نحن لا نخلص بوسائل مخلوقة، وليست الأصوام والصلوات والنُّسك وترك الممتلكات وسائر الممارسات هي الخلاص، بل هي دائرة السلوك حسب الروح، وهي لا تحلُّ محل نعمة المسيح؛ لأن نعمة المسيح ليست الصوم والصلاة، بل هي قبولُ الحياة الجديدة حسب موته المحيي وقيامته المجيدة. هذا يؤكِّده رسول المسيح بقوله: “مع المسيح صلبت”. وقبل ذلك يقول عن كل الممارسات والامتيازات التي كانت له قبل الإيمان: إنها “نفايـة” (فيليبي 3: 8)، أي أنها بلا قيمة؛ لأن “البطن للطعام والطعام للبطن والله سيبيد كلاهما معاً”، أي ليس لهما قوة للبقاء (راجع 1كور 6: 13). لا يحسب الإنسان نفسه قديساً بالصوم، بل لأنه تقدَّس بنعمة الروح القدس. والصوم يحفظ الإنسان في دائرة النعمة، أي نعمة التقديس. والذين يمارسون النُّسك بيننا بلا إفرازٍ، ينالون الأجرة الطبيعية، أي العجرفة والكبرياء؛ لأنهم بقدراتهم وتقواهم صاروا حسب الطبيعة المخلوقة من العدم أتقياء وليسوا قديسين؛ لأن التقديس لا يأتي إلا من روح القداسة، الأقنوم الثالث في الثالوث القدوس.
تمييز عمل الروح القدس في القلب
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- عمل الروح القدس في القلب
أول علامات فاعلية الروح القدس فينا هي عندما تشتعل محبة الله في قلب أي شخص…
- عمل الروح القدس في النفس والجسد
هل يقتصر مجال سكنى الروح القدس على النفس؟ إذن لماذ يقوم الجسد في اليوم الأخير؟…
- عمل الروح القدس في قلب الإنسان
الإيمان - بحسب ذهبي الفم - هو رحلة تبدأ بالولادة وتنتهي في يوم الدينونة. وخلال هذه…