نقلاً عن عدد جريدة الأهرام يوم الجمعة الموافق 23 مارس 2012
بطريرك الكنيسة القبطية هو الاسم المرادف للقب أسقف الإسكندرية. لذلك طبقا للقوانين الكنسية وقوانين المجامع المسكونية والأقليمية.
ممنوع منعا باتا بل ومحرم أن تتم رسامة أسقف( سواء كان أسقف إيبارشية أو أسقفا عاما) ليكون أسقفا علي الإسكندرية. أو بمعني آخر أكثر وضوحا تتم رسامة أسقف الإسكندرية من بين الرهبان الذين لا تزيد درجتهم الكهنوتية عن درجة قمص.
فالكنيسة القبطية( التي أسسها القديس مرقس في عام64 م وأستشهد في شوارعها في8 مايو68 م) منذ بداية العصور المسيحية, بتمسكها الشديد بعقائد الإيمان القويم, ومدافعتها عن التعليم المستقيم, الذي تسلمته من آبائها القديسين, والتزامها بالتقاليد التي وضعها آباء المجامع الكنسية علي مدي العصور. وكما يقول المؤرخ البريطاني دين ستانليDeanStanley في كتابه محاضرات في تاريخ الكنيسة الشرقية:( تعتبر المجامع في بناء تاريخ الكنيسة صروحا عالية مشيدة, فهي أعلي ما يكون في هذا البناء منزلة وأرفع شأنا, وجدير بنا أن نراها بهذه العين وإن لم نكن قد أجتليناها من قبل, وأحللناها محلها اللائق). من هنا فإن التاريخ يسطر للكنيسة القبطية في إجلال وإكبار, صحيفة مجد وفخار فقد صارت الكنيسة القبطية علي مر العصور هي معلمة المسكونة, وأن عقائدها وتقاليدها هي عقائد وتقاليد المجامع المقدسة وان باباواتها هم المدافعون عن الإيمان, والمتصدرون في المجامع والمحاربون للهراطقة. هذا مما حدا بالمؤرخ البريطاني ستانلي أن يقول:( لقد كان كرسي الإسكندرية وقتئذ أي وقت المجامع هو الذي يتطلع إليه كأسمي مركز للكنيسة في المعمورة! وقد كانت الإسكندرية هي المركز الأعظم الوحيد للعلوم المسيحية!).
ولسنا نجد في تاريخ الكنيسة, من المجامع التي تنطبق عليها شروط أن يكون المجمع مسكونيا, سوي ثلاثة فقط: مجمع نيقية( أنعقد عام325 م بحضور318 أسقفا لمناقشة بدعة أريوس), مجمع القسطنطينية( أنعقد عام381 م بحضور150 أسقفا لمناقشة بدعة مقدونيوس), مجمع افسس الأول( أنعقد عام431 م بحضور200 أسقف لمناقشة بدعة نسطور). وقد أعترفت كافة الكنائس المسيحية شرقا وغربا بهذه المجامع الثلاثة, وتمسكت بقوانين إيمانها, كما نفذت قراراتها وقوانينها. لكنه للأسف الشديد أن أعرق كنيسة في التاريخ بدأت منذ القرن العشرين وبالتحديد عام1928 بمخالفة إحدي قرارات مجمع نيقية في أن تولي أساقفة كراسي اسقفية كرسي الإسكندرية وكان الأستثناء الوحيد في الفترة(19711959) عندما جلس علي كرسي الإسكندرية الراهب المتوحد القمص مينا البراموسي حسب التقليد السليم باسم البابا كيرلس السادس.
مجمع نيقية المسكوني:
حين أجتمع مجمع نيقية في عام325 م والذي يعد المجمع المسكوني الأول بحضور318 أسقفا, أتفقوا علي إسناد رئاسة المجمع للأسقف هوسيوس أسقف قرطبة. ولم تكن قرطبة يومذاك عاصمة الأمبراطورية ولا حتي عاصمة أسبانيا, حيث أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك أي نزاع علي الأولية ولا علي الرئاسة متمسكين بتعاليم السيد المسيح:( من أراد أن يكون فيكم عظيما فليكن خادما, ومن أراد أن يكون فيكم أولا فليكن آخر الكل). وفي هذا المجمع الذي يعد في نظر جميع كنائس العالم أعظم المجامع المسكونية بلا جدال قرر الأساقفة في القانون15 من قوانين المجمع:( إنه بسبب التشويش العظيم والمنازعات الحاصلة, قد لاح بأن تنزع بالكلية العادة التي جرت في بعض أماكن خلافا للقانون الرسولي بحيث لا يجوز لأسقف إيبارشية أن ينتقل لإيبارشية أخري, ولا أن يطمع الأسقف في أسقفية أكبر جاها أو مالا لأن الأسقفية شرف في حد ذاتها ولا ترتكز علي مكان ما). وكما جاء في تعاليم القديس بولس الرسول:( من أشتهي الأسقفية فقد أشتهي شيئا حسنا), وهذا الشئ الحسن هو الأستشهاد أي التعب في الخدمة ورعاية الشعب- الذي يعد كرامة الأسقف. فأسقف الإيبارشية المؤتمن علي رعاية شعبه كيف يتركه( طمعا في البطريركية) ويذهب لإيبارشية أخري!! ومن سيرعي شعب لإيبارشيته؟ أين الضمير الحي؟ وأين الأمانة الأرثوذكسية؟
مجمع القسطنطينية المسكوني:
بعد ذلك حدث في المجمع المسكوني الثاني الذي عقد بمدينة القسطنطينية عام381 م بحضور150 أسقفا, أن أثير موضوع الأولية بين الأساقفة. وعقب هذا النزاع في من يكون الأعظم قال القديس غريغوريوس النزينزي:( ليته لم يكن بين كراسينا كرسي ممتاز ولا مكان محظوظ ولا رئاسة أستبدادية, وأننا لم نشتهر بغير الفضيلة). وكان من أثر الخلاف حول الأولية والمكان الممتاز أن أنسحب من جلسات المجمع وفد الكنيسة القبطية الذي كان يترأسه البابا تيموثاؤس(385379 م) البطريرك.22 لأن الكنيسة القبطية كانت ولا تزال متمسكة بقوانين مجمع نيقية إذ أنها تؤمن بأن السلطة العليا في المجموع لا في الفرد, وعلي هذا الأساس جعلت للمجمع سلطانا علي البابا, وجعلت حكم المجمع الحكم الذي يجب أن يخضع له الجميع ومن بينهم البابا نفسه. وعلي هذا الأساس أيضا قررت الكنيسة القبطية أنتخاب بطاركتها من بين الرهبان, لأن البابا ليس سوي أسقف المدينة الرئيسية وهو بمثابة الأخ المتقدم بين أخوته.
الكنيسة القبطية عبر القرون:
ولما كانت كنيستنا المصرية العريقة متمسكة بالتعاليم التي وضعها لها آباؤها الأولون فقد ظلت محتفظة بمبدأ أنتخاب بطاركتها من بين الرهبان. وهنا يقول لنا المستشرق الفرنسي زس(690 ذ692)41 ذ:( كرسيه إلي كرسي بابوي لأن الكنيسة القبطية ظلت أمينة علي هذا التقليد الذي وضعه الآباء في العصر الرسولي. ولهذا السبب كان رؤساء الأديرة إذا ما وجدوا بين رهبانهم شخصا ممتازا حرصوا علي إخفائه عن الأنظار, ورفضوا إظهاره حين يتقدم اليهم أهل إيبارشية طالبين مرشحين للأسقفية. وذلك بغرض المحافظة عليه لترشيحه للكرسي المرقسي).
حدث في القرن الثامن الميلادي في عهد البابا خائيل الأول(767743 م) البطريرك46, أن أراد أحد الملوك أو الولاة في إنطاكية أن ينقل أحد الأساقفة من كرسيه إلي كرسي إنطاكية الذي خلا بوفاة صاحبه, عارض الأساقفة هذا النقل, وقالوا لا يجوز أن يكون الأسقف بطريركا. فأرسل هذا الملك إلي البابا يأمره بإرسال أسقفين لإتمام هذه الرسامة, ويتوعده إن خالف أمره. ولكن البابا وجد أن الأمر جد خطير, فيقول الأنبا ساويرس- أسقف الأشمونين وكاتب كتاب سير بطاركة الكنيسة القبطية وهو من آباء القرن العاشر الميلادي:( فجمع البطريرك الأساقفة بالصعيد والوجه البحري والكتاب وأعتكفوا علي دراسة القوانين), كان إذن طلبا مخالفا للقانون والتقاليد, وفوض المجمع الكبير الأمر للبابا قائلين:( هو شريكك وأخوك وهذا الأمر هو لك خاصة), فأجاب البابا علي رسالة الملك في شجاعة وإستعداد لتحمل المسئولية مهما كانت النتائج:( السيف أو النار أو الرمي إلي الأسد أو النفي أو السبي فما يقلقني ولست أدخل تحت ما لايجب ولا أدخل تحت حرمي الذي كتبته بخطي وبدأت أن لا يصير أسقف بطريركا, فكيف يجب أن أحرم نفسي وأحلل اليوم ما حرمته بالأمس وما أنكرته أمس أرضي به اليوم وما أنكره الآباء القديسون قبلي), حتي أن هذا صار قانونا يحمل اسم قانون البابا خائيل.46 وكرر خليفته الأنبا مينا(767 ذ775)47.
ساويرس- أسقف الأشمونين وكاتب كتاب سير بطاركة الكنيسة القبطية إنه حين أنتقل الأنبا جوارجيوس أسقف مصر( القاهرة), أراد الأنبا يؤانس الرابع(799777 م) البطريرك48 أن يرسم سكرتيره الراهب مرقس لتلك الإيبارشية تحقيقا لرغبة الشعب الذي طلبه بالاسم, غير أن الراهب مرقس هرب إلي الصحراء لأنه كان يري في نفسه أنه غير مؤهل لتلك الكرامة العظيمة. فأضطر الأنبا يؤانس الرابع إلي رسامة راهب آخر ولكنه في نفس الوقت غضب من سكرتيره الراهب مرقس.
أحس البابا البطريرك بتأنيب ضميره لأن الغضب تملك قلبه ناحية تلميذه وسكرتيره الراهب مرقس, فبعث برسالة إلي شيخ قديس متوحد في منطقة البرلس يعترف له بما حدث منه نحو سكرتيره الراهب مرقس. فكان رد الشيخ المتوحد:( الأولي بك أن تفرح لمسلك سكرتيرك الراهب, لأن الله حفظه كي يجلس في حينه علي الكرسي المرقسي. ولو أنه خضع لما أخترته له لن يكون مؤهلا للبابوية). فلما وصل هذا الرد إلي الأنبا يؤانس الرابع فرح فرحا عظيما وأحس بأن عبئا ثقيلا قد سقط من علي كتفه ثم بعث برسله إلي الصحراء يبحثون عن الراهب مرقس ويبلغونه أن البابا البطريرك يطلبه ليكون سكرتيره كما كان قبل هربه, لأنه أقام راهبا آخر أسقفا علي إيبارشية مصر( القاهرة). فعاد الراهب مرقس معهم وأنخرط في خدمة البابا الجليل. وبعد أن أنتقل البابا يؤانس الرابع من هذا العالم, أجتمع الآباء الأساقفة والشعب وأجمعوا علي أختيار الراهب مرقس ليكون خلفا للبابا يؤانس, فأصبح البطريرك49 من باباوات الكرازة المرقسية باسم البابا مرقس الثاني(819799 م).
وهذه ثلاثة أدلة فقط من بين أدلة عديدة تبين لنا بوضوح أن الكنيسة القبطية قد حافظت علي مبدأ الآباء الذين شرعوا القوانين ووضعوا التقاليد وأدوا في تشريعاتهم أن الكرسي المرقسي لا يجلس عليه غير الرهبان. وقد أقر الآباء هذا التقليد لا لأنهم أدركوا معني العظمة الروحية وأدركوا وحدة الكرامة الأسقفية فحسب بل لأن إيمانهم بالله كان وثيقا أيضا. فهم كانوا ينتخبون الراهب( رغم وجود العلماء والقديسين والأتقياء بين الأساقفة والمطارنة) لثقتهم أن الله يعمل في الراهب البسيط ويجعل منه شخصية ممتازه ويؤهله ليرعي شعبه بحكمة وسداد. وفي عصرنا الحالي أكتحلت أعين المصريين جميعا المسلمين قبل الأقباط بفترة بابوبة البابا كيرلس السادس(19711959) البطريرك116 الذي كان راهبا بسيطا متوحدا مقيما بإحدي طواحين الهواء بمصر القديمة, لكن نعمة الله عملت فيه فرعي شعبه بأفضل رعاية وصار أبا ورعا لجميع المصريين.
شاهد عيان يصف ما كان يجري منذ سبعة قرون في رسامة البطريرك:
يسجل لنا المؤرخ الكنسي د. منير شكري ما ورد في الباب53 من كتاب أصول الدين ومسموع محصول اليقين لمؤلفه أبا اسحق بن المفضل بن العسال شقيق الصفي بن العسال من مؤرخي القرن13, والذي أورد فيه وصفا دقيقا عما كان يجري منذ سبعة قرون في رسامة بطريرك الإسكندرية وذلك كما شاهده بنفسه في الأحتفالات التي تمت في عهده. وهذه مقتطفات مما سجله:
(أولا) رسامته قمصا علي كرسيه: إن لم يكن له رتبة من رتب الكنيسة فيكرزه أكبر الاساقفة شماسا ثم قسا ثم قمصا بحضور الجميع. وإن كان له بعض هذه الرتب فينقل فيها إلي أن يصير قمصا.
(ثانيا) سيره إلي ثغر الإسكندرية ليقام بها بطريركا: بعد سيامته قمصا يمضون به إلي ثغر الإسكندرية المحروس, فإذا وصل إليها قبل يوم الأحد فيبقي فيها حتي صبيحته, حينئذ يخرج شعبها ويستقبلونه ويدخلون جميعهم معه إلي كنيسة سوتير أي المخلص( هذه الكنيسة أندثرت الآن ولم يبق لها أثر, ويعتقد أن مكانها كان عند باب سدره).
(ثالثا) سيامته بالإسكندرية: فإذا أستقر بها يلون صلاة باكر الأحد, ثم يقدس أكبر الأساقفة طقسا( أي أقدمهم عهدا بالرئاسة من الوجه البحري ولو كان أصغر من أساقفة الوجه القبلي), وإذا فرغوا من قراءة الأبركسيس( أي فصل من كتاب أعمال الآباء الرسل) عند ذلك, يجتمع جميع الآباء الأساقفة مع المختار من الله ويصعدون معه علي الكرسي المرقسي, ويجعل وجهه إلي الشرق, ويدير الأساقفة وجوههم إلي الغرب ويضعون الأناجيل عليه والشعب كله قياما بسكوت وخوف عظيم, ويضع الأساقفة أيديهم عليه ويقولون:( إنا نضع أيدينا علي هذا العبد المختار من الله, بسم الأب والأبن والروح القدس, لإقامته في رتبة صالحة ثابته للكنيسة الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية بلا دنس, بيعة الله الحي غير المرئي, لفعل حكم العدل وإعلان مقدس وتعليم روحاني ونعمة طاهرة, آمين.
هذا هو الذي صار للكنيسة الجامعة الرسولية من جهة الثالوث المقدس بسر الصليب الكريم. ويصلي أكبر الأساقفة بصوت مرتفع3 مرات قائلا: إرتضيتم أن يكون هذا بطريركا عليكم, وحاكما فيكم لكم وعليكم. ثم يقول في الثالثة: رضيتم أن يكون هذا رئيسا عليكم وتعلموا أنه مستحق لهذه الرتبة؟ فيقولون: مستحق. ثم يدير أكبر الأساقفة وجهه إلي الشرق ويقول صلاة ويرفع البخور. ثم يبدأ الأساقفة في النزول من السلم درجة بينما المختار للبطريركية يصعد درجة, إلي أن يصير هو في الدرجة الأولي أعلي من جميعهم, وعند قراءة الأنجيل يحمله له أكبر الأساقفة بين يديه, ويقراء البطريرك فصل من الأصحاح العاشر من أنجيل القديس يوحنا الذي هو:( أنا الراعي الصالح) ويقولها3 مرات, وفي كل مرة يضع كبير الأساقفة يده علي رأس المختار للبطريركية ويقول بصوت مرتفع: مستحق, مستحق, مستحق. ويقول الشمامسة والشعب أكسيوس أي مستحق. وبعد القراءة يبدأ في رآسة صلوات القداس الألهي. وبعد رسامته يقبله الأساقفة حسب ترتيبهم, وبعدهم الكهنة ثم الآراخنة ثم الشعب ويدعون له بأن يكمله الله بصالح رعايته لهم ويكملهم به.
هذا الوصف المختصر رآه أبناء هذا الجيل في رسامة الراهب مينا البراموسي المتوحد باسم البابا كيرلس السادس في يوم الأحد10 مايو1959, أما الذين كانوا أساقفة فقد كانت مراسم تنصيب لا رسامة, إذا أنه لا يجوز أن توضع عليهم الأيدي مرة أخري.
رسالة من مؤرخ كنسي لقائمقام البابا عام971
في عام1971 بعد أن خلا الكرسي السكندري بنياحة البابا كيرلس السادس البطريرك116 في9 مارس1971, تولي الأنبا أنطونيوس مطران كرسي سوهاج منصب القائمقام حتي يتم اختيار بطريرك جديد. والذي حدث أن الشعب القبطي عامة والشعب السكندري خاصة فوجئ بترشح القائمقام للكرسي السكندري, فأنبري له المؤرخ الكنسي د. منير شكري وأرسل له بتاريخ12 ابريل1971 م برسالة خطية يطلعه فيها علي التقاليد الكنسية التي يجب مراعاتها فكتب له يقول:
(حضرة صاحب النيافة الأنبا أنطونيوس مطران كرسي سوهاج وقائمقام البطريرك…
اتقدم إليكم بكل أحترام بنوي لاثما يديكم, ملتمسا بركاتكم ودعواتكم. وبعد…
أرجو أن تسمحوا لي بالتقدم إلي مقامكم لأعرض علي مسامعكم صوت التقليد والطقس والتاريخ في أنتخاب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, ورب الكنيسة يهدينا جميعا إلي سواء السبيل.
ففي المجمع المسكوني المقدس الأول المنعقد بنيقية عام325 م أعطي قانونه السادس( لأسقف) الإسكندرية الرئاسة علي الكنيسة في مصر وليبيا والخمس مدن الغربية, كما حرم في القانون الخامس عشر أن ينتقل الأسقف من مدينة رسم عليها إلي مدينة أخري. وكانت هذه القرارات طبعا نتيجة أحداث وأختبارات لا مجال لسردها في هذا المقام.
ويشاء القدر بعد ذلك بخمسين عاما أي في عام380 م كما يخبرنا الأب دوشين في كتابه( التاريخ القديم للكنيسة) في المجلد الثاني, وكما يخبرنا كذلك المؤرخ باردي في كتابه( تاريخ الكنيسة منذ البدء إلي أيامنا هذه) في الجزء الثالث, أن يمتحن قديسا عظيما تحترمه وتجله كنيستنا بل وتستعمل قداسه في الأعياد السيدية, في احترام هذا القرار المجمعي, عندما أراد الأمبراطور ثيؤدسيوس الكبير أن ينصبه أسقفا علي القسطنطينية, فأدخله في أحتفال كبير إلي كنيسة أجيا صوفيا, فما كان من قديسنا إلا أن جلس بجوار كرسي الأسقفية, وذلك لأن الأنبا باسيليوس الكبير كان قد سامه علي كرسي سازيما غصبا عنه إذ أنه كان زاهدا في كرسي الأسقفية, فهو أطاع الأمبراطور بأن يتولي التعليم في القسطنطينية ولكنه لا يستطيع تبعا للقانون الخامس عشر لمجمع نيقية أن يجلس علي كرسي أسقفيتها. هذا القديس هو غريغوريوس النزينزي الناطق بالإلهيات.
عند ذلك رأي الأمبراطور حلا لهذه المشكلة أن يدعو مجمعا مسكونيا آخر عسي أن يستطيع إعطاء القديس غريغوريوس التصريح ليجلس علي كرسي القسطنطينية. فأنعقد المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية عام381 م وحضره150 أسقفا منهم جماعة من مصر تحت رآسة البابا تيموثاؤس الثاني والعشرين. أنعقد المجمع تحت رآسة غريغوريوس, ورغما عما قدمه أنصاره من حجج بأنه رسم علي كرسي سازيما رغما عن إرادته وأنه لم يباشر عمله هناك فلم يقم قداسا ولم يرسم كاهنا, وأنه لم يأتوا به من كرسيه ولكن من وحدته, بالرغم من كل ذلك وبالرغم من إرادة الأمبراطور وبالرغم من قداسته حكم المجمع بأن يتنحي عن كرسي القسطنطينية, وأختار بدلا عنه علمانيا هو نيكتاريوس أحد أعضاء مجلس المدينة إذ شهد له وزكاه أسقف تسالونيكي الأرثوذكسي, بل وتبين لهم بعد الإختيار أنه لم يكن قد تعمد بعد فعمدوه! كل ذلك حدث حتي لا يجعلوا أي أستثناء للقانون15 الذي رأوا ضرورة المحافظة عليه لسلام وأستقرار الكنيسة في مستقبل الأيام, وقد حافظت علي هذا المبدأ كنيستنا إلي يومنا هذا, إذ تنص الفقرة الرابعة في الأتفاق الذي عقد بين كنيستنا وكنيسة أثيوبيا عام1959 والذي صادق عليه المجمع المقدس في كيفية أختيار البطريرك الجاثليق ويختار وفقا لقوانين وتقاليد كرسي القديس مرقس بالإسكندرية من بين الرهبان الأثيوبيين الذين لا تعلو رتبتهم عن درجة القمص وهو المبدأ المعمول به أيضا في سائر الكرازة المرقسية. وقد وقع عليها نيابة عن البابا كيرلس السادس من الأكليروس الأنبا باسيليوي مطران أورشليم والقمص مكاري السرياني.
لنضع نصب أعيننا صالح الكنيسة وتقاليدها التي نفخر بها وتباهي علي سائر الكنائس ثم مسئوليتنا نحو الأجيال المقبلة, هذه صرخة إن ذهبت اليوم مع الريح تذهب غدا بالأوتاد. فليكن عهدكم كعهد سلفكم الطقسي العظيم الأنبا أثناسيوس القائمقام عام1957 م الذي أصر علي أن يكون الأنتخاب وفق تقاليد وطقوس وقوانين الكنيسة, والله قادر أن يرشدكم لما فيه الخير). وعلي أثر هذه الرسالة من د. منير شكري بالأضافة إلي مساعي بعض الآخرين من المخلصين للكنيسة أن أصدر الأنبا أنطونيوس القائمقام بيانا أعلن فيه أعتذاره عن المضي في ترشيح نفسه للمنصب البابوي, وقد نشر هذا البيان بجريدة وطني بعددها رقم646 الصادر صباح الأحد25 ابريل1971 ورد فيه النص التالي:
(من أنطونيوس بنعمة الله مطران كرسي سوهاج والمنشأة وقائمقام بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
لقد تفضل بعض من أخوتي وأحبائي المطارنة والأساقفة ورؤساء الأديرة مشكورين بتزكية شخصي الضعيف للكرسي البابوي السامي. وأني, مع تقديري للدافع النبيل الذي دفعهم لترشيحي, فإني أعتذر عن المضي فيه, شعورا مني بقصوري عن النهوض بأعباء هذا الكرسي العظيم الذي ينوء كاهلي الضعيف بمسئولياته الضخمة.
وإني أعلن بكل أعزاز وفخر, أنه منذ اللحظة الأولي التي أجتمعت فيها بأخوتي الأحبار الأجلاء أعضاء المجمع المقدس وأبنائي المباركين أعضاء هيئة الأوقاف القبطية وأعضاء لجنة أوقاف البطريركية, وشرفوني بأنتخابي بالإجماع قائمقام بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, أعلنتها صريحة بأني أشعر بأرتياح تام لو قصرنا الترشيح علي الرهبان فقط, أسوة بما حدث في عام1959, وكنت إذ ذاك أحد أعضاء المجمع المقدس, وكانت نتيجة الأنتخابات البابوية مشرفة للغاية, فأتت لنا بالقديس العظيم المطوب الذكر البابا كيرلس السادس, وكان عهده رغم قصره عهدا ذهبيا حافلا بالمكاسب والأمجاد.
أقول هذا لا طعنا أو تجريحا في آبائي القديسين الذين كانوا مطارنة وتبوأوا عرش البابوية في الماضي أو فيمن يريدون ترشيح أنفسهم حاليا من الآباء الأساقفة والمطارنة الأجلاء… أنما أقول هذا, تعبيرا عن عقيدة أؤمن بها وأستريح لها ورأي أعتز به. والآن, إذ أذكر مشاعر الأحباء الكراك الذين أهتموا بتقديم هذه التزكية, شاكرا للجميع عظيم محبتهم… أعلن في الوقت نفسه عن حبي العميق وتمسكي وأعزازي الكامل بإبروشيتي الغالية كرسي سوهاج والمنشأة, رعاة ورعية وبلادا ومواطنين أعزاء… لا حرمني الله منهم ولا من محبتهم.
حفظ الله الكنيسة الخالدة ورعاها, هذه الكرمة التي غرستها يمينه سائلين الله أن يقيم لها الراعي الصالح الذي يسوسها بأمانة وطهارة وبر وعدل.
ولربنا المجد والقوة والكرامة والسلطان إلي أبد الآبدين آمين….الأنبا أنطونيوس قائمقام البابا).
ونحن بدورنا نتوجه إلي جميع أبناء كنيسة الإسكندرية كنيسة القديس مارمرقس, أن يحافظوا علي الأمانة المقدسة التي تسلموها من أسلافهم الذين جاهدوا بأمانة حتي يوصلوها إلينا سالمة, مضحين بأنفسهم ومتحملين مختلف أنواع المشاق والمتاعب, وأن يسلموها للأجيال المتعاقبة كما تسلموها, ففيها يكمن سر حياة الكنيسة وسط مختلف الأنواء والشدائد التي صادفتها. لنحافظ علي هذا التراث الثمين الذي تسلمناه غير ناظر كل واحد إلي ما هو لنفسه, بل كل واحد إلي ما هو للآخرين كما يقول معلمنا بولس الرسول.
شكر واجب وتقدير واحترام
في القرن العشرين بعد نياحة البابا كيرلس الخامس البطريرك112 أرتفع صوت الحق ينادي بضرورة التمسك بالتقاليد الكنسية التي وضعتها المجامع المختلفة والتزم بها آباء الكنيسة علي مدي العصور. نذكر منهم: الأنبا أثناسيوس( مطران بني سويف والبهنسا وقائمقام البطريرك عام1957), الأنبا أندراوس( أسقف دمياط السابق), القمص بيشوي كامل( كاهن كنيسة مارجرجس أسبورتنج الإسكندرية), الراهب باسيليوس المقاري, المؤرخ الكنسي جرجس فيلوثاؤس عوض( مؤلف كتاب عثرة الكنيسة القبطية في القرن العشرين), الأستاذ بشارة بسطوروس( مؤلف كتاب سقوط الجبابرة أو شهوة البطريركية), الأستاذ حبيب باشا المصري, المؤرخة القديرة الأستاذة ايريس حبيب المصري( مؤلفة مجموعة كتب قصة الكنيسة القبطية), المستشار فريد فرعوني والأستاذ البرت برسوم سلامة والأستاذ عادل عازر بسطوروس( أعضاء المجلس الملي السكندري في فترة البابا كيرلس السادس), المؤرخ الكنسي د. منير شكري( كاتب المقالات المتعددة بمجلة مدارس الأحد ومجلة مرقس), الشماس المهندس مرقس باسيلي مقار( صاحب الواقعة الشهيرة في انتخابات1971). فقد أعلنوا علي الملأ كلمة الحق دون مواربة, فليعوضهم الله بكل الخير علي تعبهم وشجاعتهم ومحبتهم الصادقة للكنيسة والوطن.
10 تعليقات
شكرا لك يا دكتور مينا والرب يبارك حياتك ويعطى لن جميعا الراعى الصالح الذي ىرعى رعية الله حسب قلب الله
ممنوع منعا باتا بل ومحرم أن تتم رسامة أسقف( سواء كان أسقف إيبارشية أو أسقفا عاما) ليكون أسقفا علي الإسكندرية. أو بمعني آخر أكثر وضوحا تتم رسامة أسقف الإسكندرية من بين الرهبان الذين لا تزيد درجتهم الكهنوتية عن درجة قمص.؟ انا متفق مع حضرتك فى عدم جواز ترشيح اسقف ايبراشية لكن ايه مشكلة الاسقف العام ؟؟؟وحسب اعتقادى ان مفهوم الاسقف العام لم يظهر الا فى عصرنا الحديث اى انها قضية اكثر حداثة من جميع القرارات المجمعية ..فالاسقف اولا واخيرا راهب والاسقف العام غير متزوج من ايبراشية تبقى ايه المشكلة ؟؟!!
The rules that was implemented to give us Pope Kyrillos 6th & Pope Shenouda III; should stay the same, we had two Great Pops.
مجمل ما تفضل به د. مينا يؤكد أن تقليد الكنيسة القبطية يمنع نقل أسقف من كرسيه وبالتالي سيامة أسقف لمنصب البابا ولكن لائحة انتخاب البابا المعمول بها حالياً تجيز ذلك صراحة وليس من الممكن مجرد التفكير بالقيام بتعديلها في الظروف التي تمر فيها بلادنا والأمر في رأيي متروك لحكمة أحبارنا الأجلاء وإن كنت أضم صوتي للأصوات التي تنادي بأن ذلك لا ينطبق على من سيم من الآباء الأساقفة على مسئوليات – هي أحد مسئوليات البابا المتشعبة – كأسقف عام ليس له إيبارشية وهو أمر لم تتعرض له المجامع المسكونية ولم يرد في تاريخ الكنيسة سوى في النصف الثاني من القرن العشرين … وأعتقد أيضاً في هذا المجال أننا نحتاج إلى دراسة موسعة في هذا الشأن بعد انتخاب البابا القادم للقيام بتعديل اللائحة في بداية حبريته وبخاصة أن عدد الناخبين المقرر محدود جداً بالنظر لعدد الشعب ليكون هناك تمثيل معقول للإرادة الشعبية في اختيار حبر الكنيسة الأعظم
رائع يا دكتور مينا وكنت اود ان تناقش هذه الحقائق فى الاوساط الكنسيه حتى يعرف كل مسيحى ما يجب ان يكون بدلا من ان نظل جهله ثم نشتكى
الاسقف العام محتاج تصنيف على سبيل المثال رغم محبتي الشديدة للانبا رافائيل ولكنه (وجميع من على مثاله) كان يرعى ومازال كنائس وسط القاهرة فهذا ينطبق عليه اسقف ايبارشية له شعب وكهنة ورعية يعشقوه وانا معهم فكيف نقول عنه اسقف عام وهو مسئول عن رعيته وافتقادهم ونفس الامر لجميع الاساقفة العموميين المساعدين لمطارنة في ابرشيتهم انبا مكاريوس (المنيا) انبا تاوضروس (البحيرة) وغيرهم . اما الاسقف العام (سكرتارية البابا ) فهم بالفعل اساقفة عموميين بلا شعب او رعية او افتقاد … فرق اخر انبا رافائيل ممكن بكرة يرسم كهنة لوسط القاهرة اما اساقفة سكرتارية البابا مستحيل يرسموا كاهن في اي حته حتى في البطرخانة اللي هيسبوها بعد شوية .. الموضوع كبير وكان لازم يتحط الدستور (اللائحة المظبوطة ) قبل الانتخابات ( انتخابات البطرك ) على العموم الكتاب الذي قمتم بنشره (سقوط الجبابرة ) اكثر من رائع وياريت يقرأه كل اسقف ايبارشية أو مطران او اسقف ايبارشية عام ( انبا رافائيل وغيره ) او اسقف عام ( اللي مابيعملش حاجة دلوقتي – سكرتارية البابا – ) كتاب رائع . والاروع قصة الانبا اغريغوريوس اسقف نيازينزا
يعتمد المؤيدون لترشيح الأساقفة للبطريركية على قانون الرسل 14 لذا نعرض نص القانون مع تعليق عليه
قوانين الرسل – قانون رقم 14، ونصه:
“Canon XIV.
A bishop is not to be allowed to leave his own parish, and pass over into another, although he may be pressed by many to do so, unless there be some proper cause constraining him, as if he can confer some greater benefit upon the persons of that place in the word of godliness. And this must be done not of his own accord, but by the judgment of many bishops, and at their earnest exhortation.
http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf214.xvii.iv.html , NPNF2-14. The Seven Ecumenical Councils, Schaff, Philip (1819-1893)
“لا يسمح لأسقف أن يترك رعيته وينتقل إلي رعية أخري ولو ألح عليه كثيرون إلا عن اضطرار ولسبب مقبول، كأن يكون في استطاعته أن يؤدي منفعة أعظم لأبناء تلك الرعية وعظاً وإرشادا إلي العبادة الحسنة. وعلي كل لا يجوز أن يقوم بذلك من تلقاء نفسه بل بموجب حكم عدد من الأساقفة وبإلحاح منهم” ( مجموعة الشرع الكنسي – الأرشمندريت حنانيا كساب – ص 853).
التعليق على القانون
اولًا : ا لقانون يقول لايسمح لاسقف ان يترك رعيته الى رعية اخرى ولو ألح عليه كثيرون إلى الأن الكلام فى غاية الوضوح ” إلا عن اضطرار ولسبب مقبول ” كل مؤيدى ترشيح الأساقفة يعتمدوا على هذه النقطة لكن القانون لم يترك السبب المقبول ولا الاضطرار مبهم بل عرفه كالأتى “كأن يكون فى استطاعته أن يؤدي منفعة أعظم “المنفعة ماذالت مبهمة “يؤدي منفعة أعظم لأبناء تلك الرعية وعظًا و ارشادًا الى العبادة الحسنة ” هنا القانون حصر الاستثناء فى المنفعة الناتجة عن الوعظ والتعليم ولنأخذ مثالًا من التاريخ وهو القدبس غريغوريوس الناطق بالألهيات كرسي القسطنطينية :
عندما وصل الإمبراطور الجديد ثيودوسيوس الكبير إلي العاصمة عام 380 كان يريد ان ينتصر للإيمان الأرثوذكسى ، بدأ باستدعاء رئيس الأساقفة الأريوسى ديموفيلوس وخيره بين الإيمان المستقيم أو ترك العاصمة. فاختار أن يتركها بعدئذ دعا الإمبراطور إلي عقد المجمع المسكونى الثاني الذي اجتمع في القسطنطينية في مايو عام 381 برئاسة ميليتيوس أسقف أنطاكيا. وكانت أول أعمال المجمع هي اختيار بطريرك القسطنطينية وقد وقع الأختيار علي غريغوريوس الذي قبل الكرسى علي مضض. وأحتفل بتنصيبه في كنيسة أجيا صوفيا في حضور الإمبراطور حيث رأس الصلوات ميليتوس الأنطاكي ، وحضر الأحتفال الرائع ألوف من الشعب مع الأساقفة والكهنة والرهبان وبينما كان الأمبراطور ياخذ مكانه توغل القديس غريغوريوس الى شرقية الكنيسة وجلس بجوار كرسى الاسقف بينما تعالت هتافات الشعب ” غريغوريوس أسقفًا” ولكن غريغوريوس ظل صامتًا حائرًا
مجمع القسطنطينية يبحث شرعية تعيين غريغوريوس أسقفًا لها
وبعد أيام قليلة مات ميليتيوس واختيرغريغوريوس رئيساً للمجمع المسكونى الذي لم يكن قد أستكمل أعماله لاسيما تأكيد إيمان مجمع نقية والحكم علي الهرطقات الجديدة وأهمها تعليم مقدونيوس الذي أنكر إلوهية الروح كان وفد الأساقفة المصريين برئاسة البابا تيموثاوس الأول ، قد تأخروا في الوصول إلي المجمع الذي كان قد بدأ جلساته فعلاً وناقش بعض الموضوعات. فما وصلوا المجمع راجعوا ما تمت مناقشته فوافقوا علي انتخاب باولينوس أسقفاً (أي بطريركاً) علي أنطاكية؛ لكنهم اعترضوا بشدة علي تعيين القديس غريغوريوس أسقفاً علي القسطنطينية، لأن القانون الخامس عشر من قوانين مجمع نقية لا يسمح بنقل الأساقفة الذين سبقت رسامتهم، ليكونوا أساقفة علي إيبارشيات أخري؛ فما بالك إذا كان النقل إلي كرسى المدينة العظمى أي ليصير بطريركاً. وحدث نزاع في الرأي بين مؤيد ومعارض ولكن بالرغم من أن غريغوريوس رأس مجمع القسطنطينية وبالرغم من صداقته للبابا تيموثاوس بابا الإسكندرية الذي حضر ذلك المجمع مع عدد من أساقفته لبحث هذا الموضوع ، وبالرغم من قداسة غريغوريوس المشهود لها من الجميع ، فلم يستطع هذا المجمع أن يمس قانوناً من قوانين مجمع نقية المقدس ، وكان في ذلك ينظر إلي بعيد ، إلي تثبيت قواعد الكنيسة عن كرسي القسطنطينية وفقاً للمادة 15 من قوانين مجمع نقية بتصرف عن كتاب قراءات فى التاريخ الكنسى
دكتور منير شكرى
ونفس النتيجة تؤكدها المؤرخة أيريس حبيب المصري في كتابها تاريخ الكنيسة القبطية – الجزء الأول ص 330 و 331 قائله:
“وفي تلك الأثناء وصل الأنبا تيموثيئوس إلي القسطنطينية فعارض وهووبعض أخوته الأساقفة في أقامة الثيئولوغس علي الكرسى القسطنطينى في حين أنه يشغل كرسى سازيما ولم يجدوا ما يبرر أنتقاله في القانون الرسولى الرابع عشر
ولما كان الثيئولوغس من الزاهدين في المناصب الرفيعة، ولما كان أحترامه للكرسى الإسكندري قد جعله يعد الجالس عليه أسقفاً للكنيسة الجامعة لا كنيسة الأسكندرية فحسب ، فقد بادر إلأي اعلان أنسحابه من كرسى القسطنطينية وأعتزازه بكرسى سازيما، وعمل علي التوفيق بين المناصرين والمعارضين.
تضيف الأستاذة أيريس في الهامش ما ذكره يوحنا النقيوس
الترجمة الفرنسية لتاريخ يوحنا النيقيوسى ف 83 حيث قال ما ترجمته “إن غريغوريوس الثيئولوغس أحد أعضاء المجمع مجمع القسطنطينية المسكونى الثاني تعيين مديراً لكنيسة القسطنطينية وجعل يباشر وظيفتهالرعوية فيها بالإرشاد والتعليم والوعظ. وتصدي تيموثيئوس بطريرك الإسكندرية ونصحه بلهجته الإنجيليه أن يتخلى عن القسطنطينية المدينة المالكة ويرجع إلي مركز أسقفيته ويديره ويحافظ عليه إذ لم يكن مسموحاً له من قبل القوانين أن يهجر كنيسة فقيرة ويستغل بدلها كنيسة غنية لأن ذلك علي أي نوع يعد عملاً زنائياً مخالفاً لقوانين الآباء”، “تاريخ الكنيسة” (بالفرنسية) للأرشيمندريت جيتى جـ 3″
لقد رفض الآباء انتقال القديس غريغوريوس الى القسطنطينية عل الرغم من انها كانت غارقة فى الأريوسية والاسقف السابق كان اريوسيًا والملك يريد ان ينتصر للأيمان وتقول الدكتورة ايريس”ولم يجدوا ما يبرر أنتقاله في القانون الرسولى الرابع عشر” فهل هناك مايبرر اكثر من وجود الاريوسية التى تحتاج الى الناطق بالالهيات ليعلم التعاليم الارثوذوكسية السليمة لكن الاباء وعلى رأسهم القديس تيموثاوس اسقف الاسكندرية رفضوا لان مجمع نيقية قرر منع هذة العادة فقرروا احترام قوانينه
ثانيًا ورد فى نص القانون
“على كل لايجوز ان يقوم بذلك من تلقاء نفسه” هنا اشترط عدم رغبة الاسقف ثم “بل بموجب حكم عدد من الأساقفة” لم يكتفى القانون بإلحاح الأساقفة بل قال بموجب حكم والحكم يتطلب انعقاد مجمع لذا كان من ضمن أعمال مجمع نيقبة بحث شرعية نقل القديس غريغوريوس لكرسى القسطنطنية
والسؤال هنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما المنفعة التعليمية التى سيقدمها اى اب مطران او اسقف يريد ان ينتقل الى كرسى الاسكندرية ؟؟ ماذايمنع اى من الأباء الاساقفة من التعليم وقد اصبح لدينا الأن القنوات الفضائية وشبكة الانترنت وكل وسائل الميديا التى تصل لاى انسان فى اى مكان والتى لم تكن متاحة للقديس غريغوريوس وقتها ومع ذلك رفض الاباء نقله ثم اين المجمع الذى حكم ان ينتقل هذا الأب الأسقف أو ذاك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟وهل نيافته فعلًا غير راض عن نقله ام يقتطع من القوانين الكنسية ما يوافق هواه”اعتذر عن الكلمة لم اجد بديل” فالاقططاع من الكلام هو عادة بروتستنتية علمنا اباؤنا الاساقفة الا ننتهجها حان الان ان يعلموا ويعملوا معًا لكى يصيروا عظماء كما قال الكتاب يا سادة لقد قرر مجمع نيقية منع هذه العادة اى انتقال الأساقفة فلماذا التصميم على هذا الأمر ؟ وقد يقول قائل مجمع نيقية ام قوانين الرسل؟؟ونحن نجيب لماذا يختار الأسقف من المتبتلين ؟ الاجابة لان هذا قرار مجمع نيقية ، وماذا عن قول الانجيل “ليكن الأسقف بعل امرأة واحدة ؟ مجمع نيقية ام الأنجيل ؟؟ يا سادتى وابأئى لاتدخلونا فى مثل هذه المهاترات، لقد حدد الأباء قوانين تنظم الكنيسة، لماوجدوا ان هناك امور اشاعت الفوضة منعوها وبمجامع مسكونية اى انها تحمل القوة الرسولية فأطيعوها أوإلغوها “إلغاء قانون مجمع مسكونى لا يلغيه إلا مجمع مسكونى
كلمة رائعة أرسلها لى أحد الأخوة المباركين من أمريكا. أود أن أنقلها لكم كما هى. الله يكون فى عون الكنيسة .
أبي الأسقف ليتك تظل أسقفاً
By: Oliver
أبي الأسقف المبارك، أقبل يديك .فقط لتسمعني وتنتبه إلي هذه الكلمات، فنيافتك لا تدري من هو كاتبها، لعله صوت الله، أو لعله صوت من الشعب، أو لعله صوت الأباء الأوائل.
أنا لا أشك في أن الرب إختارك لتكون أسقفاً ما دمت قد صرت بالفعل أسقفاً أو مطراناً، لست أنا هنا لأشكك في أبوتك. ولا لأقلل من قدر قامتك التي رفعك إليها الروح القدس الذي أفرزك. بل لأتشرف بالحديث إلي شخصك المحبوب ممثل المسيح.
لست ضدك. ولا تكن ضدي.
إعطني أذانك كما أعطاها دواود النبي لأبيجايل. إسمعني كما سمع سليمان الحكيم مدْحَه من ملكة التيمن. ترفق وكن صبوراً علي كلماتي فهي لينة رقيقة تعرف قدرك ولا تخشي سلطانك لأنني واثق أن سلطانك مغموس في المحبة.
ماذا تريد لتسمعني؟ ؟؟ أنا بالفعل أوقرك لأنك مسيح الرب حتي ولو لم ألتقيك يوماً في العمر.
ماذا يجعلك أنت البهي تستمع لصوت مجهول يأتي من أعماق الدنيا ليفيق فيك رغبة أتت في غير محلها. وشهوة راجت في غير ساحتها. قل لي كيف تسمعني وأنا أستجب. فلا أنا ملك مثلك. ولا أنا أرغب أن أكون معلماً مثلك. أنا صوت كالطفل يصرخ لأبيه أن يسمعه.
هل تقاتلك شهوة البطريركية يا أبي الأسقف المبارك؟؟؟. هل ستعليك البطريركية شأناً ؟ أم تشبع حاجة خفية في الذات. أخشي يا أبي أن نقلد العدو بدلاً من المسيح. فنيافتكم تعلم أن العدو لم يقنع بكرسيه وأراد أن يرفعه فوق كراسي العلي ليصير مثل القدير. فلا صار مثل العلي ولا صار قديراً فيما بعد بل إنهدت قوته ونزل إلي أسافل الجب. وناح عليه القائل كيف سقطت يا زهرة الصبح؟
سيدي الأسقف المبارك، كيف أقترب إلي أذنك وأهمس. كيف أوصل لك رسالة قائلاً مكرراً صوت الرب: تكفيك نعمتي. قل يا سيدي معه تكفيني أسقفيتي..
سل الذين رغبوا في البطريركية وهم اساقفة، سلهم يقولون لك أنهم لم يتباركوا من المنصب بل ندموا. سل الكتب التي تحكي عن الباباوات 113و114و115
قل لي يا أبي الأسقف القديس. هل تؤمن بقوانين مجمع نيقية التي منعت الأسقف من التنقل لرغبة في أسقفية أعظم؟ وهل البطريركية سوي أسقفية أعظم؟
قل لي يا أبي المبارك. هل تُعلمنا تعاليم الآباء؟ هل تقرأها أولاً ؟ هل تُعلم ما أوصت به؟ و كيف حذرت من تنصيب أسقفاً ليكون بطريركاً ؟؟؟
أسمعك تقول أنك تعرفها و تعرف كل ما بها أفضل مني …نعم أوافقك. فكيف تفسر لي محظوراتها بتنصيب الأسقف ليكون بطريركاً ؟
أسمعك تتهمني بالجهل والتجاوز … نعم لك الحق لإنك الأكثر علماً وأنا هنا أعترف لك علناً بذلك. أعرف أيضاً أن البعض من الأساقفة صاروا بطاركة. وأن هذا الأمر تكرر عشرة مرات.
تسألني هل البابا شنوده كان قديساً وتنصب بينما كان أسقفاً قبلاً ؟ نعم يا سيدي أعرف. وأعرف أيضاً أن البابا لم يقل أن هذا الوضع هو المعتاد في تاريخ كنيستنا. وأشاركك الإعتراف بقداسة البابا شنوده مع أن الوقت مبكر جداً للتصريح بذلك كما علمني البابا شنودة نفسه أن التقديس وإعلان قداسة أحد المؤمنين لا يكون إلا بعد مرور خمسون سنة وبعد أن يحصل إجماع ودلائل علي قداسته. لا أعني طبعاً أنني أتوقع غير كونه قديساً. بل أنا فقط أكرر ما أعرفه عن تعاليم الكنيسة. أليس كذلك سيدي المبجل؟
أجيبك أن البابا شنودة مختار من الله. وأنه جاء بتدبير إلهي وليس بفضل اللائحة. تماماً كما صار بولس رسولاً وكارزاً بإختيار المسيح له المجد وليس بسبب أن التلاميذ إختاروه.
يا سيدي الأسقف هل أنت بولس الرسول؟ ليتك. نعم نحتاجك مثل بولس … ولكن قل لي يا سيدي القديس هل لا تكفيك الأسقفية لتكون مثل بولس في إختيار الله له؟ و لماذا لم تظهر قدرات بولس وغيرته فيما قبل علي شخصك السامي. هل لن تظهر سوي وأنت علي عرش مارمرقس؟؟؟ لا أظن سيدي فبولس كان متقداً غيرة حتي قبل أن يكون رسولاً وبقي أوفر غيرة بعد أن صار رسولاً.
سيدي الأسقف المبارك أنت راهب جليل. وقد حكيت لنا مراراً عن مؤسس الرهبنة الذي إقتادك لهذا الزي الملائكي. وبقي هو لا يحمل حتي كهنوتاً. ولكن الآباء البطاركة تتلمذوا علي يديه. خمسة من البطاركة صاروا عند قدمي رجل لا يحمل الكهنوت. آخرهم الرجل الذي قاد نيقية و شرع قانونها المضيء للعالم. والذي أصدر خامس قوانينها بمنع الأسقف من التنقل من أسقفيته.
أبي القديس. كن هناك. نحتاجك حيث يوجد الذين لا شهوة عندهم في الأضواء. ولا نقص عندهم في منصب أسقفيتهم.
نحتاجك حيث يوجد المتواضعون وحيث ينزل الأعزاء عن كراسيهم.
نحتاجك سيدي الأسقف هناك في الموضع الذي هرب منه العارفون من المجد فسعي المجد خلفهم وأرشد الناس عنهم.
نحتاجك حيث تنطق كلمة فترتعد الملوك ككلمة المعمدان.
ليتك بولس الذي أتي آخراً. وحسب نفسه كالسقط. كن أنت متضع مثله. لا تعاند فعناد الأساقفة مكتوب عليهم كقلم من حديد كقلمٍ من رصاص.
لا نريد أن نري بيننا ديوتريفوس … أبي الأسقف لأنه يريد أن يكون أولاً ويجول في المدن كرئيس. بينما مدينتك تنتظرك أسقفاً مقيماً وراعياً لايغيب عن رعيته.
تقول لي أنك سترعي شعبك مع البابوية ؟؟ كيف إذن ظننت أنك مقترن بأسقفيتك كعذراء مخطوبة تنتظر زفافها؟ هل ستزف إلي عروس أخري؟ قل لي كيف و ما شريعتها؟ من فمك تطلب الشريعة وها أنا أطلبها … قل لي ما شريعتها. ومن أي كتاب نتعلمها ؟
أبي الأسقف. أتري أسقف الإسكندرية أخوك؟ أهو أخوك ؟ أم أنك لست حارس لأخيك؟ أكرر قولي عليك هل أسقف الإسكندرية أخوك؟… وهل أنت تشتهي إمرأة أخيك أقصد اسقفية أخيك ؟؟؟؟ أما يقف المعمدان حائلاً بينك وبينها؟ تذكر له قوله فلن أذكره لك لأنني لاأملك أن أقوله لك.
أبي البار. ماذا لو رآك شعبك وأنت تتناحر علي المنصب مع الآخرين. أنت الذي كنت تتحجج بثقل المسئوليات وتشعب الإهتمامات ؟؟؟ هل صارت فجأة المسئوليات خفيفة والإهتمامات هينة حتي أنك تسعي للبطريركية لتشغل ما يتبقي عندك من فراغ ؟؟؟؟
هل صرت فجأة متفرغاً وتشكو البطالة؟؟؟ فعلام كان التحجج القديم بعظم المهام؟ وأين كان نشاطك وقتئذ؟ هل أتممت السعي وسط شعبك لتسعي نحو المزيد من المهام؟ هل إفتقدتهم واحداً فواحداً وتبقي لديك الوفير الذي لا تجد له مسلكاً لتبذله سوي السعي نحو الأسقفية؟
هل أنذرت شعبك يومياً بدموع و توسلات؟
ما أروعك لو فعلت. ما أعجبك لو كنت تري المهام ضئيلة عليك فقط لو كانت هذه هي الحقيقة ولم يتدخل المخالف ويضخم ذاتك.
أبي البار الأسقف أو المطران. لا تحتقر أحد الأصاغر الذين أوصاك المعلم أن تحبهم. و تسمع لهم و لو كان صوتهم طفولياً غير صاخب.
هل يكفيك النهار للعمل؟ هل يكفيك الليل للسهر؟ أليست هناك خراف مخطوفة؟ وأخري شاردة؟ قبل أن تنعس وتطلب المزيد يسألك أحد الأصاغر قائلاً:
هل عاد كل الأبناء الضالين من كورتهم البعيدة ؟ إن كانوا قد عادوا فأنت رجل كامل تستحق كل الأكاليل. و أما إن لم يعودوا بعد فكيف ستذهب لتنوح علي ميت غيرك وأنت فاقد أبناءك ولم يرجعوا؟ هل ستقيم راعياً لغنمك وتذهب أنت تحرس غنم غيرك؟؟ وكيف إذن تبق أمانتك قائمة؟ ولماذا لا تترك التسعة والتسعين وتبحث عن أسقفيتك.
أبي البار… أنا لست متجاسراً لكنني أحب الحق أكثر مما أحبك. ولا أخشي سلطان لم أسيء إليه. فإسمعني جيداً. عندي لك كلام آخر.
كيف تنافس أخوك في منصب أنت تملكه؟ ألست أسقفاً؟ وتعرف أن البابا أيضاً أسقفاً ؟ فعلام تتنافسون؟ أنظر الطيور لا تتنافس ما دام في أفواه كل منها حَبة صغيرة.
بل أقول لك أنظر الثعالب فهي لا تتنازع ما دام فم كل منها ممتلئ بالطعام.
أما يمتلئ فمكم بتواضع المسيح فنفتخر بكم أعلي من الكواكب.
النار تسأل المزيد والبحر لا يمتلئ وقلب المتواضع يملك الكون ومن فيه. فإن وجدت فيك ميل إلي المزيد فهو نذير حرمان من السلام وجوع عن العمق وكسر في الإنسان الداخلي تتسرب منه نعم الروح المعزي.
و عندي لك قول آخر…تسألني من أنت وأنا أيضاً في أبوتك أسألك من أنت ؟ ألست ميتاً عن العالم كراهب؟ أسألك وهل الميت يشتهي منصباً جديداً ؟؟؟
تجيبني أليس الراهب غير الأسقف أيضاً محسوباً ميتاً ولكنه يستطيع الترشح للبطريركية؟ أقول لك نعم هو. ولكنني في خماسين القيامة أتذكر أن الرب أقام الراقدين ليكرزوا في أورشليم وليظهروا لكثيرين. وها أنت سبقت فأقامك ملك القيامة من موتك لتكون له صوتاً. وسوف يقيم أخيك ليكون لك أخاً. وأنا لم أسمع عن الذين قاموا ليبشروا بالمسيح أن أحدهم نافس الآخر علي مكان أو مجد. لقد قاموا وظهروا ولكن أحداً لم يذكر لنا ولو إسماً واحداً منهم ولا أين أقاموا ولا أين ذهبوا. لماذا يا سيدي؟ لأن القائمين لا يحتاجون للشهرة بل يحتاجها الذين هم تحت نير. فإن كنت قائماً فإختفي ودع الكرامة تبحث عنك.
تقول لي أنهم الذين زكوك وأنك لم تطلب ولم تسع …. هذا جميل أبي القديس. يعوزك شيئاً واحداً الآن. أن تعتذر كما فعلها أباءنا المباركين الذين يخشون علي أبديتهم أكثر مما يسعون لشيء.
عندي أيضاً كلام آخر فأنا تشجعت من سعة صدرك وطيب أبوتك وصبرك علي إبن تجرأ لينبهك لئلا يصطادك الفخ.
تقول لي اللائحة تسمح لك أليس كذلك؟ وأنا أقول لك ماذا لو القانون يسمح لرجل أن يقتل و ينال البراءة . هل يبرئه الرب؟ هل المشكلة في توافق القانون أم طاعة الرب؟ أم تستغل ثغرات اللائحة؟ إذن فكيف تقوم المستغلين؟ وستعد بتغيير اللائحة ؟ أليس هذا إعترافاً بخطأها وإلا فلماذا تعد بتغييرها كشرط للترشح؟ أم تتسلق علي اللائحة لتصل إلي مكمن الشهوة. ثم تبدو بريئاً لنطيعك؟
لماذا لا تحكم أنت بضميرك دون لائحة؟ فضميرك المنقاد بالروح القدس أثمن من كل اللوائح والقوانين. فأنت مدافع عن حق الرب أيها البار ولست مدافعاً عن لائحة وضعها رجال ذوي أغراض.
أبي القديس الأسقف… ستصير أعظم من بطاركة الدنيا بصمت اللسان وصلاة القلب. وستكون أبهي من كل المناصب بدموعك وتوسلاتك من أجل قطيعك. و ستتلألأ كالكواكب حين تسهر معها الليل تحرس خرافك وتبذل نفسك عنها فهذا أقصي الحب.
أبي المبارك… هذه ليست رسالة لك فأنت معلم بهي. بل فقط هي صرخة ضاق بها ضميري فصرختها. محاسباً بحذر من الإنزلاق إلي ما لا يرض المسيح أو يغضبك. لي ساحة أعلن فيها رأي تعلمته من الأباء القديسون ومجامعهم ومن حرومات الآباء الأوائل فقلت لنفسي قلها فهذا موضعها وأوانها. فكتبت وأنا عارف أن الكتابة تُكتب مرة وتُقرأ آلاف المرات ومع كل مرة نحمل تبعاتها. لكنني آثرت أن أشاركك بمحبتي. ألست أبي وأنا إبنك. فقلت لأتحاجج مع أبي فهو يسمعني .
أبي البار … لا أخفيك سراً أنك لو صممت وترشحت وتم إختيارك من الرب فإنني سأكون من أوائل من يخضعون لك ويفرحون بك ويبجلونك كما ينبغي. لست معترضاً عليك بل أطالب فقط بالحق. لست أريدك أن تبدو مخطئاً في نظر أحد لكنني هكذا تعلمت وهكذا أفعل. وهذا ما نتعلمه منكم أن نحب ونحترم و نتفاهم. سأكون منشغلاً بتقديمك عند الذين لا يعرفونك فلا تبال. لست أنا في محضر المعترضين عليك بل المطالبين بما تعلمته من الآباء القديسين و منكم. فالآن إفعل ما شئت فأنت الأسقف .
و لو رأيتني أسأت فإصفح. و لو أنني لم أسيء فهذا فضل المسيح وفضل محبتكم أيضاً هذا واجب البنوة. ولأنني أراك مسيح الرب أنت. أقول أخطأت حاللني لأنني رأيت هكذا ما يجب أن أفعله وما يجب أن أقوله ولك تكريمي وحبي وحب كل شعبك.
كلامي للقدوس
أيها البار. حامل عصا الرعاية التي لا تنكسر ولا تهتز. القائم الذي يقيم معه المتواضعين. كن لي .فأنا أدعوك لا تحجب وجهك عني. ولا عن شعبك الصارخ ليلاً ونهاراً. ولا عن رعاتك الأمناء. لا تختفي في أزمنة الضيق. أضيء بوجهك علينا فيفرح شعبك بك.
من ترسل؟ ومن يأتي لأجلنا من عندك؟ ننتظرك بثقة. وننتظر خادمك ومعه عمل روحك المفرح القلوب.
أيها الراع البار. ترقد حارساً لقطيعك. تصبح أنت باب الحظيرة بنفسك. باب الخراف فيخرجون منك ويدخلون إليك وأنت راقد من أجلهم. يضعون أفواههم عليك ويأكلونك فيعرفونك. لك رائحة زكية ليست ككل الرعاة. لك صوت لا يخطئه القطيع. يتبعك لأنك فيك كل ما يحتاج. فيك كل أحد حتي أنا. أجد نفسي فيك. أري نفسي فيك. فكيف حقاً يمكنني أن أعيش بعيداً. أنا لست في أي موضع بل فيك وحدك. لم أجد وجودي إلا فيك. فقلت هو الراعي الصالح.
نعم أنا مقَنَعةُ وسط قطعانك. وأريدك أن تفك قيودي .أنا أفتح فمي وأجتذب لي روحاً. ليتك تزيل عني عوائق الحرية فأستمتع بك إلي آخر الكون كله.
أين مراعيك الخضر يا سيدي فإنني جائع إلي برك. أين مياه الراحة أيها القدوس فإن عطشي كالآيائل.
متي أشبع؟ و كيف؟ ألم تقم ساهرين علي أسوار كنيستك. فإعطهم مياهاً كافية لظمئنا. وغذاءاً مشبعاً لجوعنا. وإفتح أبواب أورشليم أمامنا. فالسمائيات عندنا تشغلنا. والخطية عندي تعيقني. ليتك تنتهر هذا الضعف الروحي. وتمحو هذا الإثم المزري فأبرأ أفضل من نعمان الأبرص . وأعود أشكرك كالأبرص. وأسجد قدام هيكلك كيونان النبى فى بطن الحوت.
من نسأل سواك يا صاحب الكرم. أرسل إبنك لنا فلن نقتله. لقد مات وحيدك ولن يمت مجدداً. أرسل لنا من ترسل. لتنفتح أعين العميان. ولتجد الشمس لها موضع في بلاد غاب عنها نور معرفتك.
أرسل بولس لهذا الزمان. وأرسل يوحنا. فالصبية تموت والأرض توشك علي المغيب. بل تعال أنت يا مانح الحياة والحق والأبدية. فأمراضنا مستعصية إلا عليك. وخطايانا ليس لها إلا أنت غافرُ.
عوجنا المستقيم وأسأنا بالفعل والقول وكل الطرق. وبقيت أنت وحدك البار شفيعاً في الأثمة. نتكل علي وعودك بالحياة معك إلي الأبد. ونتكل علي الخلاص. وعلي إسمك وحدك. ولتمتزج صلواتنا مع طلبات السمائيين عنا. ودالة أمنا العذراء القديسة أيها القدوس. ليبق الرجاء فيك ملجأنا. آمين. تعال أيها الرب فنحن ننتظر مجيئك المخوف والمملوء مجداً لأننا فى أشد الأحتياج إليك لتروى النفوس العطشى لرعايتك الحقيقية فأنت وأنت وحدك الراعى الأمين.
السادة الناخبون
يقول المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس
“عبء المسئولية كله أمام الله والتاريخ ، فى اختيار البطريرك يقع على من يسميهم القانون الكنسى ب ” أهل الإختيار” ، ويتمثلون فى لجنة الترشيحات و جمعية الناخبين من الاكليروس والشعب ”
الآن اصبحت
المسئولية ملقاه على عاتقكم، وصوتكم ليس ملكًا لكم بل انتم ممثلين عن الشعب الذى من حقه أن يختار راعيه كما علمنا مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث ومع ذلك لم تسمح اللائحة للشعب باكمله أن يختار راعيه بل اختارتكم انتم فقط
فيا من تم اختيارك طبقًا لشروط اللائحة
لن تُسأل عن صوتك امام اللائحة بل امام الله والكنيسة والتاريخ والشعب
هل اعطيت صوتك (فى الأصل صوت الِشعب) لمن هو أهل أن يصبح راعى لهذا الشعب ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟سوف تُسأل عن دم هذا الشعب معه
هل اعطيت صوتك (فى الأصل صوت الِشعب) لمن تنطبق عليه القوانين الكنسية وتقاليد الآباء ام أختيارك عن طريق لائحة كاسرة للقوانين الكنسية يجعلك كاسرًا للقانون الكنسى؟؟؟؟
في العدد السادس من مجلة الكرازة أغسطس عام 1965 (ص 13 ،14) تحت عنوان من حق الشعب أن يختار راعيه:
كتب الأنبا شنودة أسقف التعليم(مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث)
” أننا سنقدم بمعونة الرب مشروعًا لتلك اللائحة (يقصد لائحة لأنتخاب الأسقف) .ولكن إلى أن تأخذ اللائحة وضعها القانونى سننبه إلى نقاط رئيسية نصّ عليها القانون الكنسى .
والقانون الكنسي ملزم للجميع لا يمكن لأحد أن يتخطاه أو يتعداه إلا ويقع تحت طائلة القانون وأية لائحة توضع – إن لم توافق قانون الكنيسة – تعتبر باطلة
على أن عدم وجود لائحة حاليا لا يعفي من المسئولية فهناك أنظمة وضعها رسل المسيح وآباء الكنيسة الأول لها قدسيتها واحترامها إن أخطأنا إليها نخطئ إلى أنفسنا ولا نكون محاللين من الرسل والآباء الذين وضعوا تلك القوانين والذين من أفواههم نأخذ الحِل في تحليل الخدام “تحليل الخدام” في القداس اِلإلهي ”
وفى جزء اخر من نفس العدد السابق كتب الأنبا شنودة أسقف التعليم ورئيس تحرير مجلة الكرازة ( ص 2 )
ومن واجبنا الذي سنحاسب عليه أمام الله أن ننفذ قوانين الكنيسة والقوانين الكنسية ليست قطعا آثرية نضعها في متاحفنا لكي يتفرج عليها الناس ويروا كيف كان آباؤنا حكماء في تنظيم الكنيسة بروح الله وإنما هي أوامر من آبائنا بكل تواضع نخضع لها و لا نفعل ما يخالفها وإلا وقعنا تحت الحكم
وفى العدد السابع سبتمبر 1965ص2
ما معنى أرثوذكسيتنا ؟
إننا كنيسة أرثوذكسية. فما معنى أرثوذكسيتنا ؟ إن الأرثوذكسية ليست اسما ولا لقبا وإنما هي حياة وهي أيضا إيمان وعمل بما ورثناه من قوانين وتقاليد وضعها لنا الآباء القديسون أهمالنا القوانين والتقاليد ونظم الآباء أي فرق بيننا وبين البروتستانت الذين ينكرون القوانين والتقاليد ونظم الآباء ؟ هم ينكرونها نظريا ونحن ننكر وجودها عمليا! ثم بعد ذلك نقول أننا أرثوذكس
اننا نحب كنيستناالارثوذكسية لانحب فيها حجارتها وبناءها ومنارتها وشكلياتها الخارجية وأنما نحب ارثوذكسيتها نحب قوانينها وتقاليدها الحكيمة التى وضعها آباؤنا القديسون الذين كانوا يفصلون كلمة الحق بالاستقامة . هؤلاء الذين سنقابلهم فى الأبدية حين يقومون فى هيبتهم القدسية ويدينون هذا الجيل . بأى وجه نراهم أن كسرنا قوانينهم ووصاياهم ؟
يقف الكاهن في القداس الإلهي ويقول “عبيدك يا رب خدام هذا اليوم . وضعفي يكونون محاللين من فم الثالوث الأقدس وأفواه ابآئنا الرسل والقديس كيرلس والقديس ياسيليوس والقديس أرغريغوريوس ومن أفواه ال 318 المجتمعين بنيقية وال 150 المجتمعين بالقسطنطينية وال 200 بأفسس” هؤلاء الذين نأخذ من أفواههم الحل ما الذي قالوه في اختيار الأسقف ؟؟؟ وإن كسرنا ما قالوه فكيف نأخذ من أفواههم الحل ؟!!! وكيف نكمل القداس !؟!
نسأل بعد ذلك ما هي الأرثوذكسية؟ أن نطيع آبائنا القديسين وننفذ تعاليمهم، فنحن خلفاؤهم والمفروض أن نسير على نهجهم ،فى نفس الطريق وبنفس الطريقة .
إذن فليصمت أولئك المتملقون الذين يتملقون السلطان وينسون القانون قوانين الكنيسة كما شرحنا مرارا فى هذه المجلة و ننادي بمبدأ هام هو “من حق الشعب أن يختار راعيه ”
لهذا نضع بين يديك ايها الناخب الكريم بعض القوانبن الكنسية لكن هذا لا يغنيك عن البحث والتنقيب حتى تعطى صوتك وانت مستريح الضمير
قوانين الرسل – قانون رقم 14، ونصه:
“Canon XIV.
A bishop is not to be allowed to leave his own parish, and pass over into another, although he may be pressed by many to do so, unless there be some proper cause constraining him, as if he can confer some greater benefit upon the persons of that place in the word of godliness. And this must be done not of his own accord, but by the judgment of many bishops, and at their earnest exhortation.
http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf214.xvii.iv.html , NPNF2-14. The Seven Ecumenical Councils, Schaff, Philip (1819-1893)
“لا يسمح لأسقف أن يترك رعيته وينتقل إلي رعية أخري ولو ألح عليه كثيرون إلا عن اضطرار ولسبب مقبول، كأن يكون في استطاعته أن يؤدي منفعة أعظم لأبناء تلك الرعية وعظاً وإرشادا إلي العبادة الحسنة. وعلي كل لا يجوز أن يقوم بذلك من تلقاء نفسه بل بموجب حكم عدد من الأساقفة وبإلحاح منهم” ( مجموعة الشرع الكنسي – الأرشمندريت حنانيا كساب – ص 853).
نص قانون نيقية 15
لقانون الخامس عشر
لقد استحسنا ، بسبب الخلافات والتشويشات الحاصلة ، الغاء العادة الشائعة فى بعض الاماكن ، والتى تخالف القانون الكنيسى ، فلا يسمح بعد الان ، للاساقفة ولا للكهنة ولا للشماسة ، بالانتقال من المدينة الى اخرى . واذا خالف احد اوامر المقدس الكبير ، واتبع العادة القديمة ، فالانتقال يعد باطلا ، ويجب ان يعود الى الكنيسة التى اختير لخدمتها اسقفا كان ام كاهنا أم شماسا
CANON15
ON account of the great disturbance and discords that occur, it is decreed that the custom prevailing in certain places contrary to the Canon, must wholly be done away; so that neither bishop, presbyter, nor deacon shall pass from city to city. And if any one, after this decree of the holy and great Synod, shall attempt any such thing, or continue in any such course, his proceedings shall be utterly void, and he shall be restored to the Church for which he was ordained bishop or presbyter. (N. & PN.F., 2nd Series, Volume 14, pp. 108)
مجمع أنطاكية 341م قانون رقم 21 ، ونصه:
“21. A bishop may not be translated from one diocese to another, whether by obtruding himself or allowing himself to be forced thither by the bishops or people; but, according to an earlier rule, he shall remain in, and not leave, that church to which from the first he was called by God.” Hefele. Vol.2, P. 65
“لا يجوز لأسقف أن ينتقل من أبرشية إلي أخري أو أن يدخل معتدياً برضاه أو بأرغام من الشعب أو بإلزام من الأساقفة. بل يجب أن يبقى في كنيسته التى دعاه الله إلي رعايتها أولاً. ولا يجوز أن ينتقل منها تقيداً بما سبق وضعه من الشرائع”. ( مجموعة الشرع الكنسي – الأرشمندريت حنانيا كساب – ص 188 و 189).
جمع سرديقية (سرديكا) 343م أو 344م القانون الأول:
” قال هوسيوس أسقف قرطبة: أن هذا الشر العظيم الممتد والفساد الخبيث يجب أن يقلع من جذور فلا يسمح لأسقف أن ينتقل من مدينة صغيرة (في النص اللاتينى: من مدينته) إلي مدينة أخري. لأن الغاية من هذه المحاولة ظاهرة فأننا لم نسمع حتى الآن بأن اسقفاً سعى في الانتقال من مدينة كبيرة إلي مدينة أصغر. ولا يخفى أن أمثال هؤلاء تدفعهم شهوة طمع جامحة، وهم لا يخدمون إلا طموحهم، إلي سلطة أعظم. فهل توافقون جميعكم أن مثل هذا الذنب العظيم يجب أن يعاقب بشدة؟ والذي أراه أن من هم من هذا الصنف لا يجوز قبولهم حتى فى شركة العوام.
فقال الأساقفة كلهم بصوت واحد: هذا ما يرضينا كلنا.
في النص اللاتينى: فاذا كان يرضيكم كلكم أن مثل هذا الشر الفظيع يجب أن يُعاقب بصرامة وحزم فلا يقبل من كانت هذه صفته حتى في شركة العوام. فأجاب الكل بصوت واحد: هكذا نريد. “. ( مجموعة الشرع الكنسى – الأرشمندريت حنانيا كساب – ص 618
قوانين الآباء الرسل
القانون الثامن والستون
” أي اسقف أوقس أوشماس قبل شرطونية ثانية من أحد فليقطع هو ومن شرطنه. إلا إذا ثبت أن شرطونيته الاولى كانت من الهراطقة . لأن الذين أعتمدوا أو تشرطنوا من مثل هؤلاء لا يمكن اعتبارهم من المؤمنين ولا من الأكليروس ”
نص القانون عن كتاب القمص صليب سوريال (قوانين الآباء الرسل الفصل الرابع ’ المجموعة اليونانية ص171
مجمع قرطجانة
عقد مجمع فى عصر الملك ثيئودوسيوس في مدينة قرطجانة حُرم فيه نقل الأسقف و إعادة الشرطونية ووضعا فى مستوى إعادة المعمودية’إذ جاء في القانون الخامس والثلاثين وايضًا السابع والخمسين:
” لاتسمح إعادة المعمودية ’ اوإعادة الشرطونية ’ اونقل الأساقفة
Pope Shenouda was the first one to break the Canon Law
1- being begotten of the second wife ,he should have not accepted the preisthood in the first place
2- being a bishop he should have not accepted nomination to the office of patriarch
but as usual ,he was so eloquent to convince the people of those 2 opposing ideas: a bishop can not be a patriarch
then a bishop can be a patriarch
and as usual, the poor people club their hands on both occasions
and praising him as that is God’s wisdom
God have mercy