-1-
محبتُكَ جعلَتكَ تصومُ
عن طلبِ مجدٍ ذاتي
محبتي تجعلني أتمسَّكُ بمجدِكَ
محبتُكَ لذاتِكَ تقودُكَ للصلبِ
تطلبُ الغيرَ
لكي يتحررَ
وتموتُ
لكي تعتقَ
أسرى الموتِ
هكذا جعلتكَ المحبةُ
تصومُ،
فلا تحيا لذاتِكَ
بل تحيا مثل حبةِ الحنطةِ
تموتُ؛
لكي تأتي بثمرٍ
تحلُّ فينا
لِتصل إلى غاية محبتِكَ لذاتِكَ
أن نصبحَ نحن حياتَكَ
التي غايتها
أن تجمعَ أبناءَ اللهِ
المتفرِّقينَ
إلى واحدٍ
-2-
المحبةُ توحِّد؛
هي قوةُ الحياةِ الإلهيةِ
التي وحَّدَتْ
اللاهوتَ بالناسوتِ
جعلتْ الوحدةَ غايةً
لأن الوحدةَ طبيعةٌ في اللهِ
***
تحبُ ذاتَكَ فينا
لأننا بالتجسُّدِ
صرنا واحداً معكَ
وتحبنا كآخرين مختلفين عنكَ
فيبقى الاختلافُ أساساً للاتحادِ
لا يلغي طبيعة الآخر
مهما كانت محبته
***
ألوهيتُكَ يا يسوع
هي التي أعطتْ لكَ
القدرةَ على أن تتأنى
قدرتُكَ الإلهية التي جعلتك تتجسَّد
هي نفسُ قدرتِكَ
التي تجعلَكَ تحلُّ فينا
أشواقُ محبتِكَ لا تعرف الحدود
فلا الجسد المحدود
ولا الموت
ولا القبر
كان يمنعك،
أو يملك قدرةً
على أن يمنعكَ
***
بقدرتُكَ التي بها قُمتَ
تحيا فينا
وتسكبُ محبتَكَ في كياننا
الذي لا يعرفُ المحبةَ
بالمحبةِ تصومُ عن كلِّ ما يمنع
فلا موانعَ في المحبةِ
-3-
اتحادُنا بالمحبةِ
هو اتحادٌ بقوةِ الألوهةِ
والتألُّهُ بالمحبةِ هو صومٌ
عن كلِّ ما هو غير المحبةِ
***
قوةُ الاتحادِ
هي قوةُ الثالوثِ
وغايةُ الاتحادِ
هي شركةُ الأقانيمِ
ذات الشركة الأزلية
***
يرعِبُنا الشيطانُ
مِن هذا الاتحاد
ويُخيفُ مَن هم أسرى الشريعةِ
يخيفُ هؤلاء
بالخطيةِ والدينونةِ وجهنم
***
رُعبُ الدينونةِ
هو علقمُ الخطيةِ
وخوفُ النارِ
هو جهلُ البشرِ بمحبة الفادي
مَن يحاول أن يجمعَ بين الخوف
والمحبة
يصير أسيراً للخوفِ
وقد تغرَّب عن المحبةِ