ليس هذا حدثاً عابراً، فقد ذكر الإنجيلي مرقس (9: 2) أن الرب تجلى “بعد ستة أيام”. وفي سفر الخروج (24: 16) حلَّت سحابة المجد الإلهي “شاكيناه” لمدة ستة أيام، وهو انقضاء الخلق الأول الذي تمَّ في ستة أيام لكي يستعلن المجد الإلهي. جبل طابور هو الاسم الذي ورد للحضور الإلهي في (مزمور 89: 12). حيث سوف يسبح الجبل نفسه اسم الرب “تابور وحرمون باسمك يهتفان”، وهنا يتجلى الرب بحضور المجد الإلهي بشكلٍ جديد، فهو ليس على جبل سيناء، ولا حول خيمة الاجتماع، بل على آدم الجديد الإنسان الثاني.
التجلي حسب نص الإنجيل هو metamorphosis من الكلمة اليونانية وقد وردت في العهد الجديد في (رو 12: 2 – 2كو 3: 18 – في 17: 12)، وهو يعني تغيير الشكل والصورة المرئية، وهو المقصود بالتعليم الرسولي: “لا تشاكلوا هذا الدهر. بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم” (رو 2: 12)، فهو تجلِّ وتغيير سوف نشترك فيه برؤية الرب نفسه: “ونحن جميعاً بوجه مكشوف ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح” (2كو 3: 18)، فهو المجد الإلهي الذي سوف يُستعلَن لنا في المسيح ويُوهب لنا لأننا سنراه كما هو (1 يوحنا 3: 2).