قرارٌ أدخل فرحاً لا يوصف على قلبي. كان أول من منع هذه التراتيل هو القمص مينا المتوحد – قداسة البابا كيرلس السادس. لكن أحب أن أقول للآباء المسئولين عن الخدمة والأخوة والأخوات الخدام لا بُد من درس عملي في أهم فضائل الأرثوذكسية، وهو تعلُّم “الإفراز”.
قواعد التمييز بين ما هو أصيل في التسبيح، وما هو دخيل وضار:
مثال عملي: قارن بين ترتيلة “رنَّ صوتٌ في الأعالي يا تُرى ماذا الخبر”، وبين أي قطعة في أي ثيئوطوكية، فترى الفرق الشاسع.
1- تتوقف الترانيم البروتستانتية عند الوصف الخارجي للعلاقة بيننا وبين رب المجد؛ لأن الخلاص في تعليم حركة الإصلاح تم في الماضي وانتهى، وما يتبقى هو ما يتذكره العقل، وما تقدمه “العبادة” من قراءة وصلوات.
2- انعدام الاتحاد الشخصي بيننا وبين الرب الذي يعبِّر عنه مرد الثيؤطوكية: “أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له”. فعلى سبيل المثال تضع ترتيلة “قد قضى ديني كله الحمل” الصليب خارج الحياة المسيحية، فهي خاصة بالماضي، في حين أن الصليب حاضر بقوة في رشم الصليب قبل الصلاة، وهو رشمٌ يأخذ قوته من أختام الميرون الـ 36 رشماً.
3- قارن مثلاً ترتيلة “ليه تعيش مسكين يا خاطئ وحزين … الخ”، وبين ما تنشد به أم الشهداء في التسبحة: “لأنه غُلِبَ من تحننه وأرسل لنا ذراعه العالية”، أو مديحة “مراحمك يا إلهي كثيرة جداً”، أو ما ورد في الإبصاليات.
الفكر الإنجيلي (البروتستانتي) يؤكد أن الخطية -حتى بعد الإيمان- هي عودة إلى الانفصال عن الله، بينما الأرثوذكسية تؤكد أن محبة الله لا تتغير.
3- برامج النمو الروحي التي يقدمها الفكر الإنجيلي (البروتستانتي) لا تقدم تعليماً عن عمل الروح القدس في النفس والجسد، ويمكنك أن تقارن بين كل هذه البرامج، ورسائل القديس أنطونيوس أو العظات الروحية للقديس مقاريوس.
5- لا وجود بالمرة لعقيدة الثالوث؛ لأن الابن دفع الثمن للآب وانتهى عمل الثالوث يوم الجمعة، ولا مجال حتى للكلام عن الروح القدس، بينما يمكنك أن تلاحظ أن كل صلاة في القداسات تنتهي دائماً “بالنعمة والرأفات ومحبة البشر اللواتي لإبنك الوحيد .. هذا الذي له المجد والكرامة مع الآب والروح القدس الثالوث الواحد المتساوي”؛ لأننا وإن كنا نصلي باسم الابن أو نرتل باسم الابن، إلَّا أننا في حضرة الثالوث القدوس. وأرجو مراجعة شاملة لكل التراتيل التي لا وجود للثالوث فيها وإعادة كتابتها.
أخيراً، أهنيء الأب أسقف المقطم، وأرجو مزيداً من الإفراز، وبشكل خاص: كيف يثبِّتنا التناول في الرب يسوع، ويجعلنا واحداً معه بالنعمة وليس بقراءة الكتاب المقدس فقط.
دكتور
جورج حبيب بباوي
10 تعليقات
يادكتور چورچ انا متأكد انك ماشفتش الفيديو ، لو شفت الفيديو والطريقه الغير ادميه التي اتخذ بها هذا القرار الصدمه وطريقة العنجهيه العصبيه التي تخلو من محبة الروح القدس لكان لك رأي مختلف. نعم انا ضد الكلمات الغريبه المقلقه اوالطريقه الغربيه المؤسفه في ترانيم كثيره دخيله ولا سيما اذا قورنت بكنوز ابصاليات الاسم الحلو المملؤ مجداً او الثيؤطوكيات او الاواشي.. وغيره كثير في بحر لكن ما يحزنني هي الطريقه التي ضاعت فيها المحبه فضاع ايضاً الحق….انك دائماً ضد الجهل والفريسيه وهذا قرار اتخذ بجهل وفريسيه حمقاء! اين صوت المحبه الحقيقه التي تمنح العقل وتعطي الحق قوته؟!! اما كان اجدر ان يتخذ هذا القرار بحكمه وترو و هدؤ الروح؟! يادكتور انتظر منك توضيح اكثر لموقفك لان هذا الشخص عينه قد يكون علامه من علامات ما قد تجرعت انت نفسك منه
ما هى معايير اختيار الاسقف ..انا بكل صعوبة صدقت ان الشخص اللى فى الفيديو هو اسقف ..شيىء فعلا لا يفيد العقيدة ولا الدين ككل ….لا والغريب ان رئيس المجمع المقدس يدعو هؤلاء اللى دايئين الامرين فى جمع قمامة الناس ..يدعوهم فى الفيسبوك انهم يطيعوا اسقفهم اللى بهدلهم ..ويخضعوا له ..انى ارى ان ما حدث هو ما شوه صورة ام الشهداء وليس الترانيم وغيره …يجب وضع معايير لاختيار الاسف وكفايانا اللى فات
المحبه تفتخر علي المعرفه .. كما ان تعلبم الروح القدس غيرموجود بالمره في الكنيسه هذه الايام .. اعرف ان من اختبر الظلم صعب يظلم ..
قرار منع الترانيم متعصب . ويدل على أن صاحبه ﻻيتمتع بشركة روحية قوية مع إلهنا الطيب . وينظر إلي القشور . وعندما نصل السماء علي حساب دم فادينا سنسبح ﻹلهنا المثلث اﻷقانيم بكل تسابيح الحمد والشكر ﻷنه اشترانا وفدانا وعندما نقف أمام إلهنا نكون مكسويين ببر المسيح وسوف ﻻيسألنا إذا كنا بروتستانت أو أرثوذوكس أو ماذا كنت ترنم . فقط إن كنا أمناء سوف ندخل فرح سيدنا . فمن ﻻيجمع فهو يفرق شعب المسيح . ولو أن صاحب هذا الرأي عنده حب المسيح فسيجول يصنع خيرا ويعطى من حب المسيح لكل محتاج ويقف بجوار البائس والحزين والمكسور وسوف ﻻيكون انشغاله بالطقوس والشكليات التي سوف ﻻتفيد شيئا عند مجئ المسيح له كل المجد .
لا أعرف كيف تصنفوا الترانيم ولكن الترنيمة بمحتواها والكثير من الفرق البروتستانتية ترانيمها عن التسبيح والامتلا من الروح القدس وتمجيد الرب يسوع وعلى العكس بعض الفرق الأرثوذكسية تكلمت عن أثر الخطية أكثر من الخلاص ومجدت أشخاص متنيحين وغيرهم عيشين أكثر من تمجيدهم للمسيح فالعبرة بالمحتوى نأخذ مايليق ونترك ما لا يليق من الفريقين وعلاج الخطا بالمحبة لنجمع ولا نفرق
دكتور جورج.. تعلمت منك ومن كتاب أن الشخص يسبق الحدث، ومنه يستمد الحدث قيمته
واقتبس من كتابك التالي، والذي وضعته في مرجع لبحث موضوع الشر وموقف الله منه
“ويمكن أن نلاحظ أن التقسيم امتد بعد القرن الخامس – وفي الغرب بشكل خاص – إلى فصل أحداث الخلاص التاريخية عن الشخص أو الأُقنوم، ومحاولة فهم الشخص من خلال الأحداث، وليس الأحداث من خلال مكانة وطبيعة الشخص، وهذا هو في حد ذاته منهج الهرطقات القديمة، ولكنه تحول تدريجيًا إلى مدرسة لاهوتية كاملة تحاول عزل الأحداث عن الشخص وتسليط الأضواء على الحدث محاولة أن تبني (وبشكل يُقال أنه تاريخي) صورة ومكانة الشخص، وهو المنهج الذي يصل إلى ذروته على يد “Welhusen” و “F. Bauer”، وأساتذة المدرسة التاريخية الذين حاولوا إعادة كتابة التاريخ المسيحي من خلال النظرة التاريخية النقدية “Historical criticism” ويمكننا هنا أن نرصد ثلاثة حقائق تاريخية تتعارض مع المدرسة التاريخية النقدية الأُوروبية
أولاً: إن الشخص… يسبق الحدث في الوجود. والشخص يصنع الحدث لا سيما في الأدب، والنصوص الدينية، وبشكل خاص في الكتاب المقدس.
ثانيًا: من خلال تطور قانون الإيمان نفسه، وقاعدة الإيمان التي وضعت في عصرٍ مبكرٍ، حوالي سنة ١٧٥م، يظهر لنا أن مبادئ الإيمان، تدور حول الشخص، وأن يسوع هو خالق الأحداث، وهو الذي بشخصه يعطي لها المعنى.
ثالثًا: إن يسوع المسيح هو أقنوم الابن الأزلي المتجسد. وبالتالي، فهو الأزلية مع التاريخ، والله مع الإنسان. وهذا هو ما يجعل هوية وطبيعة الفادي والمخلص، هي المفتاح الأول لفهم أحداث الخلاص. أي أن أزلية المخلص هي التي تشرح لنا أحداث التاريخ وتحدد معناها. حقًا هذا هو منهج آباء الإسكندرية، وهو منهج يعتمد على الإيمان الرسولي نفسه، وعلى ما جاء في الكتاب المقدس، وفي العهد الجديد بشكل خاص.
د. جورج حبيب بباوي: الخلقة الجديدة في المسيح يسوع – ص 85″
لقد تعلمت منك أكبر دورس لاهوت مسيحي، وهو ان الشخص يستمد منه الكلام،
فكل موقف يقوم به شخص… يمكن تفسيره من عدة وجهات نظر مضادة لبعض.. لو نظرنا للأحداث بمعزل عن الشخص أو بتجاهل لشخصيته، فقد تكون دعوتي لصديق للعشاء هي بدافع المحبة…. قد تكون بدافع حب نقي وصافٍ… أو قد تكون بدافع المصلحة أو عقد صفقة… ولايمكن الفصل في تلك القضية بتحليل طبيعة الطعام ومكان دعوة العشاء… لكن يكون الفصل واليقينية عندما نتلامس بقرب مع شخصية صاحب دعوة العشاء ونعرفه معرفه حقة… حينئذ نفهم ونعرف ونتيقن… ونفسر الحدث ونفهم أسراره…. لذا يكون التلامس مع الشخص هو المصدر الأساسي في فهم التعاملات والأحداث لذلك الشخص معنا، وكلما زاد التلامس زاد الفهم وزاد اليقين.
فيوم تكون متيقنًا من أن شخص ما يدعوك على العشاء لأجل مصلحة أو منفعة، حتي لو في جلسة العشاء لم يفتح موضوع المصلحة المتوقعة، ستتيقن أنه سيفتح الموضوع لاحقًا وأنه يخطط بعمق أكبر. وعلي النقيض، مَن تثق في حبه لك لو دعاك للعشاء وطلب منك أمرًا ما، لن تشك لحظة في محبته لك ولن تقول مصلحة…
اذن تقييم الوضع لا يعتمد علي نوعية الطعام ولا علي مكان العشاء ولا طريقة الطهي، واضح أن الأحداث في حياتنا يتم تفسيرها بالكامل من خلال الشخص قبل الحدث، وإن الحدث يتم تفسيره من خلال الشخص
فشي مؤسف ومؤلم جدا، أن ارك تتكلم وتقيم موقف بمعزل عن الشخص، ذلك الشخص ليس له ادني علاقة بما تتكلم، وبما تريد، وواقعنا ابعد ما يكون عن ذلك، ودافع ذلك الرجل ليس استقامة إيمان بل تعصب، لا تحتاج للاهوت لكي يكتشف الإنسان ذلك، ولا تحتاج لمعرفة، ثمارهم تشهد، ولم ولن يفعل ما تريد،
فكيف وانت من علمتني قرائة الكتاب بروح ارثوذكسية… تقرأ الأحداث بطريقة غير أرثوذكسية
اكتب لك من حبي، والمي
د.جورج احييييييييييييييييييك
الاستاذ رومانى جوزيف
اشكرك من اجل تنبيهنا لتلك النقطة الهامة جداً, لأنها نقطة فاصلة فى تاريخ تدهور الكنائس الغربية, وعثرتهم المهلكة فى إنكارهم لسر فاعلية حضور شخص المسيح فى الأسرار المقدسة, وهذا أنشأ إصرار متوقع ومنطقى, للفصل بين الشخص وأحداث الدنيا, ومن هذا المنطلق تدهور التعليم الغربى باكمله, ليشمل كل مناهج علوم اللاهوت, لتتحول الى مناهج عقلية, لتنفصل حياة البشر بقوانينها الارضية عن قوانين السماء, فيرددون باستمرار ويؤكدون على ما ينتظر المؤمنين من حياة سمائية سعيدة, ما لم تراه عين, وما لم تسمع به أذن, وما لم يخطر على قلب بشر, أما إن وقع الانسان اسير لاحداث حياتية مهلكة مدمرة, فلا معونة حقيقية له, حتى إنه صار من الطبيعى أن تسمع بانتحار احد المؤمنين تحت وطئة وشدة تجربة ما, وهذا الواقع المرير يحياه الغربيون من جراء فصلهم الشخص عن الحدث.
وهذة للاسف كلها ملهاة ومدعاة خاطئة من تجاوزات العقلاء, اللذين يلهثون وراء فهم عقلى اوضح وحسب, ذو حيثيات منهجية, بصرف النظر عن الفائدة المرجوة لحياة الأنسان, فهم يرغبون فى تقنين كل شئ بحسب دواعى الزمان والمكان والعقل, متغافلين عن سمائية الدعوة المسيحية, مصدر قوة المؤمنيين, وتماسك بناء الكنيسة .
واسمح لى ان اعرض نقطة تشكل النصف المكمل لما بدأت بعرضه:
صحيح اننا نبدأ دائماً من الشخص حتى نصل لجوهر الحدث ومقصده, ولا يجب علينا ابداً بحث الحدث بمعزل عن الشخص المسبب للحدث ذاته, إلا انه بعد الاتحاد, فقد تموضع الحدث بالشخص, فلا تستطيع فصل الشخص عن الحدث ابدا, فهل يمكننا فصل شخص المسيح عن إفخارستيا الحدث من بعد الأتحاد.
علماً بانه لا يمكننا تموضع الحدث بالشخص, إلا من علاقة حب بالشخص المعنى به تقديس الحدث, فبالحب يتحرر الحدث من حدوده المكبلة لانطلاقه تجاه الاتحاد بالشخص القادر على ابطال مقدرات الحدث الجغرافية والزمانية والعقلية ايضاً, وبقى ان نتأكد من ان الحب هو عطية الرب الاولى لنا, فهو الذى احبنا اولاً, ”فمن يديك أخذنا واعطيناك”.
فان استطاع الانسان ان يفصل بين الشخص والحدث فى وقت ما, فهذا دليل بان طاقة الحب للتقديس معطلة, لأنه لا يمكن فصل الشخص عن الحدث المتقدس, ليصبح الحدث ذاته, ذو دلالة كيانية وليست مجرد عقلية, لتواجد الشخص بالحدث, اذاً نخلص الى .. إنه من خلال علاقة المحبة فى الروح القدس, لن تستطيع ادراك اى لحظات تفصل فيها بين الشخص والحدث, سوى التمايزاللفظى وحسب.
وكذلك نخلص إلى انه يمكن ان نبدأ بالحدث, بدون خوف او انزعاج, لان الحدث قد تموضع بالشخص, وهذا هو الحق والحقيقة الواحدة التى لا يغيرها شئ, حتى إن بدأنا بالحدث, سنصل حتماً للشخص الكائن بالحدث.
ومثال ذلك الواضح .. معمودية الأطفال ومناولتهم, فبالرغم من عدم إمكانية تعرفهم على المسيح, إلا إن أحداث المعمودية تحمل إليهم شخص المسيح, وتعطيه رغماً عن عدم توافر امكانيات عقلية لدى هؤلاء الأطفال, التى تمنعهم حقاً من مقابلة عقلية لشخص المسيح, إلا إن أحداث المعمودية والتناول تعطى للأطفال شخص المسيح, فهذا القصور العقلى الذى لديهم, لم يمنعهم من مقابلة المسيح على المستوى الكيانى. إذاً الحدث يحمل دلالات كيانية للشخص فائقة تفوق اى دلاله عقلية اخرى.
إذاً لا ضرر إطلاقاً إن نبدأ بالحدث.
ولا يهم معرفة عقلية مسبقة للشخص,
حقاً من أحداثهم ”ثمارهم” تعرفونهم!!
فالحدث يستطيع ان يكشف دلالة كيانية قوية كاشفة للشخص ذاته
صديقى .. هل ان بدأنا بالحدث فهل هذا يعنى اننا اهملنا الشخص؟
وان بدأنا بمعرفة الشخص كما تطلب
فهل هذا يعنى ان نقبل بأحداث معطلة غير هادفة للشخص؟
بل مضادة للأتحاد به, ولما قد تسلمناه !!
صديقى .. عليك ان تتخلص انت من كافة الاشخاص,
لتبقى على شخص واحد فقط.
هو هذا الشخص العجيب, الذى لا يفارق الاحداث ابداً
لأنه فى إتحاد دائم معها
لذا من المؤكد انك ستقابله, حتى وإن بدأت بالحدث !!
شكراً لك
I think the confusion and the hurts here is understandable….no one wants to be wrong. However, Dr. Babawai would have made much simpler if he emphasised that the core reason for the new innovation in modern time Christianity, especially in the West is due to the rise of Modern man due to the Western enlightenment. Man in the West became the center of the universe…therefore the greater emphasis on “own salvation- hence, the question, r u saved”. Interestingly, it seems to be the same sin in the Coptic Church- culturally speaking.
Christ is the center, not us and even our salvation….your will be done, with or without man contribution. Peace
.
الأستاذ صلاح
أولاً: اسمح لى بأن أُكمل حديثى إليك, بلغة حياتى وإيمانى, حتى تحمل لغتى إليك كل ما أفرزته حياتى من خبرة وتعبيرات ومصطلحات, شكلت محبتى ورجائى وخلاصى. لذا سأكتب إليك بالعربية, لنقترب سوياً من جذورنا, فجميع اللغات التى لا تشكل الوجدان الطفولى تعتبر لغات دراسية أكاديمية, لا تحمل سوى مصطلحات مقدسة, تدركها روح الأنسان بالصوت, ولذا فهى تظل عالقة فى العقل, دون ان تنسكب لحياتنا اليومية, التى يتشكل مفاهيمها وأختباراتها بلغة الأم. لهذا يجب علينا ان نتخلص من اللغة القبطية كلغة للتسبيح فى اسرع وقت ممكن, لأنه لا يفهمها ولا يعى مدلولاتها الحياتية سوى اقل القليل, والتى ساهمت فيما وصلنا إليه من فقر, وفصل لحياتنا عن ما ندركه ونفهمه, على ان نحتفظ بها كلغة دراسية فى معاهد اللاهوت المختلفة, لتقوم بالربط بين طبقات التاريخ المتباينة.
ثانياً: صدقنى لو كان الأوربيون يدركون بالحق بان الأنسان هو مركز الحضارة الحديثة, كما تفضلت وأكدت, لما ظهرت كل هذة المشكلات المحطمة للأنسان ذاته, ولكانوا أدركوا بان المسيح هو الأحق بمركزية الكون, لانه هو خالقه, وهو أيضاً المولود في الكون من امرأة, فيصير لهم ما له, بإتحادهم فيه إن فهموا وعقلوا!
ولكن للأسف هم لا يُدركوا, ولن يُدركوا هذا أبداً, فأنكروا وجود الله, وكفروا بكل ما هو سمائى, لأنهم يؤمنون بالمادة والاقتصاد وبالعقل بلا حدود, للدرجة التى يصعب علينا احياناً تخيلها, لذا فهم يؤكدون بأفعالهم وتصرفاتهم على مركزية المادة ’’ الحدث’’ للكون, حتى إنهم هم أنفسهم يؤكدون بأن المال يقود ويسيير كل شئ, فيقولوا دائما ’’بأنك تستطيع ان تشترى كل شئ, مهما كان ممنوعاً وقذراً!! وهذا مرهوناً فقط بكم تستطيع ان تدفع ثمناً له؟!’’
لذا يجب ان لا تأخذ الحضارة الأوربية من التوقير أكثر من حقها, لأن هذا يعتبر خداع وتزييف للتاريخ, فهى مجرد نظام اقتصادى أصم, وضعت أساسياته الثورة الصناعية, ونجح بعمله المخترق لكل الاعراف والمبادئ الانسانية, ليسوق بضاعته, والتى فى الغالب هى بضاعة مدمرة مهلكة قذرة تميت, ولا تعطى حياة,!
فهل سنبحث عن الأنسان فى المصانع بين الآلات والماكينات والمفرقعات؟!
هذة الحضارة الخربة قامت على أساسيات الثورة الصناعية, اى المادية, اى الأقتصادية, إذاً فهى لم تقم من اجل حقوق الأنسان وتحريره وسعادته, بل جاءت تطالب بالحرية والعدالة والتعليم, ورفع الظلم عن المرأة والطفل, من أجل بناء تقدم اقتصادى لبلادهم وليس للكون, وهذا يفسر السلوك المشين من ظلم وحقد وتدمير بربرى, من حروب وغزوات تدميرية قاتلة قادها الغربيون الحضاريون التنويريون, تجاة شعوب الأرض, إن تعارضت المصلحة الأقتصادية فقط, فهم يتغاضون عن كافة الجرائم والإساءات الموجهة للإنسان, إن حققت مصلحة لاى اوربى, منها على سبيل المثال وليس الحصر, تجارة الاعضاء البشرية, إذاً هذة الحضارة الأوربية لم تقم من أجل التأكيد على مركزية الإنسان فى الكون, لم تقم من أجل الحرية, بل من أجل الخبز والطعام لأناس بعينهم, لذا فهم لا يتورعون عن بيع السلاح كجزء اساسى للانتعاش الاقتصادى, بل لا يتورعون عن اشعال الحروب فى كافة المناطق الممكن إشعالها, من اجل عدم كساد تجارتهم فى بيع السلاح للأغبياء, ولا تقل لى بانه من حق الغربيين الدفاع عن بلادهم, فهذا ليس بدفاع بل هجوم من اجل استعباد الأغبياء وسلب مالهم, الذين لم يملكوا سلاحاً إلا المُشترَى من التنويريين الغربيين.
وان قصدوا حقاً حماية بلادهم هم من الاعتداء الخارجى, لأكتفوا بابتكار السلاح الفعال فى تحقيق الامان لهم, إلا انهم لم ولن يفعلوا هذا مكتفيين بالسلاح المتقدم, بل ينتجون السلاح التقليدى أيضاً ليشعلوا العالم من حولهم, اى تنوير وتقدم فى تدمير الكون. اذاً يجب علينا أن نسمى الأمور والأفعال بمسمياتها الحقيقية! فهذة ليست ’’بحضارة أوربية’’ بل هى ’’ الخرابة الأوربية’’.
لذا فقد أصبح الأنسان المدجج بالسلاح هو مركز الكون الحقيقى!!
يا استاذ صلاح … هل هذا هو ما قد قصدته بأن حركة التنوير الغربية, قد جعلت من الأنسان مركزاً للكون؟! علماً بان الله لم يخلق الإنسان مسلحاً!! آلا يكفيك بان التنوير الغربى لم يكن ضد السلطة الكنسية الفاسدة, بل كان ضد المسيح ذاته, الذى ’’قصبة مرضوضة لا يقصف, وفتيلة مدخنة لا يطفئ’’ أش 3:42, الذى ما حمل سلاح قط!! الآن فقط نستطيع ان ندرك لماذا كان التنوير الغربى ضددا وخصماً للمسيح, من اجل بناء رخاء أقتصادى قذر من تجارة السلاح وقتل البشر وتدمير الكون. لذا فاى انتصار للتنوير الغربى, هو انتصار للمضاد للمسيح, وهو السبب الخفى لإلحاد – بدرجاته المختلفة – الكثيرين من الكنسيين!!
نعم هم يؤكدون بان رخاء الأنسان هو هدف حضارتهم, وهذا محض كذب وإفتراء, صديقى لا تسمح لأحد بأن يغشك ويوهمك بأن الحضارة الأوربية تؤمن بالإنسان كمركز للكون! لأنها تؤمن أشد الإيمان بتكنولوجيا تصنيع السلاح المدمر كمحور أساسى للحياة الحضارية المزعومة, وبالعقل كمبتكر لهذا التقدم المصنع للسلاح, اما الانسان فيأتى فيها بمركز المنتج فقط, لهذا الدمار الكونى, والجالب للمال والرخاء لبضع قليلة من البشر والبلدان.
ومن خلال هذة المساحة الضيقة, لن نتمكن بعرض باكثر من هذا الآن, على وعد منا بأن نعود مرة أخرى للحديث عن ’’الخرابة الأوربية’’, لأنها بالحق تخرب لكل ما للانسان من حياة طبيعية, كانت له منذ فجر التاريخ, وقد افسدتها تكنولوجيا صناعة السلاح, التى بدأ بها الغربيين كثمرة للتنوير والتقدم.
إذاً صناعة السلاح هو الإبن البكرى للتنوير الغربى, اعتقد هذه افضل نكته قيلت سوف نضحك عليها كثيراً حتى الدمار الشامل للكون!!!