لقد وضع تجسد الابن نهايةً للوجود الإنساني المنفرد، وجعل وجودنا في شركة جسده الكنيسة وجوداً دائماً أبدياً. فبعد تجسد الرب صار كل إنسان مدعواً لأن يصبح مثل “ابن الإنسان”، الإنسان الجديد، آدم الأخير، أو الثاني، أو الجديد الذي من خلال الشركة في الطبيعة الإلهية يتجلى جسده بكل مجد المسيح في هذا الدهر بواسطة مواهب وعطايا الروح القدس، وفي الدهر الآتي بتجلي الرب نفسه؛ لأننا سنراه ونصبح مثله (1 يوحنا 3: 2)….
وتعلو الخليقة الجديدة على الخليقة الأولى أولاً: من حيث المصدر. ثانياً: من حيث الثبات. ثالثاً: من حيث المجد والبقاء. فهي أولاً: من الله، وليست من البشر. وثانياً: هي من اتحاد اللاهوت بالناسوت، وهذا ليس بإرادة الناس. وثالثاً: هي مملوءة بكل خيرات اللاهوت، وتبقى كائنة بقوة ونعمة الروح القدس. هنا اختفى العدم الذي جئنا منه، فقد صار المصدر هو اللاهوت، وأُبيد الموت، فلن نتزعزع، وأعطَى ملء الشركة، فصرنا بذلك أحياء لله في يسوع المسيح وبقوة روح الحياة.
هكذا – أيها الأخوة الأحباء – لم تعُد لقوانين الخليقة الأولى سيادة وسيطرة على الخليقة الجديدة، بل صارت السيادة للرب، والسلطان للروح القدس. لنقترب أكثر من هذه الحقيقة الفائقة: