أنا مسيحي قبل أي شيء آخر. أعيش مسيحياً وسوف أموت مسيحياً. ما يقال عني لا قيمة له بالمرة، طالما هو لا يمس الإيمان.
بدايةً يجب أن أتوجه لنيافتكم بالشكر على أنك أضحكتني ضحكةً طويلةً على قائمة الاتهامات التي نشرتها على موقعك الرسمي، وقد وصلتني اليوم فقط. أضحك لأنها أولاً: بلا دليل، وثانياً: لأنها بعيدة تماماً عن الأرثوذكسية، وتكشف مقدار استيعابك للتاريخ واللاهوت. وليس أدل على ذلك مما تقوله في ص 52 في كتابك مائة سؤال وجواب عن العقيدة المسيحية الأرثوذكسية: “ولعل الروح القدس كانت ترمز إليه النار الإلهية التي تنزل من السماء وتلتهم الذبائح التي كانت تقدم على المذبح في العهد القديم، فهو النار الإلهية التي تُصعد الذبيحة”. نيافتكم تقول ذلك، بل وتسجله على نفسك كتابةً في الوقت الذي من المفترض فيه أن يعرف أصغر طالب في الكلية الإكليريكية أن الذبيحة الوحيدة التي نزلت عليها النار من السماء كانت هي ذبيحة إيليا النبي، أما باقي الذبائح فقد كان الكاهن يشعل النار في الأجزاء الخاصة بالله حسبما ذكر ذلك سفري اللاويين والتثنية. إذن فأنت لا تعرف شيئاً عما تتكلم عنه، لا تاريخ العهد القديم ولا الذبائح.
أما شرحك لدور الآب كديان -في ذات الصفحة وذات الكتاب- فهو يضعك في قفص الاتهام مع أريوس لأنك تنكر ما سبق وذكرته في الصفحات السابقة عن الثالوث، وهو منقول من مصادر يبدو أنك قرأتها في سرعة دون أن تدرك أنها تصطدم مع ما ذكرته في كتيب عقيدة الفداء والكفارة، الذي سبق وأشرنا إليه في الطعن الذي قُدِّمَ ضدك.
كما أن ما ورد عن الصلب والمعمودية ص 42 – 44 من المفروض أن تتنازل عنه إذا قرأت بعناية عظات القديس كيرلس الأورشليمي.
أنا لا أريد أن أتواجه معك في ساحة القضاء المصري بخصوص شرائط الكاسيت الخاصة بالكلية الإكليريكية – فرع طنطا، والتي قمتم بتزويرها، هي عندي. هذه المواجهة لا تشرفني، ولا تُدخل في قلبي أي عزاء أو فرح لأنني لا أحمل ذات الحقد والكراهية التي تحملها لي ولغيري من الدارسين.
بل لازلت عند طلبي الذي أوردته في خطابي المفتوح لقداسة البابا تواضروس والخاص بأنني أريد حواراً علنياً، فقد تعذَّر عليك محاكمتي، وصدر قرار حرماني في غيابي، وأنت أول من يعلم أن كل الاتهامات التي وجهت لي هي من اختراعك أنت والأنبا شنودة، وأنها لا أصول لها. الاتهام الذي تقبله الكنيسة هو اتهام موثَّق بما نُشِرَ من وقائع ومقاطع كاملة غير مبتورة وليست كالتي قمتم أنت والراهبة شريكتك في تزويرها، تلك الراهبة التي لا تنام ولا تعرف الراحة، ولن تعرفها لأنها تعرف أنها شريكتك في هذه الخطايا.
أُشير عليك بأحد ثلاثة أمور من أجل حياتك الأبدية: إمَّا أن تعود إلى الدير راهباً كما كنت الراهب توما السرياني، وأن تسير في طريق الآباء النساك، فإن كان ذلك مستحيلاً عليك فعليك أن تكون مسيحياً وأباً كريماً وأن تتمسك بنعمة الأسقفية مثل الآباء القديسين خادماً كمسيحي لا يحمل الأحقاد ولا يصنع المشاكل. أما المشورة الثالثة، فهي أن تعترف بكل ما فعلت للأب الروحي للكل، قداسة البابا تواضروس الثاني وأن تعمل كل ما في وسعك لأن تخدم معه لا لكي تؤلب الاتباع وتنفق أموال الأيتام والفقراء على مشروعات العداوة.
أُصلي دائماً لك، بل وأطلب كل يوم الرحمة والميراث الأبدي للراحل الأنبا شنودة الثالث لكي يكون لكما نصيباً صالحاً في ملكوت السموات.
صدقني، الضجيج الذي تقوده محسوبٌ عليك، ولن ينغصك فقط، بل سوف يجلب عليك متاعب وأضرار لا تُحمد عقباها، أنا لا أرضاها، بل أتمسك بذاك الذي قبل اللص اليمين على الصليب؛ لأنني أريد أن أكون معه وفيه شاكراً لك شكراً لا ينقطع على صلبك إياي مع مخلصي حتى أحيا القيامة أيضاً معه.
ختاماً -وبكل حق- محبتي في الفادي محب كل البشر.
دكتور
جورج حبيب بباوي
تعليق واحد
خطاب ساخر هادف !!