العيد هو اشتراكنا -حسب التدبير- في الروح القدس بعد أن يرفع الابن له المجد موانع الموت والفساد والجهل كعطايا الله الآب. فالعيد يؤكد أن اتحادنا بالابن ليس اتحادًا مجازيًّا ومعنويًّا، إنما هو اتحادٌ حقيقيٌّ لأن الابن صار جسداً وسكن فينا. فالمسيح إلهنا الصالح يقول في الرسالة إلى العبرانيين، الإصحاح الثاني: “أُخبرُ باسمك اخوتي وفي وسط الكنيسة أُسبِّحُك”، كما كتب الرسول بولس. فالربُّ معنا في الكنيسة يسبِّح معنا لأننا نلنا نعمةً سماويةً. ويقول الربُّ أيضاً إنه “لا يستحي أن يدعونا اخوته”، فنحن اخوة الربِّ، ليس بالمعنى الدارج الذي أُعطي للفقراء في كنيستنا، بل لأننا اخوته حقاً حسب الجسد، ولذلك حتى لا يتوه المعنى منّا يقول الربُّ لمريم المجدلية بعد القيامة: “اذهبي وقولي لأخوتي”، فهو يدعونا اخوته بسبب تجسُّدِه وبسبب محبته لنا نحن الغرباء الذين جاء الرب ليفديهم.
تنزيل الملف
Epiphany_2021.pdf