-1-
أخضعوكَ يا كلمةُ الله الحي لكلِّ لفظٍ شاذ
ظنّوا أنهم باللفظ قد امتلكوا الحقيقة
لكنك شخصٌ، فوقَ كلِّ لفظٍ
***
أنت الحق الذي يشرق بنوره
وكلامنا ليس من نورك
مِن موتنا جاءت كلماتنا
***
جاءت بالبدء وبالنهاية، وما بينهما
وخالفت كلَّ مطلقٍ وسامِ
لكن سجن الكلمات يروق لنا
***
خلقنا ذلك السجن لنبقى عبيداً
وخلف قضبان اللغات أقمنا عيداً
رقصنا على كلمات طُبَلٍ لم تكن جديدة
***
تحت ظلال أرسطو وأفلاطون جلسنا
نشرب القديم مياهاً آسنة
ونظن أنها مياه الآباء قد شربوها
***
يا ربُّ النطقِ، الآرامية واليونانية والقبطية
وكل لغات الأرض هي ظلُّ الحقيقة
كيف نعود بك إلى الماضي، إلا لموتنا
***
أنت حيٌّ في كل العصور
تقود تمرد القلوب الساعية
نحو نوركَ بأي لغة
***
قداسُ الأزلِ هو سرُّ محبتك
ينير قداسنا الذي لا ينتهي
من انتهى قداسه، مات دون أن يدري
-2-
ايقِظ ضمائرَ لبست الكلام
تعذَّر عليها نطق الحق
وجدت في اللفظ فلسفة الخصام
***
اشرِق علينا يا كلمة الآب
ثيؤفانيا جديدة في كل يوم
نورك وحده يبدد الظلام
***
افتح أقفاص التاريخ القديم
لأرواحٍ سجينةَ ظلام الماضي
بنور قيامتك قُدنا إلى مستقبلٍ مضيء
***
تركت القوافي لئلا أغيب في سكرة اللفظ
لأنك لم تكن لفظاً ولا فكرةً، بل شخصاً
تجسَّد في لحمنا ودمنا حقاً
***
يا متجسد، هذا دربنا
من الرحم إلى القبر
لكن بك من رحم الحق إلى الأبد
***
دربُك إشراق الحق
في اللحم والدم
إن لم يصِر هذا دربنا، هلكنا
+ + +