في هذا التعليق يؤكد الدكتور جورج حبيب بباوي على أن مشاكل الأقباط لن تجد لها حلاً إلاَّ في إطار الجماعة الوطنية المصرية، وإن من يظن إن الاستقواء بالخارج سوف يوفر له حمايةً أو غطاءً فهو واهم، ولن ينل أكثر من ازدراء أهله ومواطنيه به. كما يعرض لقضية الشهادة للإيمان والاستشهاد من أجله. كما يتعرض لتأصيل حق الدفاع الشرعي عن النفس مسيحياً، فالقديس يوحنا ذهبي الفم يقول: “إن من نال هبة الحياة ولا يدافع عنها لا يستحق أن يحتفظ بها”، ولذلك فحق الدفاع الشرعي لا يتعارض مع التعليم المسيحي شرقاً وغرباً. ولإن كان الكتاب المقدس في العهد القديم يقول: “الرب يدافع عنكم وأنتم تصمتون”، فهذا كان حقيقةً هامة وقت أن كان الرب هو ملك إسرائيل، ولكن لما طلب الشعب أن يكون لهم ملك مثلهم مثل غيرهم من الأمم المحيطين بهم، دارت الحروب بين الشعب وغيره من الأمم على الأسس العسكرية السائدة في هذا الوقت، وبالتالي فالذي يحكم القضايا الوطنية في الدولة الحديثة هو ما قرره السيد المسيح في العهد الجديد: “أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله”. من هنا يحق لكل المصريين، وليس أقباطهم فقط الالتجاء إلى القنوات الشرعية التي توفرها الدولة الحديثة، والدفاع عن هذه الحقوق وتلك القنوات والإصرار على أن يقوم الكل بدوره الحضاري لإنجاز صيغة حياة مشتركة تجمع الكل تحت مظلة وطننا المفدى: مصر. حفظ الله مصر، وحفظ كنيستنا القبطية المجيدة أم الشهداء.
تعليق على ما حدث في إمبابة ليلة السبت 7 – 5 – 2011
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- تنويه بشأن ما نشر في جريدة الشروق، وما ينشر في الصحافة المصرية باسمي
أؤكد للقارئ القبطي لموقع الدراسات القبطية، أنني لم أكتب بالمرة لجريدة الشروق، وما نُشِرَ هو…
- تعليق الدكتور جورج حبيب بباوي على الأحداث الجارية في مصر
في هذه المحاضرة يعلق الدكتور جورج حبيب بباوي على الأحداث الجارية حالياً في مصر، ويبين…
- 2011
"على هامش حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية" إذا حزنا كثيراً السنة المنصرمة، فلتفتح أبواب السماء لنرث…
2 تعليقان
بالنسبة لقضية او فكرة الاستقواء بالخارج فديه قضية خطيرة جدا
لأنها تطرح وتظهر-الخراب الروحي-الذي يعيشه الاقباط
فبدلا من الاستقواء بالمسيح يظن المواطن القبطي العادي
ان مبارك او امريكا او غيرهم هم الذين يضمنون سلامته
وفقدوا رجاءهم بالمسيح بهذا الموقع-بالرغم من انكار الجميع هذا
لكن حالة الانكار الظاهرية لهذا الموقف اقصد موقف المعتمد على العالم
قد ظهر جليا في الاحداث الاخيرة
ففقد الاقباط ثقتهم بالله و تبعا لذلك ثقتهم بأنفسهم
وبقدرتهم على ايجاد حلول لمشاكلهم
وقد ساهم في تشكيل هذا الوعى المزيف
رجال الكهنوت الذين اعتادوا على اعطاء مخدر عقلي
وتغيبي مغلف بأيات الانجيل
وربنا مع الجميع
نطلب حماية المسيح