الله الثالوث ليس طبيعة معلَنة في ثلاثة أقانيم، بل هو ثلاثة أقانيم يُعلَن كل أقنوم في كيانه وفي وحدته مع الأقنومين الآخرين إعلاناً خاصاً بالإنسان؛ لأن الآب يعلِن أبوته في الابن، والابن يعلِن لنا بنوته بالروح وفي كيانه هو؛ لأنه جاء “لأجلنا نحن البشر”، وأعلَن لنا عن إلوهيته في التدبير الإلهي، ولم يعلِن لنا الابن عن “جوهر اللاهوت”؛ لأن الكيان الإلهي فوق الإدراك. وإذا وردت عبارات عند اللاهوتيين المتأخرين مثل بالاماس عن عدم شركتنا في الجوهر الإلهي، فهذا على وجه دقيق، صحيحٌ؛ لأن الشركة في الأرثوذكسية فيها المعرفة، ونحن نعرف أبوة الله من التبني، ولكن لا نعرف جوهر الآب والابن والروح القدس. لأن ما نشترك فيه هو ما نعرفه، وما نعرفه هو ما نشترك فيه؛ لأن الابن لم يُعلِن لنا جوهر اللاهوت، بل أبوة الآب. ولم يعلِن لنا الابن طبيعته، بل علاقته بالآب كابنٍ وحيدٍ أزلي.
حركة المحبة في الثالوث
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- أبجدية المحبة الإلهية
الألف أَحِبْ الرب إلهك مِنْ كل قلبك، وفكرك، وأَحِبْ قريبك كنفسك. هذه الوصية لن تتغيَّر…
- عطايا الثالوث في السرائر وفي كلمة الله
في هذه المحاضرة يطرح علينا الدكتور جورج حبيب بباوي موضوعاً هاماً، وهو في الحقيقة إجابة…
- تأملات في الصوم
صوم النفس، أو صوم العقل، أو صوم القلب هو صوم الحياة العقلية والنفسية، صوم الفكر…
تعليق واحد
ربنا يحميك كتاب فوق الممتاز