لتُستخدم كمعول من المسيح الدجال, لهدم اعرق كنيسة فى التاريخ, لنهدم بيتنا بانفسنا, بدعاوى الاصلاح الباطلة, التى فشلت تماما فى كافة مراحل التاريخ, والتى لم تخلف سوى التفتيت والتدمير والحاد البشر:
اولاً: اهمالنا للتاريخ الغربى عموماً, وتقصيرنا فى استخلاص اسباب فشل الدعوة البروستانتية, فى بلدان تشكل معقل خدمتها, ونجاحها فى بلادنا, التى لم تعرف عنها كيف نشأت؟ وماذا فعلت؟ بكل من حاول ان يثبت فى مواجهة رياح التغيير التى اطلقتها, ونحن قد اخطأنا حينما اهملنا قدرتها على ان تتنكر فى ثوب جديد, ليس هو ثوب ميلادها, وان تغسل تاريخها الدموى فى عيون المصريين!
ثانياً: منذ دخول تلك الدعوة لمصر, لم تخرج إلينا دراسة ارثوذكسية تاريخية جادة, تضع تلك الدعوة فى مكانها التاريخى الصحيح, المنضبط بالشواهد التاريخية, التى تكشف حقائق واسرار نشأتها, وسر تفتتها وليس انتشارها. فبالحق هى تتفتت وتنقسم, فتنتشر انتشاراً تكاثرياً!
ثالثاً: لم نعتنى كارثوذكس بتوثيق وتسجيل كل الحقائق المصاحبة لدخول هذة الدعوة لبلادنا منذ منتصف القرن التاسع عشر, من احداث ومجادلات وصراعات واختراقات مباشرة وغير مباشرة من اصلاحيين لكنيستنا الباقية صامدة على طول تاريخها الممتدد فى اعماق التاريخ, اما تقصيرنا التاريخى فقد شكل محيط اجتماعى وبيئة جاهلة جهولة, ملائمة تماماً لتكاثرها وانقساماتها البكتيرية! اولا فى الاوساط الفقيرة فى معرفة التاريخ, وثانياً الاوساط الفقيرة على صعيد الحياة الروحية لغياب المثال الحقيقى الذى يستطيع كشف وزيف وفساد الدعوة الاصلاحية الفاسدة, انها تستخدم الجهل كبيئة مناسبة لدعوتها, ونحن قصرنا واهملنا من جهة موازية, فى تبصير الناس على الحقيقة الاختراقية الحادثة لكنيستنا, التى اخترقت بمالها فقر المصريين منذ عام 1862م . فكيف يعالج مريض غير معلوم تاريخ مرضه!
رابعاً: انحصار التعليم الأبائى فى كنيستنا, بفرض السياج الحديدى لعمل معاهد اللاهوت التعليمية, فخلقنا بايدينا بيئة مناسبة تماماً لانتشار المصطلحات البروستانتية الفارغة, من اى محتوى حقيقى, ليتبنى ابناءنا ترديد تلك المصطلحات الجوفاء, والاقتناع بها, بل وتوريثها بفراغها الحياتى للاجيال اللاحقة, واننى شخصياً قابلتُ الكثير والكثير جداً من أبناء كنيستنا, لا يروا ولا يجدوا اى فارقاً نهائياً بين مصطلح الإيمان فى كنيستنا, وبين الإيمان فى الدعوة البروستانتية.
ولربما تتذكر يا استاذ ايهاب, انت ايضاً كيف دار حوار الايمان والاعمال, منذ وقت طويل, لتفشل كنيستنا – وللاسف – فى تثبيت وايضاح الفارق الضخم لفراغ المصطلح البروستانتى فى وعى ابناءها, وهذا لمجرد القياس فقط, إلا انه قد تم استيراد الكثير من المصطلحات الاخرى البروستانتية, التى تشكل بناءً لاهوتياً يخلو من اى ركائز حياتية, بل يَسْخَر من صلاح ومثال القديسيين, بطريق مباشر او عن طريق الإيحاء والإيهام, فاصاب حياتنا نحن فى مقتل, متناسياً اننا جميعاً بشر, سواء كنا على هذة الارض او فى السماء, لتشكل ركيزة لتعليمنا … كيف تكون انانية الخلاص فى الانجيل؟! عن طريق التفاسير البروستانتية للانجيل, التى اُدخِلَت علينا عُنوةً تحت بند الاحتياج, وذلك لاجل خلو مكتبتنا من تفسير اباءنا للانجيل, وبهذا صارت تلك التفاسير العقلية للانجيل, هى التفاسير الوحيدة فى مكتبة كنيستنا لسنوات كثر, وهكذا تبنيناها نحن تحت إلحاح الاحتياج, بل وتوارثناها وورثناها بدون وعى منا, لفراغها وتضليلها التى تتسبب فيه, بل وتخريبها لحياة كنيستنا, حتى تشابهنا معها, وتضائل الفارق فى عيون الارثوذكس. فخلطوا الحابل بالنابل, فذهبنا لنسمع غير مميزين!
خامساً: فساد وتناحر رئاسى ضَرَبَ فى نفوس الرؤساء, افسد المثال والقدوة الأرثوذكسية, التى افتقدها شعبنا لزمن بل لأزمان طوال.
سادساً: انحصار واختفاء نماذج العلمانيين الأبرار, التى كانت تشكل مثالاً حياً قائماً باستمرار فى بيوتنا. وللأسف قد ساهم الفهم الخاطئ لدور العلمانيين فى الكنيسة, لتقليص هذا الدور بشكل مخيف, مع انه الدور الاعظم المتقدس والقائم دائما نصب اعيننا.
سابعاً: التشهير باخطاء أباءنا الاكليروس والعلمانيين على حد سواء, فى العلن ومن على المنابر بدعوى الاصلاح, ونحن لا ندرى بان التشهير منهج بروستانتي اعتراضى يهدم ولا يبنى, وفى ذات الوقت لا تسمع عن اى اخطاء لقادة الدعوة البروستانتية الاصلاحية فى مصر, لذا يجب ان نطلق عليهم ملائكة الاصلاح!
فمن منا يشهر بأباه او بابنه او بابنته ان اخطأ؟!
ومن خداع الدعوة البروستانتية, انها صورت لنا طريق الاصلاح على انه هو التشهير بالاخطاء, علماً بان الدعوة البروستانتية قد فعلت ذلك فى الغرب, فشهرت باخطاء رؤسائها, ففشلت فقتلت وخدعت بدعوى الاصلاح, فانحصرت فى بلادها ومنشأها, ومن شدة مرارة فشلها فى اوروبا, تعلمت الدرس فحينما جاءت لبلادنا, لم يأتى منها اى تشهير على الإطلاق بأخطاء قادتها فى مصر, حتى صاروا كملائكة الله على الأرض, فانخدع الشعب البسيط, حتى اننى سمعت الكثيرين يقارننون بين فساد كاهن ارثوذكسى, وبين صلاح وإيمان قائد بروستانتى! وهذا لا يشكل سوى خداع مرير.
ثامناً: انحصار عمل المؤسسة الكنسية التى تعمل كرباط سُرى كالمشيمة بين الشعب فى حياته اليومية, وبين مكاتب الرئاسة, فكلما فُعِلت المؤسسة الكنسية باراخنتها المختبرين للحياة السمائية فى كل كنيسة بالمدينة, وبكل قرية ايضاً, والتى بطبيعتها تستطيع ان تتغلغل فى وسط كل الشعب, فتصل باعضائها العلمانيين لكل بيت, لتعالج مشاكل الفساد والتجاوزات – والتى لا يمكن ان تنقطع ابداً – منذ بواكير ظهور فسادها, وحتى قبل ان تتبخر لكرسى الرئاسة, مارة بكل انف معترض, فتعالج وتشفى, فيتطهر المثال والقدوة امام كل الشعب. ليؤكد على استمرارية التقديس للأبد. فلا يتضائل المثال الأرثوذكسى, ولا يتعاظم المثال البروستانتى من اجل اخفائه لاخطائه وحسب. علماً بان الاعتراض على الفساد, يفسد الاعتراض ذاته, لذلك فالصلاة هى الحل الابائى الناجع لمشكلة الفساد, لان كلاً من الفاسد والمصلح يحتاجا للتطهير والتوبة.
تاسعاً: قبولنا لتعاونهم معنا على مستوى اقتصادى ومادى, فتح باباً خلفياً, فدخلوا لبيوتنا خلسةً, فكيف سيكون التعامل بيننا فيما بعد؟! اطعم الفم تستحى العين! وانما ينم هذا عن فداحة تقصيرنا فى رعاية اخوة الرب والمحتاجين منا للمعونة المادية او المعنوية. فقصرنا كثيراً لتشجيع ابناءنا وبناتنا للحياة بحسب الروح والحق, فاهملنا حتى احقيتهم فى زيجة عفيفة, تضعهم فى احضان الحقيقة وعينها, فيصيبهم الرضا والقناعة, فيتلاشى تلقائياً الاعتراض.
عاشراً: التوتر الذى خلقناه بانفسنا لانفسنا, فصارت بيوتنا وعائلاتنا متوترة دائماً بمشاكل الزواج والطلاق, وهذا هو احد اسباب انتقال اسرنا من حالتها الطبيعية الى حالة الاستنفار والاستثارة الزائدة, التى فيها يمكن ان تقبل اى افكار وتفعل اى اعمال, وحتى لو كانت غير معقولة بالمرة. وقد شرحنا هذة النقطة بالتفصيل سابقاً.
حادى عشر: الظلم, وهذا الظلم الكنسى يختلف تماماً عن ظلم المحاكم البشرية, لانه حينما يختفى شخص المسيح, من داخل النفس, يظهر على الفور ظلم الزمان والمكان, المحطمان لكيان الانسان, فيظلم الانسان اخيه, بفراغه من نعمة الحياة الابدية المجددة لنفسيهما معاً, لحساب حياة المسيح المعلنة فيهما معا.
ثانى عشر: نقطة تشكل مشكلة تاريخية كبيرة, وفى غاية الاهمية, عبر عنها دكتور جورج ببلاغة العلماء, مؤكداً خطأ غربى تاريخى منذ القرن الخامس حينما فُصِل الشخص عن الحدث, ادى لكارثة السخرية من الاسرار, ففصل ما نؤمن به وما نتكلم عنه, عن احداث حياتنا اليومية, وهذا يشكل مصيبة من مصائب الفلسفة, التى سربت الينا الكثير من الكلمات والمصطلحات الفارغة, لعقولنا وتعاملاتنا, بدون ان تستطيع ان تغيير واقعنا, فينحصر إيماننا العقلى عن ما نحياه, فيأتى المصلح الفاسد المخرب, فيلعب بعقولنا فنهدم بايدينا ما بنيناه فى عقود طويلة, لان العمل الصالح الذى يصلح الحياة هو للانسان, اما الشيطان فليس لديه سوى العقل فقط!!!
هذا قليل من كثير تسبب فيما وصلنا اليه, رجاء إضافة النقاط والاسباب التى تراها فى مصائبنا قائمة, وخاصةً وانه من الواضح انه حدث خطأ فى عملية ارسالك لتعليقك السابق, فلم يظهر منه سوى نقطتين فقط.
صديقى ان كان هناك من تكمله فلا تبخل علينا. شكراً لك
الاستاذ سوستانيس
سلام لك……………….
اشكر اهتمامك و ردك على مشاركتى و ارجو ان نكمل الحوار معا…
بداية يجب ان نقول اننا مبهورون بما تقدمه البروتساتنية من خدمات (وعظ-ارشادروحى-ترانيم) و بأنا نحاول ان نقلدهم بشكل كبير حتى قنواتنا الفضائية الدينية لاتجد مانعا من تقليد برامجهم و منهجهم الحوارى و الفكرى
الان كنائسنا و اجتماعتنا اصبح فيها اورج و جيتار و ساوند سيستم و هاى لايتس و عروض اشبه بالصوت و الضوء لابهار الحاضرين و الوصول بهم الى حالة من النشوة الروحية الكاذبة التى تشابه حالات اجتماعات البروتسانت
الان يتسأل كثير من الشباب (طيب ايه المانع انى اسبح الرب بأى ترنيمة مادام فيها اسم يسوع)
ما المانع ان نسبح باستخدام هذه الالات الموسيقية؟
ما المانع من الصلاة معهم و الاشتراك معهم فى اجتماعات فيها اسم الرب يسوع؟
هذه الاسئلة لست اطرحها لكنها كانت فى حوار مع بعض الاصدقاءبعضهم من كبار السن فلم تكن اجابتى على مستوى الاجابة الاهوتية لكن ببساطة سالت احدهم انا لما اسبح ربنا ماذا ساستفيديه؟ انا لما اقعد اقول هللويا و مجدا للرب اللى شفانى او حررنى او خلصنى انا استفدت ايه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حاجة الانسان الى الصلاة هى مما يمكن اعتباره من الاحتياجات الحيايتة التى لايمكن للانسان الاستغناء عنها
الاانها فى احيان كثيرة تنحرف عن مقصدها الاصلى من كونها وسيلة للاتصال بالا محدود الى ان تتحول الى تعبير عما نريده او نتصوره عن الاله
اى اننا نحول فى صلاتنا الحقائق المعلنة عن الله فى الوحى و خبرة الكنيسة الى مانريده من الله
اتعجب كثيرا من الاهوت البروتسانتى الاعتراضى القائم على ان الله عمل عملا هو الخلاص اوالفداء ثم انتهى هذا العمل و بقى ان نقبل فقط نتائجه المحدودة للغاية(بحسب فكرهم) المتمثلة فى غفران الخطايا (و هى بالمناسبة ما تقدم و ماتاخر ) و يبقى الانسان الساقط هو المعبر عن لاهوت الخلاص بحسب فكرهم و ليس الاله و الانسان معا فى شخص يسوع المسيح
ليس يسوع المسيح هو نموذج البروتسانت بل نموذجهم المفضل داود الملك و النبى مرنم اسرائيل الحلو
نموذجهم هو ايليا او اليشع و ليس لالرب يسوع
ليست الصلاة الربانية هى النموذج الذى ينبغى الاسترشاد به فى الصلوات الارتجالية او صلوات المخدع
ليست العذراء نموذجا لحياة الهدوء و السكون و التواضع و البراءة الروحية
نحميا هو النموذج عزرا هو النموذج بل يمكن ان يكون شاول الملك هو النموذج؟؟؟
صدقنى انهم غرياء عن رعوية اسرائيل الجديدة بقدر اغترابهم عن العهد الجديد و روحه و منهجه و تقليد الكنيسة الجامعة
انهم غرباء بقدر اغترابهم عن المائدة المقدسة التى يقدم لنا الرب فيها جسده و دمه
صدقنى ان فى حلقى مرارة لا يمكن ان اصفها لك لان روح التفكير البروتسانتى صارت نافذة الى كل اجزاء كثيرة من جسد الرب الذى هو نحن
لم تعد الكنيسة مهمة لنا
لم يعد المرشد الروحى مهم لنا
لم يعد هناك كرامة للكاهن(سواء اكان مخطئا ام لا)(على مستوى ان الحسنة تخص و السيئة تعم)
لم يعد هناك توقير للكنيسة كمكان لحضور الرب وسط شعبه
صار المكان الذى يقف فيه الشمامسة مكانا لتقديم المسرحيات و الفقرات الاقتصادية و السياسية
صار منبر الكنيسة يقف عليه رجال احزاب و رجال مالو اعمال
صارت اورشليم مثل زانية لانها تركت رجلها و عريسها و تعلقت باخرين
من لى بهوشع اخر ياخذها هى و اولادها ليطهرهم و يحضرهم كنيسة عروس بلا غضن و بلا عيب
نحن و رؤسائنا من فعلنا هذا
فلا تلمهم على مهارتهم فى هدم بيت الرب و مساكنه
لاتلمهم على قطع اغصان الكرمة غصنا غصنا و فصلهم عن عصير الكرمة و تركهم لمياه غريبة و خمر عتيق فاسد و منحل فعلا
لاتلم الا من كانوا رؤساء و لم يراعوا الحق فينا لم يعرفوا معنى كلمة الراعى او الرعية
اسف لو كانت كلماتى فيها بعض الحماقة او التعدى الا انها كلمات تخرج من قلب تمرمر بما صنع فى كنيسة الله الارثوذكسية
شكرا
الأستاذ ايهاب جورج
لقد ظللتُ مرات كثيرة أُعيد قراءة ماتفضلت به, لأن ما ذكرته يمثل حقائق تعيشها كنيستنا كل يوم على أرض الواقع, وتحيرتُ كثيراً جداً من أين نبدأ بالعلاج؟ هل من العَرض ام من اصل المرض؟ فتخيرتُ ما يقرره الأطباء من اسلوب فى علاج أمراضنا, فعلينا اذن بمسكنات سريعة تعالج العَرض فى موضعه, على ان نتخير دواء فعال أخر يعالج اصل المرض والمصاب.
فلنعد أذن لتلك النقاط الحياتية التى قمت بعرضها, فهى تحتاج لعلاج موضعى سريع:
1- أرى بأن هذة المهمة هى مهمة الخدام سواء الإكليروس او العلمانيين المتواجدين فى قلب الحدث, فعليهم معالجة الأمور بحكمة وروية, بدون عنف ولكن بحزم المحبة, لان العلاج هنا سيختلف من مكان لأخر, بحسب مقدار الوعى واليقظة الروحية لدى المخدومين والخادم أيضاً.
2- المهارة فى أستخدام البدائل لما يراه الخادم مناسباً للظرف, على ان تكون الرؤية والهدف واضح لديه. ولا تكون مجرد مسايرة لما هو حادث بالفعل, وتضييع للوقت بدون رؤيه واضحة لما ينبغى أن يكون.
3- عدم السماح مطلقاً, لإى أحد كان من كان, ان يشهر بأباءنا الأكليروس او العلمانيين على حدا سواء, لان هذا إجتماع لحساب القديسيين, وليس للشرير المغتاب النمام مجلس ونصيب. فثورة التشهير تهدم ولا تبنى, وقد هدمت من قبل كنائس الغرب, وعلاج الفساد هو الصلاة, لأن الفاسد والمصلح سوياً عرضة للفساد والسقوط, لانهما معاً تحت ثقل أخطاء ضروريات ذات الطبيعة.
4- الفصل التام بين خدمة الليتورجيا وبين اى نشاط ثقافى أخر كالمسرحيات وخلافة. وبين مكان خدمة الليتورجيا وهو الكنيسة, وبين مسرح عرض تلك النشاطات الثقافية المختلفة.
5- عدم السماح باستخدام اى آلات موسيقية فى القداس او من وسائل تكنولوجيا العرض, التى تغيير من موضع المؤمن المشارك فى الليتورجيا, إلى موضع المتفرج والمتلقى. واذكر باننى ذهبت يوما لحضور القداس, فوجدت الكنيسة غير مضاءة مظلمة, فيما عدا الهيكل والمذبح, وذلك من أجل عرض بروجكتر للخولاجى المقدس, تسهيلاً للمصليين , وكخدمة رائعة لهم حقاً, إلا اننى فى النهاية شعرت بأننى قد تفرجت على قداس رائع كما فى مسرح, ولكننى لم اشترك فيه! يجب علينا الألتزام التام بأرشادات المجمع المقدس فى هذا الأمر, لئلا يتغيير المناخ المشارك للمؤمنيين بدون قصد او عمد. ولذا يجب عرض الأمر على المجمع المقدس لتحديد الأدوات والآلات التى يسمح بها فى خدمة الليتورجيا بالذات.
6- الابهار السمعى او البصرى يعيق مرحلة من اهم مراحل النمو الروحى الذى قد اكد عليها ابونا متى المسكين مراراً وتكراراً, وهى مرحلة الأستبطان, وهى مرحلة هامة جداً يستبطن فيها المؤمن كلمة الرب لحساب سلوك وحياة بالروح والحق. ومن المؤكد بان الإبهار السمعى والبصرى يعيق الاستبطان وبالتالى يعيق السلوك بالروح, فنربى جيلاً منفعلاً بالظاهر وبالمظاهر, بدون ان يكون له جذوراً متأصلة. فيصبح كورقة تحركها رياح الإصلاحيين الفاسدة.
7- الإكثار من الصلاة باللغة العربية, لأنها لغة الإستبطان لدى الشعب لكلمة الله, لانه من الضرورى ان يفهم ويعى الجميع ما نصلى به ومن اجله. وهنا يمكننا ان نستبدل الترانيم بقطع من التسبحة السنوية العربية, وأأمل بان اتمكن من توضيح لماذا نرفض الترانيم؟ التى تعمل بشكل أساسى فى فصلنا عن عالمنا المادى الذى نعيش فيه, فيتوقف التقديس فى حياتنا لكل ما تلمسه أيدينا, فيحدث شرخ هائل – مع تكرار الترنم – بين ما نعيه بالروح وبين ما نحياه, فنشابه العالم وابناءه, فيسهل خداعنا من عدو الخير, وهذا يعد من اسباب فشل الإصلاحيين فى الإحتفاظ بالنفوس فى معرفة الروح القدس, التى هى للحياة والتذوق والتقديس الدائم لكل ما يحيط بنا حتى أخر العمر.
8- لا تلقى بالً لمحاولات البروستانت لإبهار أولادنا, فهى سرعان ما تخمد وتتضائل إن تواجهت مع نار المحبة الحقيقية للأهل, ومع الأبوة الحقيقية التى للكنيسة, التى تسكب من حكمة الروح القدس الهدوء والإتزان والمحبة. متأكداً بانه لا يمكن الأحتفاظ بالإنفعال مشتعلاً طوال الوقت.
9- ارى ايضاً انه يجب مراعاة الظروف الخاصة لكل خدمة ولكل مكان على حدة, وإن كان من غير الملائم منع تلك الآلات الموسيقية دفعة واحدة, فعلينا الصبر حتى تنمو نعمة المنع فى كل ارجاء المكان, حتى تتمكن البدائل من اخذ عافيتها فى نفوس الجميع, فنتدرج فى المنع وفى إحلال البدائل الممكنة فى ذات الوقت, فإلقاء الشعر الروحى مثلا يشكل موسيقى للوجدان تعمل على تغذيته, وننصح بالأستعانه بقديسيين الكنيسة المختبريين للحياة المقدسة والدارسين فى ذات الوقت لعلوم النفس والاجتماع لنصل لحلول واقعية ملائمة لكل بيئة على حدة, حتى لا يتعطل الاستبطان الذهنى لحساب انفعالات وقتية, كما كان يحدث فى حفلات الست ام كلثوم!!
فأباءنا الملهمين بالروح لم يستخدموا أى من تلك الآلات الموسيقية بالرغم من توافرها فى عصرهم, لأنهم أدركوا خطورة سطحية الإنفعال, ومقدار حاجتهم الروحية للأستبطان.
10- لابد من تقديم دراسات تاريخية لاهوتية جيدة, توضح حقيقة اللاهوت الغربى البروستانتى الاصلاحى, وبشفافية توضح مواطن الضعف, لكشف سر فشله الذريع فى بلاده ومهد مولده.
11- ونحن هنا نود ان نجيب على سؤال وجهة إلينا سراً, لماذا نحمل هذا الاتجاة تجاه البروستانت الاصلاحيين؟
الأجابة باختصار الآن, على ان نعود فنجيب بالتفصيل فى مناسبة اخرى, ما قد حملناه تجاه الإصلاحيين, هو هو ما قد حمله التاريخ عنهم إلينا, لم يحمل التاريخ إلينا سوى أخبار اكبر واضخم فشل كنسى فى إضاعة النفوس, فى تاريخ الكنائس قاطبة.
ونلحظ بانهم دون الكنائس الأخرى جميعاً, التى تعمل وتعيش على إختطاف المؤمنيين من بقية الكنائس الاخرى, وهى الوحيدة التى تسخر من عقائد وممارسات الأخرين, فهى تهدم الطقوس الحافظة لصلابة المجموع الكنسى, ليسهل عليها إقتحامها فيما بعد, بالرغم من ان هى ذاتها لديها طقس ونظام وترتيب خاص بها, هذا عجيب حقاً!
ولهذا ففشلها يتأكد فى عدم مقدرتها فى الأحتفاظ بروادها طويلا, لان العالم سرعان ما يخطفهم من يدها, والقياس هنا للمجتمعات الغربية, إما المجتمعات الشرقية فما زالت محتفظة باصولها الأرثوذكسية الحلوة, الضاربة بجذورها فى أعماق الطبيعة الإنسانية والكون, وانتشار البروستانت فى الشرق, لا يعبر مطلقاً عن نجاح الإصلاحيين انفسهم, لانهم فاشلون فى كافة مراحل تاريخهم, لذا فهم دائماً مهاجرون باحثون عن ارض حلوة, تعيين فشلهم وتسترة, وتبدل من إخفاقهم الدائم فى الغرب, ليتمكنوا من غسيل تاريخهم فى عيون الشرقيين.
تبقى لنا الدواء اليافع النافع فى علاج أصل المرض, وهذا ما سنقدمه فى المرة القادمة, وهو يتشكل بكل بساطة, ان نستمر فى اكتشاف الجذور!!