تأمَّل معي: محبة لا تنقسم؛ لأنها حياةُ الله، فهي ليست عواطف وإنما الوجود الإلهي -رغم عدم دقة كلمة الوجود؛ لأن “الوجود” خاصٌّ بنا نحن المخلوقات، وربما تعبِّر كلمة “الكائن” عن الله بشكلٍ أفضل- ومع ذلك، فقد دخلت المحبة الإلهية إلى الوجود الإنساني نفسه بالتجسد. دخلت المحبة دنيا الإنسان بما فيها من انقسامات وتحزُّب وحروب وخصام وعداوة تصل إلى حدِّ القتل بسبب انقسام محبة الإنسان وارتباط محبة الإنسان بما يحتاج. ولما كانت الاحتياجات متنوعة، بالتالي تنقسم المحبة حسب تنوع أهداف محبة الإنسان للمال، والعمل، والشهرة، وكل ما يحيط بالإنسان في الحياة الاجتماعية. لكن الثالوث لا احتياجات له، وليس لديه تنوع الطبائع المخلوقة، بل الحياة الواحدة التي نسميها الجوهر الواحد، وجوهر الألوهة هو المحبة؛ لأن “الله محبة”.